الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024

رقيمة على قبر

  

سلمان مصالحة

رقيمة على قبر


إذا ٱقْتاتَ شَخْصٌ عَلَى
كِسْرَةٍ مِنَ الحُبِّ، فَٱعْلَمْ 
بِأَنَّهُ يَبْنِي

بُيُوتًا مِنَ الخُلْدِ، عامِرَةً.
بِها النَّفْسُ تُكْوَى بِنُورٍ،
فَتَحْنِي

لَهُ هامَةً، يَتَّقِي شَرَّها 
مَدِيدًا مِنَ العُمْرِ، 
حَسِيبًا لِضِغْنِ.

كَذا، يَمْلُكُ العَيْشَ بَيْنَ
الوَرَى. وَيَسْكُنُ فِي
جَدَثٍ مُطْمَئِنِّ.

فَإنْ قُلْتُ: كانَ الهَوَى
بَيْنَكُمْ، فَلا تَتْرُكُونِي
وَحِيدًا، فَإنِّي

أَعُودُ سَرِيعًا إِلَى مَرَتَعٍ،
بِهِ قَدْ نَما غابِرًا
ثَمَّ لَحْنِي.

أُعِيدُ كَلامًا عَلَى مَسْمَعٍ
وَأَذْكُرُ لِلصَّحْبِ
ما فاتَ مِنِّي.
*
 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

عاموس نوي | طرطور الباشا

 

عاموس نوي | طرطور الباشا


عِنْدَما تَرَكْتَ البَيْتَ، بِقُوَّةٍ طَرَقَتِ الرِّيحُ البابْ
وَالأَصِيصُ المُعَلَّقُ مَعْ زُهُورِ طَرْطُورِ ٱلْباشَا سَقَطَ وَانْكَسَرَ.
عَلَى الأَرْضِ شَظايا فَخَّارٍ تَناثَرَتْ، وَكُتَلُ تُرابْ
وَعِنْدَئِذٍ سُكُونٌ سَادْ.

وَعِنْدَئِذٍ سُكُونٌ سَادَ
كانَ بِوُسْعِي سَماعُ نَجْمِي يَهْوِي.

كانَ بِوُسْعِي سَماعُ نَجْمِي يَهْوِي
لٰكِنْ، لَمْ تَكُنْ أَيُّ أُمْنِيَةٍ لَدَيَّ.

لَمْ تَكُنْ أَيُّ أُمْنِيَةٍ لَدَيَّ
وَلا حَتَّى أُمْنِيَةً واحِدَةً ضَئِيلَة
فِي لَيْلِي هٰذا المُلْقِي سُدُولَه.


ترجمة: سلمان مصالحة

עמוס נוי, ״כובע הנזיר״, ערבית: סלמאן מצאלחה מתוך: קוסם אחד ניסר אותי והלך למקום אחר, עולם חדש 2021

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

بعض الناس


سلمان مصالحة

بعض الناس

البَعْضُ، حِينَ يَغِيبُ الحُلْمُ، 
يَحْتارُ. يَمْضِي إلَى عَتَبٍ 
غَصَّتْ بِهِ الدَّارُ.

وَالبَعْضُ، مَهْما تَوارَى
الحُلْمُ يُدْرِكُهُ. فِي خَطْوِهِ
قَلَقٌ صَافٍ، وَأَشْعارُ

كَالرِّيحِ، تَصْفِرُ فِي لَيْلٍ
لَهُ وَجَلٌ. نامَتْ نَواطِرُهُ
فَٱلْتَاعَ سُمَّارُ.

البَعْضُ لا يَرْتَوِي مِنْ
مَنْهَلٍ نَتِنٍ. وَالْبَعْضُ قَدْ
تَنْتَشِي مِنْ مَائِهِ النَّارُ.

يَمْضِي إلَى بَلَدٍ فِي الغَيْمِ،
يَعْصُرُهُ، حَتَّى تَبُلَّ 
أَدِيمَ الأَرْضِ أَمْطَارُ.

لِيَمْسَحَ الدَّمْعَ عَنْ أَتْرَابِ
مَنْ دُفِنُوا فِي حُفْرَةٍ،
فُغِرَتْ. لَمْ يَنْجُ دَيَّارُ.

 

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

روني إلداد | ديسمبر

 

من الشعر العبري الحديث

روني إلداد

ديسمبر


فِي تِلْكَ الأيّامِ ٱلْتَهَبَتْ عِيدانُ الرَّيِّ بِالنَّارِ
عَبْرَ زُهُورِ الدُّخانِ ٱخْتَفَتِ ٱللّقَالِقُ
فِي المَدِينَةِ أُمَّهاتٌ وَأَبْناءٌ بِلا أَبٍ مَشَوْا خَوالِيَ، وَٱلخَرِيفُ
وَدَّعَ تَبَاشِيرَهُ مِثْلَ فَتًى يَلْتاعُ أَلَمًا
يَتَجَرَّدُ أَمامَ أَعْيُنِ الغُرَباءِ فِي الشّارِعِ كَما لَوْ أَنَّ ثِيابَهُ تَشْتَعِلُ.
الآنَ وَكُسُورُ الآنِ مَضَتْ وَٱنْقَضَتْ فِي السّاعاتِ
كُنَّا مُحاطِينَ أَسًى،
وَكُلُّ خُطُواتِنا تَدُبُّ أَسًى
نِمْنَا ٱسْتَيْقَظْنا مِنَ ٱلأَسَى لِلأَسَى،
سَمِعْنا صَوْتَ فَتًى يَمُرُّ فِي العالَمِ:
أَنْصِتُوا، أَنْصِتُوا، يَشْتَعِلُ عَلَيْنا الكَوْكَبُ
وُلِدْنا مِنْ جَدِيدٍ، نَحْنُ هُجَنَاءُ
أُمُّنا الرِّيحُ، أَبُونا هُوَ بالُوعَةٌ
أَطْفالٌ يَأْتُونَ إلَيْنا مِنْ بَلَدٍ خَرِبٍ
حامِلِينَ نُورًا، راضِعِينَ سَماءً، مَغْمُورِينَ ظَلامًا، يَحْتَرِقُونَ فِي الحُبِّ
عَمَّا قَرِيبٍ سَيَطِيرُونَ مِنْ هُنا
*
كَيْفَ لا نَخافُ الشَّرَّ، نَحْنُ
قَنابِلُ ضَوْئِيَّةٌ فِي ساحَةِ المَعْرَكَة،
بِبُطْءٍ نَهْوِي، نَخْبُو، نَخْلَعُ عَنَّا الأَجْسادَ،
مُلْتاعِينَ أَلَمًا، مَغْمُورِينَ ظَلامًا، نَحْتَرِقُ بِالحُبِّ
نَمُوتُ وَنُولَدُ
الآنَ دَاخِلَ الآنِ.

ترجمة: سلمان مصالحة

רוני אלדד, ״דצמבר״, ערבית: סלמאן מצאלחה, מתוך: היינו משונים (2024).

 

الجمعة، 11 أكتوبر 2024

دوري مانور | قصائد

 من الشعر العبري الحديث

دوري مانور | قصائد

   ترجمة: سلمان مصالحة

برلين

مُقْتَلَعٌ مِنَ البَيْتِ
مُقْتَلَعٌ مِنَ الشَّجَرَة
الّتِي مَرَّةً زَرَعْتُ،
مُقْتَلَعٌ مِنَ الآخِرَة
المُرَّةِ الرَّابِضَةِ ثَمَّ
كَما الشَّمْسِ فِي آب،
مُقْتَلَعٌ مِنَ الوَلَدِ
الَّذِي مَرَّةً حَلَبَ
كَلِماتٍ مِنَ الرِّيحِ،
مُقْتَلَعٌ مِنَ الأُمِّ،
مِنْ قَبْرِ الأَبِ،
مِنْ نَحْنُ وَهُمْ،
مِنْ سُمِّ الزَّهْرَةِ،
مِنْ كَسْرِ الثَّمَرَةِ،
مُقْتَلَعٌ بِما يَكْفِي
لِأَنْ أَكُونَ عِبْرِيًّا.

بعيدًا

الإنسانُ يَجٍبُ أَنْ يَحْيَا
بَعِيدًا مِنْ أَراضِيهِ،
بَعِيدًا مِنْ آبائِهِ،
بَعِيدًا مِنْ ذاتِهِ.

الإنْسانُ يَجِبُ أَنْ يُمْسِكَ
بِيَدِ حَقِيبَةٍ
وَأَلّا يَتْرُكَهَا
حَتَّى تَأْتِي سَاعَتُهُ.

