قبل سنوات اتّصل بي الدكتور أفنان القاسم مستفسرًا عن بعض القضايا. ثمّ لاحقًا طلب إجراء حوار يكون كتابيًّا ليتمّ تعميمه نشرًا في موقعه. ولمّا كنت أنشر آرائي على الملأ معبّرًا عن قناعاتي دون البحث عن شعبويّة عابرة، فقد وافقت على إجراء الحوار ونشره. ثمّ فوجئت بنشر المقابلة مع تقديم الدكتور أفنان القاسم يسبغ فيه عليّ نعوتًا مثل ”ضحية الفكر السائد“، وما إلى ذلك. فكتبت ردًّا على كلامه وتقديمه ونشرته في حينه أيضًا.
ها أنذا أعيد نشر الحوار والتقديم حرفيًّا، منقولاً عن جريدة “مصر الحرّة”، كما أعيد نشر مقالتي في الردّ على د. أفنان القاسم. وحينما أفعل ذلك فإنّما أفعله توثيقًا للكلام، ولكي يكون عقل القارئ النبيه هو الفصل في هذه القضايا التي لا زالت راهنيّة بعد مرور كلّ هذه السنوات.
إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