إخراج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور
هل المرأة العربية عورة؟
سلمان مصالحة ||
إخراج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور
لفهم عمق وضع التخلُّف العربي لا حاجة إلى الذهاب بعيدًا إلى أنحاء العالم العربي؛ يكفي أن ننظر هنا في الداخل إلى حارتنا نحن، إذ إنّها ميكروكوسموس، أي هي عالم مصغّر عن ذلك العالم العربي المترامي الأطراف. إنّ أحد العوامل الأساسية للتخلّف المزمن في العالم العربي هو ذلك التهميش المزمن للمرأة وعزلهاعن فضاء اتّخاذ القرارات، التي تُحدّد مصير المجتمع بكلّ مجالات الحياة. إنّه تهميش صارخ وواضح للعيان.
القيادات العربية كانت دائمًا محصورة بالرجال. إذ لم نشاهد على مرّ العصور أبدًا ملكة عربية، رئيسة دولة عربية، أو رئيسة عربية لحكومة ما، ولا حتّى رئيسة بلدية. إنّ المجتمع المعافى يقف ويخطو قُدمًا برجليه الاثنتين، الرِّجل الأنثوية والرِّجل الذكورية. إنّ الرِّجل الأنثوية للمجتمعات العربية هي رجل مشلولة منذ قديم الزمان، ولذلك فما من عجب في أنّ المجتمعات العربية هو مجتمعات عرجاء، ودائمًا ستكون في عوز إلى عكاكيز خارجية.
هاكم مثالًا على الفشل الاجتماعي العربي. في الأسبوع الماضي نظّم رؤساء عشائر وحمائل في جبل الخليل مهرجانًا طارئًا، وذلك احتجاجًا على مصادقة السلطة الفسطينية على الميثاق العالمي “سيداو” (CEDAW) الذي يدعو إلى القضاء على كلّ أشكال التمييز ضدّ المرأة. لقد دعا المؤتمرون، وكلّهم من الرجال طبعًا، السلطة الفلسطينية إلى التراجع عن مصادقتها على الميثاق. ولقد دعوا في البيان الذي نشروه عقب المهرجان إلى حظر نشاطات كلّ المنظمات النسائية - “المشبوهة” على حدّ تعبيرهم - وإلى منع دخول هذه المنظمات والجمعيات إلى المدارس وإلى حظر إيجار المكاتب لهذه المنظمات. بالإضافة إلى ذلك فقد حذّر هؤلاء في البيان قضاة المحاكم من استصدار أحكام على ضوء هذا الميثاق. لقد استثار الميثاق غضب هؤلاء لتحديد سنّ الزواج بالثامنة عشرة، وذلك بدعوى أنّ هذا يتناقض مع الأعراف والقوانين الإسلامية.
إنّ هذه الأعراف والقوانين الإسلامية قد ضربت في الآونة الأخيرة الأولاد في غزّة. مواطنو غزّة الذين يرزحون من جهة تحت طائلة الحصار الإسرائيلي-المصري، ومن سلطة الإسلامويين من الجهة الأخرى، قد شهدوا حظرًا على تنظيم عرض احتفالي موسيقي لطلبة معهد إدوارد سعيد الموسيقي. لقد جاء الحظر إثر فتوى نشرها أحد مشايخ الإسلامويين ضدّ العرض وذلك لكون العرض الموسيقي مختلطًا يظهر فيه الأولاد والبنات معًا على المنصّة.
لقد وصلت هذه الروح السيّئة في المجتمع الفلسطيني إلى الجامعات، وليس في غزة الواقعة تحت سلطة الإسلامويين فقط، وإنّما في نابلس وفي جامعة النجاح الواقعة تحت السلطة الفلسطينية. فداخل الحرم الجامعي تمّ وقف عرض مسرحي يتطرّق إلى وضع النساء في العالم العربي - على يد بروفسور وعميد كلية الفنون. لقد اعتلى العميد المنصة قائلا إنّ العرض لا يتمشّى مع ثقافة وقيم المجتمع. إنّ الذي أثار غضبه هو أنّ الممثلة عشتار معلم، خلعت خلال العرض بعد الثياب.
هكذا يحدث في غزة، في الخليل وفي نابلس، وهكذا يحدث أيضًا في البلدات العربية داخل إسرائيل. الإسلامويون من مواطني إسرائيل يستشيطون غضبًا بين فينة وأخرى ويحتجّون، بل ويوقفون عروضًا فنية مختلطة ويندّدون بمنظمات نسائية تناضل لأجل حقوق المرأة، ويصفون النساء ومنظّماتهنّ بأقذع الأوصاف ويتّهمون القائمات والقائمين على تلك الفعاليات بالتعاون مع منظمات أجنبية بغية تكريس أجندات غريبة في المجتمعات العربية.
إذا كانت المجتمعات العربية هنا وفي كلّ العالم العربي ترغب حقًّا بالخروج من التخلّف الذي وجدت نفسها فيه طوال قرون طويلة، فيتوجّب على المثقّفين العرب أن يرفعوا بشجاعة شعار ومشعل المساواة الجندرية. إن لم يفعلوا ذلك فإنّهم يخونون الرسالة التي يفترض أنّهم يحملونها. على جميع هؤلاء أن يعلنوها صراحة وعلى مسمع من الإسلامويين والذكوريين العرب على أصنافهم، بأنّ مبدأ المساواة الجندرية ليس أجندة غريبة أو أجنبيّة. بل على العكس من ذلك، إنّ المساواة الجندرية هي المبدأ الوحيد الذي بوسعه أن يخرج المجتمعات العربية من الظلمات إلى النور.
*
نشر أيضًا: شفاف الشرق الأوسط
For English, press here
For Hebrew, press here
ويليام بتلر ييتس || جزيرة بحيرة إنيسفري
ويليام بتلر ييتس ||
جزيرة بحيرة إنيسفري
سَأَنْهَضُ وَأَمْضِي الآنَ، سَأَمْضِي نَحْوَ إنِيسْفْرِي،
وَكُوخًا صَغِيرًا أَبْنِي لي هُناكَ، قَصَبًا أَبْنِيهِ وَطِينَا،
تِسْعَةُ أَتْلامِ بُقُولٍ زادِي هُناكَ، عَسَلٌ مِنْ نَحْلِ قَفِيرِي،
وَأَعِيشُ وَحِيدًا في مَرْجٍ يَمْلَؤُهُ النَّحْلُ طَنِينَا.
لي باي || ثلاث قصائد
من الشعر الصيني القديم
لي باي || ثلاث قصائد
فكرة بعد سكرة
هٰذا العالَمُ مِثْلُ حُلْمٍ كَبِيرٍفَلِمَ لَنا أَنْ نُثْقِلَ عَلَى حَياتِنا؟
لِذا، أَنا ثَمِلٌ فِي اللَّيْلِ وَفِي النَّهارِ.
بِلا قُوّةٍ بِلا رَغْبَةٍ مُلْقًى جَنْبَ الجِدارِ؛
سُو دُونْغ پُو || أطفال صغار
مختارات
سُو دُونْغ پُو ||
أطفال صغار
الأطْفالُ الصِّغارُ لا يَعْرِفُونَ مَعْنَى القَلَقِ؛
أَنْهَضُ أنا مِنَ الكُرْسِي، يَجْذِبُونَ هُمْ بِثِيابِي؛
كُنْتُ سَأَنْهَرُهُمْ، لٰكِنَّ زَوْجَتِي تَتَدَخَّلُ،
إنّها تُشَجِّعُ الأَطْفالَ عَلَى رُوحِ الشَّقاوَةِ:
”الأطْفالُ سُخَفاءُ، غَيْرَ أَنَّكَ أَسْخَفُ مِنْهُمْ؛
لَسْتَ سَعِيدًا، عَلامَ أَنْتَ قَلِقٌ؟“
أَعُودُ لِلْجُلُوسِ، خَجِلًا مِنْ أَقْوالِها؛
زَوْجَتِي تَغْسِلُ قَدَحًا وَتَضَعُهُ أَمامِي: إنّها
تَغْلِبُ بِسُهُولةٍ زَوْجَةَ لْيُو لِينْغ،
تِلْكَ الّتِي لا تَنْفَكُّ عَنِ التَّذَمُّر مِنْ سِعْرِ الخَمْرِ.
*
ترجمة: سلمان مصالحة
سو دونغ پو - شاعر صيني من القرن الحادي عشر (1037-1101)
مجهول || أفكر بالعودة
مختارات
من الشعر الصيني القديممجهول* ||
أفكر بالعودة
أُولٰئكَ الّذينَ مَضَوْا يَبْتَعِدُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا
كذا الأدب
سلمان مصالحة
كذا الأدب
إذا رَأَيْتَ قُطُوفَ الزّيتِ
دانيةً، فَلا تَظنَّ بِأنّ الزّيتَ
يَنسَكِبُ.
لِكُلِّ صِنْفٍ مِنَ الأَثمارِ
نَكْهَتُهُ. لا بُدَّ مِنْ نَظَرٍ فِي الأَمْرِ
يُحْتَسَبُ.
فيسبوك
سلمان مصالحة
فيسبوك
أرَى، خَللَ الطّوافِ
بِفَيْسِبُكِّ، كَلامًا هائمًا
يَهْفُو لِنَيْكِ.
مِنَ الجُمَلِ الّتِي صِيغَتْ
كَحَرْفٍ تَلأْلأَ فِي الظّلامِ
بِثَوْبِ إفْكِ.
قضايا
-
كل يغنّي على ويلاه
إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
-
شعب واحد أم تشعّبات؟
قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.
تتمة الكلام
ثقافات
-
القصيدة الشامية
نَدًى بِعَيْنِكَ، أَمْ دَمْعٌ بِهِ نارُ؟
أَمْ فَارَقَتْ سِرْبَهَا فِي الجَوِّ أَطْيَارُ؟
وَمَنْ تَرَجَّلَ جُنْحَ اللَّيْلِ عَنْ فَرَحٍ
إذْ رَجَّعَتْ حُزْنَهَا فِي الأُفْقِ أَسْحارُ؟
لا زِلْتَ لَيْلَكَ أَرْضَ الشّامِ تَرْقُبُها
شَعْبٌ تَمَلْمَلَ مِنْ ظُلْمٍ، لَهُ ثارُ
-
بلد من كلام
هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟
تتمة الكلام
-
نشيد الأناشيد
(1) أَنَا زَنْبَقَةُ الشَّارُونِ، سَوْسَنَةُ الوِدْيَانِ. (2) كَسَوْسَنَةٍ بَيْنَ الأَشْواكِ، كَذَا حَلِيلَتِي بَيْنَ البَنَاتِ. (3) كَتُفَّاحَةٍ بَيْنَ شَجَرِ الوُعُورِ، كَذَا حَبِيبِي بَيْنَ البَنِينِ؛ فِي ظِلالِهِ رُمْتُ لَوْ جَلَسْتُ، وَثَمَرُهُ حُلْوٌ فِي حَلْقِي.
تتمة الكلام
تصنيفات
شعر عربي
(194)
قضايا عربية
(133)
مجتمع عربي
(108)
إيلاف
(75)
مقالات الحياة
(64)
قضايا إسرائيلية
(63)
ترجمات عبرية
(45)
شعر عالمي
(34)
حضارة عربية
(28)
مختارات تراثية
(27)
وثائق
(26)
هآرتس
(25)
بحوث تراثية
(24)
ترجمات إنكليزية
(23)
مختارات صحفية
(23)
شعر عبري
(21)
لغة عربية
(20)
توراة
(17)
قراءات
(13)
مقالات الأوان
(13)
النبي الأمي وأهل الكتاب
(12)
مختارات شعرية
(12)
جدل
(11)
مقالات الشفاف
(11)
نصوص نثرية
(11)
قضايا المرأة
(10)
مقالات مشارف
(9)
ذاكرة المكان
(8)
كاريكاتير
(8)
مزامير
(6)
مقالات كل العرب
(4)
انتخابات
(3)
خواطر
(3)
مقابلات
(3)
أرشيف
(2)
مقالات القدس العربي
(2)
هواجس
(2)
إرهاب
(1)
جائحة
(1)