سلمان مصالحة
كذا الأدب
إذا رَأَيْتَ قُطُوفَ الزّيتِ
دانيةً، فَلا تَظنَّ بِأنّ الزّيتَ
يَنسَكِبُ.
لِكُلِّ صِنْفٍ مِنَ الأَثمارِ
نَكْهَتُهُ. لا بُدَّ مِنْ نَظَرٍ فِي الأَمْرِ
يُحْتَسَبُ.
الزَّيْتُ يُعْصَرُ كَيْ يُطْهَى بِهِ
رَدَحًا. وَالخَمْرُ تُعْصَرُ فِي دَنٍّ
بِهِ طَرَبُ.
لا تُسْكَبُ الخَمْرُ إلّا وِلْفُها
مَعَها. لِذا حَبَسْتُ لَها وِلْفًا،
كَذا الأَدَبُ.
فَإنْ حَنَّتْ إلَى صَحْبٍ
بِدِيرَتِها، كَمَا تَحِنُّ قَلُوصٌ سَيْرُها
خَبَبُ،
تَرَى الكَبِيسَ مِنَ الزَّيْتُونِ
يَتْبَعُها. خَطْوًا بِخَطْوٍ، كَما قالَتْ
لَنا الكُتُبُ،
مِنْ قَبْلِما جاءَ شَخْصٌ كانَ
حَرَّمَها، عَلَى البَرِيَّةِ، فَٱحْتارَتْ
بِهِ العَرَبُ.
جَهْرًا يَصُومُونَ كَيْ يَقْضِي لَهُمْ
وَطَرًا. فَهُمْ أُناسٌ إلَى التَّحْرِيمِ
قَدْ نُسُبُوا.
لٰكِنَّهُمْ دَأَبُوا سِرًّا عَلَى
قَدَحٍ. كَذا رَأَيْتُ نُفُوسَ القَوْمِ
تَضْطَرِبُ.
لا يَنْفَعُ القَوْلُ فِيمَنْ أَظْهَرُوا
خُلُقًا، وَأَضْمَرُوا عَمَلًا قَدْ شابَهُ
الكَذِبُ.
إنِّي، وَإنْ كُنْتُ قَدْ غالَيْتُ
فِي كَلِمٍ، فَإنَّ عَيْشِي مَعَ الماضِي
هُوَ السَّبَبُ.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق