حمدي الجزار || أحلام الفارس القديم

 خواطر من الثورة المصرية:
حمدي الجزار (تصوير: س. م.)

حمدي الجزّار يتذكّر صلاح عبد الصبور



أحلام الفارس القديم
 1

في عام 1993، كنتُ في الثالثة والعشرين من عمري، أعمل مصححًا للروايات البوليسية، المُترجَمة للعربية، أتقاضي خمسين قرشًا، فقط لا غير، عن كل ساعة عمل، وكان تحت زجاج منضدة عملي الصغيرة قصاصة ورق، كتبتُ عليها كلمات صلاح عبد الصبور:

” في بلد لا يحكم فيه القانون
يمضي فيه الناس للسجن بمحض الصدفة
 لا يوجد مستقبل 
في بلد يتمدد فيه الفقر 
كما يتمدد ثعبان في الرمل 
لا يوجد مستقبل
 في بلد تتعرى فيه المرأة كي تأكل
 لا يوجد مستقبل”.

في مديح الصمت


سلمان مصالحة || 

في مديح الصمت


بَعْضُ الكلامِ كَـلامٌ
فَاقْتَـصِـدْ ذَهَـبَا
مَنْ بَذَّرَ القَـوْلَ
يَحْـيَى دَهْـرَهُ كَـرَبَا

إذا نَطَقْـتَ، فَصَـوِّبْ.
لا تَكُـنْ عَـجِـلاً!
وَاتْـرُكْ لِصَيْــدِكَ
أَنْ يَدْنُـو وَيَقْتَـرِبَا

حَتَّى تَـرَى خَطْوَهُ
فِي الحَقْـلِ مُرْتَـبِكًا،
وَقَـدْ تَعَـثَّــرَ فِـي
قَـوْلٍ، وَما وَثَـبَـا.

يَلْـوِي يَمِيـنًا،
كَمَـنْ ضاعَـتْ قَضِيَّتُـهُ
فِـي مَعْمَـعِ الهَـذْرِ
مِمَّـا قَالَ، أَوْ نَـدَبَا

حِينًا شِمَالاً، وَلكِـنْ
خـابَ مَنْ وَقَعَـتْ
رِجْـلٌ لَـهُ بِشِـباكِ
الجَهْـلِ مُنْـتَسِـبَا

لا يَنْفَـعُ القَـوْلُ
فِيمَـنْ كانَ مُنْتَمِـيًا
لِأُمَّـةٍ، رَفَـعَــتْ
رايـاتِــها كَـذِبَـا

إنَّ الكَـلامَ مَـعَ
الجُهَّـالِ مَضْـيَـعَـةٌ
لِلْـوَقْـتِ،
فَالْـعَنْـهُمُو أُمًّـا،
وَزِدْ: وَأَبَا

وَاحْفَـظْ لِسـانَكَ!
لا تَعْثُــرْ بِلَعْنَتِـهِمْ
فَالصَّمْتُ أَوْلَى
بِمَنْ
قَدْ عاشَ
مُغْتَـرِبَا

*

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!