عبد المسيح الأنطاكي ||
أيا صوفيا
أَيَا صُوفِيَا، مَاذَا جَنَيْتِ لِتُصْبِحِي
فِنَاءً يَضِجُّ
ٱلْعِلْجُ فِيكِ وَيَنْهَقُ؟
حَمَلْتِ صَلِيبَ ٱلرَّبِّ دَهْرًا
وَصُنْتِهِ
إِلَى أَنْ قَضَى مَنْ جَاءَ إِفْكًا يُصَدِّقُ
إِذَا كَانَ كَبْشُ ٱلتُّرْكِ لِلّٰهِ ذَاكِرًا
فَإِنِّي إِلَى
رَبِّ ٱلْبَرِيَّةِ أَشْوَقُ
وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ
مُنَافِقٍ
تَلَبَّسَ إِسْلَامَ ٱلْفَلَا يَتَشَدَّقُ
وَقَدْ
جَاءَ مِنْ أَرْضِ ٱلْغُزَاةِ بِبَلْقَعٍ
إِلَى بَلَدٍ فِي ٱلرَّوْضِ،
بِٱلنَّوْرِ يُشْرِقُ
لَقَدْ عَاشَ يَغْزُو كُلَّ مَنْ كَانَ جَارَهُ
فَلَا ٱلدِّينُ يَهْدِيهِ وَلَا يَتَرَفَّقُ
فَلَا تَيْأَسِي
مِنْ ظَالِمٍ طَالَ كَيْدُهُ
فَإِنَّ لِكُلِّ ٱلْخَلْقِ وَقْتًا يُدَقَّقُ
فَإِنْ كَانَ كَٱلسُّلْطَانِ تَاهَ تَجَبُّرًا
فَإِنَّ
ٱلْمَوَاضِي بِٱلْأَبَالِسِ تَلْحَقُ
أَيَا صُوفِيَا، إِنِّي
ذَكَرْتُكِ صَابِرًا
وَفِي ٱلْعَيْنِ دَمْعٌ رَائِقٌ يَتَرَقْرَقُ
فَلَا تُنْكِرِي عَهْدَ ٱلصَّلِيبِ فَإِنَّهُ
عَلَى ٱللّٰهِ
مِنْ عَهْدِ ٱلْمَآذِنِ أَصْدَقُ
*
نقلا عن مخطوطة كتاب:
”
تبيان النفائس في بنيان الكنائس“.