سلمان مصالحة ||
حلم عربي
حَفِظْتُ الدَّرْسَ عَنْ نَسَبِي
وَأَوْدَعْتُ الحِجَى كُتُبِي.
بِهَا يُذْكَى إِذَا قُرِئَتْ
لِسَانُ العَاقِلِ النَّجِبِ.
فَإنْ فُهِمَتْ فَقَدْ وَلَجَتْ
جَنَانًا تَاهَ فِي العَرَبِ.
وَإنْ تُرِكَتْ بِقَارِعَةٍ،
كَنَعْلٍ صَامِتٍ خَرِبِ،
فَإنَّ الخَطْوَ أَهْلَكَهُ
كَصَوْتٍ غَابَ فِي الشِّعَبِ.
فَلَمْ يُورِثْ سِوَى هَرَجٍ،
صَرِيرٍ حِيكَ فِي القَتَبِ.
كَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ
إلَى بَلَدٍ، بِلا سَبَبِ
سِوَى لِلسَّيْرِ خَلْفَ خُطًى
تَوَلَّتْ فِي المَدَى الجَدِبِ.
كَذَاكَ سَأَلْتُ مُذْ وَقَعَتْ
رُؤَى الأَحْلامِ كَالشُّهُبِ.
عَلَى الأَرْضِ الَّتِي جُبِلَتْ
بِدَمْعٍ فَاضَ مِنْ سُحُبِ.
فَلا يَنْمُو بِهَا أَمَلٌ
وَلا يَفْنَى بِهَا غَضَبِي.
دَعَوْتُ اللَّهَ مُذْ نَزَلَتْ
عَلَيَّ الآيُ، لَمْ يُجِبِ.
فَهَلْ أَمْضِي إلَى أَبَدٍ
بِلا نَسَبٍ، بِلا حَسَبِ؟
وَمَنْ فِي اللَّيْلِ يَبْحَثُ عَنْ
بَقَايَا حُلْمِ مُغْتَرِبِ؟
*
0 تعليقات:
إرسال تعليق