قصيدة غير معروفة لأبي نواس
أبو نواس ||
مذ أن خلقت
مُذْ أَنْ خُلِقْتُ رَأَيْتُ أَنْ أَخْتَالا
إذْ أَنَّنِي فِي الخَلْقِ كُنْتُ مِثَالا
وَالواقِفُونَ عَلَى طُلُولِ دٍيارِهِمْ
يَتَشَدَّقُونَ الحَرْبَ وَالأَمْثَالا
فَاليَعْرُبِيُّ إذَا تُنُودِيَ لِلْوَغَى
حَكَّ اسْتَهُ، مَلَأَ الفَضَاءَ سُعَالا
إنْ قُلْتَ دَافِعْ يَا عَرِيبُ بِهَجْمَةٍ
صَمَتَ الَّذِي مَلَأَ الفَضَاءَ قِتَالا
وَارْتَدَّ فِي وَجَلٍ، وَأَخْرَجَ تَمْرَةً
مِنْ جُبَّةٍ، يَبْغِي الفِرَارَ، وَقَالا:
إنِّي امْرُؤٌ كَهْلٌ، فَكَيْفَ تُرِيدُنِي
أَنْ أَرْتَدِي زَرَدًا عَلَيَّ ثِقَالا؟
فَكَذَا خَبرْتُ كَبِيرَهُمْ مِنْ غَابِرٍ
وَاليَوْمَ صَارَ كَبِيرُهُمْ جَوَّالا
يَبْغِي النَّجَاةَ لَدَى غَرِيبٍ إنْ هَوَى
سَيْفٌ مِنْ الأَعْجَامِ، صَالَ وَجَالا
لَنْ يَنْفَعَ الكَلِمُ الَّذِي قَدْ وُرِّثُوا
مِنْ كَبْشِهِمْ، أوْ أُشْبِعُوا أَقْوَالا
إنَّ الفَوَارِسَ بِالعُقُولِ تَقَدَّمَتْ
وَالعُرْبُ فِي وَبَرٍ بَقُوا جُهَّالا.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق