سلمان مصالحة ||
في الغرب الأوسط
حِينَ قادَتْني رِجْلايَ، أَو عَلَى
الأَصَحّ طائرةٌ مَيْمُونَةٌ، إلَى
الغَرْبِ الأوْسَط، كانَ الطَّقْسُ
حارًّا هُنَاكَ. والنُّفُوسُ هُنَا
كانتْ باردة.
لَمْ أَعْرِفْ بَعْدُ هُنا جِهاتِ
الأَرْضِ، وَلا هِيَ عَرَفَتْنِي.
كُنْتُ أَمْضِي فِي طَرِيقِي
نَحْوَ الشَّرْقِ الّذِي بَدَأَ يَرْتَدِي
ثَوْبَ اللَّيْلِ الآن هُنَاكَ.
كُنْتُ أَرْكُلُ فِي طَرِيقِي
وُرَيْقاتِ الشَّجَرِ المُتَساقِطَة
مِنْ صَحْراءِ حَياتِي.
كانَتْ هِيَ تَرْتدِي قُبَّعَةً مِنْ
ثَلْجٍ، وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى تُذِيبُ
مِنْهُ قَليلاً، لِدِفْء بَدَرَ مِنْها عَرَضًا،
فَيَسِيلُ عَلَى هامِشِ الطَّرِيقِ الّتِي
أَفْضَتْ بِهَا، مِنْ زَمانٍ بَعِيدٍ،
إلى خَرِيفِ قَلْبِي.
*