بَلَدُهُ الَّذِي أَفْسَدَهُ
الأَشْرارُ، يَجِبُ تَقْوِيمُهُ.
هٰذا أَوَانُ ٱقْتِلاعِ الزَّرْعِ،
هٰذا أَوَانُ ٱلحَبَلِ بِالأَشْعارِ.


جزر الذهب

ما وراء البِحَار،
ما وراء البِحَار، -
هَلْ تَعْرِفْنَ،  يا كَلِماتِي،
الطَّرِيقَ إلى هُناكَ؟

كَلِماتٌ قَدِيمَةٌ
مَعْ ضَرْبَةٍ بِالجَناحِ،
ثُقْبٌ فِي النَّفْسِ
وَفَرِيسَةٌ فِي الكَفِّ.

صهيونية، صورة تذكارية

ما هُوَ تاريخُ العَصْرِ
الحَدِيثِ إنْ لَمْ يَكُنْ سِوَى پُورْترِيه

(بِالأسْوَدِ
وَالأَبْيَضِ)

لِأُولٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ
يَقْتَدِرُوا
وَأُولٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ
يَعْتَبِرُوا
وَأُولٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ
يَهْجُرُوا

قَبْلَ فَواتِ الأَوانِ.

ـــ
القصائد نشرت في صحيفة “هآرتس” 30.9.2024

דורי מנור, שירים, תרגם: סלמאן מצאלחה


الأربعاء، 3 يوليو 2024

مواطنة شرف للرئيس الإسرائيلي في الناصرة

أرشيف - وثيقة من العام 1967

سلمان مصالحة

مواطنة شرف للرئيس الإسرائيلي في الناصرة


عقب حرب حزيران في العام 1967، أو حرب الأيام الستّة كما شاع اسمها إسرائيليًّا،  أو النكسة، كما وسمها الإعلام العربي، قامت بلدية الناصرة في شهر آب من العام ذاته، بمنح مواطنة شرف لرئيس دولة إسرائيل، زلمان شازار، في ذلك الوقت.  وقد منحت مواطنة الشرف للرئيس الإسرائيلي في المركز الثقافي البلدي الناصري.

ليس هذا فحسب، بل أرسلت رسالة تعبّر فيها عن تقدير البلدية وأهالي الناصرة لفخامة الرئيس ولما تفوّه به في خطابه.

هاكم النصّ الحرفي للوثيقة:

 
بلدية الناصرة
تلفون …… ص.ب. …..
التاريخ 28/8/67

حضرة
مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية
المحترم

بأعقاب زيارة فخامة رئيس الدولة المباركة للناصرة وتسلّمه مواطنة الشرف، أرجو أن تتفضلوا بإبلاغ فخامة الرئيس أحرّ تحياتنا وعميق تأثّرنا.

إنّ الصدى العظيم الذي أحدثته هذه الزيارة في نفوس أعضاء المجلس البلدي وأبناء الناصرة يفوق الوصف، وإنّ كلماته التي تفوّه بها في خطابه لا يزال يرددها أهالي الناصرة بتقدير وإعجاب لا مثيل لهما، وأرجو أن تؤكّدوا لفخامة الرئيس بأنّ زيارته السامية هذه قد دفعت بأخوّة الشعبين العربي واليهودي في دولتنا إلى الأمام أشواطا بعيدة.

وإنّنا لنصلّي إلى الله، عزّ وجلّ، أن يعمّ السلام وترفرف بنوده على منطقتنا، فيتحقّق بذلك أمل فخامة رئيسنا وأملنا بالسلام المرتجى.

واسمحوا لي أخيرًا، أن أتقدّم بشكري لحضرتكم، وللسيد مئير جراح، وسائر فروع مكاتبكم، على المجهودات التي بذلت لإنجاح هذه الزيارة الميمونة.

 وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
  موسى كتيلة
 رئيس بلدية الناصرة
 

الثلاثاء، 28 مايو 2024

صهيل


سلمان مصالحة || 

صهيل


            إهداء للصديق سليم سلامة
 
وَرْدٌ، إذا عُرِفَ ٱلنَّحِيبُ
بِلَيْلِها، سُمِعَ النَّحِيبُ
بِصَوْتِها تَهْلِيلا.

سَتَرَتْ مَآقِيها بِشَالٍ،
وَٱنْبَرَتْ تُخْفِي الدُّمُوعَ
فَتَفْضَحُ ٱلتَّنْكِيلا.

كَتَمَتْ بِجُنْحِ ٱللَّيْلِ
سِرًّا صَامِتًا. أَصْدَاؤُهُ
صَارَتْ لَها إكْلِيلا.

لا الدَّمْعُ يُغْرِقُها، وَلا
مَا كَابَدَتْ. وَمَضَتْ، بِلا
كَلَلٍ، تَشُقُّ سَبِيلا.

مَحْفُوفَةً بِٱلْوالِدَيْنِ،
وَحَفْنَةٍ مِنْ يَعْرُبٍ،
مَا بُدِّلُوا تَبْدِيلا.

رَسَمُوا لَها دَرْبَ ٱلخَلاصِ
بِلَحْظَةٍ، إِذْ حَوَّلُوا
صَوْتَ
         ٱلنَّحِيبِ
                     صَهِيلا.

الخميس، 23 مايو 2024

الثابت والمتحول

 


أرشيف - الاتحاد، 20/3/1995

سلمان مصالحة |

الثابت والمتحول


يبدو أن الأدباء العرب، على كثرتهم وقلة بركتهم، قد حوّلوا عملية الإبداع إلى سلعة تُقتنى وتُباع في مزاد علني. وهكذا أصبح التعامل مع الأدب مهنة تخضع للعرض والطلب، غير أنّ الأمر لم يقتصر على ذلك بل صارت ساحات الأدب حلبات تجتمع فيها الشلل التي لا تُعطي للأدب شيئًا، بل أصبح جلّ همّها الانضواء تحت الأسماء، رابطة هنا واتحاد هناك، ولم تعنها مرّة، وعلى ما يبدو لن تعنيها أبدًا قضية العطاء، بل التقرب من السلطات الحاكمة عنوة في البلاد العربية، للفوز ببعض المال - وهو مال حرام - من هذا الحاكم أو ذاك. وهكذا ضاع الإبداع ولم يتبق منه غير الإطار. ليس هذا فحسب، بل يطلع علينا الأدباء العرب بين الفينة والأخرى بتقليعات جديدة، من مثل الاتحاد العام للأدباء العرب الذي حول نفسه إلى محكمة تأديبية، وهكذا، كما قرأنا وسمعنا، فإنّ هذا الاتحاد قد “طرد” من بين صفوفه الأديب الشاعر أدونيس، الأمر الذي جرّ وراءه انسحاب سعد الله ونوس وآخرين.

الثابت في الإبداع في العالم العربي، كما هي الحال في كلّ مكان، يقع خارج تلك الإطارات التي لا تفي بتحقيق الوعود التي قامت من أجلها، بل جلّ اهتمامها ينصَبّ على قضية الوظائف والتلبّس بالكنى التي لا تقرّب أصحابها من الأدب والفكر، إنّما تقرّبهم من موائد السلطان. ومثل هؤلاء الصغار النفوس كمثل رجال الدين الذين يسارعون إلى استصدار الفتاوى هنا وهناك فقط لمجرّد التذكير بوجودهم. والطريقة الأمثل لوضع هؤلاء عند حدودهم هي تجاهلهم تمامًا، وهكذا يموتون موتًا بطيئًا.

هذه هي حقيقة الأمر، فالإبداع الحقيقي بحاجة إلى قرّاء رفيعي الذوق، وليس بحاجة إلى طوق أو إطارات قلّة الأدب، تلك الإطارات هي المتحوّل فيما يخصّ الأدب، لأنّها لا تثبت على حال، بل تتناقلها الرياح حيثما هبّت. ولهذا يستطيع أدونيس أن يركن إلى الطمأنينة لأنّ فصله من عضوية اتحاد الأدباء العرب إنّما هو في النهاية يندرج في مصلحته ويضيف لسمعته أكثر من وجوده داخل هذا الإطار الهشّ. ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون الدعوة إلى بعض المبدعين الحقيقيين الذين ما زالوا في هذا الإطار أن يتركوه فورًا، وليبق ذلك الإطار يضم من هم لائقون به ولائق هو بهم.

إذا كان ثمّ بعض الأدباء والمفكرين الذين يضعون الأدب العربي والحضارة العربية في الخانة العالمية اللائقة بهما فأدونيس هو الثابت في الإبداع أمّا هؤلاء فهم المتحوّلون عن الحقيقة والآيلون إلى الضياع.

وماذا يجري هنا على الساحة الفلسطينية؟
الأمر ليس ببعيد عما يجري في العالم العربي. ففي السنوات الأخيرة، وبسبب التشرذمات السياسية والطائفية التي كانت من نصيبنا في هذا الوطن، أخذت تظهر على الساحة الأدبية المحلية، في الداخل والخارج، فئات تصبّ جلّ همّها واهتمامها على الأطر وتعداد الأسامي التي تتحلق حولها، وذلك دون الأخذ بنظر الاعتبار أيّ همّ أدبي أو أخلاقي، وهكذا صار القاسم المشترك بينها هو امتهان الأدب والوصول به إلى حضيض ما بعده من حضيض.

ولمّا آل الوضع الأدبي في هذا الوطن إلى هذا المصير، فإنّي أجد أن السكوت على ما يجري ينصبّ في النهاية في خانة الاتآمر على الأدب وعلى ما يمثله من قضايا سامية. لقد تحولت المناصب إلى الضالّة التي ينشدها أولئك الذين بدأت تظهر عوراتهم الأدبية على الملأ. ولمّا كنّا حريصين على الأدب الحقيقي في هذه الديار، وجدنا من الضرورة بمكان وضع النقاط على الحروف المبهمات حتى لا يلتبس الأمر على ذوي البصائر، ويكون الأدب المحلي في النهاية هو الخاسر.

من هنا نود أن نؤكد على أن ليس ثمّ تنظيم أدبي يجمع أهل الأدب من العرب في هذه البلاد، كما إن كل ما يُنشر عن تنظيم هذا أو آخر ليس إلا ضحكًا على ذقون العباد.

من هذا المنطلق، أجد من الضروري التأكيد مرة أخرى على أنّ ما يُنشر في الصحف دون تدارس الوضع الأدبي من جميع جوانبه، ودون استشارة خيرة أهل الأدب في هذا الوطن، لا يعبّر إلا عما يجيش في أفئدة المتنصّبين من عفن.

ولهذا أؤكد على أنّ هذه التنظيمات لا تمثّل الأدب المحلي بأي حال من الأحوال، وهي لم تأت إلا لأغراض في أنفس اليعاقيب السوداء، ولذلك فالإبداع الحقيقي منها براء، ولهذا اقتضى التنويه الآن قبل فوات الأوان.

الاتحاد


الأربعاء، 17 أبريل 2024

برتولد بريخت || متع

 برتولد بريخت ||

مُتَع

النَّظْرَةٌ الأُولَى عَبْرَ النّافِذَةِ فِي الصَّباحِ
الاِكْتِشافُ ٱلْمُجَدَّدُ لِكِتابٍ قَدِيمٍ
وَجْهٌ مُتَحَمِّسٌ
ثَلْجٌ، تَبَدُّلُ الفُصُولِ
الصَّحِيفَةُ
الكَلْبُ
الدّيالِكْتِيكْ
اسْتِحْمامٌ، سِباحَةٌ
مُوسِيقَى قَدِيمَةٌ
حِذاءٌ مُرِيحٌ
فَهْمٌ
مُوسِيقَى حَدِيثَةٌ
كِتابَةٌ، غَرْسُ أَشْتالٍ
سَفَرٌ وَتَرْحالٌ
غِناءٌ
دَماثَةُ حالٍ.

1954
 

ترجمة: سلمان مصالحة

***


Bertolt Brecht

Vergnügungen


Der erste Blick aus dem Fenster am Morgen
Das wiedergefundene alte Buch
Begeisterte Gesichter
Schnee, der Wechsel der Jahreszeiten
Die Zeitung
Der Hund
Die Dialektik
Duschen, Schwimmen
Alte Musik
Bequeme Schuhe
Begreifen
Neue Musik
Schreiben, Pflanzen
Reisen
Singen
Freundlich sein.

