أرشيف -
سلمان مصالحة
هات الناي يا عمر
قِفْ يَا زَمانُ
وَهاتِ النّايَ يَا عُمَرُ.
اليَوْمَ يَوْمُ احْتِفالٍ،
وَالثَّرَى إبَرُ.
قِفْ يَا زَمانُ عَلَى
يَوْمٍ كَأنَّ بِهِ
مِثْلَ الظَّلامِ، وَلكِنْ
فِي الدُّجَى خَبَرُ.
قَدْ وَدَّعُونَا
غَداةَ اشْتَدَّ ساعِدُهُمْ
زُغْبَ الحَواصِلِ
لَمْ تَكْبُرْ بِهِمْ فِكَرُ.
قَدْ وَدَّعُونَا، وَغَابُوا
خَلْفَ نَاظِرِنَا.
حَتَّى اسْتَراحَ عَلَى أجْسادِهِمْ
عَفَرُ.
لَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدٍ، إلاَّ
وَقَدْ وَقَعَتْ، مِنْهُ
عَلَى الدَّرْبِ دَمْعَاتٌ
بِهَا غَبَرُ.
وَالواقِفُونَ
عَلَى الأحْلامِ رايَتَهُمْ
يَسْتَبْشِرونَ ضِياءً،
لَيْسَ يَنْدَثِرُ.
طالَ الوُقُوفُ على أُمِّ
الطّريقِ سُدًى،
وَالقَلْبُ مِنْ أمَلٍ
يَخْبُو وَيَسْتَعِرُ.
طالَ الوُقُوف عَلَى جَمْرٍ
كَأنَّ بِهِ
تحْتَ الرّمادِ حَرِيقًا
أيْنَمَا عَبَرُوا.
طالَ الوُقُوفُ
عَلَى دَرْبِ النُّزُوحِ، وَما
جَاءَ البَشِيرُ، ومَا ماتَتْ
بِهِمْ ذِكَرُ.
يَسْتَقْبِلُونَ سَراةَ الصُّبْحِ
مَوْطِنَهُمْ. فِي كُلِّ
مَوْطِئِ عَيْنٍ
مِنْهُمُ أَثَرُ.
فَالأرْضُ أرْضُهُمُ
لا يَبْرَحُونَ بِهَا،
كَالكَرْمِ، كَالقَمْحِ
كَالأَشْجارِ تَزْدَهِرُ.
وَالْبَحْرُ بَحْرُهُمُ،
وَالغَيْمُ غَيْمُهُمُ،
وَالنَّهْرُ نَهْرُهُمُ،
وَالْغَيْثُ، وَالمَطَرُ.
لا يَتْرُكُونَ تُرابًا
كانَ لَوْنَهُمُ،
بِالدَّمْعِ قَدْ جُبِلُوا
بِالحُبِّ قَدْ فُطِرُوا.
إنَّ العُيُونَ الّتِي
فِي دَمْعِهَا أمَلٌ، قَدْ
حَمَّلُوها نَدَى الزَّيْتُونِ
تَقْتَطِرُ.
وَفِي الوُجُوهِ
مِنَ الودْيانِ نَكْهَتُها.
كَأنَّ ريحَ الصّبا
قَدّ لَفَّها العُطُرُ.
بِاللّهِ، يا شَجَرَ الزَّيْتُونِ
كَيْفَ مَضَى زَيْنُ
العِبادِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْهُ
يَحْتَضِرُ؟
بَيْنَ الجُذُورِ سَتَسْرِي
الرُّوحُ فِي عَجَلٍ،
حَتَّى يفيقَ عَلَى
أوْراقِكَ الثَمَرُ.
إنْ تَحْزَنُوا، فَلَكُمْ
يَا أَهْلَ دِيرَتِنَا، حُزْنُ
الأَنامِ شَهِيدٌ أَنَّكُمْ
بَشَرُ.
القدس، حزيران 1988
*
وَالواقِفُونَ
عَلَى الأحْلامِ رايَتَهُمْ
يَسْتَبْشِرونَ ضِياءً،
لَيْسَ يَنْدَثِرُ.
طالَ الوُقُوفُ على أُمِّ
الطّريقِ سُدًى،
وَالقَلْبُ مِنْ أمَلٍ
يَخْبُو وَيَسْتَعِرُ.
طالَ الوُقُوف عَلَى جَمْرٍ
كَأنَّ بِهِ
تحْتَ الرّمادِ حَرِيقًا
أيْنَمَا عَبَرُوا.
طالَ الوُقُوفُ
عَلَى دَرْبِ النُّزُوحِ، وَما
جَاءَ البَشِيرُ، ومَا ماتَتْ
بِهِمْ ذِكَرُ.
يَسْتَقْبِلُونَ سَراةَ الصُّبْحِ
مَوْطِنَهُمْ. فِي كُلِّ
مَوْطِئِ عَيْنٍ
مِنْهُمُ أَثَرُ.
فَالأرْضُ أرْضُهُمُ
لا يَبْرَحُونَ بِهَا،
كَالكَرْمِ، كَالقَمْحِ
كَالأَشْجارِ تَزْدَهِرُ.
وَالْبَحْرُ بَحْرُهُمُ،
وَالغَيْمُ غَيْمُهُمُ،
وَالنَّهْرُ نَهْرُهُمُ،
وَالْغَيْثُ، وَالمَطَرُ.
لا يَتْرُكُونَ تُرابًا
كانَ لَوْنَهُمُ،
بِالدَّمْعِ قَدْ جُبِلُوا
بِالحُبِّ قَدْ فُطِرُوا.
إنَّ العُيُونَ الّتِي
فِي دَمْعِهَا أمَلٌ، قَدْ
حَمَّلُوها نَدَى الزَّيْتُونِ
تَقْتَطِرُ.
وَفِي الوُجُوهِ
مِنَ الودْيانِ نَكْهَتُها.
كَأنَّ ريحَ الصّبا
قَدّ لَفَّها العُطُرُ.
بِاللّهِ، يا شَجَرَ الزَّيْتُونِ
كَيْفَ مَضَى زَيْنُ
العِبادِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْهُ
يَحْتَضِرُ؟
بَيْنَ الجُذُورِ سَتَسْرِي
الرُّوحُ فِي عَجَلٍ،
حَتَّى يفيقَ عَلَى
أوْراقِكَ الثَمَرُ.
إنْ تَحْزَنُوا، فَلَكُمْ
يَا أَهْلَ دِيرَتِنَا، حُزْنُ
الأَنامِ شَهِيدٌ أَنَّكُمْ
بَشَرُ.
القدس، حزيران 1988
*
نشرت: الاتحاد 5/8/1988
***
من مجموعة: "كالعنكبوت بلا خيوط"، القدس 1989
0 تعليقات:
إرسال تعليق