سلمان مصالحة || شيء يثلج الصدر
اللغة العربية بوصفها لغة صحراوية قد استعارت الحرّ لوصف الشدائد. لذلك فقد أغدقت على جهنّم اسمًا آخر هو ”النّار“. كما قال الشاعر أيضًا في من يحاول الخروج من مأزق فيقع في مأزق أكبر منه ”كالمستجبر من الرّمضاء بالنّار“...، كما ألبست اللغة العربية الحرّ أيضًا على لوعة المحبّين فقال شاعرهم: وا حرّ قلباه، إلخ.
اللغة العربية بوصفها لغة صحراوية قد استعارت الحرّ لوصف الشدائد. لذلك فقد أغدقت على جهنّم اسمًا آخر هو ”النّار“. كما قال الشاعر أيضًا في من يحاول الخروج من مأزق فيقع في مأزق أكبر منه ”كالمستجبر من الرّمضاء بالنّار“...، كما ألبست اللغة العربية الحرّ أيضًا على لوعة المحبّين فقال شاعرهم: وا حرّ قلباه، إلخ.
من جهة أخرى، قد استعارت هذه اللغة من القرّ ما هو نقيض ذلك. فقد ورد في سورة الأنبياء ”يا نار كوني بردًا وسلامًا...“. كذلك، فقد استعارت هذه اللغة الصحراوية من الثّلج دلالات للفرج ولانشراح الصدر. فقد شاع في العربية اصطلاح إثلاج الصدر، فيقول العرب: أثلج صدره، وهذا شيء يُثلج الصدر.
ولكن، في غمرة هذه العاصفة الثلجية الأخيرة، لا مناص من التفكير في معنى هذا المصطلح في السياق العربي الرّاهن. هل هناك ما يُثلج الصدر؟ كما إنّ هذا المصطلح لا شكّ أنّه قد أضحى نقمة على بعض العرب. إذ كيف سيقبل التعامل معه كلّ هؤلاء من مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين يقبعون في خيام واهية في بلاد العربان. هل يستطيع أحد هؤلاء أن يتعامل مع هذا المصطلح في هذه الحال؟
لقد أضحى إثلاج الصدر حقيقة واقعة وليس مجازًا، وتراكم الثلج على الصدور حتّى أضحى نقمة عليهم مع صمت ذوي القربى وذوي البعدى، وسائر العالم من حولهم.
ليس في هذه الحقيقة ما يثلج الصدر بالمرّة.
والعقل وليّ التوفيق!
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق