تيد هيوز || قصائد

من الأرشيف:

تيد هيوز || 

قصائد


أغنية الغراب عن نفسه

لمّا ضربَ اللّهُ الغرابَ بالفأس
عملَ ذهبًا
لمّا صَلَى اللّهُ الغرابَ في الشّمس
عملَ ماسًا
لمّا مَعَسَ اللّهُ الغرابَ في المكبس
عملَ كحولاً
لمّا مزّق اللّهُ الغرابَ إربًا إربًا
عملَ نهارًا
لمّا شنقَ اللّهُ الغرابَ على شجرة
عملَ ثمارًا
لمّا قبر اللّهُ الغرابَ في التّراب
عملَ آدم
لمّا حاولَ اللّهُ أن يشطرَ الغرابَ شطرَيْن
عملَ حوّاء
لمّا قال اللّهُ: ”انتصرتَ أيّها الغراب“
عملَ المُخلِّص
لمّا انصرفَ اللّهُ مُحمّلاً باليأس
شحذَ الغرابُ منقارَه، وطفقَ يُراوغُ اللّصَّيـْن.

***

الباب

في الخارج، تحتَ أشعّة الشّمس، يقفُ جسمٌ
هو وليدُ عالَم الجماد
جزءٌ من سُور العالَم الأرضي.
نباتاتُ العالَم شبيهة بأعضاء التّكاثُر
والسّرّةُ المعدومة الزّهور
تحيا في أخاديدها.
كذا بعضُ المخلوقات الأرضيّة، كما الفم،
جميعُها ضربت جذورًا في الأرض، ربّما تقتات التّراب، ترابيّة
تُسَمِّكُ السّور

فقط، ثَمَّ كوّةٌ في السّور -
بابٌ أسود:
بؤبؤ العين
عبْرَ ذلك الباب أتى الغٌراب
طائرًا من شمسٍ لِشَمْسٍ ليجدَ هذا البيت.

***

وردة السَّحَر

تُذيبُ قمرَ صقيعٍ قديم.
عذابٌ تحت عذاب، صمتُ التّراب
وغرابٌ يُحادثُ خطوط الأفق الحجريّة

وحيدةٌ هي نعقةُ الغراب العابِسَة
كما فم العجوز
عند انتهاء الرّموش
وتَواصُل التّلال

***

نعيقٌ

دونما كلام،
كحداد طفلٍ حديث العهد
على ميزان فولاذيّ بارد صَلْد،
كعيارٍ خفيت الصّوت متبوعٍ بالأزيز
بين أشجار إبريّة، ساعةَ أصيلٍ مَطِير.
أو كسقوط الفُجاءة، السّقوط الثّقيل
لكوكب الدّم على الورقة السّمينة.
***

خطأ ديني فظيع

حينما ظهرَ الأفعى كما أمعاء الأرض البنّيّة
من الذّرّة الفاقسة
مع ما لديه من أَلِيبي ملتفًّا حوله
رافعًا عنقًا طويلة
يُوازِنُ ذلك الأصمّ وتلك النّظرة المزجّجة
سْفِينْكْس الحقيقة الأخيرة
يتلوّى مَرِنًا على ذلك اللّسان المزدوج، المتشظّي اللّهب
صائتًا كما شخير الأفلاك
عبوس اللّه المتثنّي وريقة في مرجل
وذابت رُكَبُ الرّجُل والمرأة وانهارت
وذابت عضلاتُ أعناقهما، جبيناهما ضربا الأرضَ
دموعُهما انسحبت ظاهرة للعيان
ثُمّ همسَا: ”إرادتُك سلامُنا.“

لكنّ الغُرابَ نظر شزرًا
وخطا خطوة ً أو خطوتين للأمام
أمسك بهذا الكائن، بقفاه المترهّل،
وانهالَ عليه بضربٍ جهنّميّ، ثمّ التَهَمَه.
*
ترجمة: سـلمان مصـالحة
__
نشرت الترجمة في: "القدس العربي"، 12 ديسمبر 1998
___________

العودة إلى حمص

"فلما فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق استخلف عليها يزيد بن أبي سفيان ثم قدم حمص على طريق بعلبكّ فنزل بباب الرّستن فصالحه أهل حمص على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثنى عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد ...
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!