سلمان مصالحة ||
إشراقات مسائيّة
رَأَيْتُ غَزالَـةً تَرْعَى بِسَــهْلِي.
لَها ظِـلٌّ، تَمَثَّـلَ مِثْـلَ ظِلِّـي.
كِلانا يَحْسِبُ الخُطُواتِ عَصْرًا،
وَيَنْظُرُ لِلسَّمَاءِ، كَمَنْ يُصَلِّـي.
*
رَأَيْتُ ظِلالَنَا، فَعَرَفْتُ أَنَّا
تَوَحَّدَ دَرْبُنَا فِي شِبْهِ لَيْلِ.
مِثَالانِ اسْتَعَادَا مَا تَوَارَى
عَنِ الأَنْظَارِ، أوْرَقَ فِي المَحَلِّ.
*
فَوَاحِدُنَا يُحَاذِرُ أَنْ يَرَاهُ
قَضَاءٌ حَلَّ مِنْ دَهْرٍ مُكِلِّ.
وَآخَرُ لا يُدَارِي مَنْ رَمَاهُ
عَلَى دَرْبِ التَّفَكُّرِ وَالتَّجَلِّـي.
*
كِلانَا صَامِتٌ لِمُرُورِ غَيْمٍ
تَصَوَّرَ فِي السَّمَاءِ بِغَيْرِ دَلِّ
بِهِ خَبَرٌ تَصَادَى مِنْ بَعِيدٍ
بِلا صَوْتٍ، كَمَنْ رُؤْيَاهُ يُمْلِي
*
بِقَوْلٍ جَاءَ مِنْ مَاضٍ سَـحِيـقٍ،
وَنُورٍ هَلَّ، كَالدَّمْـعَاتِ يَغْلِـي.
تَلأْلأَ فِي الوُجُوهِ إذَا تَبَدَّتْ،
مُدَاعَبَةَ الشُّعَاعِ لِقَطْرِ طَلِّ.
*
نَظَرْتُ هُنَيْهَةً، فَاحْتَرْتُ دَهْرًا
بِمَا جَمَعَ الظِّلالَ بِقَبْوِ عَقْلِي.
فَلَمْ أَفْهَمْ بِهَذا السِّحْرِ حَتَّى
رَأَيْتُ بَرِيقَهَا فَعَرَفْتُ أَصْلِي.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق