‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات صحفية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات صحفية. إظهار كافة الرسائل

رجاء بن سلامة || هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ...

رجاء بن سلامة ||

هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


أحكمت الأنظمة العربيّة غلق القماقم العتيقة، وبمجرّد تزعزع بعضها أو تلاشيها، غير مأسوف عليها، انطلقت عفاريت الهويّة والطّائفيّة والشّريعة والعقيدة وفتحت أمامنا مسرحا قياميّا شبيها برقصة أشباح الماضي مع الأحياء.

كلّ هذا الرّعب الذي نراه يتمّ باسم الإسلام، رغم كلّ الحسابات والرّهانات الجيوستراتيجية، ورغم الدّور التّخريبيّ الذي لعبته بعض الدّول، ورغم تعدّد أطراف اللّعبة في كلّ بلد فتح فيه جحيم هذا الحفل القياميّ الطّائفيّ الأصوليّ. رؤوس مقطوعة باسم الإسلام. رؤوس تعرض أمام المتفرّجين، فتلك هي مقتضيات الإعلام والعولمة، وتلك هي التّقنية في خدمة القتل والإخبار عنه. وإلى;جانب هذه الرّؤوس وجوه الفرحين بالتّخلّص من كفّار يجب أن يتناقص عددهم لتزداد حسناتهم. رؤوس معلّقة على الحبال كما يعلّق الغسيل، فنشر الرّؤوس هو الحلّ الرّاديكاليّ، النّهائيّ، لنشر كلمة الإسلام. رؤوس تقطع بالسّكّين، بعد أن يوضع صاحبها في هيئة كبش الأضحية، تجسيدا للأمر الإلهيّ; بذبح الابن، وإلغاء للأمر الإلهيّ بإلغاء الذّبح.

مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ.
 وحيث يستقرّ المنتصرون للإله المنتصبون لحساب الآخرة في الدّنيا نجد شكلا آخر من فظائع الرّعب الدّمويّ : أياد مقطوعة، ونساء يرجمن إلى الموت، وأحيانا يرجمن وفي بطونهنّ الأجنّة.
أين ”فقهاء الإسلام“ من كلّ هذه الفظائع؟ أين حسّهم الأخلاقيّ؟ هل فشل الإصلاح الدّينيّ؟ ولماذا يصدر كلّ هذا الرّعب القداسيّ عن الإسلام بالذّات؟

في كلّ المجتمعات نسبة من البشر هم من المرضى والسّاديّين وكارهي المجتمع. فكيف تستطيع هذه النّسبة من البشر في المجتمعات الإسلاميّة أن تبسط على مرضها وحقدها ظلال الإسلام؟ ولماذا نواصل إلى اليوم مواجهة الأحكام والفتاوى التي واجهها المصلحون وواجهتها المصلحات-المنسيّات- منذ قرن أو أكثر؟

فقهاء الإسلام كأنّهم في حالة توحّد تامّ. كأنّهم لا يرون كلّ ما يتمّ إنتاج من فظائع باسم الدّين الذي يقول عن نفسه إنّه أتى لـ”يتمّم مكارم الأخلاق“. فهم يصرّون على آليّات الفقه وأحكامه التي تنتج كلّ هذا : يصرّون على الجهاد الحربيّ في سبيل الله، ويصرّون على أنّ حكم الزّاني والزانية الرّجم، وحكم السارق قطع اليد. والقواعد النّظريّة والمنهجيّة العتيقة;لهذا الإصرار على القتل والرّجم وقطع الأيدي هي أنّ القرآن قانون، وأحكام هذا القانون أبديّة، والإسلام أفضل الأديان، وغير المسلمين على غير هدى إلى أن يهتدوا إلى الحقّ. هذه القواعد هي نفسها السّائدة إلى اليوم في كلّ أنواع الإسلام السّلميّ والحربيّ، “المعتدل” و“المتطرّف”، السّنّي والشّيعيّ...

حاول بعض المصلحين والمفكّرين أن ينتجوا أفكارا تؤدّي إلى الفصل بين الدّين والعنف القداسيّ وبين الدّين والمرض النّفسيّ المنتج للعنف. لكنّ قلّة قليلة منهم دعت إلى إلغاء هذه القواعد. وكلّ هذه الأصوات ظلّت خافتة إلى جانب من رفعوا شعارات تطبيق الشّريعة والعودة إلى الأصول. فهل نجني اليوم بعض ثمار هذا الفشل أو هذه العطالة في القبول بالحداثة الدّينيّة؟ أم نجني نتائج العجز عن القيام بإصلاح دينيّ عميق؟ أم هل يشبه هذا الاستفحال للعنف ما عرفته المسيحيّة من ;هوس قداسيّ أثناء محاكم التّفتيش؟ وهل سيظلّ الإسلام كما هو بعد كلّ هذه الفظائع المعروضة أمامنا يوميّا؟ ألا يظلّ الفصل العلمانيّ بين الدّين والحياة العامّة المبدأ الأوكد الذي يجب تجسيده بعد أن ينزل السّتار على مسرح الرّعب المقدّس؟

