ابن سناء الملك || مديح موسى الطبيب


مختارات شعرية -


 
في مديح موسى بن ميمون (الرمبام)

ابن سناء الملك || 

مديح موسى الطبيب


أَرَى طِبَّ جالينوسَ لِلجِسْمِ وَحْدَهُ
وَطِبَّ أَبي عِمْرانَ لِلعَقْلِ وَالجِسْمِ

يا ابن العرب

من الأرشيف

سلمان مصالحة ||

يا ابن العرب


يَا ٱبْنِ العَرَبْ، 
يَا مَجْرُوحْ، لا تْعَذِّبْنِي
اللّٰهْ كَتَبْ 
نُصِّ الرُّوحْ لَلْخِلاّنِ.

ناتان زاخ || حين هجرتني فتاتي

ناتان زاخ || 

حين هجرتني فتاتي 


حينَ هَجَرَتْنِي فَتَاتِي،
كَتَبْتُ مَرّةً،
ذَهَبْتُ إلَى المَقْهَى
وَكانَ هُناكَ ثَلاثَةُ ذَواتِ:
طَوِيلٌ، سَمِينٌ وَنَحِيفٌ.
وَلِلسَّمِينِ كانَتْ زَهْرَتانِ حَمْراوانِ عَلَى الصَّدْرِ

آچي مشعول || ثلاث قصائد


ترجمات من العبرية -


آچي مشعول || ثلاث قصائد

كسوف شمس

 
كُنتُ قَمَرًا فِي كُسُوفِ شَمْسٍ
وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مِمَّا
أَعْكِسُ مِنْ نُورٍ،

كُنْتُ دُودَةً
تَنْسِجُ خُيُوطَ حَرِيرٍ
لِولادَةٍ هادِئَةٍ لِفَراشَةٍ.

حَبِيبِي هاجَرَ إلَى مَناظِرَ بَكْماءَ
دُونَ حاجَةٍ لِلْقَوْلِ
شُوفِي، شُوفِي،
هُوَ يَسْكُنُ فِي سَفَرٍ 
تَحْتَ جَبْهَةٍ عالِيَةٍ مِنْ سَماءٍ
وفِي أَزِقَّةٍ تَتَشَعَّبُ
مِنَ الشَّريانِ الرَّئِيسِي.

أَنا مُنْغَمِسَةٌ فِي عَدَمِ الشُّغْلِ،
أَمْتَصُّ الأُذُنَ اليُمْنَى
لِبِسْكْوِيتْ دُبٍّ صَغِيرٍ
وَأُنْصِتُ لِوَقْعِ المَطَرِ
الَّذِي يَهْطُلُ عَلَى العالَمِ.

***

اعتراف

 
قَشَّرَ لِي تُفَّاحَةً
بِصُورَةِ لَوْلَبٍ
كانَ أُرْجُوحَةَ خَيالٍ
فِي سِنٍّ رَعَيْتُ فِيها الأَغْنامَ
فِي السَّماءِ.

الأَشْجَارُ أَخْفَتِ البَيْتَ
وَغَطَّتْهُ بِحُلَّةٍ خَضْراءَ.

لَمْ أَكُنْ ”سْنُو-وَايْتْ“
وَالدَّجاجاتُ لَمْ يَكُنَّ أَقْزامًا.

كَانَ السِّكِّينُ حادًّا وَقَصِيرًا،
الرُّكْبَتانِ كانَتَا نَحِيفَتَيْنِ
وَلِلْحَجَرِ الَّذِي غَفَا فِي العُشْبِ
كانَتْ أَوْرِدَةٌ.

***

قبل موته

 
أَبِي، قَبْلَ مَوْتِهِ،
جَلَسَ فَجْأَةً مَذْهُولًا
كَمَنْ يَتَأَهَّبُ لِاسْتِقْبالٍ،
وَلٰكِنَّهُ كَانَ قَدْ دَخَلَ
فِيهِ -
المَوْتَ.
طَلَبَ أَنْ تُفْتَحَ نافِذَةٌ
فِي غُرْفَةٍ بِلا نافِذَةٍ،
وَعَدَ المُمَرّضَةَ بِدُولاراتٍ
لِقاءَ ثِيابِهِ الَّتِي
كانَ يَأْمَلُ أَنْ
يَهْرُبَ فِيها.
بَعْدئذٍ فَرِغَتِ الغُرْفَةُ
وَالنِّيُونُ أَضَاءَ
فَقَطْ لِنَفْسِهِ.

