سلمان مصالحة||
ليل العروبة
ليلُ العُرُوبةِ أَتْراحٌ
وَأَحْزانُ. وفي رُباها
مِنَ الحُكَّامِ أَلْوانُ.
مِنْهُمْ بَلِيدٌ، جَلِيسُ العَرْشِ
تَحْسَبُهُ قَدْ باتَ مُعْتَكِفًا
وَالعَقْلُ نَعْسانُ.
مِنْهُمْ رَئِيسٌ، ثَقِيلُ الرَّأْسِ
مِنْ حِيَلٍ. وَالنَّاسُ فِي حُلُمٍ
وَالرَّأْسُ وَسْنانُ.
لا شَكَّ قَدْ جَهِلُوا، مِمَّا
تَمَلَّكَهُمْ فِي القَفْرِ مِنْ سَغَبٍ،
حَلَّتْ بِهِمْ جانُ.
ما كُنْتُ أَذْكُرُ ذا، لَوْلا
هَواجِسُ بِي. ثارَتْ بِلا سَبَبٍ،
وَالمَرْءُ حَيْرانُ.
قَدْ طُفْتُ، أَبْحَثُ فِي شَكٍّ
يُساوِرُنِي. فَما وَجَدْتُ،
سِوَى شَكِّي بِمَا دَانُوا.
قَدْ أَشْبَعُونِي كَلامًا، لَسْتُ
أُدْرِكُهُ. فَالقَوْلُ مَيْنٌ،
وَلَمْ يَتْبَعْهُ بُرْهانُ.
قالُوا كَثِيرًا، وَخَيْرُ القَوْلِ
أَوْجَزُهُ. وَأَطْنَبُوا دَجَلًا،
وَالدِّينُ بُهْتانُ.
لا يَفْقَهُونَ حُدُودَ العَقْلِ،
مُذْ تَخِمُوا بِالوَهْمِ دَهْرًا،
وَلَمْ يُحْفَظْ لَهُمْ شانُ.
طافُوا عَلانِيَةً فِي قَفْرِهِمْ
حَجَرًا. ظَنًّا بِأَنَّ الَّذِي
فِي الصَّخْرِ رَحْمانُ.
ها إنَّنِي أَنِفٌ، مِمَّا
تَعَلَّقَ بِي. لا أَرْتَضِي بَدَلًا
لِلْعَقْلِ، مُذْ كَانُوا.
***
0 تعليقات:
إرسال تعليق