*
نقلاً عن: الأوان


عبد القادر الجـنابي || أدونيس يرقع لبشار الأسد


عبد القادر الجـنابي
|| أدونيس يرقع لبشار الأسد

لا أريد أن ابدو وكأني طائفي، فأنا معروف بكرهي الشديد لأي تحزب مذهبي، وكثيرا ما صرحتُ: طز بكل الهُويات الطائفية وأولها هُوية طائفتي. لكن لا أستطيع أن أرى أدونيس انسانا حرا قادرا على التكلم خارج انتمائه الطائفي. فبدلا من أن يدين نظام بشار الأسد على ارتكابه مذبحة الحولة، ها هو يفتح فمه فتخرج منه كل العبارات، البهلوانية والسامة، لتبرير موالاته لنظام الأسد مذهبيا وايديولوجيا.. فمن الملاحظ انه كلما يشتد الضغط الدولي على نظام بشار الأسد، يطلع علينا ادونيس بتخريجة مبطنة!!

يقول ادونيس في العدد الذي صدر اليوم من مجلة "أسيا افريقيا": "من يراقب السياسة الحالية لفرنسا ازاء العالم العربي يلاحظ انها تخون مبادىء الثورة الفرنسية.... بدلا من العمل على دعم التيارات المدنية والديموقراطية والمتعددة القادرة على ارساء اسس ثورة شاملة من شأنها اخراج المجتمعات العربية من تخلف القرون الوسطى الى الحداثة، فان فرنسا وعلى العكس من ذلك تدعم كل الحركات الاصولية الرجعية وتتعاون باسم حقوق الانسان مع الانظمة الاصولية الرجعية... اذا كان الدافع لذلك هو الدفاع عن حقوق الانسان فان الفرص لاثبات ذلك ليست قليلة خصوصا في فلسطين والسودان والعربية السعودية ومجمل دول الخليج، التي لا يوجد حتى دستور لدى بعضها.... لا احد يستطيع الدفاع عن اي نظام عربي كان. لكن لا ينبغي ايضا اصلاح الشر الذي تمثله هذه الانظمة بشر اخر.... هذا تماما ما تفعله فرنسا واوروبا اليوم". كلام تتلثم به طبيعة أدونيس الطائفية... إنه ترداد ببغائي لما جاء في خطب بشار الأسد! كان يمكن ان اتفق معه لو كان مرفقا بنقد لا لف فيه ولا دوران، لنظام بشار الأسد... ومع هذا: لنفترض أن اوروبا دافعت، او تدافع كما يقول ادونيس، عن انظمة شريرة، فليس معنى هذا ان يسكت ادونيس عن جرائم نظام شرير كنظام بشر الاسد.

السؤال هو: منذ متى كان ادونيس يدافع عن الحريات المدنية والعَلمانية وحقوق الإنسان؟ فتاريخه سجل أسود من المواقف الانتهازية يندى لها الجبين، حد البكاء أمام السلفيين المصريين والادلاء بالشهادتين، مع انه لا يؤمن بهما:

- ألم يكتب تقريضا لثورة الخميني يعد فيها الغرب بالموت المؤكد؟

- ألم يكتب مقدمة لمختارات اعدتها زوجته خالدة سعيد لكتابات محمد بن عبدالوهاب، يدافع فيها عن موقف الشيخ الوهابي المضاد للمرأة

- ألم يأخذ جائزة عدو القصيدة الحديثة، أي القصيدة المدنية العلمانية، جائزة باشراحيل المخجلة!

- ألم يكتب في أول التسعينات بأن الخليج هو مركز الثقافة العربية اليوم....

- ألم تكن أول المنتفعين من كرم دولة الإمارات هذه التي تقول عنها إنها "لا يوجد حتى دستور لديها"...

وألم وألم والم وألم.....

كان الأجدر بادونيس أن يعمل، كما يعمل بعض العلويين الاحرار، على تحسين سمعة الطائفة العلوية، بإدانة، على نحو واضح وعلني جرائم نظام عائلة الأسد العلوية... كان الأجدر به أن يكشف عن شعور إنساني صغير، يمتلكة أصغر شاعر، إزاء اربيعين طفلا قتلتهم شبيحة النظام...

إن ما تفعله فرنسا وأوروبا هو ليس أكثر من باب التضامن الإنساني مع بشر بسطاء يقتلون بأبشع الطرق... فلا فرنسا ولا اوروبا في نيتها "اصلاح الشر الذي تمثله هذه الانظمة العربية بشر آخر".. وهل هناك شر أفظع من شر نظام عائلة الأسد العلوية التي ينتمي اليها روحيا وسياسيا وأخلاقيا هذا الشاعر العجوز ادونيس!

لم يعد لنظام الأسد الطائفي شبيحة تعمل على الأرض فقط، بل أيضا اصبح له شبيحة اخطر هي شبيحة الشعراء الذين لم يعد لهم لا ضمير، ولا أخلاق ولا يحزنون!
*
عن: أيلاف
---
إقرأ أيضًا: سلمان مصالحة | تفكيك أدونيس ومن هم على شاكلته

صباح زوين | لكل جمعة اسمها وموتها

صباح زوين | لكل جمعة اسمها وموتها

الجمعات تتوالى، وجمعة بعد جمعة يتواعد معارضو الأنظمة مع موت إضافي وقتل متجدد ومباح على اجسادهم العزلاء، على أرواحهم الشجاعة وعلى صدورهم العارية، عارية سوى من الجرأة العظيمة·

صحيح أننا رأينا ما رأيناه في الحروب اللبنانية من قتل وتعذيب وقنص وقصف وخطف وويلات لا تحصى، لكن ما شاهدناه الأحد الماضي، ولا نزال، على شاشاتنا، كان أكثر مما يحتمله العقل، كان هائلا ً
وفظيعًا· أذكر ولو بغموض كبير أحداث مدينة العاصي ونواعير المياه والقناطر الرومانية الرائعة، أذكر تلك الأحداث التي حرقت الأخضر واليابس وأزهقت الأرواح قبل ثلاثة عقود، اذكر فتات ما نقلته الينا اخبار شفهية عن شهود عيان من هناك، وخشيت أن يكون ما يحدث اليوم في هذه المدينة التاريخية يبشر بما سبق وحدث فيها آنذاك· الى متى هذا الصمت الخبيث من قبل العالم الغربي والعربي؟! الى متى سيتفرجون ويغسلون ضمائرهم النائمة ببضع كلمات ليست اكثر من ”واجب“ اعلامي يشبه التنديد وليس بتنديد؟! الى متى سيبقى المحتجون معزولين عن اي دعم حقيقي؟

كل جمعة تأتي بسبتها الجنائزي وأحدها الململِم جراحه وإثنينها التحضيري وثلاثائها التظاهري الليلي وأربعائها الرابط بين بقية ايام الأسبوع الخ الخ، فيسمّون جمعتهم التالية بما يرونه مناسباً للحدث والظرف وهكذا دواليك· ما لفتني، هذا التفنن في التسميات، من جمعة الى أخرى، فما من تكرار وما من جمود· تسميات تتبارى في التشكيل والتنويع، في الطرافة والتخييل، وذلك مهما صعبت الظروف ومهما كبرت المطبات وضخمت أحجام المجازر والمخاطر· من جمعة الى جمعة، تتنوع التسميات إذاً وترافقها الشعارات والأغنيات· صحيح ان الشعارات هناك اقل تدبيراً وطرافة وحنكة من التي اطلقناها سنة 2005، لكن ما يطلقونه المعارضون العرب من اليمن الى مصر وصولاً الى سوريا بشكل خاص من تسميات لجمعاتهم، يستحق التوقف عنده والتأمل فيه· انها تسميات مليئة بالحيوية وحب الإبتكار·

ولكن عودة الى الثمن الذي يدفعه كل محب للحرية المطلقة، الحرية المشروعة، الثمن هو أن يدكّ الرصاص أجساداً عارية وبريئة من أي ذنب سوى ذنب المطلب الإنساني البديهي في العيش الكريم· الثمن هو أن يُقتل مجدداً أطفال لم يروا شيئاً من هذه الدنيا سوى الطغيان والتعذيب الروحي والجسدي· وإذا مات الجمعة الماضية طفل جديد آخر من عمر حمزة الخطيب، فقبل ايام قليلة التحقت بهما طفلة مثلهما، طفلة لم تبلغ السابعة بعد، ربما لكي تلعب معهم في جنة الطفولة المفقودة، في جنة حدائق الآخرة حيث ترتاح أرواحهم من مآسي بلدانهم المزمنة·

وساحة العاصي افتقدت حنجرة الشاب قاشوش، افتقدت صوته وتهكمه وعطشه الى الحرية، الى القول الذي لم يقله لا هو ولا الشعب اجمع قبل ذلك اليوم، يوم التظاهر والإحتجاج، وكان قبل ذلك قد انعقد اللسان طويلاً، خوفاً من العبث، وأتى هو ليفك اللسان عنه وعن كل من كان حوله، بحيوية وتفاؤل، الا انه ذهب، وقد اقتلعت منه هذه الحنجرة الذهبية لتلتحق بقافلة الشهداء، ولعله يرى هو والأطفال الشهداء وكل من سبقهم من الشباب، لعلهم يروا كلهم من فوق، يوماً ما، مصيراً أفضل لبلدانهم، وقد دفعوا ثمنه غاليًا.
*
نقلاً عن: اللواء، 6 أغسطس 2011
__________________
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!