1954
*
Deutsche Lyrik

For Hebrew, press here

الأربعاء، 13 مارس 2024

أسرار الطفلة من غزة

من مجموعة ”ريش البحر“، منشورات زمان، القدس 1999
 
 

سلمان مصالحة

أسرار الطفلة من غزة
أصداء اعتراف إلٰه الجنود
بندى برتقال القصيدة

 

(1) أسرار

تَمُرُّ الطّريقُ إلى غَزّةٍ
عَبْرَ عَيْنَيْ صَدِيقَة.
وَعَبْرَ النَّدَى في ٱلحَدِيقَة.
هُنا النّسْوةُ اللاتِي يُحِكْنَ
ثِيابَ الرّجالِ، وَينظُمْنَ
في الثّوْبِ خَيْطًا مُطَلْسَمْ.
هُنا، في الرِّمالِ،
تُفِيقُ النّساءُ عَلَى رِسْلِها،
في صَباحٍ مُغَبَّرْ،
بغيرِ رِجالٍ.  لأنّ الخَيالَ
ٱحْتَمَى في الزَّوايا، نَما
في الغُبارِ المُلَعْثَمْ.
هَلُمُّوا إلى البَحْرِ.  
في البَحْرِ لَيْلٌ تَعَثَّرْ.
وَهُبُّوا ٱزْرَعُوا في يَدَيْهِ
قَناديلَ زَيْتٍ، تَغَطّتْ
فُرُوعُ الدَّوالي قُطُوفًا،
فَلَيْلُكَ أَخْضَرْ.
هُنا، في الدُّروبِ اللّواتي
ٱرْتَعَشْنَ كَخافِقِ طفْلَهْ،
تَخافُ الصّبايا مِنَ القابِلَهْ،
فلا تَعْرفُ النّسْوةُ اللاّتي
ٱنْتَظَرنَ اللّيالي فُنُونَ النّياحَهْ
على شارعٍ مُنْتَحِرْ.
فَيا أيُّها الدِّيكُ يُعْلِي صياحَهْ،
لَيُلُكَ شَمَّرْ،
وَلَيْلُ النّساءِ دَعا
ثُمَّ كَبَّر.

 

(2) الطفلة من غزّة

 

الطّفلةُ مِنْ غَزّة
تَبني أَعْشاشًا
مِنْ رِيشِ البَحْر.
وَالواقفُ خَلْفَ السُّورِ
يُخَبّئُ فِي عَينيهِ قِلادَة
مِنْ وَرَقِ التّذكارْ.
بعدَ مُرورِ الشّارِعِ
تَحْتَ الخُطُواتِ البَرّيَّة،
تَفْقِسُ في الأعْشاشِ حَكايا،
يَتَراكَضُ أطْفالٌ
داخلَ لَوْنِ العَصْر.
يَلْتقِطُونَ الصَّوْتَ الخافِتَ
مِنْ رَمْلِ الصّحْراء.  
عِنْدَ مَساء،
يَنْفَرطُ العِقْدُ من العَيْنينِ،
يُبلّلُ دَرْبَ البَحْر.
البَسْمَةُ يُرْسلُها اللّيْلُ
إلى المَنْفَى.  
الشّاعِرُ
يَلفُظُ أنفاسَهْ.

 

(3) أصداء

 

على الأُغنية،
نَما العُشْبُ،
ذابَ الصّدَى في اللّسان.
وفي الأرْضِِ بَعْضُ كَلامٍ
تَفَرّقَ بَيْنَ الغُبارِ وصَوْتِي.
ولا شَيْءَ فِي البالِ
غيرُ ٱنْتِظارِ الأغَاني.  
وفي الأغْنيَة،
خَطا القَلْبُ،
دَرْبُ الرّجوعِ تَلَوَّى،
ٱعْتَرِفْ يا حَبيبي.
وذِي النّفْسُ انّتَهَتْ مِنْ زَمان.
فلا البَيْتُ فِي الشِّعْرِ، لا لا
ولا البَيْتُ فِي الرّمْلِ لا لا
 وما البَيْتُ في الذّاكِرَهْ.
ولا بالَ للوَرْدِ.
هاتِ النّجومَ وخُذْنِي.
ٱنْطَلِقْ بي، نَوَيْتُ الرَّحيلَ.
ولا ماءَ لِي، لا تَشُدَّ وِثاقِي
عَلَيَّ. فلا دَرْبَ لي في
حَبيبي. ٱحْتَذِرْ مِنْ رُجوعِي
إلَيَّ.

 

(4) اعتراف

 

هي الأُغنيَة،
حَبَتْ فِي لِساني إلى
مَنْ نَما فِي اللّيالي
هِلالاً هِلالا.
لَثَغْتُ بِحَرْفٍ أتَى مِنْ عُيوني
فمالَ إلَيَّ السُّنونو بلا مَوْعِدٍ
للقائيِ، وَمادَتْ سَمائي.
فَلَمْ أعْتَرِفْ بالمَحارِ ولَمْ أعْتَرِفْ
بالجِبالِ الرّواسِي،
وَلَمْ أعْتَرِفْ
بالبِحارِ.
 فَغَطّتْ رُموشي الجَداوِلْ،
وَفَوْقِي سَماءٌ بلا عاصِفَهْ.
فَلا تَتْرُكِي فِي الرّمالِ
خُطاكِ، هِيَ اللّحْظَةُ النّازِفَهْ،
وَقَلْبِيَ قائفْ.
يُرَدِّدُ فِي القاعِ رَجْعَ
صَداكِ. أنا فِي الجُنونِ
أباتُ، وَأحْلُمُ ليْلاً، وأحلُمُ
يَوْمًا، وأحْلُمُ أنِّي ٱحْتَرَقْتُ
فَراشًا، وأحلُمُ أنِّي افْتَرَشْتُ
الجَناحَ. فَمِنْ أيْنَ أبْدأُ هذا
الصّباحَ. وَدَدْتُ لَوَ ٱنَّ الزّمانَ
رَماني إلَى الذّاكِرَهْ.
وَرَدّدَ صَوْتِي الصّدى،
وَٱسْتَراحَ.

 

(5) إله الجنود

 

طَريقِيَ تَخْطو إلى غزّةٍ
تَمُرّ بِخوذَةِ جُنْدِي.
إلٰهَ الجُنودِ الّذي يَمْتَطِي
صَهْوةَ الرّيحِ، هَلِ البَحْرُ
يَعْرقُ لَمّا تَمُدَّ يَدَيك إلَيْهِ؟
هَلِ النّجْمُ فِي اللّيْلِ يَعْرِفُ
كَيْفَ الوُصولُ إلَى وَكْرِهِ؟
أَضِئْ لِي الطّريقَ إلَى الغَيْبِ،
خُذْ مِنْ سمائِيَ شَمْعَهْ.
إلٰهَ الجُنودِ، نَما الحُزنُ فِي
الشّرُفاتِ وَأوْرَقَ مِنْهُ الصّدَى،
لَمْ يَعُدْ بَعْدُ. سُدًى ذِكْرَياتي.
أتَذْكُرُ كَيْفَ مَشَيْنا مَعًا فِي
الجبالِ؟ أتَذْكُرُ كَيْفَ احْتَبَسْنا
الهِلالَ لأوّلِ حَرْفٍ هَوَى
في اللّيالي على شَفَتَيْكَ
لِبَسْمَةِ طفْلَهْ.
أتَذْكُرُ سِرْبَ السُّنونو
الّذي مَضَى مِنْ عُيونِي،
فَحَلّقَ فِي أعيُنِ العاشِقاتِ؟
وَعادَ لِيَجْبلَ قَلْبي بِطِينِ.
وَيَبْنِيَ فِي الرّيحِ بُرْجًا مُعَلَّقْ.
فَرَفْرَفَ قَلْبِي دُوَيْنَ الّربابِ
"نَعامًا تَعَلّقَ بالأرْجُلِ".
وَلَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ خَطْوِي
وَرائي تَسَمَّرَ فِي الرّمْلِ، لا
رِيحَ فِي الأرضِ أوْ عاصِفَهْ.
أنا فِي عُيونِي ٱخْتبأْتُ
وَدَحْرَجْتُ فَوْقِي ثَرًى
من زَمان.

 

(6) ندى برتقال

 

تِشْرينُ حَيْرانُ.
يخطُو على الدّربِ،
منْ عَسْقلانَ إلى البَحْرِ،
يَرْكُلُ ظِلَّهْ.  
ويرْحَلُ بينَ التّرابِ المُغنّي،
ويذكُرُ أهلَهْ.  
هنا صارَ حُزْنُهُ طفْلَهْ،
تَعَمْشَقُ كالرّيحِِ،
تَطْفُو على النّعْلِ بينَ السّماءِ
وظِلِّي.  تلاشَى بَيَ الدّرْبُ
على الطُّرقِ المُتربة.  
وفي الدّرْبِ دَرْبٌ ودَمْعَةُ دُمْيَهْ،
وخلفَ الرّجالِ صَبايا
نَمَتْ كَالرُّخامِ.  شَواهدُ
خُطّتْ عليها الحُروفُ
بماءٍ تَساقطَ من أعْينٍ
في سَماءٍ سَحيقة.
إلى غزّةٍ تَصُبّ الطّريقُ
بِعَيْنَيَّ حينًا فَراشًا،
وحينًا تَصُبّ
نَدََى بُرْتُقال.

 

(7) القصيدة

 

خُذُوا من البَحْرِ أسْماكَهُ
أَعِيدُوا الغُيومَ إلى النّهْرِ،
ٱرْفَعُوا عَن لَمَى الطّفْلِ
حِمْلَ النّساءِ الحَواملْ.
فُروعُ الأسَى وارفة،
وَالحَكايا شُجونٌ
مَرَتْها نُهودُ الأراملْ.
إذا ٱرْتَحلَ الأنبياءُ،
فَلا تَحْزنُوا للفَقِيدةْ.
ولا، لا تَقُولُوا
بأَنّ الرّجَا
فِي
القَصِيدَةْ.

*
قضايا
  • توفيق طوبي: احتفالنا باستقلال إسرائيل

    نقدم هنا خدمة للقارئ العربي ترجمة عربية لخطاب القائد الشيوعي الفلسطيني، توفيق طوبي، والنائب في الكنيست الإسرائيلي لسنوات طويلة. وهو خطاب كان قد ألقاه في باريس في شهر مايو 1949 بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستقلال إسرائيل....
    تتمة الكلام
  • هل البطون والأفخاذ عورة؟

    لا فرق، إذن، بين فقهاء الظّلام الّذين يُعوّرون المرأة كلّها، وبين فقهاء الفضائيّات المطبّلين المزمّرين للدكتاتوريات العربيّة على اختلاف مشاربها. فمثلما يرى هؤلاء الفقهاء المرأة كلّها عورة يجب سترها، فإنّ فقهاء الدكتاتوريات العربية يرون في الشّعوب العربيّة بعامّة كلّها عورة. تتمة الكلام...

    بين اللغة والسياسة

    ما من شك في أن القدرة علي التعبير لدى أطفال العالم أكبر بكثير، وأغني وأعمق من تعبير الأطفال العرب الذين حينما يتكلمون فهم مصابون بالارتباك والبلبلة، ولا يستطيعون تقريباً ايصال جملة سليمة للمشاهد أو للمستمع.
    تتمة الكلام
 
قراءات
  • سبحان الذي أسرى

    نتقدّم الآن خطوة أخرى للوقوف على ماهيّة هذا "المسجد الأقصى" الّذي ورد ذكره في سورة الإسراء، أو بالاسم الأقدم للسورة وهو سورة بني إسرائيل...

    تتمة الكلام...
  • بلد من كلام

    هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟

    تتمة الكلام

مختارات
  • سفر المبدأ

    (1) بَدِيءَ بَدْءٍ بَرَأَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمٰواتِ وَٱلْأَرْضَ. (2) وَٱلْأَرْضُ كانَتْ خَرابًا خَواءً، وَظُلْمَةٌ عَلَى وَجْهِ ٱلْمَهْواةِ؛ وَرُوحُ ٱللّٰهِ تُرَفْرِفُ عَلَى وَجْهِ ٱلْماءِ. (3) فَقالَ ٱللّٰهُ لِيَكُنْ نُورٌ، فَكانَ نُورٌ. (4) وَرَأَى ٱللّٰهُ ٱلنُّورَ حَسَنًا، فَمازَ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَبَيْنَ ٱلظُّلْمَةِ. (5) فَسَمَّى ٱللّٰهُ ٱلنُّورَ نَهارًا، وَٱلظُّلْمَةَ سَمَّاها لَيْلًا؛ فَكانَ مَساءٌ وَكانَ صَباحٌ يَوْمًا أَحَدًا.

    تتمة الكلام
  • كشف أسرار الرهبان

    "اعلم أنّ بعض هذه الطائفة أعظم الأمم كذبًا ونفاقًا ودهاء، وذلك أنّهم يلعبون بعقول النصارى ويستبيحون النساء وينزلون عليهم الباروك، ولا يعلم أحد أحوالهم...
  • العباس بن الأحنف

    يا أيُّها الرّجُلُ المُعَذِّبُ نَفْـسَـهُ
    أقْصِرْ، فإنّ شفاءَكَ الإقْصارُ

    نَزَفَ البُكاءُ دُمُوعَ عَيْنِكَ فاسْتَعِرْ
    عَيْنًا، يُعينُكَ دَمْعُها الـمِدْرارُ

عنوان خانة

لغات