***

ترجمة: سلمان مصالحة



من مجموعة: كيفل (طيّة)، هكيبوتس همؤحاد، 2020

אגי משעול, שלושה שירים, מתוך הקובץ: קפל, הקיבוץ המאוחד, 2020

العائد الأبدي

سلمان مصالحة ||

العائد الأبدي

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَلَوَّى كَحَبْلِ حَرِيرٍ عَلَى
صَهْوَةٍ لِحِصَانٍ. رَبَطْتَ بِهِ رُقْعَةً مِنْ غَمامٍ أَصِيلٍ.
رَبَطْتَ بِهِ آهَةً وَقَعَتْ مِنْ حَنِينٍ إلَى بَلَدٍ عَائِمٍ فِي
بَقايَاكَ حَيْثُ رَحَلْتَ. "هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنا. لَنْ
أَبُوحَ لِطَيْرِ السَّماءِ بِسِرٍّ ثَنَى أَضْلُعِي حَوْلَ قَلْبٍ
كَلِيلٍ، لِئَلاّ يَطِيرَ الفَراشُ إلَى راحِلٍ شَدَّنَا لِلتُّرابِ.
كَنَبْضَةِ قَلْبٍ أَنا، لَمْ أَعِشْها، اسْتَفاقَتْ عَلَى رَعْشَةٍ
مِنْ ذِكْرِ حُبِّي الشّمالَ البَعِيدَ. هُناكَ "هُنا"يَ الَّذِي
يَرْقُبُ البَحْرَ كَيْلا يَجِفَّ. خُطانا مَدًى مَدَّنَا
فَوْقَ مَوْجٍ سُدًى. مَطَرٌ عائِدٌ للسَّرابِ شَذًى، نَدًى
نازِفٌ مِنْ عُيُونِ الشَّبابِ شَظايا لَهَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَغَنَّى بِنِصْفٍ تَلَعْثَمَ إذْ
مَطَرَتْ دَمْعَها غَيْمَةُ الصُّبْحِ دافِئًا، لَوْعَها دافِقًا فِي
كُرُومِ عِنَبْ. وَحِينَ تَدَلَّتْ قُطُوفُ التِّلالِ كَثَدْيٍ
حَلالٍ، تَرَكْتَ الهِلالَ وَحِيدًا وَيَمَّمْتَ وَجْهَكَ
صَوْبَ ظِلالٍ مِنَ النُّورِ، تِبْحَثُ عَن لَحْظَةٍ، فِكْرَةٍ،
فُرْصَةٍ لِلرُّجُوعِ الفَصِيحِ. سَبَحْتَ زَمانًا بِأَضْوائِها،
ضَحْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ النُّزُوحِ. وَحِينَ أَفاقَ الفَراشُ
لِيَمْضِي إلَى تَلَّةٍ فِي الجنوبِ الوَحِيدِ، القريبِ البَعيدِ،
نَظَرْتَ كَمَنْ شَاقَهُ الصَّيْفُ سِرًّا لِسِرٍّ دَفِينٍ. نَظَرْتَ
كَمَنْ عَلَّقَ الكَفَّ فَوْقَ الجَبِينِ سَحابَةَ يَوْمٍ وَلَمْ يَرَ
كَيْفَ تَمُرُّ السُّنُونُو مُحَمَّلَةً زَمَنًا فِي جَناحِ السِّهامِ
الّتِي انْطَلَقَتْ لا لِشَيْءٍ. وَلَمْ يَرَ كَيْفَ تَصِيرُ هُناكَ
العُيُونُ شَواهِدَ بِئْرٍ، وَنَبْعًا نَضَبْ.
هُناكَ هُنا. مَنْ هُنا؟ مَنْ لَنَا؟ مَنْ هُناكَ بِكُلِّ الجِهاتِ
بَراهُ التَّعَبْ؟ وَمَنْ باكرًا فِي الصَّباحِ الغَرِيبِ رَأى
كَيْفَ يَمْضِي الجُنُونُ إلَى حَتْفِهِ فِي غُرُوبٍ نَضِيرٍ؟
وَمنْ يَرْكَبُ الرَّأْسَ مُذْ دُحِيَتْ فِكْرَةُ الخَلْقِ فَوْقَ
ماءٍ غَزِيرٍ، بِغَيْرِ سَبَبْ؟
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ نَمَا قَمْحُهُ حِينَ عادَ
الرَّبيعُ إلَى رَبْعِهِ فِي مَواسِمِ ذِكْرَى.يَرُدُّ الجَمِيلَ
جَمالاً وَفِيرًا. لِسانُ كَنارٍ قَضَى عُمْرَهُ راحِلاً
خَلْفَ فَرْعٍ بَعِيدٍ، وَفَرْعٍ سَعِيدٍ يُعِيدُ إلَيْهِ الغِناءَ
الَّذِي قَدْ ذَهَبْ. وَنِصْفٌ مُقَفَّى بِأَحْرُفِ غَيْمٍ،
تَدَلَّى عَلَى شُرْفَةِ البَيْتِ عِنْدَ غُرُوبِ شُهُبْ.
يَرَى الطَّيْرَ كَيْفَ يَعُودُ إلَى عُشِّهِ فى البَرارِي.
وَمَا مَنْ يُعِيدُ إلَيْهِ الحُرُوفَ الّتي هَجَرَتْ سِرْبَهَا
فِي القَوافِي، فَظَنَّ بِأَنَّ الخَيالَ الَّذِي شَدَّهُ
كَالرِّحالِ اسْتَحالَ خُيُولاً تَرُدُّ لَهُ ما مَضَى
مِنْ زَمانٍ ذَهَبْ.

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ فَؤَادٌ، وَنِصْفٌ نَمَا
مِثْلَ نَبْضِ اللَّمَى حِينَمَا كَتَبَ الدَّهْرُ بَيْنَهُمَا
ما كَتَبْ. فَلا يَلْتَقِي النِّصْفُ بِالنِّصْفِ،
إلاّ إذا عَرَفَتْ شَفَةُ الهَوَى أَصْلَهَا، فَصْلَها،
رَفَعَتْ نَصْلَهَا فاعِلاً قَبْلَ فِعْلِ الكَلامِ الكَبِيرِ.
وَلا يَسْتَوِي الفِعْلُ إلاّ إذَا رُسِمَتْ بَسْمَةٌ،
هُمِسَتْ قُبْلَةٌ فِي عُيُونِ الصَّغِيرِ الوَحِيدِ.
فَكُلُّ الكَلامِ صَغِيرٌ، وَكُلُّ الوُجُودِ صَغِيرٌ.
صَغِيرٌ هُوَ العالَمُ المُسْتَتِبّْ.
*
لِسانُكَ نِصْفَانِ. نِصْفُ اللِّسانِ زَمانُ
صَباحٍ عَفِيفٍ. مَضَى هائِمًا فِي الرُّبَى
مِثْلَ حُلْمٍ خَفيفِ الجَناحِ. نَفتْهُ عُيُونُ
المُسافِرِ لَيْلاً إلَى يَقْظَةٍ فِي لَيالِي الشِّتاءِ
الطَّوِيل. وَنِصْفُ اللِّسانِ عِتابُ الخَرِيفِ
الَّذِي راحَ يَبْنِي سِتارًا مِنَ النَّوْمِ خَلْفَ
الحَياةِ. ويُخْفِي عَنِ الأَعْيُنِ السّاهِماتِ
صَباحًا تَأَخَّرَ، لا بُدَّ آتِ. فَلَمْ تَلْتَفِتْ
للحَمامِ الَّذِي هَجَرَ السَّطْحَ حِينَ نَمَتْ فِي
جَناحَيْهِ رِيحُ انْفِلاتِ. فَعَلَّلْتَ نَفْسَكَ سَاعَةَ
عَصْرٍ بِنَسْمَةِ غَرْبٍ عَلِيلَهْ. وصَلَّيْتَ كَيْ يَحْمِلَ
المَوْجُ الدُّعاءَ، كما زَبَدٍ ناطِقٍ فِي الحُرُوفِ.
فَلَمْ يَعُدِ الطَّيْرُ عَصْرًا، وَلَمْ تَعْتَرِفْ أَبَدًا بِقُدُومِ
الضُّيُوفِ عَلَى زَوْرَقٍ مُبْحِرٍ نَحْوَ شاطِئِ قَلْبٍ،
عَلَيْهِ اسْتراحَ المَساءُ. بِهِ اخْتَبَأَتْ قِصَّةُ البَدْءِ
مُذْ نَزَلَ الخَلْقُ عَنْ ظَهْرِ حُوتِ.
*
لِسانُكَ نَهْرانِ. تَمْتَدُّ بَيْنَهُمَا واحَةٌ مِنْ نَخِيلٍ.
بَنَيْتَ بِها بَيْتَ شِعْرٍ صَغِيرًا. وَأَفْرَدْتَ شَطْرًا خَفِيًّا،
يَكُونُ بِهِ مَلجَأٌ آمِنٌ لِلنُّزُوحِ. هُنا سالَ نَهْرُ كَلامٍ مِنَ
الشَّوْق،ِ يَنْبُعُ مِنْ أَعْيُنٍ عُلِّقَتْ فِي رُمُوشِ السُّفُوحِ.
وَنَهْرٌ هُناكَ، بَقايا نَهارٍ كَسِيحِ. خُطًى عَبَرَتْ عَتْبَةَ
الصُّبْحِ عَصْرًا. مُنًى تَرَكَتْ أَثَرًا دارِسًا فِي السُّطُوحِ.
"هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنَا. حَجَرٌ عَرَفَتْهُ يَدَا حالِمٍ، مُسْتَرِيحٍ
لِمَا أَوْصَلَتْهُ بَقايا القُرُوحِ بِكَفَّيْهِ، إذْ رَفَعَ الأَرْضَ فَوْقَ
رَمادِ الحَكايا، وَعَلَّقَها رَايَةً نَزَفَتْ فَوْقَ رُوحِي.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى بِحَرْفٍ عَلِيلٍ، وَنِصْفٌ
كَرِيشَةِ طَيْرٍ نَمَا فِي الجَلِيلِ الأَخِيرِ يَمامًا طَلِيقًا،
وَألْسِنَةً سُبِكَتْ مِنْ لَهَبْ. تَناساهُ أَهْلُهُ حِينَ تَنَادَوْا
إلَى رِحْلَةٍ فِي الرِّمالِ الّتِي نَثَرَتْ عِقْدَهَا عَنْ كَثَبْ.
يَعِيشُ عَلَى غابِرٍ صامِدٍ فِي كَثِيبٍ مُصَفَّى مِنَ البَحْرِ،
أَوْ مِنْ بَقايَا غَمامٍ يَمُرُّ فَلا يُمْطِرُ النّاسَ شِعْرًا، حَيْثُ
وُلِدْنا لأَرْضٍ عَجُوزٍ. غَفَتْ فِي هِلالٍ خَصِيبٍ،
قَضَتْ نَحْبَهَا مِنْ نَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى، وَنِصْفٌ تَبَعْثَرَ مِنْ غَيْرِ
نَظْمٍ عَلَى شاطِئِ النَّفْسِ، حَيْثُ اعْتَرَفْتَ بِضِيقِ الصَّحَارِي
الّتِي أَيْنَعَتْ فِي الخُطَبْ. فَعُدْتَ إلَى القَلْبِ فَرْخَ حَمامٍ،
رَماهُ الرُّمَاةُ عَلَى الدَّرْبِ، تَسْأَلُ عَمَّا دَهاكَ لِتَتْركَ عُشًّا
وَفِيرَ الزَّغَبْ. تَذَكَّرْتَ حَرْفَكَ، حَتَّى نَسِيتَ القَوافِي
عَلَى بابِ بَيْتٍ بِأَرْضِ العَرَبْ. "هُنا"كَ هُنا، "هُنا"يَ هُنا.
وَحَيْثُ الْتَقَيْنَا نُوَدِّعُ أَشْعارَنَا، نُودِعُ الغَيْمَ زُغْرُودَةً
فِي تُرابِ النَّسَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَدَثَّرَ بِالهَمْسِ مِثْلَ حَفِيفٍ
قَضَى بَيْنَ إغْفاءَةٍ فِي الحُقُولِ، وَبَيْنَ الهُرُوبِ إلى النَّبْعِ
حِينَ بَراهُ سَغَبْ. تَرَكْتَ لِسانَكَ خَلْفَ التِّلالِ الّتِي
أَيْنَعَتْ فِي الطَّرَبْ. وَجُبْتَ البَوَادِيَ، ثَمَّ الحَواضِرُ
أَضْحَتْ غَضَبْ. وَكَانَ الكَلامُ عَلَيْكَ ثَقِيلاً، فَلا لَثْغَةٌ
بَقِيَتْ لَكَ، لا صَوْتَ غَيْرَ سُؤَالِ التُّرابِ عَنِ البِئْرِ، عَنْ
وَرَقِ التّوتِ، حَيْثُ عَرَفْتَ الجَوابَ. تَرَكْتَ لِسانَكَ،
ما مِنْ عَرِيبٍ أَتَاكَ يُحَدِّثُ عَمَّا جَرَى لَكُما فِي بِلادِ
العَرَبْ. لَأنَّ الحَدِيثَ هُناكَ حَرامٌ عَلَى النّاسِ، حَرامٌ
عَلَى أَوْلِياءِ الأمُورِ - ما أكثرَ الأَوْلياء - حَرامٌ
عَلَى الوَطَنِ المُغْتَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفٌ، وَنِصْفٌ لِسانِي. غَرِيبانِ هَامَا بِكُلِّ مَكانٍ.
مَكانِي شَتِيتٌ إذَا رُحْتُ أَبْحَثُ فِي القَفْرِ عَنْ قَتْبِ رَحْلِي،
إذَا طَافَ لَفْظِي عَلَى بَحْرِ رَمْلٍ، وَهَامَ يُدَوِّرُ فِي مَطْلعِ
الشّمسِ عَنْ مَنْبعٍ دافِقٍ فِي لِسَانِي.

