سلمان مصالحة
يا بنت النّاس
وَانا سَايِقْ عَنْزاتِي عَى بِير المَيّْ
طَلَّتْ عَلَيِّ السّمْرا وْقَالَتْ لي: شْوَيّْ!
قُلْتِ لْهَا: أَمْركْ يَابَا شُو صَارِ وْصَارْ
قَالَتْ لِي: قَلْبِي تْقَطَّعْ، وْعَقْلِي طَارْ
***
وَانا سَايِقْ عَنْزاتِي عَى بِير المَيّْ
شَلْعَتْ مِنْ قَلْبِي سَخْلِةْ، والله يا خَيّْ!
وْهَايِ السَّخْلِةْ مْرَبّايِةْ، مَا تْروحِ بْعِيدْ
بَسِّ السَّمْرَا الوَلْهَانِةْ، مَا تْخَافِ وْعِيدْ
***
بَدْهَا مِنِّي تِحْلايِةْ، شِمِّ الرِّيحَانْ
وِاللِّي تْفَلَّقْ فِي صِدْرَا خُوخِ وْرُمّانْ
وَانا سَايِقْ عَنْزاتِي عَى طَرْفِ الحَيّْ
حَرْقَتْنِي الشَّمْسِ الحَمْرَا، وْهِيِّي فِي الفَيّْ.
***
قُلتِ لْهَا: هَاتِي السّخْلِةْ يا بِنْتِ النَّاسْ
قالَتْ لي: بَدْهَا قَعْدِةْ عَى رِيحِةْ كَاسْ
قُلْتِ لْهَا: أَمْرِكْ! حاضِرْ، عَى هَذا الرَّاسْ
قَالَتْ لِي: رَاسَكْ يَابِسْ، وِينِ الإحْسَاسْ؟
وَانَا سَايِقْ عَنْزَاتِي عَى بِيرِ المَيّْ
سَرْقَتْ عَقْلاتِي السَّمْرَا، واللّهْ يَا خَيّْ
***
وَانَا رَاسِي فِي لْبَاسِي صَايِمْ سِنْتِينْ
بَسْتَنَّى السَّخْلِةْ تِكْبَرْ، تَى اسِدِّ الدِّينْ
قَالَتْ لِي: بَطْنِي خَوَّرْ، جُوعَانِةْ كْثِيرْ
قُلْتِ لْهَا: يَلاّ لاقِينِي عَى جَنْبِ البِيرْ
***
لَمَّنْ شَلْحَتْ فُسْتَانَا، شُفْتِ البُسْتَانْ
وِعْيُونِي نَطَّتْ تِلْعَبْ مِثْلِ الغُزْلانْ
قَالَتْ: دِينَكْ عَلَيَّ، لا تِخْشَى النّاسْ
احْفِنْ مِنْ كَرْمِي كُومِةْ، وِامْلا لِي الكَاسْ
قُلْتِ لْهَا: كَاسِكْ صَابِبْ مِنْ عِينِي هَيّْ
خَايفْ آبُوكِ يِعْلَمْ، يِشْوِيني شَيّْ.
***
وَانَا أَمْشُقْ رُمّانَا عَى بِير المَيّْ
فَضِّيتِ الخَمْرِ بْكَاسَا، مِنْ بِينِ اجْرَيّْ
وَانَا شَارِدْ فِي حَالِي، عِشْقِ وْوَسْواسْ
شَرْدَتْ عَنْزَاتِي مِنِّي، وَاللّهْ يَا نَاسْ
طْلِعْتِ البَاكِرْ مَعْ شَلْعَةْ عَى بِيرِ المَيّْ
رْجِعْتِ العَصِرْ وِمْقَحِّطْ، مَا عِنْدِي شَيّْ
***
وَانا سَايِقْ عَنْزاتِي عَى بِير المَيّْ
طَلَّتْ عَلَيِّ السّمْرا وْقَالَتْ لي: شْوَيّْ!
0 تعليقات:
إرسال تعليق