ذاكرة
وها هي الأنباء ء الواردة من تونس تخبر برحيل الشاعر التونسي محمد الصغير، والمعروف بـ أولاد أحمد، بعد مكابدة مع المرض الخبيث.
لذكراه، أعيد نشر هذا البيان الذي نشره في تونس، ففيه ما يكشف عمّا دار في ذهنه ورفاقه التوانسة في خضم هذا ”الربيع العربي“ الذي خرجت شرارته من تونس الخضراء، كما وأعيد نشر قصيدته بعنوان ”أدعية“ والتي بسببها أفتى المدعو ”القرضاوي”، لا حفظه الله، بتكفيره.
أولاد أحمد (تصوير: س.م.) |
*
أولاد أحمد ||
بيان القيادة الشعرية للثورة التونسية
« نحنُ نتحدث عن الدولة المدنية.. وهم يتحدثون عن دولة الخلافة.
نحن نتحدث عن دولة القانون.. وهم يتحدثون عن دولة الشريعة.
نحن نتحدث عن التداول السلمي على السلطة.. وهم يتحدثون عن التمكين الإلهي.
نحن نتحدث عن الديمقراطية..وهم يتحدثون عن الشورى.
نحن نحلم ببناء وطن للمواطنين.. وهم بصدد بناء إسطبل للرعية.
نحن نؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة وهم يعتبرون أن المرأة ناقصة عقلا ودينا.
نحن نتعرف إلى النساء من وجوههن وهم يتعرفون إلى النساء من شواهد القبور.
نحن نؤمن بالتنمية البشرية وهم يعملون على قتل الثلث لإصلاح الثلثين.
نحن نسمي الخروج على الحاكم ثورة شعبية وهم يؤمنون أن الخروج على الحاكم حرام شرعا.
نحن في يوم الثلاثاء 6 أوت 2013، وهم في يوم 28 رمضان 1434 هجري.
نحن نصنع الأقلام والكمنجات وهم يصنعون السيوف والمتفجرات.
نحن نعيش على هضاب البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا وهم يعيشون في الربع الخالي وفي صحارى القارة الآسيوية.
نحن نرفع راية حمراء وبيضاء وهم يرفعون راية سوداء يتوسطها سيف قاطع.
نحن نحدد تاريخ تونس بخمسة آلاف سنة على الأقل… وهم يحددون تاريخها ب 13 قرنا، أي منذ غزو عقبة بن نافع للقيروان».
***
نحن نتحدث عن دولة القانون.. وهم يتحدثون عن دولة الشريعة.
نحن نتحدث عن التداول السلمي على السلطة.. وهم يتحدثون عن التمكين الإلهي.
نحن نتحدث عن الديمقراطية..وهم يتحدثون عن الشورى.
نحن نحلم ببناء وطن للمواطنين.. وهم بصدد بناء إسطبل للرعية.
نحن نؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة وهم يعتبرون أن المرأة ناقصة عقلا ودينا.
نحن نتعرف إلى النساء من وجوههن وهم يتعرفون إلى النساء من شواهد القبور.
نحن نؤمن بالتنمية البشرية وهم يعملون على قتل الثلث لإصلاح الثلثين.
نحن نسمي الخروج على الحاكم ثورة شعبية وهم يؤمنون أن الخروج على الحاكم حرام شرعا.
نحن في يوم الثلاثاء 6 أوت 2013، وهم في يوم 28 رمضان 1434 هجري.
نحن نصنع الأقلام والكمنجات وهم يصنعون السيوف والمتفجرات.
نحن نعيش على هضاب البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا وهم يعيشون في الربع الخالي وفي صحارى القارة الآسيوية.
نحن نرفع راية حمراء وبيضاء وهم يرفعون راية سوداء يتوسطها سيف قاطع.
نحن نحدد تاريخ تونس بخمسة آلاف سنة على الأقل… وهم يحددون تاريخها ب 13 قرنا، أي منذ غزو عقبة بن نافع للقيروان».
***
قصيدة:
أولاد أحمد || أدعية
إلٰهي أعنّي عليهم.
لقد عقروا ناقتي
وأباحوا دمي
في بيوت أذنت بأن لا يُراق دمٌ
فوق سجّادها.
