في مديح الصمت


سلمان مصالحة || 

في مديح الصمت


بَعْضُ الكلامِ كَـلامٌ
فَاقْتَـصِـدْ ذَهَـبَا
مَنْ بَذَّرَ القَـوْلَ
يَحْـيَى دَهْـرَهُ كَـرَبَا

إذا نَطَقْـتَ، فَصَـوِّبْ.
لا تَكُـنْ عَـجِـلاً!
وَاتْـرُكْ لِصَيْــدِكَ
أَنْ يَدْنُـو وَيَقْتَـرِبَا

حَتَّى تَـرَى خَطْوَهُ
فِي الحَقْـلِ مُرْتَـبِكًا،
وَقَـدْ تَعَـثَّــرَ فِـي
قَـوْلٍ، وَما وَثَـبَـا.

يَلْـوِي يَمِيـنًا،
كَمَـنْ ضاعَـتْ قَضِيَّتُـهُ
فِـي مَعْمَـعِ الهَـذْرِ
مِمَّـا قَالَ، أَوْ نَـدَبَا

حِينًا شِمَالاً، وَلكِـنْ
خـابَ مَنْ وَقَعَـتْ
رِجْـلٌ لَـهُ بِشِـباكِ
الجَهْـلِ مُنْـتَسِـبَا

لا يَنْفَـعُ القَـوْلُ
فِيمَـنْ كانَ مُنْتَمِـيًا
لِأُمَّـةٍ، رَفَـعَــتْ
رايـاتِــها كَـذِبَـا

إنَّ الكَـلامَ مَـعَ
الجُهَّـالِ مَضْـيَـعَـةٌ
لِلْـوَقْـتِ،
فَالْـعَنْـهُمُو أُمًّـا،
وَزِدْ: وَأَبَا

وَاحْفَـظْ لِسـانَكَ!
لا تَعْثُــرْ بِلَعْنَتِـهِمْ
فَالصَّمْتُ أَوْلَى
بِمَنْ
قَدْ عاشَ
مُغْتَـرِبَا

*

مرثية الشعر

سلمان مصالحة || 

مرثية الشعر


مَضَـى زَمَـنٌ،
كانَ فِيـهِ خَيـالُ.
بِهِ تُنْصِـتُ الرِّيحُ،
يَحْكِي الهِلالُ

وَأَدْرَكَـنا
مَـوْكِـبٌ مِـنْ أُنـاسٍ
يُشِيعُونَ هَـذْرًا،
كَشِعْـرٍ يُكـالُ.

فَلا نَكْهَـةٌ،
يَنْتَشِـي القَلْبُ مِنْها
وَلا فِكْـرَةً حامِـلاً
مـا يُقـالُ.

مَضَى زَمَنٌ،
كانَ للشّعْـرِ فيـهِ
مَلائِكَـةٌ،
كـانَ فِـيـهِ سُـؤالُ.

فَها نَحْنُ
قَدْ أَوْصَلَتْنا اللَّيالِـي
إلَـى دَرَكٍ
ضاعَ فِيـهِ الجَمـالُ

*

حيرة الشاعر



سلمان مصالحة || 

حيرة الشاعر


سُئِلْـتُ كَـثِـيرًا عَنْ مَخابِـئِ أَضْلُـعِـي
فَحَـيَّـرَنِـي طَـرْحُ السُّــؤَالِ وَلَــمْ أَعِ

بِأَنَّ الكَـلامَ الـمُسْــتَـفِـزَّ لِشــاعِـرٍ
أَتَى مِنْ أُنـاسٍ يَهْزَؤُون بِـمـا مَـعِـي

إلهٌ ضيّع دربه




سلمان مصالحة ||


إلهٌ ضيّع دربه




مَـرَّ الإلـهُ بِنَكْــبَـهْ - مَـعْ أُمَّـةِ الطُّــرُطُـبَّــهْ


لَحاهُمُـو مِـنْ أُنـاسٍ - تَظَاهَـرُوا بِالـمَـحَـبَّــهْ


وَفِي القُلُــوبِ خِبـاثٌ - مِنْ كُـلِّ قُبْـحٍ وَسُـــبَّـهْ


إذا قَضَـى اللّـهُ أَمْـرًا - تَمَثَّــلُوا الحَـبَّ قُــبَّــهْ


فَيـا لَـهُ مِـنْ مُصـابٍ - بِغُـصَّــةٍ وَبِكَــرْبَــهْ


وَهُـوْ إلـهٌ قَـدِيـــرٌ - لَـكِـنَّــهُ كــانَ يَـأْبَــهْ


بِـأُمَّـةٍ لا تُبــالِــي - بِمَـنْ يُـذَبِّــحُ شَــعْـبَـهْ


فَصَارَ فِي الأَرْضِ يَهْـذِي - يَدْعُـو وَيَطْـلُـبُ رَبَّـهْ


فِي الشَّـرْقِ إذْ لَـمْ يَجِـدْهُ - فَهَـامَ ضَيَّــعَ دَرْبَـهْ






*

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!