خواطر من الثورة المصرية:
حمدي الجزّار يتذكّر صلاح عبد الصبور
أحلام الفارس القديم
1
في عام 1993، كنتُ في الثالثة والعشرين من عمري، أعمل مصححًا للروايات البوليسية، المُترجَمة للعربية، أتقاضي خمسين قرشًا، فقط لا غير، عن كل ساعة عمل، وكان تحت زجاج منضدة عملي الصغيرة قصاصة ورق، كتبتُ عليها كلمات صلاح عبد الصبور:
” في بلد لا يحكم فيه القانون
يمضي فيه الناس للسجن بمحض الصدفة
لا يوجد مستقبل
في بلد يتمدد فيه الفقر
كما يتمدد ثعبان في الرمل
لا يوجد مستقبل
في بلد تتعرى فيه المرأة كي تأكل
لا يوجد مستقبل”.