مقالة شعرية
سلمان مصالحة ||
عبّاس عبّاس
في اقتفاء أثر أبي نواس”عَبَّاسُ عَبَّاسٌ
إذَا ٱحْتَدَمَ الوَغَى“.
وَالفَتْحُ فَتْحٌ،
وَالحَمَاسُ حَمَاسُ.
وَالقَوْمُ، مِنْ مَلَلٍ،
إذا سَاءَلْتَهُمْ عَنْ نَكْبَةٍ،
يَسْرِي بِهِمْ وَسْواسُ
مِنْ بَعْدِ مَا ٱنْتُكِبُوا،
مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ، وَتَفَرَّقُوا،
فَتَنازَعَ الحُرَّاسُ.
مِنْهُمْ مَلِيكٌ،
قَدْ تَمَلَّكَ عَنْوَةً
بَعْضَ البِقَاعِ،
وَبَعْضُهُمْ خُلَّاسُ.
مِنْهُمْ زَعِيمٌ، قَدْ تَزَعَّمَ
ثُلَّةً فَسُدَتْ،
وَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ دَسَّاسُ.
وَالشَّعْبُ يَكْدَحُ
فِي البِلادِ لِلُقْمَةٍ،
وَيَغُضُّ بَعْضَ الطَّرْفِ،
حِينَ يُدَاسُ
بِنِعَالِ حُكَّامٍ. يُقَالُ
بِأَنَّهُمْ مِنْ لَحْمِهِ،
أَوْ أَنَّهُمْ أَحْمَاسُ.
إِذْ يَنْظُرُونَ إلَى العِبَادِ
رَعِيَّةً. كَٱلمَعْزِ تَثْغُو،
بَيْتُهَا أَكْرَاسُ.
فِي مَشْرِقٍ
فِيهِ البِلادُ غَنِيَّةٌ،
بِٱلجَهْلِ شَالَتْ،
عَقْلُهَا إفْلاسُ.
فَإذا سَأَلْتَ عَنِ النَّوائِبِ،
فَٱحْتَفِرْ حُفَرًا لَهَا.
فَعَدِيدُهَا أَكْدَاسُ.
تِلْكُمْ
حِكَايَةُ أُمَّةٍ مَأْزُومَةٍ
مُذْ أَنْ تَوَلَّى شَأْنَهَا
الأَنْجَاسُ.
لَمْ يَبْقَ فِي بَلَدِ التَّنَابِلِ
مِنْ رُقًى لِفُؤَادِكَ المَهْمُومِ
إلَّا الكَاسُ.
فَٱشْرَبْ صَبُوحًا،
أَوْ غَبُوقًا، وَٱنْطَلِقْ.
إِنَّ الخَيالَ، إذَا شَرِبْتَ
يُقَاسُ
بِمَشَاهِدٍ، لَيْسَتْ كَمَا
قَدْ صَوَّرُوا. وَمَدَارِكٍ
يَحْوِي سَنَاهَا ٱلرَّاسُ.
وَٱتْرُكْ بِلادًا، إنْ ظُلِمْتَ،
لِغَيْرِهَا. فَٱلأَرْضُ وَاسِعَةٌ،
وَأَنْتَ النَّاسُ.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق