سلمان مصالحة ||
هذا الشعب
تَلَوَّى بِهِ القَلْبُ،
مَادَتْ بِهِ النَّفْسُ.
وَحَلَّتْ دَوَاهِيهِ عَلَيهِ،
فَمَنْ يَأْسُو؟
إِذَا قامَ يَدْعُو
لِلعِبَادِ سَلامَةً،
تَخَلَّفَ عَنْهُ القَوْمُ،
إذْ إنَّهُمْ خُرْسُ.
يَقُولونَ لِيْلاً مِنْ كَلامٍ،
سَمِعْتُهُ دُهُورًا.
وَإذْ يَأْتِي الصَّباحُ،
فَلا حِسُّ.
تَراهُمْ، بِجُنْحِ اللَّيْلِ،
يَمْحُونَ دَمْعَةً
تَرَاءَى بِهَا طِفْلٌ،
قَدْ سَامَهُ النَّجْسُ
عَذَابًا، إذَا شَبَّ الخَيَالُ
بِوَجْهِهِ، وَأَغْمَضَ عَيْنَيْهِ،
لِيَفْنَى بِهِ
بَأْسُ.
فَمَاذَا تَبَقَّى
لِلْكَلِيمِ بِبَلْدَةٍ،
سِوَى آهَةٍ حَرَّى،
تَبُوحُ بِهَا النَّفْسُ.
وَمَاذَا تَبَقَّى
بَعْدَ عُمْرٍ قَطَعْتُهُ
كَقَاطِعِ دَهْرٍ. قَدْ يَلِينُ
وَقَدْ يَقْسُو.
كَذَا هُوَ عُمْرُ المَرْءِ.
حَدَّاهُ فِي الدُّنَى:
رِضَاعُ المُنَى حَتَّى
يُكَنِّفَهُ الرَّمْسُ.
سَكَبْنَا عَلَى
رَمْلِ الفَلاةِ صَلاتَنَا.
وَأُبْنَا عَطَاشَى،
زَادُنَا الفَقْرُ وَٱاليَأْسُ.
لَعَمْرِي، رَأَيْتُ القَوْمَ
قَدْ زَالَ مَجْدُهُمْ،
لِسَاسَتِهِمْ دَانُوا،
وَطَأْطَا لَهُمْ رَأْسُ.
إذا كانَ رَأْسُ القَوْمِ
بِالنَّعْلِ راكِلاً،
فَشِيمَةُ هٰذَا الشَّعْبِ
كُلِّهِمُ الرَّفْسُ.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق