تفكيك العنصرية العروبية

إنّ هؤلاء النّفر من أبناء جلدتنا هم أكثر خلق الله حملًا للتناقضات. غير أنّهم ولاستفحال هذا الوباء في ذهنيّاتهم فقد عميت أبصارهم عن رؤية هذه التناقضات

 

سلمان مصالحة ||

تفكيك العنصرية العروبية


الإنسان، بطبيعة الحال وعلى غرار أبناء جلدته في كلّ صقع من أصقاع الأرض، ينتمي إلى جماعة بشرية تعيش في دوائر، تبدأ بالعائلة ثمّ تتسلسل وتتّسع اضطرادًا نحو دائرة أوسع هي القبيلة، ثم الطائفة والقوم والشعب والأمّة إلخ.

غير أنّ القومجية، على كافّة تنويعاتها ومشاربها في كلّ مكان، هي مرض عضال. بل وأبعد من ذلك، هي مرض تتدهور معه ذهنية الإنسان فيعود إلى مرحلة التوحّش الغابَوَيّة. لقد ظهر هذا الوباء وتجلّى التوحّش فيه بأبشع صوره في ألمانيا النازية في ثلاثينات القرن المنصرم.

إنّ الانتماء إلى قوم هو جزء من طبيعة البشر الاجتماعية، غير أنّ هنالك حدًّا شفّافًا يفصل بين هذا الانتماء الطبيعي وبين حال الإنسان لدى تخطّيه هذا الحدّ. إذ يسقط الفرد عندئذ في دائرة الكراهية لكلّ ما هو مختلف عنه. وإذا كان هذا المختلف ينتمي إلى قبيلة، قوم، طائفة أو شعب آخر فسيفقد هذا الآخر بنظره كلّ شيء وسيُضحي بنظره لا شيء. إنّ هذا الحدّ الشفّاف هو ما يفصل القومي عن ذلك القومجي، الذي لا يرى سوى ذاته. ولذا ينزع القومجي عن هذا الآخر كلّ الحقوق الطبيعية التي يراها ملكًا له دون غيره.

كذا هي حال القومجيين العروبيين. إنّ هؤلاء النّفر من أبناء جلدتنا هم أكثر خلق الله حملًا للتناقضات. غير أنّهم ولاستفحال هذا الوباء في ذهنيّاتهم فقد عميت أبصارهم عن رؤية هذه التناقضات. فمن جهة، طوال عقود قاموا بصرصعتنا حتّى صمّت آذاننا بإطلاقهم الشعارات والاتهامات للاستعمار والمستر سايكس والمسيو بيكو لتفتيتهم العرب برسمهم حدودًا مصطنعة بين أقطارهم. ولكن، من جهة أخرى وفي الآن ذاته، نرى أنّ هؤلاء القومجيين العروبيّين هم أشرس العرب دفاعًا عن هذه الحدود ذاتها التي يكيلون السباب عليها وعلى راسميها. بل وأكثر من ذلك، فهم يظهرون على الملأ بوصفهم أشدّ المدافعين عن ”وحدة التراب الوطني“، كما نهجوا على تدبيج كلامهم. إنّهم لا يرون في تشبّثهم بخطابهم هذا إقرارًا ضمنيًّا منهم بكون هذه الـ”وطنيّة“ صنيعة من صنائع الاستعمار الذي يكيلون له السباب، كما إنّّهم لا يرون حرجًا في كلّ هذا التناقض في مقولاتهم.

إنّ الأيديولوجية القومجيّة تفتك بحامليها أحيانًا، إذ تجعلهم ينظرون نظرة فوقية تجله أناس يُفترض اجتماعهم معهم بالانتماء ذاته. وبهذا السياق فقد أصاب الأستاذ خالد الدخيل في مقالة له نشرت هنا قبل عام، حيث نوّه فيها إلى ظاهرة ”عنصريّة القوميين العرب تجاه الجزيرة العربية“ (الحياة، 5.7.2017). إذ يعتقد دعاة العروبة الناصرية والبعثية الآفلتين إلى غير رجعة أنّ الحضارة العربية قد بدأت بهم، بينما مَحلّ أهل الجزيرة في البداوة والأعراب، ولا محلّ لهم في إعراب جملة القوميّة التي يتشدّقون بها. وفي الآن ذاته، ترى كلّ هؤلاء المتشدّقين يطالبون بحصّة من الموارد الطبيعية التي أنعم الله بها على الجزيرة، وكأنّ أهل الجزيرة مدينون لهؤلاء القومجيّين بشيء.

ولدى الحديث عن التناقض، حريّ بنا أيضًا أن نُذكّر هؤلاء وأمثالهم، إن نفعت الذكرى، أن لا عروبة دون الجزيرة التي تسمّى العرب باسمها وتسمّت باسمهم. فالجزيرة العربية ومنذ حقبتها ”الجاهليّة“ هي المهد الذي احتضن العروبة منذ العصور القديمة. وكما يقال، من أنكر أصله فلا أصل له. لا يعني هذا الكلام بأيّ حال دفاعًا عن أنظمة سياسية أو دينية، وإنّما هو وضع النقاط على الحروف حضاريًّا وثقافيًّا.

فإذا كانت هذه هي حال القومجيّين تجاه أبناء جلدتهم، فما بالكم حينما يكون الأمر متعلّقًا بموقفهم تجاه أقوام أخرى لا تنتمي للعرب ولا للعروبة، كالأكراد على سبيل المثال، ففي مثل هذه الحال، حدّث عن عنصريّة العروبيّين ولا حرج. لقد وصل أمر هؤلاء إلى إطلاق مصطلح ”قردستان“ على وطن الأكراد، كما فعل سعدي يوسف، وهو أحد دعاة العروبة من شعراء العراق.

ها هم الأكراد ذاهبون إلى إجراء استفتاء حول إنشاء كيان سياسي خاصّ بهم مفصولاً عن العراق. إنّ مواقف الغالبية العظمى من العروبيين يعارضون الاستفتاء ويرفضون أن يكون لهذا الشعب أيّ حقّ بتقرير المصير، على غرار سائر شعوب الأرض. إنّه ذات الحقّ الذي يطالبون به لأنفسهم في كلّ مكان. إذن، والحال هذه، ما هذا التناقُض البنيوي الذي يحيون معه؟ ألا يحقّ للأكراد ما يحقّ لغيرهم؟ أم إنّ الأمر حينما يتعلّق باحتلال عربي لشعوب أخرى فإنّ هذه الشعوب تفقد حقوقها من منظور عروبي؟ كلّ هذا ناهيك بالتجارب التي خبرها الأكراد من طرف الفاشية البعثية في كلّ من العراق وسورية.

لهذا، فعلى كلّ عربي يؤمن بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها أن ينتصر لحقّ الأكراد في إنشاء كيانهم المستقلّ على ترابهم الوطني الذي قام الاستعمار بتجزئته منذ قرن من الزمان، بين العرب والأتراك والفرس. إنّ العربي الذي يرفض حقّ الأكراد بتقرير المصير يفقد صدقيته أخلاقيًّا. بل وأبعد من ذلك، إنّه يفقد حقّه بتقرير مصيره هو. أليس كذلك؟
*
الحياة“، 22 سبتمبر 2017



اللغة العربية تكشف مآسينا الراهنة


هنالك أربعة مصطلحات لا مناص من العودة إليها بهذا السياق: الشعب، الرعية، السياسة والدولة.

 

سلمان مصالحة ||

اللغة العربية تكشف مآسينا الراهنة

الأعوام الأخيرة وما حملته معها من عواصف ضربت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه لا تزال تشغل بال البشر في هذه البقعة من الأرض. غير أنّ المتتبع لما يُكتب ويُشاع من جانب النخب العربية حول هذه المآسي يجد نفسه في حيرة من أمره. وعلى هذه الخلفية لا يسعنا سوى القول، إنّ هذه الحيرة مردّها إلى التخبّط الذي يُنحي باللائمة على كلّ ما يخطر ببال العربي، مُبقيًا نفسه استثناء من هذه اللائمة. فمرّة يكون المُسبب للمآسي العربية هو أميركا، ومرّة تكون روسيا هي السبب. مرّة تكون تركيا ومرّة إيران والأمر يتعلّق بخلفيّة الردّاح الطائفية والسياسية. وكلّ هذا ناهيك عن إجماع الجميع بكلّ خلفيّاتهم على المؤامرة الصهيونية، أو الحضور الدائم لإسرائيل في القاموس العروبي بوصفها أسّ البلاء لكلّ ما هو حاصل في البيت العربي.

غير أنّنا، إذا توخّينا الصدق مع أنفسنا، نجد لزامًا علينا أن نعود إلى مدلولات لغتنا العربية لننظر فيما حفظته لنا هذه اللغة من مدارك قديمة لا زالت تفعل فينا أفعالها. فاللغة هي حافظة التصوّرات والمفاهيم المتجذّرة في أذهان أصحابها. وفقط بالعودة إلى المفاتيح اللغوية يمكننا تلمّس الطريق المفضية إلى فهم عميق لأحوالنا الراهنة. إذ لا يمكن فهم كلّ هذا التفتّت والتشرذم العربي إلاّ من خلال العودة إلى بعض المصطلحات المنتمية إلى عالم الاجتماع والسياسة.

هنالك أربعة مصطلحات لا مناص من العودة إليها بهذا السياق: الشعب، الرعية، السياسة والدولة.

إنّ الحديث عن سريان مفعول المصطلح «شعب» على أحوال الكيانات السياسية العربية هو حديث لا يستند إلى أيّ أساس متين. فلو عدنا إلى مدلولات هذا المصطلح كما يعرضها علينا كتاب العرب الأوّل، القرآن الكريم، وكما فسّره لنا السّلف بمفاهيمهم الأقرب إلى المدارك المتجذّرة في هذه البقعة، سنجد أنّ الـ«شعب» لا يعني بأيّ حال ما تعرضه المفاهيم المعاصرة القادمة إلينا من حضارات أخرى. لقد ميّز القرآن في سورة الحجرات بين الـ«شعوب» والـ«قبائل» التي يفترض أنّّها ستتعارف. فها هو مقاتل بن سليمان وهو من أقدّم المفسّرين ينيرنا بأنّ الشعوب تعني: «رؤوس القبائل: ربيعة ومضر وبنو تميم والأزد»، بينما القبائل تعني: «الأفخاذ: بنو سعد، وبنو عامر، وبنو قيس، ونحوه». أمّا الزمخشري فيلخّص في الكشّاف هذا المفهوم بالقول: «الشّعب الطبقة الأولى من الطبقات الستّ التي عليها العرب، وهي: الشّعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والفصيلة… فخزيمة شعبٌ، وكنانة قبيلة، وقُرَيش عمارة، وقُصَيّ بطن، وهاشم فخذ، والعبَّاس فصيلة». وهنالك من ذهب إلى القول، مثلاً كالفرّاء في ”الأحكام السلطانية“، بأنّ الشعوب تسري على العجم بينما القبائل هي ما يسري على العرب. وبكلمات القشيري: «الشعوب من لا يُعرف لهم أصل نسب كالهند والجبل والترك، والقبائل من العرب.»

وإذا انتقلنا إلى المصطلح الثاني وهو «الرعيّة» والـ«رعايا» وهو المصطلح الموازي للـ«مواطنين» في الخطاب المعاصر، فماذا نجد في دلالاته؟ لنذهب إلى لسان العرب فهو يفيدنا بالخبر اليقين. فالـ«رعايا»، كما يذكر ابن منظور هي: «الماشية المرعيّة». أي إنّ الـ«رعيّة» هي قطيع البهائم التي يتولّى الراعي رعايتها. ويضيف ابن منظور: «رعى الأمير رعيّته رعاية، ورعيت الإبل أرعاها رعيًا… ورعاية. وكلّ من ولي أمر قوم فهو راعيهم وهم رعيّته». وهكذا فإنّ الأمير، أو الحاكم العربي بعامّة، هو بمثابة الراعي الذي يتولّى أمر رعيّته، أي قطعان البهائم. وليست تلك البهائم الراعية سوى المحكومين من بني البشر الذين يُصطلح تسميتهم «مواطنين» في هذا العصر.

ولمّا كانت طباع البهائم من هذه الرعايا مختلفة، والبعض منها شموص فهي بحاجة إلى عمليّة ترويض لتمتثل لأوامر الراعي. هكذا نصل إلى إلى الحديث عن المصطلح «سياسة». فالسياسة العربية هي في جوهرها عملية ترويض لقطعان الرعيّة. بهذا السياق نعيد إلى الأذهان حديثًا مرفوعًا إلى الخليفة عمر بن الخطّاب، يورده لنا الطبري في تاريخه. وهو حديث يصف فيه عمر نفسه بالـ«سياسة»، فيقول: «فوالله إنّي… أنهز اللفوت وأزجر العروض… وأضم العنود وألحق القطوف وأكثر الزجر وأقل الضرب وأشهر العصا…». وحينما روي هذا الحديث في حضرة معاوية بن أبي سفيان قال: «كان والله عالمًا برعيّتهم».

أمّا الدولة في التصوّر العربي فليست هي هذا الكيان الذي يدور الحديث عنه في هذا العصر. ولكي تتضّح لنا الصورة نعود إلى الأصول العربية، كما حفظها لنا السلف. فها هو حاشد ذو مرع عندما تملك على حمير، كما يذكر نشوان الحميري في مؤلفه ”ملوك حمير وأقيال اليمن“ فقد قام وجمع حمير وكهلان وخطب فيهم قائلاً: «أيّها الناس، إنّ لكلّ قوم دولة، ولكلّ دولة مدّة، كما لكلّ حاملة تمام، ولكلّ مرضعة فطام». فالدولة هنا ليست مرتبطة سوى بالـ«قوم»، أي بالقبيلة. وتعزيزًا لهذا المفهوم نجده في خطبة ذو يقدم بعد أن استخلف ابنه على الملك: «واعلم أنّ نظام الدولة في اتفاق الأهواء على الملك واجتماع الكلمة معه». فالدولة هي التملّك القبلي واجتماع الآراء والأهواء على هذا التملّك. وهاكم تعزيزًا آخر لهذا المفهوم. ففي معرض الحديث عن بني نمير يذكر لنا ابن سعيد في نشوة الطرب في أخبار جاهلية العرب: «دخل بنو نمير، في الإسلام، إلى الجزيرة الفراتية، فكان لهم هنالك دولة، ثم خمدوا فليس لهم ذكر». أي إنّ الدولة هي كما يذكر ابن منظور في اللسان: «أن تُدال إحدى الفئتين على الأخرى. يُقال: كانت لنا عليهم الدولة». وبكلمات أخرى، هي سلطة فئة، أو قبيلة، أو طائفة على أخرى. ولهذا تذكر لنا المصادر هذا المصطلح مرتبطًا بفئة أو بشخص، فتعجّ المصادر بمصطلحات مثل: دولة بني أمية، دولة بني العباس، دولة عثمان، دولة الفاروق، دولة هشام، دولة مروان الحمار إلى آخره.

وإذا انتقلنا إلى الحديث عن أحوال العرب في هذا الأوان، نجد أنّ كلّ هذه المفاهيم لا زالت تسري على هذه الكيانات المسمّاة دولاً عربية. فها هو الكيان السوري ليس سوى استمرار لهذه المفاهيم التي لم يأكل عليها الدهر في هذا الأوان، فسورية هي «دولة الأسد أو نحرق البلد»، مثلما أنّ العراق كان «دولة صدّام»، وليبيا «دولة القذافي» أو هذه القبيلة أو تلك. وكذا هي الحال مع سائر الكيانات فهي دول سلالات لبني فلان وبني علان. بينما المواطنون هم قطعان من الرعيّة يجب ترويضهم، لكي لا تصبح لهم الدولة.

