سلمان مصالحة ||
إشراقات صباحية
النُّورُ شَيءٌ لا يَجِيءُ
لِذاتِهِ. لَكِنَّهُ بَصَـرٌ
عَلاهُ ظَلامُ.
الصُّبْحُ يَنْقُلُهُ بِمُقْلَةِ
نَاظِرٍ، فِي رِحْلَةٍ
صَخَبَتْ بِهَا الأَحْلامُ.
لَمْ يَدْرِ ما صَنَعَ الظَّلامُ
بِنَفْسِهِ. فَتَوَارَدَتْ فِكَرٌ
عَلَيْهِ نِيَامُ.
مِنْهَا حَدِيثُ العَهْدِ،
حَلَّ إزَارَهَا شَغَفًا بِمَا
رَسَمَتْ لَهُ الأَوْهَامُ.
مِنْهَا قَدِيمٌ، قَدْ تَعَتَّقَ
فِي الدُّجَى. حتَّى قَضَى
نَحْبًا. عَلَيْهِ سَلامُ.
الصُّبْحُ لَيْسَ لِسَائِلٍ
عَنْ سِرِّهِ. فَالسِّـرُّ
مُقْتَبَسٌ، نَوَاهُ ضِرَامُ.
فِي كُلِّ لَفْتَةِ عَارِفٍ
يَقِدُ السَّنَا جِهَةً مِنَ
المَاضِي الَّذِي يَعْتَامُ.
يَرْتَادُ فِي قَلَقٍ شِعَابَ
زَمَانِهِ. تَرْتَدُّ مِنْهُ فِي
الظَّلامِ سِهَامُ.
لَكِنَّهُ أَنِفٌ،
وَيُدْرِكُ أنَّهُ
لا السَّهْمُ يُنْفِدُهُ
وَلا الأَيَّامُ.
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق