سلمان مصالحة ||
بعض ناس
سَئِمْتُ لِرُؤْيَتِي بَعْضَ الأُنَاسِ
يُحِبُّونَ المَناصِبَ وَالكَرَاسِي.
فَإنْ هُدِمَتْ مَجَالِسُ قَدْ عَلاهَا
تَحَوَّلَ لِلقَرِيضِ، كَمَنْ يُقاسِي.
يَظُنُّ التَّيْسُ أَنَّ الشِّعْرَ حَقْلٌ
يَدِرُّ جَوَاهِرًا أَوْ بَعْضَ مَاسِ.
فَلا يَدْرِي بِأَنَّ القَوْلَ سِرٌّ
ثَوَى فِي قَلْبِ مَنْ دُنْيَاهُ آسِ.
وَلَيْسَ الشِّعْرُ جَاهًا يَحْتَوِيهِ.
وَلكِنْ، صَرْخَةٌ مِنْ قَحْفِ رَاسِ.
بِهَا أَلَمٌ، تَخَمَّرَ فِي اللَّيَالِي.
يُرَجِّعُ مَا انْطَوَى حِقَبًا بِيَاسِ.
فَمَنْ نَشَدَ الكَلامَ، فَإنَّ فِيهِ
شِعَابًا لا تُرَامُ بِلا مِرَاسِ.
لَقَدْ كَثُرَ النَّخِيلُ، وَقَلَّ تَمْرٌ.
وَخَيُرُ التَّمْرِ يُثْمِرُ فِي الغِرَاسِ.
فَمَنْ يَبْغِي القَصِيدَ، حَذَارِ مِنْهُ
فَإنَّ القَوْلَ يُقْرَبُ فِي احْتِراسِ.
وَبَعْضُ قَصِيدَةٍ خَيْرٌ لِقَوْمٍ
مِنَ الأَقْوَالِ تُدْلَقُ كَالمَآسِي.
*
والعقل وليّ التوفيق!