نزلت علينا محنة


سلمان مصالحة ||

نزلت علينا محنة


نَزَلَتْ عَلَيْنا مِحْنَةٌ
بِمَكانِ. في بُقْعَةٍ جُبِلَتْ
مِنَ العُرْبانِ.

إنْ قُلْتَ: تَيْسٌ ذَا، تَقَدَّمَ
شَيْخُهَمْ. يَنْوِي حِلابَ التَّيْسِ،
مِثْلَ الضَّانِ.

لا يَفْقَهُونَ العِلْمَ،
إلَّا أَنَّهُمْ، يَتَفاخَرُونَ
بِعَالِمِ القُرْآنِ.

يُدْلُونَ فِي كُلِّ العُلُومِ
بِدَلْوِهِمْ. لٰكِنَّ دَلْوَهُمُو
عَنِ البُعْرَانِ.

نَزَلَتْ عَلَيْنا طُغْمَةٌ
وَتَناسَلَتْ. حَكَمَتْ كَحُكْمِ
اللّٰهِ، فِي الحَيَوانِ.

فَتَناثَرَ الأَمَلُ الَّذِي
وُسِمَتْ بِهِ أَحْلامُنا مِنْ
سَالِفِ الأَزْمانِ.

حِينَ احْتَفَلْنا بِالحَياةِ،
كَعَاشِقٍ زَرَعَ الكَلامَ
بِعَالَمِ الإنْسانِ.

حِينَ ارْتَحَلْنا، صَوْبَ
وَمْضَةِ بارِقٍ. نَبَضَتْ
كَرَعْشَةِ شَاعِرٍ، وَلْهانِ،

يَقِدُ النُّجُومَ بِعِشْقِهِ،
إذْ بادَرَتْ عَيْناهُ مُنْهَمَلًا
عَلَى الكُثْبانِ.

كُنَّا كَطَيْرِ البَرِّ،
يَحْمِلُ هَمَّهُ، وَيَحُومُ
فِي الآفاقِ غَيْرَ مُهانِ.

حَتَّى ٱبْتُلِينا فِي الرُّبُوعِ
بِحاكِمٍ، لا يَرْعَوِي
لِعَواقِبِ الدَّيّانِ.

هٰذا يُفاخِرُ بِٱلبُطُونِ،
وَذٰلِكِمْ بِٱلفَخْذِ،
مِنْ قَحْطٍ إلَى قَحْطانِ.

حَتَّى تَشَتَّتَ شَمْلُنا،
وَتَعارَكَتْ بِرُبُوعِنا ٱلأَقْوامُ
كَالثِّيرانِ.

مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالغَازِ
ماتَ بِغَيْرِهِ. هٰذا وَذاكَ
لِحَتْفِنا سِيَّانِ.

يا أُمَّةً خُلِقَتْ،
لِنَعْرِفَ أَنّنا، فِي الخَلْقِ،
لا نَسْمُو عَلَى الحِيتانِ.

فَإذا أَتَتْكُمْ مِنْ قَرِيبٍ
سُبَّةٌ، فَلِأَنَّهُ حَرَفَ الهَوَى
بِلِسانِ.


*
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!