مقالة "هآرتس" -
صفقتي مع بيبي -
هذه هي الصفقة النهائية، التي يجب على أعضاء الكنيست العرب عرضها على بنيامين نتنياهو، أو على كل من يريد الحصول على دعمهم
سلمان مصالحة ||
صفقة للتوقيع مع نتنياهو
الكاتب روغل ألفر يعترف أمام القراء بأنه سيقوم بسدّ أنفه والتصويت لجدعون ساعر في الانتخابات القادمة التي لا تُبشّر بالخير (“هآرتس”، 11/1). وبذلك فهو يسارع إلى الاندفاع نحو حضن الكتلة التي تسمى “فقط ليس بيبي”. لقد حرص الكاتب أيضا على القول لقرائه بأنه في السنتين الاخيرتين قد صوت للقائمة المشتركة.
وهكذا، فإن بندول ما تبقى من شظايا ما يسمى بـ“اليسار الاسرائيلي“ تحرك من كتلة من تم إبعادهم الى كتلة من يقومون بالإبعاد. أي أنه تصويت تكتيكي، لأنّ الهدف يبرر هذا الانتقال.
أنا ايضا سأسدّ أنفي وسأعرض اقتراحًا تكتيكيًّا لصفقة مختلفة، بالتحديد مع بنيامين نتنياهو، التي يجدر بأعضاء الكنيست من القائمة المشتركة أن يتبنوها بعد الانتخابات.
من لدغته الأفعى يخاف من جرّ الحبل. إذ إنّ الأمل الذي علّقه كثيرون، بما في ذلك القائمة المشتركة، على كتلة “فقط ليس بيبي”، قد تحطم عندما زحف بني غانتس كأحد الرخويات السياسية وتم اصطياده بشبكة ذاك البيبي نفسه.
الآن، حيث “منعته” - كاسم حزبه - آخذة في التبدّد في الانتخابات، ما زالت لديه الوقاحة لأن يدعو “كل من لا يذهب مع بيبي”، حسب تعبيره، “للتنازل عن أناه وأن يتّحد معه”. لقد أشار غانتس الى الأسماء التي يتوجّه اليها بهذا النداء: يئير لبيد، رون حولدائي، موشيه يعلون، عوفر شيلح، أفيغدور ليبرمان، نيتسان هوروفيتس، ايتسيك شمولي ويارون زليخة. من السهل ملاحظة من هم الغائبون - الحاضرون في الرؤية العنصرية لأمراء الكتلة التي تتفاخر باستبدال نتنياهو.
على هذه الخلفية، من السهل فهم خطوة عضو الكنيست منصور عباس، من الحركة الإسلامية، الذي لم يرغب في وضع كل البيض في سلة واحدة لطرف أو لكتلة واحدة. والتي مرة تلو الأخرى تستخدم أعضاء الكنيست العرب وترميهم وكأنهم واقي ذكري مستعمل.
الفر كتب أيضا أنه “لو أن أيمن عودة وأحمد الطيبي قد انفصلا عن منصور عباس، الإسلاموي البيبويّ، وشكلا قائمة عربية - يهودية، بالتأكيد كنت سأصوت لهما من اجل المستقبل المشترك”. لا توجد مشكلة لدى الفر في التصويت لمن سينضم في المستقبل الى نوع من “الاسلام اليهودي” مثل نفتالي بينيت أو ترانسفيري مثل ليبرمان. إضافة الى ذلك، لو عرف الفر قراءة العربية لكان اكتشف أنه لا يوجد تقريبًا أي فرق بين أحمد الطيبي ومنصور عباس الإسلاموي. بل وربّما أنه سيجدهما في قائمة واحدة في الانتخابات القادمة. إنّ عدم تمكّنه من اللغة العربية هو مرض مزمن ومعروف لدى ما يسمى بـ “اليسار الاسرائيلي”. وإلا لكانت ستنتظره مفاجآت كثيرة وغير لطيفة عند قراءة مواضيع بهذه اللغة.
ومثلما يتنقل ألفر بقفزة تكتيكية من طرف الى آخر، سأقترح أنا أيضًا على أعضاء
الكنيست من القائمة المشتركة أن يشغلوا خيالهم السياسي. حيث إن نتنياهو يقامر بكل
الصندوق من أجل إنقاذ جلده، وقد بدأ بمغازلة الجمهور العربي.
إنّ هذه فرصة ذهبية لأن يرموا له حبل النجاة على شكل صفقة، وأن يتم توقيعها معه كرزمة واحدة. هذه الصفقة يجب أن تشمل الغاء قانون القومية وسن قانون أساس للمساواة والموافقة على مبدأ دولتين لشعبين على اساس خطوط 1967 وإنهاء الاحتلال. يجب أن تشمل الصفقة أيضا المشاركة في الائتلاف والحصول على وزارات حكومية، مثل وزارة الامن الداخلي، من أجل اجتثاث الجريمة في القرى العربية. وتخصيص خمس ميزانية الدولة للقرى العربية، وما شابه ذلك.
إذا تمت الموافقة على هذه الأمور عندئذ فإنّ أعضاء الكنيست العرب سيؤيدون القانون الفرنسي (الذي يؤجّل محاكمة رئيس مُتّهم إلى ما بعد انتهاء ولايته)، وبعد ذلك سيؤيدون حتى ترشح نتنياهو للرئاسة. هذه الأمور يجب أن تكون مشمولة في اتفاق مكتوب ومسجل بالصوت.
هذه هي الصفقة النهائية، التي يجب على أعضاء الكنيست العرب عرضها على بنيامين نتنياهو، أو على كل من يريد الحصول على دعمهم. إذا وافق المرشّح على هذه الصفقة فسيحصل على تأييدهم. واذا لم يوافق فلن يحصل على التأييد.
*
”هآرتس“، 26.01.2021
--
For Hebrew,
press here
0 تعليقات:
إرسال تعليق