رسالة مكماهون إلى الشريف حسين


وثيقة - 1915



 لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والإحساسات نحو الإنكليز، وقد يسرّنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأنّ مصالح العرب هي نفس مصالح الإنكليز والعكس بالعكس.


رسالة مكماهون إلى الشريف حسين


"إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف ابن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رحال المؤمنين الطائعين، عمّت بركته الناس أجمعين.

بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة، نعرض أنّ لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والإحساسات نحو الإنكليز، وقد يسرّنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأنّ مصالح العرب هي نفس مصالح الإنكليز والعكس بالعكس. ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحًا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.

وإنّا نصرّح هنا مرة أخرى أنّ جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحّب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة العربية المباركة.

وأما من خصوص مسئلة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها - وتصرف الأوقات سدًى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها، ولأن الأتراك أيضًا لا يزالون محتلّين لأغلب تلك الجهات احتلالًا فعليًّا، وعلى الأخص ما علمناه وهو مما يدهش ويحزن أنّ فريقًا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها - وبدل إقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نراه قد مدّ يد المساعدة إلى الألمان والأتراك - نعم مدّ يد المساعدة لذلك السلّاب النّهّاب الجديد وهو الألمان وذلك الظالم العسوف وهو الأتراك.

ومع ذلك، فإنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية، وستصل بمجرّد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعيّنونه. وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبًا مستنشقين رائحة مودّتكم الزكيّة ومستوثقين بعرى محبّتكم الخالصة، سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.

وفي الختام أرفع إلى تلك السدّة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي."

                        المخلص
                        السر آرثر مكماهون
                        نائب جلالة الملك
تحريرًا في 19 شوال سنة 1433 الموافق 30 أغسطس سنة 1915


*
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!