سلمان مصالحة ||
صوت صارخ في البراري
لماذا الإعلام العربي على جميع أنواعه، من فضائيات وصحافة ومواقع إنترنت، مُغرم إلى هذا الحدّ بنشر الصّور المُذهلة لأصناف القتل؟ لماذا يعشق العرب نشر كلّ هذا الكمّ الهائل من صور الموت للشيوخ والأطفال، للنساء والرجال؟
ألا يُفكّر كلّ هؤلاء القائمين على هذا الإعلام في تأثير هذه الصّور على نفسيّات الأطفال العرب ممّن يشاهدون هذه الفظائع؟ ألا يُفكّرون بأبعاد هذه المشاهد على الأجيال العربية الناشئة؟ أين هي الأصوات التي تُطالب بوقف هذه بحقّ تفسيّات المشاهد العربي، أيّا ما كانت سنُّه؟
لقد وصلت إلى قناعة أنّ مصدر هذا النّهج الإعلامي العربي هو انعدام القدرة في الذهنيّة العربيّة على التّجريد. يبدو أنّ الذّهن العربيّ لم يصل بعد إلى مرحلة إدراكيّة يستطيع فيها فهم الألم المُجرَّد. إنّه يجنح طوال الوقت إلى التجسيد، إذ بغير هذا التجسيد لا يفهم هذا العالم من حوله.
كم من القرون ستمرّ حتّى نصل إلى مرحلة نُودّع فيها هذا الطّبع البرّي المُتمثّل في التّجسيد، وننتقل إلى امتلاك الطّبع الأهلي الّذي يُدرك كلّ شيء في هذا الكون بالتّجريد.
يا لهول هذه الحال، ويا لهول ما ينتظرنا من مآل!
*




سلمان مصالحة
نقدم هنا خدمة للقارئ العربي ترجمة عربية لخطاب القائد الشيوعي الفلسطيني، توفيق طوبي، والنائب في الكنيست الإسرائيلي لسنوات طويلة. وهو خطاب كان قد ألقاه في باريس في شهر مايو 1949 بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستقلال إسرائيل....


0 تعليقات:
إرسال تعليق