مختارات:
شكيب أرسلان||
ذكرى شاعر الألمان الحكيم
”ولما زرت في فرانكفورت بيت غوته شاعر ألمانية الأكبر وقدموا لي الدفتر المعتاد أن تكتب فيه أسماء الزائرين، كتبت الأبيات التالية ارتجالاً مع تضمين البيت الأخير:
شكيب أرسلان |
مُذْ قيلَ هٰذا بَيْتُ (غُوتِه) زُرتُهُ
إذْ كانَ للشُّعَراءِ كَعْبَةَ قاصِدِ
هٰذا أميرُ الشِّعْرِ عِنْدَ قَبِيلِهِ
مِنْهُ لِجِيدِ الدَّهْرِ عِقْدُ قَلائِدِ
طَأْطَأْتُ رَأسَ قَريحَتِي في بابهِ
وَلَكَمْ رَأتْ عَتَباتُه مِنْ ساجِدِ
إنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي وَعَشِيرَتي
فَالنّاسُ في الآدابِ أُمّةُ واحِدِ
"أوْ فاتَنا نَسَبٌ، يُؤَلّفُ بَيْنَنا
أدَبٌ، أَقَمْناهُ مقامَ ٱلْوالِدِ"
المصدر: ديوان الأمير شكيب أرسلان، جمع وتحقيق: محمد رشيد رضا، مطبعة المنار، مصر 1354- 1935 ، ص 39
*
إضاءة -
لقد جنح الشاعر إلى تضمين البيت الأخير لأنّه رأى أنّ الفكرة التي جالت بخاطره قد طرقها شاعر آخر قبله بدهور طويلة، فلم يجد حرجًا أو انتقاصًا من مكانته بالإشارة إلى قول الآخرين. هو لم يذكر اسم الشاعر لثقته بعلم القارئ البصير في تلك الأيام.
ولمّا أنّ الحال ليست على هذا المنوال في هذا الأوان، فها نحن نحيل القارئ إلى اسم الشاعر الذي اقتبس منه الأمير شكيب أرسلان بيتًا من الشعر.
إنّ البيت الأخير هو التضمين الذي أشار إليه الشاعر، وهو بيت من قصيدة أبي تمام التي مطلعها:
هي فُرقةٌ من صاحب لك ماجدِ...
إنْ يَختلفْ ماءُ الغمامِ فَماؤُنا
عَذْبٌ تَحدّرَ من غمامٍ واحدِ
أَوْ يَفْترِقْ نَسَبٌ، يُؤَلّفُ بيننا
أدَبٌ، أقمناهُ مقامَ ٱلوالِدِ
*
والعقل ولي التوفيق!
0 تعليقات:
إرسال تعليق