***

من مجموعة: لغة أم
منشورات زمان، القدس 2006

لثغة

سلمان مصالحة

لثغة


سُـئِلَ الحَكِيمُ:
هَلِ الـمَشـاعِرُ تُفْتَـدَى؟
فَأَجـابَ فِـي غَـضَـبٍ
وَلَـثْـغِ لِسـانِ:

لماذا الترجمة، وكيف؟

من الأرشيف - عام 2005: 

 
استفتاء إيلاف - (4):

كيف يترجم الشاعرُ شاعرا؟ 

يكاد أن يُجمع جل المترجمين العرب على مقولة صلاح الصفدي، كما وردت في كشكول العاملي: "للترجمة في النقل طريقتان إحداهما أن يُنظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات الأجنبية وما تدل عليه من المعنى فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها وينتقل إلى الأخرى حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه... الطريق الثاني: أن يأتي الجملة فيحصل معناها في ذهنه ويُعبّر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها".

مانع سعيد العتيبة || لماذا نصلّي

مختارات شعرية -


مانع سعيد العتيبة ||

لماذا نصلّي

لِمَاذَا نُصَلِّي لِرَبِّ الخَلِيقَةْ
وَيَقْتُلُ فِينا الشَّقِيقُ شَقِيقَهْ

الجامعة

سلسلة أسفار التوراة:


الجامعة

ترجمة عربية جديدة

سلمان مصالحة

اقرأ الكتاب:

تطبيع العرب في إسرائيل



لقد آن الأوان لأن يقف العرب في البلاد على رجليهم الاثنتين في بلدهم هنا، لا أن يضعوا رجلًا هنا ورجلًا هناك، كمن هو عالق في أرض حرام بلا أفق.

سميح القاسم || ليلاً ، على باب فدريكو

 مختارات شعرية:


سميح القاسم ||

ليلاً ، على باب فدريكو


فدريكو..
الحارسُ أطفأَ مِصْباحَه 
انزلْ
أنَذَا منتظرٌ في الساحَة

لبنان، الفرصة الأخيرة

 
إنّ الكارثة الأخيرة التي ضربت لبنان هي فرصة ذهبية تسنح الآن أمام الجيل اللبناني الجديد، لإعادة الأمل ليس فقط إلى سكّان هذه الدولة، وإنّما للفضاء العربي بأسره.

الحسين بن علي || أعلمت أنّ من الرماح قدودا

مختارات تراثية:


في مديح ملكتنا اليمنيّة - بلقيس الصغرى

الحسين بن علي ||

أعلمت أنّ من الرماح قدودا


أعلى الأنامِ أبًا وأكرم طيبةً
وأتمّ أعراقًا وأصلب عُودَا

نقطة البيكار


 سلمان مصالحة ||

نقطة البيكار

المُؤمِنُونَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ
يَنْزِلُ إليهم مِنَ السَّماءِ
يَعِيشُونَ جَوْعَى دَهْرًا.

كالمستجير من الجائحة بالنائحة


 علينا الاعتراف أمام أنفسنا أنّ كلّ هذه العصبيّات التي ترضع من الدين، والطائفة والقبيلة، هي الدود الذي أفسد على العرب لذّة الوجود.

بيروشيما



من الأرشيف- سبتمبر 1982



هذا نص قديم، لم يُنشر في كتاب.

