كوسوڤا استقلالها، خرجت إحدى الشخصيّات الفلسطينيّة "الإعلاميّة" أمام الكاميرات الأجنبيّة وحذّرت من أنّ الفلسطينيّين قد يسيرون على هدي كوسوڤا ويعلنون الاستقلال من جانب واحد. والحقيقة أن تصريحاته أضحت مثارًا للسّخريّة، إذ ذكرّه أكثر من واحد أنّ الفلسطينيّين قد أعلنوا الاستقلال أكثر من مرّة، بدءًا من العام 1988 في الجزائر. بل وأكثر من ذلك، فهنالك وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني الّتي صاغها آنذاك، على ما ذُكر في حينه، الشّاعر محمود درويش. وسنعود إلى هذه الوثيقة لاحقًا.
إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