رسالة شخصيّة، جوابي عليها
ثم
مقالة وَصِيــلَـة بالموضوع
ثم
مقالة وَصِيــلَـة بالموضوع
"قرأت مقالتك عن اكتساب اللغة العربية في المرحلة المبكرة، فوجدتني أوافق على كل حرف فيها بحماس..."....
لقد وصلتني هذه الرسالة من الپروفسور سليمان جبران، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة تل أبيب. لقد استأذنته طبعًا بنشر رسالته هنا في موقعي الخاصّ لما فيها من دعم يأتي من أستاذ متمرّس في اللغة العربية، آدابها ونحوها، بالإضافة إلى حرصه وجهوده المبذولة من أجل إيجاد حلول تدفع إلى تطوير اللغة العربية ابتغاء مجاراة هذا العصر في جميع مناحي الحياة. في نهاية الرسالة، أنشر جوابي عليها، وبالإضافة إلى ذلك أنشر مقالة الأستاذ سليمان جبران التي وصلتني وهي تتمحور حول مسؤولية أصحاب اللغة العربية عن الوضع الذي آلت إليه في هذا العصر.
_____________
أوّلاً -الرسالة
الصديق سلمان،
سلامات وتحيات من القلب. أقرأ لك شذرات هنا وهناك، في هآرتس مثلا، فأعجب بما أقرأ وأتمنى لو كنتُ أكثر شجاعة لأقول معظم ما تقوله. الفرق بيننا نقطتان، كما ترى، لكن الفرق الحقيقي أنك أكثر شجاعة وعنفًا....
كدتُ أنسى السبب المباشر لكتابة رسالتي هذه. قرأت مقالتك عن اكتساب اللغة العربية في المرحلة المبكرة، فوجدتني أوافق على كل حرف فيها بحماس. قلنا أقل من ذلك بكثير عن اللغة العربية فـ"طلع الجحش يشنهق"، وشتمنا كثيرون، شفهيا غالبا وكتابيا أحيانا، وأشبعونا فخرا باللغة العصماء!
من مقالتك المذكورة وصلت إلى موقعك، فرأيت عجبا عجابا، وها أنا مضيفه إلى "مفضلياتي"!
....
تحية ثانية، وإلى الأمام!
سليمان جبران
_________________
رسالتي الجوابية إلى الأستاذ سليمان جبران:
أهلا عزيزي،
لا تدري كم أفرحتني رسالتك هذه، وخاصة على خلفية ما يكتبه البعض من صنف أولئك الذين لا يفقهون شيئًا في هذه القضايا، وكلّ همّهم إطلاق الشعارات التي لا تشيع سوى الجهل بواسطة دغدغة العواطف الجيّاشة المعهودة إيّاها.
وضع اللغة العربية هو وضع مأساوي، وليس هنا فقط، بل في العالم العربي بأسره من حولنا. لم أشأ أن أردّ على سخافات وشعارات "أيتام تشيرنينكو"، لأنّهم ليسوا أهلا لذلك.
كلّ ما يشغل بالي هو مصير هذه الأجيال الشابّة والصعوبات التي سيواجهونها في النواحي المعرفية والأكاديمية، وفي سائر مناحي الحياة. فقط بمواجهة الحقائق يمكن السير في طريق ربّما تفضي إلى حلول.
لا أدري لماذا تسمّي ذلك شجاعة. أليس من واجب كلّ فرد فينا أن يواجه هذه الحقائق من أجل الوصول إلى حلول، خاصّة وأنّ الغاية المنشودة هي دفع وتطوير هذه اللغة وهذه المجتمعات؟
شكرًا مرّة أخرى على رسالتك، ففيها ما يشدّ على يدي من أجل مواصلة المشوار.
...
مع خالص المودّة،
سلمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيًا: المقالة، وهي منشورة من قبل
سليمان جبران
ماذا عن مسؤوليتنا نحن؟
ماذا عن مسؤوليتنا نحن؟
ما أكثرما نكتب ونقرأ في وضع لغتنا العربية في هذه البلاد. لا أستغرب أن يشيح القارئ بعينه عن مثل هذه المقالات، لأنها غالبا ما تردّد الكلام نفسه في وصف الأوضاع المزرية نفسها. قبل أيام قليلة، قرأت في هذا الموقع مقالة للصديق الدكتور حبيب بولس، عنوانها: لغتنا – هويّتنا وعنوان كرامتنا، وإذا هانت صرنا ضحايا الهوان!. وقبل مدّة كتب الدكتور حبيب ، على ما أذكر، مقالة أخرى ينذر فيها أنّ لغتنا العربية في خطر، بل إني لا أستبعد أيضا أن يكون صديقنا الحبيب كتب مقالات أخرى في القضيّة ذاتها. فاللغة العربية عزيزة عليه، ما في ذلك شكّ، وحالة اللغة كانت، وما زالت، لا تسرّ ولا تطمئن . ومن يراجع أرشيفات الصحف والمواقع الإلكترونية يجد مقالات أخرى طبعا، لكتّاب آخرين، تتناول المشكلة نفسها، وبالأسلوب نفسه إلى حدّ بعيد.
إذا نظرنا في هذه المقالات وجدنا دعاوى محدّدة تكاد تتكرّر فيها جميعا، يثبتها كتّابها كأنّما هي وقائع لا تستدعي سؤالا، ولا تقبل نقاشا. ولأن اللغة العربية عزيزة عليّ أيضا؛ قضيت عمري كلّه وأنا أحاول خدمتها، بكلّ الوسائل المتاحة وفي مختلف الميادين، رأيت أن أقول رأيي في هذه القضيّة الهامّة، من زاوية رؤيتي الخاصّة. قد يبدو في مواقفي بعض "النشاز" في تقييم ما تواضعنا على ترديده طويلا بشأن أوضاع هذه اللغة والأسباب التي آلت بها إلى هذه الأوضاع. لكنّ عذري الوحيد هو أني أحبّ هذه اللغة كما لو كانت من ذاتي، وآسى كلّ الأسى لحالتها الراهنة، وإن اختلفتُ عن كثيرين من الكتّاب الذين تناولوا هذه القضيّة في تفسيراتي واجتهاداتي.
من المحاور المشتركة، في المقالات المذكورة، الزعم بأنّ لغتنا العربية في هذه البلاد في خطر. صحيح أنّ اللغة العبرية تزاحم العربية بنجاح باهر على ألسنة الناس في الشارع، وعلى أقلام الصحافيين والكتّاب أحيانا. وصحيح أنّ اللغة المعيارية لا يجيدها ، في الحديث بوجه خاصّ، إلا نسبة قليلة من الكتّاب والمثقّفين. هذه الظواهر تدلّ طبعا أنّ لغتنا العربية في حالة ضعف وانحسار، إلا أنها غير مهدّدة بالخطر ولن تؤول إلى زوال. صمدت العربية في الخمسينات والستينات، حين كنّا أقليّة قوميّة هامشيّة، تعاني الاضطهاد والقمع سياسيا واجتماعيا وثقافيا. وصمدت في ظلّ الحكم العسكري، وفي ظروف القطيعة عن العالم العربي وتجاهل "ذوي القربى" المطبق للعرب والعربية في هذه البلاد. فهل تكون لغتنا في خطر في هذه الأيام بالذات، وقد انقلع الحكم العسكري، وتعزّزت الأقلية الفلسطينية في إسرائيل عددا ومكانة ومؤسّسات، وانفتحت الحدود مع العالم العربي، وأصبح الكتاب في متناول كلّ من يطلبه، ووسائل الاتّصال من صحف وإذاعات وفضائيات ومواقع إالكترونية لا قبل لنا بإحصائها فعلا؟ اللغة العربية في أزمة، هنا وفي البلاد العربية أيضا، لكن لا خطر عليها ولا على مستقبلها. لا بدّ لنا من تشخيص الحالة بدقّة وموضوعية، بعيدا عن التهويل والمغالاة، إذا رغبنا في العثور على الدواء الناجع للخروج باللغة من ضعفها وتقصيرها.
