شعر عبري
يوسف عوزير ||
للرجل الخفيّ من بغداد
آبائِي وَأَجْدادِي.
هُناكَ زَرَعُوا وَوَلَدُوا،
نَهَلُوا ماءَ الفُراتِ وَدِجْلَة،
أَرْضَعُوا طِفْلاً،
رَأَوْا إمْبراطوريّات تَعْلُو لِلسَّماء،
وَتَسْقُطُ فِي الهاوِيَة.
مِنْ النَّهْرِ ذاتِه، أَعَدَّ أَبِي كَأْسَ شَايٍ.
مِنْهُ الآنَ أَنْتَ تَشْرَبُ
وَتُضِيفُ إلَيْهِ السُّكَّر
وَتَرْتَشِفُ الحُلْوَ، وَأَيْضًا المُرّ.
تَكْتُبُ لِي بِقَلِيلٍ مِنَ الخِفْيَة،
وَأنا أَبْعَثُ إلَيْكَ بَعْضَ صُوَرٍ لآبائِي المَوْتَى،
المَدْفُونِينَ، فِي أَرْضِ النِّزاعِ، الّتِي اسْمُها إسْرائيل،
الَّتِي اسْمُها كَنْعان،
الَّتِي اسْمُها الأرْضُ المَوْعُودَةُ،
الَّتِي اسْمُها فِلسْطين،
الَّتِي يُلْتَهَمُ اسْمُها بِوَجْبَةِ غَداءِ البَنَادِق.
مَعًا، ها أَنا أُنْعِمُ وَإيّاكَ النَّظَر
بِالجُثَّةِ المَيّتَة، لِما كانَ وَانْدَثَر
وَلَسْتُ قَرِيبًا
لِكَيْ أتَمَكَّنَ مِنْ مُصافَحَتِكَ،
لأشْعُرَ بِدِفْء اليَدِ،
إذْ بِهَا أيضًا يَسْرِي دَمُ أشْواقِنَا
كَمِثْلِ إرْمياء النَّبِي،
مُكبَّلًا بِقُيُودِ الزَّمَن،
وَأَكْتُبُ شِعْرًا عَنْ أَنْهارِ الحُزْنِ
الَّذِي يَتَراءَى بَيْنَنا،
وَعَنْ بَعْضِ الفَرَحِ.
*
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة
ــــــ




سلمان مصالحة

لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم مرّ الكرام دون حساب أو عقاب. لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم وكأنّ شيئًا لم يكن.
عقب حرب حزيران في العام 1967، أو حرب الأيام الستّة كما شاع اسمها إسرائيليًّا، أو النكسة، كما وسمها الإعلام العربي، قامت بلدية الناصرة في شهر آب من العام ذاته، بمنح مواطنة شرف لرئيس دولة إسرائيل...


0 تعليقات:
إرسال تعليق