سلمان مصالحة ||
في مديح الصمت
بَعْضُ الكلامِ كَـلامٌ
فَاقْتَـصِـدْ ذَهَـبَا
مَنْ بَذَّرَ القَـوْلَ
يَحْـيَى دَهْـرَهُ كَـرَبَا
إذا نَطَقْـتَ، فَصَـوِّبْ.
لا تَكُـنْ عَـجِـلاً!
وَاتْـرُكْ لِصَيْــدِكَ
أَنْ يَدْنُـو وَيَقْتَـرِبَا
حَتَّى تَـرَى خَطْوَهُ
فِي الحَقْـلِ مُرْتَـبِكًا،
وَقَـدْ تَعَـثَّــرَ فِـي
قَـوْلٍ، وَما وَثَـبَـا.
يَلْـوِي يَمِيـنًا،
كَمَـنْ ضاعَـتْ قَضِيَّتُـهُ
فِـي مَعْمَـعِ الهَـذْرِ
مِمَّـا قَالَ، أَوْ نَـدَبَا
حِينًا شِمَالاً، وَلكِـنْ
خـابَ مَنْ وَقَعَـتْ
رِجْـلٌ لَـهُ بِشِـباكِ
الجَهْـلِ مُنْـتَسِـبَا
لا يَنْفَـعُ القَـوْلُ
فِيمَـنْ كانَ مُنْتَمِـيًا
لِأُمَّـةٍ، رَفَـعَــتْ
رايـاتِــها كَـذِبَـا
إنَّ الكَـلامَ مَـعَ
الجُهَّـالِ مَضْـيَـعَـةٌ
لِلْـوَقْـتِ،
فَالْـعَنْـهُمُو أُمًّـا،
وَزِدْ: وَأَبَا
وَاحْفَـظْ لِسـانَكَ!
لا تَعْثُــرْ بِلَعْنَتِـهِمْ
فَالصَّمْتُ أَوْلَى
بِمَنْ
قَدْ عاشَ
مُغْتَـرِبَا
*