من الأرشيف - 1948
المفتي يأمر الناس بالجلاء
«… وهل من أحد يستطيع أن يتجاهل الدور العفن الذي قام به أجراء الاستعمار من جماعة الهيئة العربية العليا ومن جماعة المكتب العربي والبنك العربي والشركات المرتبطة بهما وبالرأسمال الأجنبي في دعوة الناس إلى الرحيل عن منازلهم؟
عندما تحرّجت الحالة في مدينة حيفا وأدركت البرجوازية العربية المحلية الخطر الكبير الذي يتهدّد مصالحها من استمرار الاضطرابات، رأت أن تعقد مصالحة في مدينة حيفا مع الهيئات اليهودية، وسرعان ما أرغى الإرهابيون من أعوان الهيئة العربية العليا وأبدوا - من الثابت الآن أنّ هؤلاء قد قاموا بخيانة مرتّبة - وأخذوا يقومون بحوادث فردية لا يقصد من ورائها إلّا إكراه العرب على الجلاء عن حيفا.
ثمّ أعلن المفتي أنّه يرفض إجراء مصالحة في مدينة حيفا وأنّه يأمر الناس بالجلاء عنها. وعندما انتهى القتال في المدينة تفاوض ممثلو البرجوازية العربية من رجال البنك العربي والمكتب العربي والشركات المرتبطة بهما وبالرأسمال الأجنبي مع القائد العسكري البريطاني، وبعد أن اتفقوا معه على تنفيذ رغائبه، تفاوضوا مع السلطات اليهودية على إجلاء جميع العرب عن المدينة.
إنّ بضعة أشخاص من ممثّلي البرجوازية العربية الذين ما زالوا في حيفا حتى الآن، قد قاموا بدعاية واسعة لإجلاء العرب عن المدينة، أما هم فبقوا يتاجرون بممتلكات المشردين وينهبون مخصصات الفقير. إن ما حدث في حيفا حدث ما يشابهه في بقية أنحاء فلسطين، وفي يافا وعكا على وجه الخصوص…»
(الاتحاد، 25 تشرين أول 1948)
0 تعليقات:
إرسال تعليق