حزب ”لا يوجد مستقبل“

ترجمة ”الحياة الجديدة“ الفلسطينية لمقالة ”هآرتس“:
في الوضع الحالي في البلاد وعلى خلفية النزاع القومي الطويل الذي لا نرى نهايته في الأفق، فان اليمين دائما يستل سلاح التحريض القومي...


سلمان مصالحة ||

حزب ”لا يوجد مستقبل“


"لن نجلس في حكومة واحدة مع القائمة المشتركة"، هذا ما أعلنه آفي غباي في يوم السبت للثقافة في بئر السبع، واضاف "أنا لا أرى أي صلة بيننا". وهو لم يكتف بذلك. ففي نفس المناسبة لم يستبعد الجلوس في حكومة مع حزب كلنا والاحزاب الحريدية وحتى مع افيغدور ليبرمان وحزب اسرائيل بيتنا. "حسب رأيي، نحن، حزب العمل، سنكون بيت كل الاسرائيليين"، قال من يتفاخر بأنه سيكون البديل لحكم نتنياهو.

بسبب سماع اقوال رئيس حزب العمل، يستطيع نتنياهو النوم بهدوء. ان شعار "العرب يتدفقون في الحافلات" من انتاج نتنياهو، يواصل عمل العجائب في معسكر الخصم الذي ينافسه على العرش. تصريحات غباي هذه تعزز فقط معسكر اليمين، الذي يريد ارساله الى المعارضة كما يبدو له.

"سنكون بيت كل الاسرائيليين"، قال غباي. وفي نفس الوقت يعلن أنه مستعد للجلوس مع حزب ليبرمان والاحزاب الحريدية، ولكن ليس مع العرب. أي أنه يستثني كل العرب وكل من يمثلونهم في الكنيست من تعريف "الاسرائيليين". لهذا هو يطرح نفسه كنسخة اخرى باهتة ليئير لبيد. تصريحاته عن حزب العمل والمعسكر الصهيوني، الصفة المناسبة لهذه الكتلة هي: حزب "لا يوجد مستقبل".

من سبقه في منصب رئيس حزب العمل، اسحق هرتسوغ، قال في عدة مناسبات قبل الانتخابات الاخيرة إنه من اجل جذب المصوتين يجب التوقف عن اعطاء الشعور بأن اعضاء الحزب "يحبون العرب". وهو بذلك حول نفسه الى بديل باهت لنتنياهو، الذي استخدم هو نفسه "سلاح يوم القيامة" في يوم الانتخابات، وهو الشعار الذي رجح كفة النتائج.

يجب أن يكون واضحا لكل من له عقل أنه في الوضع الحالي في البلاد وعلى خلفية النزاع القومي الطويل الذي لا نرى نهايته في الأفق، فان اليمين دائما يستل سلاح التحريض القومي، من اجل اثارة الخوف وجمع صفوف القبيلة اليهودية امام اعداءه. عند الحاجة يلصق بهم "حب العرب" لاسقاطهم في حلبة المصارعة والحصول على هتافات قبلية يهودية ممن يجلسون في المدرجات، المصوتين.
يجب العودة وتذكير كل من يريدون تغيير هذا النظام السيء بأنه لا يوجد بديل لحكم اليمين الذي سيطر على البلاد منذ فترة طويلة، دون الاستعانة بممثلي الجمهور العربي في الكنيست. لقد حدث هذا الامر في ولاية اسحق رابين، الذي بقي رئيسا للحكومة بفضل الكتلة المانعة لحزب العمل. ويجب تذكير من نسي بأن اسحق رابين، ضمن امور اخرى، قتل على هذه الخلفية. في حملة تحريض الجمهور التي قادها اليمين ضد رابين سمع اكثر من مرة ادعاء "لا توجد اغلبية يهودية" للسياسة التي يتبعها.

ولأنه من الواضح أن حكم اليمين لن ينتهي في البلاد دون اشراك المواطنين العرب، فانه يجب على كل من يريدون التغيير البدء بالعمل كمعارضة مقاتلة، والتوقف عن ارضاء اليمين وقول الامور بصورة حاسمة وواضحة. ومن ضمن امور اخرى يجب عليهم القول بصوت واضح إن المواطنين العرب هم جزء من اللعبة السياسية الشرعية في اسرائيل. هذه اللعبة تتضمن ايضا المشاركة في الائتلاف المستقبلي. عضو الكنيست احمد الطيبي يستطيع أن يكون وزيرا للصحة، وعضو الكنيست ايمن عودة يمكنه أن يحل محل الوزير اردان في وزارة الامن الداخلي. وقارنوا ماذا كان سيحدث لو أن هذا تحقق. من الواضح أن كل الجو المدني في اسرائيل بين اليهود والعرب كان سيتغير تماما.

على خلفية ذلك، يجب على ممثلي الجمهور العربي في الكنيست الاعلان بصورة لا تقبل التأويل: لا توجد وجبات بالمجان، من يريد تغيير الحكومة بالاعتماد على اصواتنا يجب عليه دفع المقابل بالوزارات، وإلا، اذهبوا وابحثوا عنا.
*
نقلاً عن: الحياة الجديدة، 18 أكتوبر 2017
***
For Hebrew, press here

مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!