كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

 أما بالنسبة للحوريات، او حتى بالنسبة للآخرة، فهذا موضوع شائك، ولا أضمن لكم شيئًا.

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

1- صحيح أن الحياة في الجنة - أو في أي مكان في العالم - اكثر متعةً من الحياة في بلاد العرب، لكن لمَ الإستعجال؟ ألا ترغبون في تمديد إقامتكم في هذه الدنيا الفانية لبعض الوقت، من باب الفضول على الأقل، لمعرفة ما يُمكن أن يحدث في المستقبل القريب؟ 

رجاء بن سلامة || هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ...

رجاء بن سلامة ||

هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


أحكمت الأنظمة العربيّة غلق القماقم العتيقة، وبمجرّد تزعزع بعضها أو تلاشيها، غير مأسوف عليها، انطلقت عفاريت الهويّة والطّائفيّة والشّريعة والعقيدة وفتحت أمامنا مسرحا قياميّا شبيها برقصة أشباح الماضي مع الأحياء.

كلّ هذا الرّعب الذي نراه يتمّ باسم الإسلام، رغم كلّ الحسابات والرّهانات الجيوستراتيجية، ورغم الدّور التّخريبيّ الذي لعبته بعض الدّول، ورغم تعدّد أطراف اللّعبة في كلّ بلد فتح فيه جحيم هذا الحفل القياميّ الطّائفيّ الأصوليّ. رؤوس مقطوعة باسم الإسلام. رؤوس تعرض أمام المتفرّجين، فتلك هي مقتضيات الإعلام والعولمة، وتلك هي التّقنية في خدمة القتل والإخبار عنه. وإلى;جانب هذه الرّؤوس وجوه الفرحين بالتّخلّص من كفّار يجب أن يتناقص عددهم لتزداد حسناتهم. رؤوس معلّقة على الحبال كما يعلّق الغسيل، فنشر الرّؤوس هو الحلّ الرّاديكاليّ، النّهائيّ، لنشر كلمة الإسلام. رؤوس تقطع بالسّكّين، بعد أن يوضع صاحبها في هيئة كبش الأضحية، تجسيدا للأمر الإلهيّ; بذبح الابن، وإلغاء للأمر الإلهيّ بإلغاء الذّبح.

مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ.
 وحيث يستقرّ المنتصرون للإله المنتصبون لحساب الآخرة في الدّنيا نجد شكلا آخر من فظائع الرّعب الدّمويّ : أياد مقطوعة، ونساء يرجمن إلى الموت، وأحيانا يرجمن وفي بطونهنّ الأجنّة.
أين ”فقهاء الإسلام“ من كلّ هذه الفظائع؟ أين حسّهم الأخلاقيّ؟ هل فشل الإصلاح الدّينيّ؟ ولماذا يصدر كلّ هذا الرّعب القداسيّ عن الإسلام بالذّات؟

في كلّ المجتمعات نسبة من البشر هم من المرضى والسّاديّين وكارهي المجتمع. فكيف تستطيع هذه النّسبة من البشر في المجتمعات الإسلاميّة أن تبسط على مرضها وحقدها ظلال الإسلام؟ ولماذا نواصل إلى اليوم مواجهة الأحكام والفتاوى التي واجهها المصلحون وواجهتها المصلحات-المنسيّات- منذ قرن أو أكثر؟

فقهاء الإسلام كأنّهم في حالة توحّد تامّ. كأنّهم لا يرون كلّ ما يتمّ إنتاج من فظائع باسم الدّين الذي يقول عن نفسه إنّه أتى لـ”يتمّم مكارم الأخلاق“. فهم يصرّون على آليّات الفقه وأحكامه التي تنتج كلّ هذا : يصرّون على الجهاد الحربيّ في سبيل الله، ويصرّون على أنّ حكم الزّاني والزانية الرّجم، وحكم السارق قطع اليد. والقواعد النّظريّة والمنهجيّة العتيقة;لهذا الإصرار على القتل والرّجم وقطع الأيدي هي أنّ القرآن قانون، وأحكام هذا القانون أبديّة، والإسلام أفضل الأديان، وغير المسلمين على غير هدى إلى أن يهتدوا إلى الحقّ. هذه القواعد هي نفسها السّائدة إلى اليوم في كلّ أنواع الإسلام السّلميّ والحربيّ، “المعتدل” و“المتطرّف”، السّنّي والشّيعيّ...

حاول بعض المصلحين والمفكّرين أن ينتجوا أفكارا تؤدّي إلى الفصل بين الدّين والعنف القداسيّ وبين الدّين والمرض النّفسيّ المنتج للعنف. لكنّ قلّة قليلة منهم دعت إلى إلغاء هذه القواعد. وكلّ هذه الأصوات ظلّت خافتة إلى جانب من رفعوا شعارات تطبيق الشّريعة والعودة إلى الأصول. فهل نجني اليوم بعض ثمار هذا الفشل أو هذه العطالة في القبول بالحداثة الدّينيّة؟ أم نجني نتائج العجز عن القيام بإصلاح دينيّ عميق؟ أم هل يشبه هذا الاستفحال للعنف ما عرفته المسيحيّة من ;هوس قداسيّ أثناء محاكم التّفتيش؟ وهل سيظلّ الإسلام كما هو بعد كلّ هذه الفظائع المعروضة أمامنا يوميّا؟ ألا يظلّ الفصل العلمانيّ بين الدّين والحياة العامّة المبدأ الأوكد الذي يجب تجسيده بعد أن ينزل السّتار على مسرح الرّعب المقدّس؟

*
نقلاً عن: الأوان


هل نحن مثل ما نقول؟


في الحقيقة، لو كُنّا حقّاً منصهرين في هويّة واحدة وولاءات دينية، حضاريّة وثقافية واحدة، لكانت حياتنا، نحن العرب، طبيعية ولما احتجنا إلى كلّ هذا الرّكام من الكلام البلاغي...

سلمان مصالحة ||

هل نحن مثل ما نقول؟

منذ سنين طوال وقفت على ظاهرة عربية فريدة من نوعها. لقد شدّت هذه الظاهرة انتباهي فوجدتني أتفكّر فيها مليّاً محاولاً سبر ما تُخفيه. لقد لاحظت أنّه كُلّما ازداد كلام العرب حملاً للمحسّنات البلاغية في مقالاتهم التي تُدغدغ العواطف عن «الحياة المشتركة» و «الشعب الواحد لا الشعبين» وتدبيجها بمقولات جاهزة مثل «الدين لله والوطن للجميع»، عرفت بيني وبين نفسي أنّ الأمر أكثر مدعاة للكآبة منه إلى أيّ نوع من الفرح.

منذ أن درجنا على هذه الأرض، وفي هذه الناحية من العالم ونحن نسمع مثل هذا الكلام وبتنويعات مختلفة. يكثر مثل هذا الكلام على وجه الخصوص في الأماكن التي يعيش فيها خليط من الطوائف ذات الأصول العربية، وسواها. بوسع القارئ، إن كان نشأ وترعرع في بلد يسكنه مثل هذا الخليط، أن يتحسّس ذاكرته قليلاً، أن يفتح مغاليقها بعض الشيء ويراجع ما سمعه صغيراً في بيئته الصغرى، ومن ثمّ في بيئته العربية الكبرى التي يُطلق عليها ذلك المصطلح الفضفاض «العالم العربي».

في الحقيقة، لو كُنّا حقّاً منصهرين في هويّة واحدة وولاءات دينية، حضاريّة وثقافية واحدة، لكانت حياتنا، نحن العرب، طبيعية ولما احتجنا إلى كلّ هذا الرّكام من الكلام البلاغي الّذي يكشف في واقع الأمر عن نقيض ما يحمله من أحلام، والأصحّ أن نقول: ما يحمله من أوهام.

لقد قالت العرب قديماً إنّ أعذب الشعر أكذبه. وها نحن الآن في القرن الحادي والعشرين لا زلنا نتغنّى بهذا الكذب القومي المعسول، من دون أن نتوقّف قليلاً وننظر إلى أنفسنا في المرآة. هل حقّاً نحن نحن؟ هل حقّاً نحن مثل ما نقول؟

ومع مرّ الزّمن وتسريع قطارات التحديث والعصرنة، ازداد التباسنا، فلا ندري كيف نندسّ في طوابير المجتمعات السائرة قدماً. لقد التبست علينا كلّ منظومات هذا العصر السياسية والاجتماعية والحضاريّة، فوجدنا أنفسنا مشدوهين إزاءها لا ندري كيف نواجهها. والحقيقة المرّة أيضاً هي أنّنا، ما لم نواجه مثل هذه الأسئلة، بيننا وبين أنفسنا، فلن نصل إلى سواء السبيل، ولا إلى حلّ لمعضلتنا الوجوديّة في هذا الأوان.

لننظر قليلاً من حولنا. ألسنا نشتم ليل نهار المستر سايكس والمسيو بيكو؟ لكنّنا، وفي الوقت ذاته، وبعد أن تذهب سكرة الشّتم وتجيء فكرة الهمّ، نتشبّث ليل نهار بما رسمه لنا هذان «الإفرنجيان» الأوروبيان من حدود هزيلة تفصل بيننا. هكذا، وعلى خلفية هذا التناقُض في ذواتنا، أضحينا مهزلة العالم في نهاية المطاف.

لننظر قليلاً إلى كلّ هذه الكيانات المُستحدَثَة لدينا، من ممالك وسلطنات وجمهوريّات غريبة الأطوار. هل يمكن أن نُطلق على ما تجمعه من قضّها وقضيضها شعباً ذا هويّة جامعة ووادعة، أم إنّ الكلام بهذه المصطلحات مجرّد أضغاث أحلام؟ هل نحن شعب بحقّ وحقيق، إم أنّنا مجرّد شراذم قبلية وطائفية متصارعة لا ترعوي من ارتكاب المجازر بحقّ من لا ينتمي إلى بطوننا الجهلاء، وأفخاذنا الحمقاء التي جعلنا منها عِلْماً في النَّسَب نتباهى به على الملأ في عالَمٍ فاتنا فيه قطار العلم الحقّ الّذي يكشف مغاليق الكون في خدمة الكائنات أجمع.

وهكذا وجدنا، نحن العرب، أنفسنا على قوارع الطرق لا يلتفت إلينا أحد، ننظر يمنة ويسرة في هذه المفازة وفي هذا الجدب، فلا ندري ماذا نحن فاعلون. هكذا عدنا، كما حليمة، إلى عاداتنا القديمة في الاقتتال وارتكاب الجرائم بحقّ من ندّعي الانتماء معهم للوطن ذاته وللإله ذاته.

وإزاء ما نرى ممّا يجري في ربوعنا من حولنا، ألا يحقّ لنا أن نقول على الملأ ودون لفّ ودوران: إنّنا أكذب أمّة أخرجت للنّاس؟

*
نشر: صحيفة ”الحياة“، السبت، 21 يونيو 2014



أبو حيان التوحيدي || حول المصنوع والمطبوع

مختارات تراثية:

أبو حيان التوحيدي || حول المصنوع والمطبوع

مَسْأَلَة: لم صَار الْعرُوضُ رديءَ الشّعْر قَلِيل المَاء، والمطبوع على خِلَافه؟
ألم تُبْن العرُوض على الطَّبْع؟ أليست هِيَ ميزَان الطَّبْع؟ فَمَا بالها تخون، وَقد رَأينَا بعض من يتذوق وَله طبع يخطئ وَيخرج من وزن إِلَى وزن وَمَا رَأينَا عروضيًّا لَهُ ذَلِك؟

محمد كرد علي || التمثيل في الإسلام

مختارات:

 

محمد كرد علي || 

التمثيل في الإسلام


للتمثيل يدٌ في تربية الملكات وترقيق الشعور والإحساس. يعده الغربيون من العوامل في إنهاض الأمم، ويعده العامة من المسليات. وما هو إلا أُمثولات، ويراه فريق هزلاً، وما هو إلا عين الجد.
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!