كنت قد نشرته باسم ”سلمان سلمان“ نُشر أوّلًا في صحيفة ”الاتحاد“ الحيفاوية في 24 سبتمبر 1982، ثمّ نُقل ونشر أيضًا على غلاف مجلة ”فلسطين الثورة“ إبّان حصار بيروت.


أعيد نشره الآن بعد رؤية مشاهد المدينة وناسها إثر الانفجار الهائل الذي ضربها.

عن الحبّ والعود وأشياء أخرى


سلمان مصالحة ||

عن الحبّ والعود وأشياء أخرى


رَحَلَ ٱلنَّهَارُ، فَلَاحَ لِي
طَيْفُ ٱلَّتِي مَلَكَتْ فُؤَادًا
أَسْكَرَتْهُ وَوَلَّتِ.

بين الحارث وكسرى

مختارات تراثية -

بين الحارث بن كلدة وكسرى أنو شيروان


إجابات الطبيب العربي الحارث بن كلدة الثقفي على أسئلة كسرى أنوشيروان

مخطوط في معهد الثقافة والدراسات الشرقية، جامعة طوكيو، اليابان
 

عبد المسيح الأنطاكي || أيا صوفيا

مختارات تراثية:

 

عبد المسيح الأنطاكي ||

أيا صوفيا


أَيَا صُوفِيَا، مَاذَا جَنَيْتِ لِتُصْبِحِي
فِنَاءً يَضِجُّ ٱلْعِلْجُ فِيكِ وَيَنْهَقُ؟

حَمَلْتِ صَلِيبَ ٱلرَّبِّ دَهْرًا وَصُنْتِهِ
إِلَى أَنْ قَضَى مَنْ جَاءَ إِفْكًا يُصَدِّقُ

إِذَا كَانَ كَبْشُ ٱلتُّرْكِ لِلّٰهِ ذَاكِرًا
فَإِنِّي إِلَى رَبِّ ٱلْبَرِيَّةِ أَشْوَقُ

وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَافِقٍ
تَلَبَّسَ إِسْلَامَ ٱلْفَلَا يَتَشَدَّقُ

وَقَدْ جَاءَ مِنْ أَرْضِ ٱلْغُزَاةِ بِبَلْقَعٍ
إِلَى بَلَدٍ فِي ٱلرَّوْضِ، بِٱلنَّوْرِ يُشْرِقُ

لَقَدْ عَاشَ يَغْزُو كُلَّ مَنْ كَانَ جَارَهُ
فَلَا ٱلدِّينُ يَهْدِيهِ وَلَا يَتَرَفَّقُ

فَلَا تَيْأَسِي مِنْ ظَالِمٍ طَالَ كَيْدُهُ
فَإِنَّ لِكُلِّ ٱلْخَلْقِ وَقْتًا يُدَقَّقُ

فَإِنْ كَانَ كَٱلسُّلْطَانِ تَاهَ تَجَبُّرًا
فَإِنَّ ٱلْمَوَاضِي بِٱلْأَبَالِسِ تَلْحَقُ

أَيَا صُوفِيَا، إِنِّي ذَكَرْتُكِ صَابِرًا
وَفِي ٱلْعَيْنِ دَمْعٌ رَائِقٌ يَتَرَقْرَقُ

فَلَا تُنْكِرِي عَهْدَ ٱلصَّلِيبِ فَإِنَّهُ
عَلَى ٱللّٰهِ مِنْ عَهْدِ ٱلْمَآذِنِ أَصْدَقُ

*
نقلا عن مخطوطة كتاب:
تبيان النفائس في بنيان الكنائس“.





ناتان زاخ || قصيدة NO نموذجية


من الشعر العبري المعاصر:

 

ناتان زاخ ||

قصيدة NO نموذجية

قالَ الحكيمُ لِي طاي پِهْ
وَهُناكَ مَنْ يَقُولُ لِي طايْ پُهْ:

هبط الليل

سلمان مصالحة ||

هبط الليل

هَبَطَ اللَّيْلُ فَحَارَ، وَمَضَى يَطْوِي
ٱلنَّهَارَ. بَاحِثًا عَنْ بَعْضِ لَحْنٍ، قَدْ
تَلَاشَى، حِينَ سَارَ خَلْفَ صَوْتٍ
أَنْكَرُوهُ. فَضَّلُوا ٱلْعَيْشَ ٱجْتِرَارَا.
نَزَلُوا دَهْرًا بِأَرْضٍ، فِي لِوَى
ٱلرَّمْلِ أَسَارَى.

ماذا تبقّى

سلمان مصالحة ||

ماذا تبقّى 

تَلَوَّتْ نِياطُ القَلْبِ،
مَادَتْ بِهِ  النَّفْسُ.
وَحَلَّتْ دَوَاهِيهِ عَلَيهِ،
فَمَنْ يَأْسُو؟

عن الوحدة العربية


من الأرشيف -


في منتصف سنوات التسعينات من القرن المنصرم كنت نشرت عمودًا صحفيًّا في جريدة ”الحياة الجديدة“ الفلسطينية، وأطلقت عليه اسم ”حبل الغسيل“. كثير من الأمور التي نشرتها آنئذ لا زالت على حالها، لقد توقّف الزمن وكأنّ شيئًا لم يتغيّر.

هاكم إحدى هذه المقالات المؤرخة بـ 5 حزيران 1995:

*

أرى خلل الظلام

سلمان مصالحة ||

أرى خلل الظلام


أَرَى خَلَلَ الظَّلامِ وَمِيضَ
صَوْتٍ، وَيُوشِكُ أَنْ يَكونَ
بِهِ كَلامُ.

تَنامَى ٱلضَّوْءُ، بِالأَحْزَانِ
يُذْكَى، وَشَاعَ الوَهْمُ
خالَطَهُ ٱهْتِمَامُ.

آچي مشعول || شجاعة

آچي مشعول ||

شجاعة


عِنْدَمَا كُنَّا صَغيرَاتٍ
وَقَفْنَا مُقَهْقِهَاتٍ حَوْلَ بُرَازِ كَلْبٍ
نَتَنَافَسُ بِشَجَاعَةٍ
أَنْ نَلْمَسَ.

الآنَ نَحْنُ نَفْعَلُ ذٰلِكَ
مَعَ ٱلكَلِمَةِ
شَيْخُوخَة.
*
ترجمة سلمان مصالحة

نشيد الأناشيد

سلسلة أسفار التوراة:


نشيد الأناشيد

ترجمة عربية جديدة

سلمان مصالحة

اقرأ الكتاب:

هات الناي يا عمر

أرشيف -

سلمان مصالحة

هات الناي يا عمر


قِفْ يَا زَمانُ
وَهاتِ النّايَ يَا عُمَرُ.
اليَوْمَ يَوْمُ احْتِفالٍ،
وَالثَّرَى إبَرُ.

قِفْ يَا زَمانُ عَلَى
يَوْمٍ كَأنَّ بِهِ
مِثْلَ الظَّلامِ، وَلكِنْ
فِي الدُّجَى خَبَرُ.

قَدْ وَدَّعُونَا
غَداةَ اشْتَدَّ ساعِدُهُمْ
زُغْبَ الحَواصِلِ
لَمْ تَكْبُرْ بِهِمْ فِكَرُ.

قَدْ وَدَّعُونَا، وَغَابُوا
خَلْفَ نَاظِرِنَا.
حَتَّى اسْتَراحَ عَلَى أجْسادِهِمْ
عَفَرُ.

لَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدٍ، إلاَّ
وَقَدْ وَقَعَتْ، مِنْهُ
عَلَى الدَّرْبِ دَمْعَاتٌ
بِهَا غَبَرُ.

وَالواقِفُونَ
عَلَى الأحْلامِ رايَتَهُمْ
يَسْتَبْشِرونَ ضِياءً،
لَيْسَ يَنْدَثِرُ.

طالَ الوُقُوفُ على أُمِّ
الطّريقِ سُدًى،
وَالقَلْبُ مِنْ أمَلٍ
يَخْبُو وَيَسْتَعِرُ.

طالَ الوُقُوف عَلَى جَمْرٍ
كَأنَّ بِهِ
تحْتَ الرّمادِ حَرِيقًا
أيْنَمَا عَبَرُوا.

طالَ الوُقُوفُ
عَلَى دَرْبِ النُّزُوحِ، وَما
جَاءَ البَشِيرُ، ومَا ماتَتْ
بِهِمْ ذِكَرُ.

يَسْتَقْبِلُونَ سَراةَ الصُّبْحِ
مَوْطِنَهُمْ.  فِي كُلِّ
مَوْطِئِ عَيْنٍ
مِنْهُمُ أَثَرُ.

فَالأرْضُ أرْضُهُمُ
لا يَبْرَحُونَ بِهَا،
كَالكَرْمِ، كَالقَمْحِ
كَالأَشْجارِ تَزْدَهِرُ.

وَالْبَحْرُ بَحْرُهُمُ،
وَالغَيْمُ غَيْمُهُمُ،
وَالنَّهْرُ نَهْرُهُمُ،
وَالْغَيْثُ، وَالمَطَرُ.

لا يَتْرُكُونَ تُرابًا
كانَ لَوْنَهُمُ،
بِالدَّمْعِ قَدْ جُبِلُوا
بِالحُبِّ قَدْ فُطِرُوا.

إنَّ العُيُونَ الّتِي
فِي دَمْعِهَا أمَلٌ، قَدْ
حَمَّلُوها نَدَى الزَّيْتُونِ
تَقْتَطِرُ.

وَفِي الوُجُوهِ
مِنَ الودْيانِ نَكْهَتُها.
كَأنَّ ريحَ الصّبا
قَدّ لَفَّها العُطُرُ.

بِاللّهِ، يا شَجَرَ الزَّيْتُونِ
كَيْفَ مَضَى زَيْنُ
العِبادِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْهُ
يَحْتَضِرُ؟

بَيْنَ الجُذُورِ سَتَسْرِي
الرُّوحُ فِي عَجَلٍ،
حَتَّى يفيقَ عَلَى
أوْراقِكَ الثَمَرُ.

إنْ تَحْزَنُوا، فَلَكُمْ
يَا أَهْلَ دِيرَتِنَا، حُزْنُ
الأَنامِ شَهِيدٌ أَنَّكُمْ
بَشَرُ.

القدس، حزيران 1988
*
 
نشرت: الاتحاد 5/8/1988
 

 ***
من مجموعة: "كالعنكبوت بلا خيوط"، القدس 1989

كل على مكروهه مبسل

مختارات تراثية:


أبو العلاء المعري

كل على مكروهه مبسل


كُلٌّ عَلَى مَكْرُوهِهِ مُبْسِلُ
وَحازِمُ الأَقْوامِ لا يُنْسِلُ

فَسْلٌ أَبُو عالَمِنا آدَمٌ
وَنَحْنُ مِنْ والِدِنا أَفْسَلُ

لَوْ تَعْلَمُ النَّحْلُ بِمُشْتارِها
لَمْ تَرَها فِي جَبَلٍ تَعْسِلُ

وَالخَيْرُ مَحْبُوبٌ وَلٰكِنَّهُ
يَعْجِزُ عَنْهُ الحَيُّ أَوْ يَكْسَلُ

وَالأَرْضُ لِلطُّوفانِ مُشْتاقَةٌ
لَعَلَّها مِنْ دَرَنٍ تُغْسَلُ

قَدْ كَثُرَ الشَّرُّ عَلَى ظَهْرِها
وَأُتْهِمَ المُرْسِلُ وَالمُرْسَلُ

*

ديوان اللزوميات، دار المكتبة العلمية، الجزء الثاني صفحة 198


صفنة عربيّة

سلمان مصالحة ||

صفنة عربيّة


بَدَأْتُ مَسَائِي اليَوْمَ،
بَعْدَ تَفَكُّرٍ.
أُداعِبُ أَشْجانِي هُوَيْنَى،
عَلَى مَهَلْ.

لَقَدْ عِشْتُ أَعْوامِي
طَرِيدَ خَواطِرٍ.
فَواحِدَةٌ مَاضٍ،
وَأُخْرَى لِمُقْتَبَلْ.

وَكُنْتُ كَمَنْ يَمْضِي
بِظِلْفِهِ مُسْرِعًا،
إلَى حَتْفِهِ جَلْدًا،
فَيَعْدُو وَلا يَكِلّْ.

لأنَّ وَراءَ الأُفْقِ
بَعْضَ خَوَاطِرِي.
وَلَيْسَ هُناكَ اللّهُ،
لَيْسَ لَهُ مَحَلّْ.

لِأَنَّ هُنَاكَ ٱلْقَلْبَ،
مُذْ طُفْتُ فِي ٱلثَّرَى،
أُعَلِّلُ نَفْسِي بِٱلشَّوَارِدِ
إِذْ تَهِلّْ.

تَعَلَّقَ قَلْبِي
صَفْنَةً عَرَبِيَّةً
تَكَلَّلُ بِٱلأَفْكارِ،
وَٱلخَمْرِ
           وَٱلأَمَلْ.
*

سفر الجائحة



سلمان مصالحة

سِفْرُ الجَائِحَة


باب الأخضر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ٱلْأَخْضَرَ (1)  قَوْلًا هٰذَا لَا أَكْثَرَ (2)  فَٱقْبَلْ مِنَّا وَتَفَكَّرْ (3)  وَٱرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ (4) نُصِبَ ٱلْحَبْلُ فَلَنْ تَعْثُرَ (5)  فَٱمْضِ قُدُمًا وَتَصَبَّرْ (6)  وَٱحْمِلْ رَايَتَكَ وَٱعْبُرْ (7) مِنْ دَيْجُورٍ إِلَى بَلَدٍ أَنْوَرَ (8)  وَعْدًا هٰذَا مِنْ أَكْبَرَ (9)  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلْأَعْوَرُ (10)
***

أيضا في الحرب المحقة

 ترجمات عبرية -


حانوخ ليڤين ||

أيضا في الحرب المُحِقَّة


أَنْ أُحارِبَ، لِأَنَّهُ مَا مِنْ مَخْرَجٍ آخَرَ،
هٰذا لا يَجْعَلُ المَوْتَ بِعَيْنِي جَذَّابًا أَكْثَرَ.
وَأَمْرٌ آخَرُ جَلِيٌّ: إنْ لَمْ أَحْيَ أَنَا،
فَلَا أَحَدَ، سَيَفْعَلُ هٰذا لِأَجْلِي.

سفر المبدأ || الفصل الثاني

ترجمة جديدة لفصل من التوراة -


سفر المبدأ || الفصل الثاني 


(1) فَتُمِّمَتِ السَّمٰواتُ وَالأَرْضُ وكُلُّ جُنْدِها.  (2) وَأَتَمَّ اللّٰهُ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ، صَنِيعَهُ الَّذِي عَمِلَ؛ فَسَبَتَ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ، مِنْ كُلِّ صَنِيعِهِ الَّذِي عَمِلَ.  (3) وَبارَكَ اللّٰهُ اليَوْمَ السَّابِعَ، وَقَدَّسَهُ: إذْ فِيهِ سَبَتَ مِنْ كُلِّ صَنِيعِهِ، الَّذِي بَرَأَ اللّٰهُ عَمَلًا.

قصيدة ذاتية

سلمان مصالحة ||

قصيدة ذاتية


إلَى بَلَدٍ فِي الحُلْمِ، هَا أَنْتَ
ذاهِبُ. عَلَى مَهَلٍ تَمْضِي،
وَذِهْنُكَ رائِبُ.

فاروق يوسف || حين تُستعمل إسرائيل وسيلة للتضليل

مختارات صحفية:

الحل يكمن في عودة العراقيين إلى عراقيتهم والسوريين إلى سوريتهم والليبيين إلى ليبيتهم واللبنانيين إلى لبنانيتهم واليمنيين إلى يمنيتهم...

ملاحظات حول صفقة القرن الدنسة


أليست خطّة ترامپ تسير على خطى اتّفاقات أوسلو وما أعقبها من تفاهمات بين الزعامات الفلسطينية الغَبِيّة والزعامات الإسرائيلية الأَبِيّة؟

طبخة القرن الشائطة


ها هي فرصة قد سنحت الآن لتحقيق هذا التهديد. إنّها الورقة الأخيرة التي ستتبقّى في أيدي قيادة فلسطينية حقّة وجديرة

إخراج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور

هل المرأة العربية عورة؟



سلمان مصالحة ||

إخراج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور


لفهم عمق وضع التخلُّف العربي لا حاجة إلى الذهاب بعيدًا إلى أنحاء العالم العربي؛ يكفي أن ننظر هنا في الداخل إلى حارتنا نحن، إذ إنّها ميكروكوسموس، أي هي عالم مصغّر عن ذلك العالم العربي المترامي الأطراف. إنّ أحد العوامل الأساسية للتخلّف المزمن في العالم العربي هو ذلك التهميش المزمن للمرأة  وعزلهاعن فضاء اتّخاذ القرارات، التي تُحدّد مصير المجتمع بكلّ مجالات الحياة. إنّه تهميش صارخ وواضح للعيان.

القيادات العربية كانت دائمًا محصورة بالرجال. إذ لم نشاهد على مرّ العصور أبدًا ملكة عربية، رئيسة دولة عربية، أو رئيسة عربية لحكومة ما، ولا حتّى رئيسة بلدية. إنّ المجتمع المعافى يقف ويخطو قُدمًا برجليه الاثنتين، الرِّجل الأنثوية والرِّجل الذكورية. إنّ الرِّجل الأنثوية للمجتمعات العربية هي رجل مشلولة منذ قديم الزمان، ولذلك فما من عجب في أنّ المجتمعات العربية هو مجتمعات عرجاء، ودائمًا ستكون في عوز إلى عكاكيز خارجية.

هاكم مثالًا على الفشل الاجتماعي العربي. في الأسبوع الماضي نظّم رؤساء عشائر وحمائل في جبل الخليل مهرجانًا طارئًا، وذلك احتجاجًا على مصادقة السلطة الفسطينية على الميثاق العالمي “سيداو” (CEDAW) الذي يدعو إلى القضاء على كلّ أشكال التمييز ضدّ المرأة. لقد دعا المؤتمرون، وكلّهم من الرجال طبعًا، السلطة الفلسطينية إلى التراجع عن مصادقتها على الميثاق. ولقد دعوا في البيان الذي نشروه عقب المهرجان إلى حظر نشاطات كلّ المنظمات النسائية - “المشبوهة” على حدّ تعبيرهم - وإلى منع دخول هذه المنظمات والجمعيات إلى المدارس وإلى حظر إيجار المكاتب لهذه المنظمات. بالإضافة إلى ذلك فقد حذّر هؤلاء في البيان قضاة المحاكم من استصدار أحكام على ضوء هذا الميثاق. لقد استثار الميثاق غضب هؤلاء لتحديد سنّ الزواج بالثامنة عشرة، وذلك بدعوى أنّ هذا يتناقض مع الأعراف والقوانين الإسلامية.

إنّ هذه الأعراف والقوانين الإسلامية قد ضربت في الآونة الأخيرة الأولاد في غزّة. مواطنو غزّة الذين يرزحون من جهة تحت طائلة الحصار الإسرائيلي-المصري، ومن سلطة الإسلامويين من الجهة الأخرى، قد شهدوا حظرًا على تنظيم عرض احتفالي موسيقي لطلبة معهد إدوارد سعيد الموسيقي. لقد جاء الحظر إثر فتوى نشرها أحد مشايخ الإسلامويين ضدّ العرض وذلك لكون العرض الموسيقي مختلطًا يظهر فيه الأولاد والبنات معًا على المنصّة.

لقد وصلت هذه الروح السيّئة في المجتمع الفلسطيني إلى الجامعات، وليس في غزة الواقعة تحت سلطة الإسلامويين فقط، وإنّما في نابلس وفي جامعة النجاح الواقعة تحت السلطة الفلسطينية. فداخل الحرم الجامعي تمّ وقف عرض مسرحي يتطرّق إلى وضع النساء في العالم العربي - على يد بروفسور وعميد كلية الفنون. لقد اعتلى العميد المنصة قائلا إنّ العرض لا يتمشّى مع ثقافة وقيم المجتمع. إنّ الذي أثار غضبه هو أنّ الممثلة عشتار معلم، خلعت خلال العرض بعد الثياب.

هكذا يحدث في غزة، في الخليل وفي نابلس، وهكذا يحدث أيضًا في البلدات العربية داخل إسرائيل. الإسلامويون من مواطني إسرائيل يستشيطون غضبًا بين فينة وأخرى ويحتجّون، بل ويوقفون عروضًا فنية مختلطة ويندّدون بمنظمات نسائية تناضل لأجل حقوق المرأة، ويصفون النساء ومنظّماتهنّ بأقذع الأوصاف ويتّهمون القائمات والقائمين على تلك الفعاليات بالتعاون مع منظمات أجنبية بغية تكريس أجندات غريبة في المجتمعات العربية.

إذا كانت المجتمعات العربية هنا وفي كلّ العالم العربي ترغب حقًّا بالخروج من التخلّف الذي وجدت نفسها فيه طوال قرون طويلة، فيتوجّب على المثقّفين العرب أن يرفعوا بشجاعة شعار ومشعل المساواة الجندرية. إن لم يفعلوا ذلك فإنّهم يخونون الرسالة التي يفترض أنّهم يحملونها. على جميع هؤلاء أن يعلنوها صراحة وعلى مسمع من الإسلامويين والذكوريين العرب على أصنافهم، بأنّ مبدأ المساواة الجندرية ليس أجندة غريبة أو أجنبيّة. بل على العكس من ذلك، إنّ المساواة الجندرية هي المبدأ الوحيد الذي بوسعه أن يخرج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور.

*

نشر أيضًا: شفاف الشرق الأوسط


For English, press here
For Hebrew, press here
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!