سلمان مصالحة ||
خاطرة
فِي النَّفْسِ خَاطِرَةٌ،
يَحْلُو بِهَا النَّظَرُ.
قَدْ أُلْبِسَتْ سُحُبًا،
أَعْبَابُهَا مَطَرُ.
مَا كُنْتُ أَذْكُرُها،
لَوْ أَنَّنِي جَشِعٌ.
لَكِنَّنِي شَبِعٌ، مِمَّا
يَعِي البَصَرُ.
فِي النَّفْسِ خَاطِرَةٌ،
أَرْخَتْ جَدَائِلَهَا.
وَالحَرْفُ مُشْتَغِلٌ
بِالهَمِّ، مُسْتَعِرُ.
فَذِي الخِيَامُ، الَّتِي
حَارَتْ بِهَا مُقَلٌ،
طَارَتْ بِهَا الرِّيحُ،
لا تُبْقِي، وَلا تَذَرُ.
وَاسْتَرْسَلَتْ بِجَحِيمِ
الشَّرْقِ، وَٱحْتَفَظَتْ
مِنْ نارِهِ قَبَسًا
فِي اللَّيْلِ يَحْتَفِرُ.
النّاسُ فِي عَجَلٍ،
مِمَّا يُسَاوِرُهُمْ.
قَدْ آنَ أَنْ يَخْلُدُوا
لِلنَّوْمِ، يَنْتَظِرُوا
مَا حِيكَ فِي حُلُمٍ
مِنْ دُونِ تَجْرِبَةٍ،
أَوْ لِيكَ فِي نَهَمٍ،
إذْ خُبْزَهُمْ كَسَرُوا.
فِي النَّفْسِ خَاطِرَةٌ،
شاخَتْ عَلَى مَضَضٍ.
وَاسْتَرْسَلَتْ بِكَلامٍ
لَيْسَ يُخْتَصَرُ
لَوْ شِئْتُ، مِنْ أَلَمٍ،
ما كُنْتُ أُفْصِحُ عَنْ
سِرٍّ تَقَلَّبَ فِي قَلْبٍ
بِهِ وَطَرُ
أَنْ يَنْزَعَ ٱليأْسَ مِنْ
أَرْضٍ، لِيُنْبِتَهَا
يَوْمًا قَوَافِيَ
فِي أَطْرافِهَا قَمَرُ
يَعْلُو السَّماءَ بِلَيْلٍ
كَيْ يُناوِلَها
مِنْ نُورِهِ أَلَقًا
يَعْشُو بِهِ البَصِرُ.
اليَأْسُ فِي بَلَدٍ
قَدْ شَدَّ أَحْزِمَةً
وَٱلبَأْسُ مُنْتَظِرٌ
أَنْ يَفْقَهَ البَشَرُ.
لٰكِنَّ مَنْ مَلَكَ
ٱلأَقْدارَ قَدَّرَها
فَما تَبَقَّى سِوَى
أَنْ يُرْدَعَ القَدَرُ.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق