نجوم فوق بغداد

سلمان مصالحة

نجوم فوق بغداد


لا تَحْـمِـــلِــي أَلـَـمًـا يَــا رِيـــحُ وَاتَّـئِـــدِي
لَـيْـلِـي رِيـَاحٌ وَعَصْـفٌ بَاتَ فِـي كـَبِــدِي

وَفِــي العـُــيُـــــونِ نُـجـُــومٌ نُــورُهَــا فــَـرَحٌ
وَلـَّى بَعِيدًا وَأَضْـحَى الحُـزْنُ قَابَ يَـدِي

يَــوْمٌ مَضَــى وَانْـقَـضَـى وَاللَّـيْــلُ مُنْـدَفِــعٌ
يَهْــوِي عَـلَـى بَلـَــدٍ فِـي العَـيْــنِ مُرْتَـعِـــدِ

أَرْسَـلْـتُ عَـيْـنَـيَّ جُنْـحَ اللَّـيْــلِ فِـي طَـلَـلٍ
وَطَّــنـْــــتُ فِـيــــهِ فُـــؤَادًا خَـافِــــقَ الــثَّــــأَدِ

رَدَّتْ إلـَــيَّ عـُـيُــــونُ اللَّــيْــــلِ نَظْــــرَتـَــهَا
تُــبْـــدِي زَمـَـانًـا يَـبَــابًـا وَالـهِــلالُ نَــدِي

مَــا لِــي إذَا قَـمَــــرٌ قَــدْ لاحَ فِــي أُفـُــقِي
كـَبَّــلْــتُــــهُ بِنِيـَـاطِ القَـلْــبِ فِـي السَّــهَـدِ

فِـي ضَـــوْئِـهِ أَثَـــرٌ مِــنْ مُـقْـــلـَةٍ نَـثَــــرَتْ
فِـي لَــيْـــلِ دِجْــلَـــــةَ آهَــاتٍ بِـلا سَــنَـدِ

مَـا لِــي رَأَيْــتُ إذَا مَـا اللَّـيْـــلُ بَــرَّحَ بِـي
نَهْـــرًا وَصَــارِيَـةً وَالرِّيــحَ فِـي جَـسَــدِي

لَـيْــتَ النُّجُـومَ الَّتِـي عَدَّدْتـُـهَا شَـــرَدَتْ
وَشـَــرَّدَتْنِـي عُـيُـــونِـي وَانْـتَـــهَى أَمَــدِي

مَاذَا جَنَـيْـتُ لِكَيْ أُصْـلَـى بِمَـا بَعَـثَـتْ
أَسْــــوَاقُ دِجْــلَــــةَ مِـنْ لـَحْــمٍ بِمُفْـتـَـأَدِ

لا تَحْمــِـلِـي أَلـَمًا يَـا رىِــــحُ وَاحْـتَمِــلِي
مـِنِّـي سَـــلامًا لِـذَاكَ النَّــهْـــــرِ وَالبَـلَــــدِ

وَجْـدِي تَنَامَــى إذَا فِـي الحُـلْمِ حَـرَّكَـنِي
ســـِرٌّ، وَأَرَّقـَــنِــي فِـي وَحْـشَـــةٍ وَسَـــدِي

لـَيْـلِـي نِسـَـاءٌ رَسَمْنَ الدَّرْبَ فِـي وَجَـــلٍ
هَـذِي تَـنُـــوحُ عَلَـى بَـيْــتٍ عَلَـى وَلـَــدِ

وَذِي تُـفَـتِّــشُ عَـنْ بَعْــلٍ قَضَـى عَـبـَـثًـا
مَـا مِـنْ عَرِيــبٍ يَـرُدُّ اللَّـيْــلَ، أَوْ مَــدَدِ

لا تَحْـمِــلِـي أَلـَمًـا يَـا رِيــحُ، وَاتَّـئِـــدِي
فِـي القَـلْـبِ نَارٌ، بِجَــاهِ القَلْـبِ لا تَقِدِي

جَـمْـــرًا بِبَغْــدَادَ، حَـيْــثُ العَيْـنُ نَـازِفــَـةٌ
أَلـَيْـسَ فِـي القُـدْسِ مَا يَكْفِــي مِنَ الرَّمَـدِ

***
من مجموعة: "لغة أم"، منشورات زمان، القدس 2006
__________________
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!