سلمان مصالحة ||
أنا العود
أَنَذَا ٱلْعُودُ، مُلْقًى هُنَا عَلَى قَارِعَةِ
ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي تُفْضِي بِي إلَى لا
مَكَانِي. هَدَأَ
ٱللَّحْنُ فِي نِيَاطٍ
هُجِرَتْ مُدَّةً، فَٱنْطَوَتْ
تَنْثَنِي
فِي ثَنَايَا جَنَانِي. حَوْلِيَ ٱلرِّيحُ
تَهْمِسُ لِي نَغَمًا، قُدَّ مِنْ مَاضٍ
قَضَى نَحْبَهُ
لِٱخْتِلَالِ ٱلزَّمَانِ.
أَنَذَا ٱلْعُودُ، نَاطِرٌ هُنَا
غَيْمَةً،
تَأْتِي إِلَيَّ مَعَ ٱلْعَصْرِ، حِينَ أَعُودُ
إلَى
يَقْظَتِي مِنْ سُباتٍ طَوِيلٍ
لَمْ أَحْتَسِبْهُ مَرَّةً مِنْ زَمانِي.
أَنَذَا ٱلْعُودُ، أَحِنُّ إِلَى صَفْنَةٍ،
لَفْتَةٍ مِنْ يَدٍ،
دَاعَبَتْ بُرَهًا مِنْ
بَقَايَا ٱفْتِنَانِي. أَيْنَ مَنْ يُدْرِكُ
القَوْلَ إذْ يَرْتَدِي الحَرْفُ هَالَةً
حَرَّةً مِنْ لَهِيبِ
بَنَانِ.
هِيَ ذِي لَحْظَةٌ، بُرْهَةٌ سَطَعَتْ.
وَسَعَتْ،
كَالحُزْنِ، نُقْطَةً قَرَّةً
مِنْ كِيَانِي.