سلمان مصالحة ||
أمّا وقد هجم الظلام
أَمَّا وَقَدْ هَجَمَ الظَّلامُ
عَلَى الحِمَى، فِي دَارَةٍ تَعِدُ
الضُّيُوفَ تَبَسُّمَا.
قَطَّرْتُ مِنْ دَنِّي عُصَارَةَ
كَرْمَةٍ، وَعَزَمْتُ أنْ أَدْعُو
النَّدِيمَ لِنَنْعَمَا.
إِنَّ الكُرُومَ، إذَا احْتَرَمْتَ،
كَرِيمَةٌ. تُضْفِي عَلَيْكَ
مَعَ الظَّلامِ تَرَنُّمَا.
فَلَقَدْ قَضَيْتُ العُمْرَ، حَتَّى
هَدَّنِي دَهْرٌ، وَأَشْبَعَنِي
الأَنَامُ تَبَرُّمَا.
فَفَرِحْتُ أَنْ حَلَّ الظَّلامُ،
لِأَنَّنِي شَغِفٌ بِبَعْضِ خُرَافَةٍ،
أَوْ رُبَّمَا
آلَيْتُ أَنْ أَنْسَى، لِبَعْضِ
سُوَيْعَةٍ، مَا كَانَ أَرَّقَ
خَافِقِي، كَيْ أَسْلَمَا
مِمَّا حَمَلْتُ مِنَ الهُمُومِ،
فَإِنَّها مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ
تَجِيءُ تَكَرُّمَا.
تَقِدُ الفُؤَادَ بِلَحْظَةٍ
عَرَبِيَّةٍ، رَقَدَتْ قُرُونًا
بَيْنَ رَمْلٍ، قَدْ نَمَا
حَتَّى ٱسْتَطَالَ مَعَ ٱلظِّلالِ
كَنَخْلَةٍ. تَخْتَالُ فِي غَنَجٍ
وَتَلْثُمُ أَنْجُمَا.
فَهُنَاكَ، أَوْدَعْتُ ٱلْفُؤَادَ
مُؤَمِّلًا فِي ٱللَّيْلِ أَنْ أَفِدَ
ٱلسَّمَاءَ، لِأَنْعَمَا
بِدِيَارِ مَنْ وَضَعَ ٱلنُّجُومَ
بِلا ثَرًى تَرْسُو عَلَيْهِ،
وَحَاكَ مِنْهَا كَٱلدُّمَى
لِأُصَارِحَ ٱلْقَاضِي هُنَاكَ،
بِأَنَّنِي قَدْ كِدْتُ مِنْ عَلْيَائِهِ
أَتَلَعْثَمَا.
أَفْصَحْتُ بِأَنَّ زِيَارَتِي
لِجَنَابِهِ، جَاءَتْ تَرُدُّ جَمِيلَهُ
إِذْ قَدَّمَا
مِنْ زَادِهِ رَاحًا، فَطُفْتُ
مُحَلِّقًا. أَقِدُ ٱلضِّياءَ بِشَارِقٍ
قَدْ أَعْتَمَا.
لٰكِنَّنِي تَعِبٌ مِنَ ٱلْمَاضِي
ٱلَّذِي قَدْ قَدَّ مِنْ كَبِدِي
زَمَانًا أَفْحَمَا.
مِنْ حَارِسٍ لِدِيَارِ عَبْلَةَ
إِذْ نَأَتْ، يَرْثِي هَوَاهُ
وَيَرْتَجِي أَنْ أَفْهَمَا
مَا كَانَ أَوْرَثَ، مِنْ كَلامٍ
مُثْقَلٍ، فَعَلَوْتُ فِي لُغَةِ
ٱلْفَوَارِسِ سُلَّمَا.
فَوَقَفْتُ فِي سَطْحِ ٱلْبَلاغَةِ
أَحْتَمِي، بِرِسَالَةٍ خُطَّتْ
بِحَرْفٍ أَبْهَمَا.
وَرَأَيْتُ فِي شِعَبِ ٱلرِّمَالِ
عُرُوبَةً، مَهْمَا ٱسْتَجَرْتَ تَرُدُّ
رُبَّ وَحَيْثُمَا.
*




سلمان مصالحة
لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم مرّ الكرام دون حساب أو عقاب. لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم وكأنّ شيئًا لم يكن.
عقب حرب حزيران في العام 1967، أو حرب الأيام الستّة كما شاع اسمها إسرائيليًّا، أو النكسة، كما وسمها الإعلام العربي، قامت بلدية الناصرة في شهر آب من العام ذاته، بمنح مواطنة شرف لرئيس دولة إسرائيل...


0 تعليقات:
إرسال تعليق