سلمان مصالحة ||

شجرة وحيدة

كَسِدْرَةٍ، رَبَضَـــتْ فِي
صَهْوَةِ التَّــلِّ.
فِي ظِلِّـهَا حَضَنَـــتْ
ما كانَ يَحْلَـوْلِـي

مِنْ هاجِسٍ، ظَـلْـتُ
طُولَ اليَوْمِ أَنْقُفُـهُ.
حَتَّى تَنامَى كَقَمْـحٍ
مَاجَ فِي سَـهْـلِـي.

فَطُفْـتُ أَبْحَــثُ عَنْ
شَـطٍّ لأَشْرِعَـةٍ.
فَما وَجَـدْتُ
سِوَى الأَوْهامِ
فِي الظِّـلِّ.

*

تتمة الكلام

”جسدي ملكي، ليس شرف أحد“

لهذا السبب، فعندما يتمّ وضع هذه المقولة أمام أعين الذّكر العربي فإنّه يُصدم من هولها. وصدمته تكون أشدّ عندما يأتي هذا الكلام من جانب المرأة العربية، كما إنّ الصدمة تتحوّل إلى نكبة ذهنيّة ذكورية عربية عندما يُرفع هذا الشعار على جسد المرأة العاري.

تتمة الكلام

سلمان مصالحة || 

أمينة على الجسد

        (أمينة، ناشطة نسويّة تونسية: ”جسدي ملكي، ليس شرف أحد“)

لا تَسْأَلِي أَحَدًا
إنَّ الهَوَى شَرَفُ.
وَاسْتَمْتِعِي بِجَمالٍ
حَتَّى يَعْتَرِفُوا

بِأنَّ جِسْمَكِ مُلْكٌ
لِلَّتِي كَشَفَتْ عَنْ صَدْرِها
بِزَمانٍ جُلُّهُ قَرَفُ.

لا تَأْبَهِي بِرِجالٍ
بَاعَ كابِرُهُمْ أوْطانَهُ شَرَهًا
والعُهْرَ يَقْتَرِفُ.

إنَّ البِناءَ
الّذِي تَبْنِينَ مِنْ جَسَدٍ
أَرْكانُهُ صَمَدَتْ
فِي الرِّيحِ، والغُرَفُ.

مَهْما تَنَطَّحَ
مِنْ ناسٍ فَلا تَثِقِي
إلاَّ بِمَا أَنْتِ،
فَرْدٌ
زَانَهُ هَدَفُ.
*

نشرت أيضًا في: "شفاف الشرق الأوسط"

اقرأ أيضًا: "جسدي ملكي، ليس شرف أحد"

تتمة الكلام

صاحب المعرّة

سلمان مصالحة || صاحب المعرّة

( ورد في الأخبار أنّ بعض الإرهابيّين حطّموا تمثالاً لأبي العلاء المعرّي)

مِنْ أَيْنَ جاءَ الخَرابُ
يا صَاحبًا مِنْ مَعَرَّهْ
يَغْزُو البِلادَ يَبابُ
يَمْحُو الهَنا وَالمَسَرَّهْ

تتمة الكلام

البحر

سلمان مصالحة || البحر

البَحْرُ، الّذي حَملَ
الظّعائِنَ باكِرًا، حَمَلَ
الهُمُومَ قُبَيْلَ ذاكَ
بِلَيْلِهِ.

تتمة الكلام

سلمان مصالحة || 

سؤال البيت

البيتُ ليسَ كَما يَحْكِي
الّذينَ بَنَوْا جُدْرانَهُ
بِحِجارِ الأرْضِ وَالعَرَقِ.

وَإنَّما فِكْرَةٌ حَلَّتْ عَلَى
بَشَرٍ. تَحْمِي الوُجُودَ
الّذِي يُرْسَى عَلَى قَلَقِ.

فَإنْ طَلَبْتَ مَكانًا،
لا تَكُنْ قَنِعًا إلاّ بِما
يُبْتَنَى فِي خَيْمَةِ الأُفُقِ

فَذاكَ أوْلَى بَمَنْ أمْسَى
بِوَحْدَتِهِ، لا يَطْمَئِـنُّ
إلَى بَيْتٍ بِمُفْتَـرَقِ.

لَأنَّهُ حَمَلَ الأَحْلامَ
فِي كَتِفٍ. وَالبَيْتَ فَرَّقَهُ
فِي مُلْتَوَى الطُّرُقِ.

*

تتمة الكلام

سلمان مصالحة ||

صوت من اليأس

لا مَرْءَ يَبْقَى،
إذا ما دَمْعَةٌ وَقَعَتْ
مِنْ عَيْنِ طِفْلٍ
عَلَى آبائِهِ، بَطَلا.

تتمة الكلام

سلمان مصالحة || 

رؤى

العَيْـنُ تُبْصِرُ
ما نَما بِإزائِها.
وَالقَلْبُ يَحْفَلُ
بِالَّذِي
يَتَمَثَّـلُ.


ما كُلُّ ما
شَغَلَ العُيُونَ
مُؤَكَّدٌ، أَوْ كُلُّ
ما طَرَقَ الفُؤَادَ
مُعَلَّـلُ.

الأَمْرُ
ما جَعَلَ الجَوارِحَ
تَنْتَشِي، فِـي رِحْلَـةٍ
بَعُـدَتْ،
وَلَيْسَتْ تَكْمُلُ.

عَيْناكَ
أَدْرَكَتَا المَنَاظِرَ
يَقْظَةً. لَكِنَّ قَلْبَـكَ
لا يَنِي
يَتَبَـدَّلُ

فِـي حَيْـرَةٍ،
مِنْ وَحْدَةٍ أَبَدَيَّةٍ.
دَمَغَتْهُ،
مُذْ نَزَلَ
السُّؤَالُ
الأَوَّلُ
*

تتمة الكلام

سلمان مصالحة || 

مسألة طارئة

حِينًا،
تَهِيجُ شِغافَ القَلْبِ
مَسْألَةٌ تَعْلُو بِلا سَبَبٍ
مِنْ باطِنِ السَّبَبِ.

فَإنْ نَظَرْتَ
إلى ما هاجَكَ، اسْتَعَرَتْ
أرْكانُ قَصْرِكَ
وَانْهارَتْ عَلَى النَّسَبِ.

لا شَيءَ يَبْقَى،
وَإنْ طالَ الزّمانُ،
فلا تَبْنِ قُصُورًا
بِأَرْضِ النّارِ
مِنْ حَطَبِ.

تتمة الكلام