في كلّ مرّة نتحدّث فيها عن اللغة العربية، والتعليم العربي بوجه عامّ، نسارع أيضا إلى اتّهام السلطات والمسؤولين دون غيرهم: "المسؤولية الأساسية تقع على وزارة التعليم [ ... ] نحن نعرف تماما أنها تسعى جاهدة، وعلى مدى سنوات كثيرة، تنفيذا لنهج سلطوي عامّ، لطمس معالم لغتنا وحضارتنا ولضرب تراثنا وتشويهه" ، يقول الأستاذ بولس. يبدو أننا ما زلنا نردّد الخطاب السياسي القديم، بقوّة الاستمرار، تجنبا لنقد ذاتنا وتشخيص عيوبنا. ليس من "الشطارة" في شيء نقد "السلطات" في هذه الأيام، وشتمها أيضا. لا نعيش اليوم تحت سلطة الحكم العسكري، حين كان المعلّم يطرد من عمله لتأييده الحزب الشيوعي أو لشرائه "الاتحاد". لا يفهمنّ أحد من كلامي هذا أني أجهل تاريخ هذه السلطات أوأتجاهل سياسة التمييز التي تنهجها. لكنني لا أرضى لأنفسنا أن نلعن "الشيطان" كلّما زلّت بنا القدم لقلّة خبرتنا ويقظتنا. من واجبنا مقاومة كل تمييز بضراوة ، لكن من واجبنا أيضا نقد ذاتنا والتنديد بعيوبنا وأمراضنا دون هوادة.
ننتقل من التعميم إلى التفصيل أيضا: السلطات تميّز في الميزانيات، في عدد الساعات للصفّ أو الموضوع، وغالبا ما تعمل على تعيين المدير أو المفتّش وفقا لصلاته لا لمؤهلاته. هذا صحيح. إلا أن المناهج التعليمية نحن من يضعها ويقرّ أساليب تطبيقها. شاركت مع رفاق آخرين في لجان كثيرة لوضع مناهج اللغة العربية. لم يشارك في هذه اللجان أحد من "المسؤولين" ، ولم نتلقّ الأوامر من أحد، ولو حاول أحد أن يتدخّل في عملنا ونهجنا لرفضنا العمل أصلا. نحن أيضا من يدخل الصفّ، ويعلّم أولادنا اللغة العربية وغير اللغة العربية على مدار السنة. نحن أيضا من يربّي النشء الجديد، في البيت والشارع وساحة المدرسة، وفي حصص التربية في الصفّ . ونحن أخيرا، في السلطة المحلية ، من يرعى مصلحة المدرسة، ويحقّ له التدخّل أيضا في مناهجها وبرامجها. بعد تفصيل المسؤوليات هذا، من هو المسؤول الأوّل عن فشل التعليم في مدارسنا، أو تدنّي مستواه: نحن على اختلاف مواقعنا ومهمّاتنا، أم السلطة وسياستها المجحفة، وهي مجحفة فعلا؟ في المدارس الثانوية، بشكل خاصّ، تضطلع السلطة المحلية بكل المسؤوليات تقريبا: تشرف على المدرسة، وتدفع الرواتب، وتنفق على البنايات والتجهيزات، وهي أخيرا العامل الأوّل في تعيين المدير وطاقم المعلمين والموظّفين. فهل أوضاع التعليم في الثانويات خير منها في الابتدائيات والإعداديات؟ وهل "سياسة" الرؤساء والتحالفات الفئوية تفضل سياسة المسؤولين والوزارات؟ ألا يعيّن المديرون والمعلّمون هنا أيضا بناء على القرابات والتصويت في الانتخابات لا على العمل المخلص والمؤهّلات؟ لا حاجة إلى التوسّع والتفصيل في "نشاطات" السلطات المحلية في المدارس، وفي غير المدارس، فهي معروفة للقاصي والداني، وتحتاج إلى صفحات وصفحات!