إلٰهي
أعوذ بك الآن من شرّ أهلي
يبيعون خمرًا رديئًا ويؤذون ليل السكارى البريء.
إلٰهي
لقد تم بيع التذاكر للآخرة
ولم أجد المال والوقت والعذر
كي اقتني تذكرة.
فمزق تذاكرهم يا إلٰهي ليسعد قلبي
ألمْ تَعِدِ النّاسَ بالمغفرة؟
إلٰهي، أريد جرادًا لكل الحقول
ومحوَ جميع النقاط،
وقحطًا لكل الفصول
وطيرًا أبابيل للاحتياط.
صدقتَ إلٰهي
إن الملوك
كما الرّؤساء
إذا دخلوا قرية أفسدوها.
فخَرّبْ قصور الملوك
ليصلح أمر القرى!
إلٰهي،
لينبت دودٌ مكان البَلَح
ذهبنا جميعا الى الانتخاب
ولمْ ينتخب أحد من نجح.
إلٰهي حبيبي
ويا سندي
نشرتُ كتابًا جديدًا
فَبِعْه… بلا عدد.
إلٰهي السجين لَدَى الأنبياء
لماذا نزلتَ إلى أرضهم
واسكنتتني غيمةً في السماء؟
إلٰهي
إذا كان لا بد ان أدخل الجنة المشتهاة
فلا تُدخل الأتقياء معي!
إلٰهي
أدلّك فورًا عليها
على شَفَتيها
على حَلْمتيها
على اسمها العائليّ
على شَعْرها العسليّ
على ما تقول ...ولا تفعل.
إلٰه السماء
أضفها الى سُورة الشعراء!
إلٰهي
سمعتُ تُقاةً يقولون عنك كلامًا مُخيفًا
فحادفتها بالكتاب
اسْتَوى حيّةً
لَدَغتهم جميعًا
وعادتْ كتابًا، إلٰهي العليّ
ألا يمكن القولُ
إنّي نبي ؟
*
تونس ربيع 1988
لقد عقروا ناقتي
وأباحوا دمي
في بيوت أذنت بأن لا يُراق دمٌ
فوق سجّادها.
إلٰهي
أعوذ بك الآن من شرّ أهلي
يبيعون خمرًا رديئًا ويؤذون ليل السكارى البريء.
إلٰهي
لقد تم بيع التذاكر للآخرة
ولم أجد المال والوقت والعذر
كي اقتني تذكرة.
فمزق تذاكرهم يا إلٰهي ليسعد قلبي
ألمْ تَعِدِ النّاسَ بالمغفرة؟
إلٰهي، أريد جرادًا لكل الحقول
ومحوَ جميع النقاط،
وقحطًا لكل الفصول
وطيرًا أبابيل للاحتياط.
صدقتَ إلٰهي
إن الملوك
كما الرّؤساء
إذا دخلوا قرية أفسدوها.
فخَرّبْ قصور الملوك
ليصلح أمر القرى!
إلٰهي،
لينبت دودٌ مكان البَلَح
ذهبنا جميعا الى الانتخاب
ولمْ ينتخب أحد من نجح.
إلٰهي حبيبي
ويا سندي
نشرتُ كتابًا جديدًا
فَبِعْه… بلا عدد.
إلٰهي السجين لَدَى الأنبياء
لماذا نزلتَ إلى أرضهم
واسكنتتني غيمةً في السماء؟
إلٰهي
إذا كان لا بد ان أدخل الجنة المشتهاة
فلا تُدخل الأتقياء معي!
إلٰهي
أدلّك فورًا عليها
على شَفَتيها
على حَلْمتيها
على اسمها العائليّ
على شَعْرها العسليّ
على ما تقول ...ولا تفعل.
إلٰه السماء
أضفها الى سُورة الشعراء!
إلٰهي
سمعتُ تُقاةً يقولون عنك كلامًا مُخيفًا
فحادفتها بالكتاب
اسْتَوى حيّةً
لَدَغتهم جميعًا
وعادتْ كتابًا، إلٰهي العليّ
ألا يمكن القولُ
إنّي نبي ؟
*
تونس ربيع 1988
***
0 تعليقات:
إرسال تعليق