نردّد في مقالاتنا أيضا أن "العيب ليس في اللغة". لكن من حقّنا أن نسأل أيضا: هل اللغة العربية التي نعلّمها أطفالنا خالية من كلّ العيوب، هل هي لغة عصرية سائغة للمتعلم والمتحدث؟ لماذا نجد "الكثيرمن مثقفينا وأدبائنا ومعلّمينا لا يجيدون العربية ويتهرّبون منها إلى العبرية وغيرها" ، بكلمات الدكتور بولس؟ هل يمكننا اتّهام كلّ من لا يجيد العربية بالضحالة والغباء؟ هل يتهرّبون منها إلى العبرية لأن العبرية هي لغة السلطة والمؤسسات فحسب؟ أليست العبرية أكثر طواعية ومجاراة للعصر، يجد فيها الرجل العادي والمثقف كل أو جلّ ما يلزمه في التعبير عن الحياة المعاصرة بكلّ مستحدثلتها المادّية والفكرية؟ هذه واقعة لا تخفى على أحد منّا في هذه البلاد، لكنّنا لا نقرّ بها، عادة، لأن اعترافنا بتقصير لغتنا من شأنه الإقراربضعفنا والمسّ بعزّتنا ! كنت أظن أننا وحدنا هنا من يعرف هذه الواقعة، دون غبرنا. اسمعوا معي رأي الأستاذ أحمد مختار عمر، أستاذ اللسانيّات المعروف، وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة : " ما يلفت النظر في التجربة اليهودية السرعة المذهلة في تنفيذها، وفاعليتها، وشمولها بدرجة جعلت هذه اللغة شبه الميّتة – في وقت قصير لا يزيد على مائة سنة – هي لغة الحياة، ووسيلة الاتصال داخل الدولة الحديثة، ووافية بالمراد لكل الأفراد من كلّ الجنسيات، ولجميع الأغراض، سواء كانت اجتماعية، أو تقنية في مجتمع متقدّم" ( قضايا فكرية، العدد 17- 18، ص 66). علينا أن نعترف إذن: تقصير العربية عن اللغات المعاصرة المتطوّرة هو عامل هامّ، ولا أقول العامل الوحيد طبعا، في "تهرّب" الكثيرين إلى العبرية، أوغيرها من اللغات.
علينا الاعتراف أيضا أن اللغة العربية لغة صعبة، دونما مفاخرة أو مكابرة. هذا ساطع الحصري، داعية القومية العربية المعروف، يؤكّد صعوبة لغتنا بقواعدها "الخالدة" دونما تغيير أو تبديل: " من المعلوم أنّ قواعد الفصحى في حالتها الحاضرة، معقّدة كلّ التعقيد، وصعبة أشدّ الصعوبة، وبعيدة عن اللهجة الدارجة بعدا كبيرا. فيجدر بنا أن نتساءل: هل من الضروري أن نتمسّك بجميع تلك القواعد التي وضعها أو دوّنها اللغويون منذ قرون بعيدة؟ هل يتحتّم علينا أن نصرف قوانا في سبيل نشر وتعميم جميع تلك القواعد والأساليب؟ ألا يمكن أن نختصر ونبسّط اللغة الفصحى، ونشذّبها تشذيبا معقولا، يكسبها شيئا من السهولة من غير أن يفقدها ميزتها التوحيدية؟ "( ساطع الحصري: في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقوميّة، بيروت، 1985، ص 30). اللغة العربية، في نحوها بوجه خاصّ، لم تعرف تجديدا ولا تشذيبا ولا تبسيطا ، لا قبل استغاثة الحصري هذه ولا بعدها. كثيرون أيضا غير الحصري، من أدباء ورجال لغة ومفكّرين، نادوا بتجديد اللغة ونحوها، بل إنّ بعضهم قدّم خططا عينية واضحة، لا شطط فيها ولا مغالاة، إلا أنّها ظلّت في الكتب ولم يأخذ بها أحد: " فنحن نتغنّى يوميّا بجمال هذه اللغة وعروبتها وقدسيّتها، ولكنّنا نطبّل ونزمّر لها دون أن نخدمها نحويّا أو معجميا أو لسانيّا" ( حسام الخطيب: اللغة العربية، إضاءات عصرية، القاهرة، 1995، ص 34).
الازدواجية أيضا، لغة محكيّة طبيعية سائغة وأخرى معيارية مكتسبة معقّدة، هي من معوّقات اكتساب اللغة في المدرسة وإجادتها حديثا وكتابة. يدخل الأطفال إلى المدرسة بذخيرتهم من المحكيّة، فتأخذهم المعلّمة فجأة إلى مجاهل المعيارية الباردة، لا يجدون فيها أنفسهم ولا يعرفون طريقهم. يزعم "الغيورون" طبعا أن محكيّتنا لا تختلف كثيرا عن المعيارية التي نلقّنها للصغار، لكنّنا نعرف أنّها تختلف عنها نحوا وصرفا ومعجما وأصواتا، بحيث يمكن اعتبارها لغة قائمة بذاتها! وبصدد الحديث والكتابة باللغة المعيارية : حتى " المتمرّسون " منّا غالبا ما يفكّرون في المحكية ثمّ "يترجمون" إلى المعيارية. بل إنّ هذا الانتقال غالبا ما يعوق التفكير أيضا: " نعتقد أنّ انتقال العربي من لغة سيّالة مرنة غير معربة، من لغة لا تحتاج إلى عناء ولا إلى بذل مجهود، إلى لغة غريبة عن حياته اليومية، صعبة معقّدة تخضع لقوالب معيّنة، أمر يعوق الفكر. وعوضا عن أن ينصبّ الجهد الفكري في المعنى ينصرف إلى الشكل الذي يظهر فيه المعنى. والمعنى أصل والشكل فرع، أو ذاك جوهر وهذا عرض. هذه هي مشكلة ازدواج اللغة بالنسبة إلى الفكر" ( أنيس فريحة: نحو عربيّة ميسّرة، بيروت، 1955، ص 136- 137).
هذه المعوّقات، السياسة الرسمية والصعوبة والازدواجية في لغتنا ، لها دورها في تدنّي مستوى العربية، والتعليم العربي بوجه عامّ، ما في ذلك شكّ. إلا أنّها معوّقات لا يد لنا فيها، ولا قبل لنا بتغييرها. بكلمة أخرى، لا بدّ لنا من العمل في هذه الظروف، بل رغم هذه الظروف، بدل اتّخاذها ذريعة لتدهور اللغة العربية، والتعليم العربي بوجه عامّ. ثمّ إنّ هذه المعوّقات لا تبرّر الحضيض الذي آلت إليه اللغة العربية والتعليم العربي. ماذا عن العوامل الأخرى في العملية التربوية؟ ماذا عن المفتّشين، والمرشدين، والسلطة المحلية، والبيت، والمدرسة بمديرها ومعلّميها؟ على هؤلاء جميعا تقع المسؤولية المباشرة في المستوى المزري للغة العربية والتعليم العربي. المعلّم بالذات، هو العامل الأوّل في رأيي في هذه العملية، ويظلّ أمامه متّسع للارتقاء بالتعليم وبمستوى العربية، مهما كثرت المعوّقات وقست الظروف. إذا أردنا البحث عن أسباب تخلّف التعليم في مدارسنا فلنسأل أنفسنا قبل الآخرين: هل نؤدي واجبنا نحو أطفالنا ولغتنا وتراثنا كما يجب، هل نبذل قصارى جهودنا، كلّ في موقعه، لرفع مستوى مدارسنا وتلاميذنا ؟ في الماضي عانت مدارسنا ومجتمعاتنا من ظروف أقسى وأدهى، فما الذي يمنعها اليوم من تحقيق النجاح، رغم السياسة الرسمية والمعوّقات الموضوعية، إذا صدقت النوايا وتضافرت الجهود؟
***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 تعليقات:
إرسال تعليق