خلاصة القول، ما لم نفهم جذور لغة خطابنا العربي السياسي والثقافي والاجتماعي فلن نفلح في الخروج من المآزق العربية الراهنة. بدل ذلك سنواصل التخبّط في مستنقعاتنا الآسنة ناسبين كلّ أسباب مآسينا إلى الآخرين.
*
الحياة“، 18 سبتمبر 2017

قران سمو الأمير نايف


وثيقة - 1940 -


قران سمو الأمير نايف



بمناسبة قران سمو الأمير نايف المعظم
يتشرف رئيس التشريفات السنية لقصر رغدان العامر بدعوة
سعادة السيد موسى شرتوك، رئيس القسم السياسي في الوكالة اليهودية
لحضور الغداء على المائدة السنية في الشونة: الغور
يوم الثلاثاء في 1 ذي الحجة 1359
المصادف يوم  31.12.1940

الساعة 12 أردنية

*


الختم العبراني:
الأرشيف الصهيوني المركزي


الشرطة الإسرائيلية - هل تحمي المواطنين كلهم


شرطة كلّ المواطنين

ترجمة مقالة ”هآرتس“، كما نشرت في صحيفة ”القدس العربي“


سلمان مصالحة

الشرطة الإسرائيلية - هل تحمي المواطنين كلهم


العنف يسود الوسط العربي. فلا يمر أسبوع من دون أن نسمع عن قتل امرأة هنا ورجل هناك. الجرائم يتم ارتكابها بشكل علني في وضح النهار. وهناك عشرات حالات العنف التي لا يعرف عنها الجمهور الواسع. العنف يمكن أن يندلع على خلفية شخصية، على خلفية عائلية أو حتى على خلفية طائفية. الشرطة تصل إلى المكان وتبدأ بالتحقيق وتقوم بالتعتيم على التفاصيل. وبسرعة يتم نسيان الحادثة إلى حين حدوث الحادثة العنيفة المقبلة، وهكذا دواليك. رؤساء الجمهور العربي يتهمون الشرطة بالتقاعس أمام العربدة في الشوارع. والشرطة من ناحيتها تتهم المجتمع العربي وقيادته التي لا تساعدها في القضاء على العنف.

يجب القول إن الطرفين، الشرطة ورؤساء الجمهور العربي، محقين في ادعاءاتهما. ومع ذلك يثور عدد من التساؤلات حول سلوك رؤساء الجمهور العربي. فمن جهة، أعضاء الكنيست أو رؤساء الجمهور، يطلبون من الشرطة وعن حق، جمع السلاح غير المرخص وأن تقوم بفرض القانون والنظام في البلدات العربية. ومن جهة أخرى، وهذا غريب، هؤلاء الرؤساء أنفسهم يحتجون بشدة عندما تحاول الشرطة إقامة مراكز لها في القرى العربية، أو تحاول تجنيد رجال شرطة عرب في صفوفها.

سلوك القيادة العربية، بكل أطيافها وتياراتها، هو سلوك غريب. ومعناه الفعلي هو أن تلك القيادة تريد أن تقوم «شرطة أجنبية لا يوجد فيها عرب» بالدخول إلى التجمعات العربية وتقوم بفرض القانون والنظام، لكنها ترفض أخذ أية مسؤولية عما يجري في تلك التجمعات العربية.

يجب علينا تذكير كل من نسي أن مهمة شرطة إسرائيل هي الدفاع عن المواطنين، كلهم. وكل من يعتبر نفسه مواطنا في هذه الدولة، ويتوق إلى المساواة، لا يمكنه معارضة تجنيد المواطنين العرب إلى الشرطة، أو إقامة مراكز للشرطة في التجمعات العربية.

من الناحية الأخرى، يجب على الشرطة أن تحدث ثورة في الوعي وأن تعمل كل ما في استطاعتها من أجل الإثبات للمواطنين العرب بأنها تعمل من أجلهم لا ضدهم. يبدو أن المسؤولين عن الشرطة في السنوات الأخيرة ـ وزير الأمن الداخلي والمفتش العام للشرطة وقيادات كبيرة أخرى ـ غير مناسبين لمناصبهم. الاتهامات الكاسحة والأقوال منفلتة العقال ضد الجمهور العربي التي قاموا بإطلاقها في مناسبات مختلفة لا يمكنها أن تخفف التوتر المزمن بين الجمهور العربي والشرطة.

رؤساء الحكم المركزي ورؤساء الجمهور العربي يجب عليهم الإدراك أن المواطنة تلزمهم. فمن جهة، الشرطة مطلوب منها استثمار جهود كبيرة في حل ألغاز الجرائم التي تنتشر في الوسط العربي، وإحضار المتهمين أمام القضاء ومعاقبة المذنبين بالأحكام القاسية التي يفرضها القانون. المواطنون العرب يحتاجون إلى الحماية من عائلات الجريمة التي تسيطر على تجمعاتهم. ومن الجهة الأخرى، بدل معارضة إنشاء مراكز للشرطة في التجمعات العربية يجب على رؤساء الجمهور العربي تشجيع هذه المبادرة، بل مباركة الشرطة على دخولها والقيام بالدوريات وفرض القانون والنظام.

هناك أمر يجب أخذه في الحسبان؛ هو أنه من أجل أن يشعر المواطن العربي بأن الشرطة موجودة من أجله أيضا، فإن على الشرطة أن تضيف كلمة «شرطة» باللغة العربية على سياراتها. ومن المرغوب فيه جدا أن يكون في كل سيارة شرطة، شرطي عربي. قوموا بالمقارنة كيف كان سيشعر مواطن يهودي لو أن كل سيارات الشرطة كانت الكتابات الموجودة عليها هي بلغة أجنبية فقط، ولا يوجد أي يهودي بين من يجلسون فيها.

هآرتس ـ 13/9/2017
*
القدس العربي، 14 سبتمبر 2017


***
For Hebrew, press here

دوائر عربيّة


سلمان مصالحة ||

دوائر عربيّة


عَفْوًا، سَئِمْتُ.
سَأَرْحَلُ صَوْبَ الغُرُوبِ،

أُبَدِّلُ

لا شيء يشبه هذا العيد



سلمان مصالحة ||

لا شيء يشبه هذا العيد


لا شَيْءَ يُشْبِهُ هٰذا العِيدَ فِي
الحُلُمِ. أَطْفالُهُ كَشَفَتْ
عَنْ لُعْبَةِ الأُمَمِ.

مصير القدس كمصير يافا

ليس من السهل، في ضوء هذا الكلام البليغ الذي بلغ حدًّا بعيدًا من المبالغة، قول شيء قد يشتمّ منه تثبيط عزائم أو قول شيء يقع تحت طائلة قوانين سلطات عربية بائسة مثل ”وهن نفسية الأمّة“ وما شابه ذلك من بنود بليدة.


سلمان مصالحة ||

مصير القدس كمصير يافا


ليس من السهل تنغيص الأفراح العربية. أقول ذلك إثر متابعة ما تفتّقت عنه قرائح الكتّاب العرب التي جاشت تمجيدًا بالحراك المقدسي عقب الإجراءات الإسرائيلية التي تمثّلت بوضع بوابات وكاميرات كاشفة للمعادن إثر عملية الأقصى. لقد طغت تعابير وأوصاف مشتقّة من مفردات النصر على عموم المقالات التي دبّجها الكتاب العرب والفلسطينيون منهم بخاصّة. كما إنّ البعض منهم قد جعل الذي حصل علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بل وهناك من ذهب بعيدًا لدرجة وصف اللحظة بأنّها نقطة بداية لمسيرة عربية جديدة.

ليس من السهل، في ضوء هذا الكلام البليغ الذي بلغ حدًّا بعيدًا من المبالغة، قول شيء قد يشتمّ منه تثبيط عزائم أو قول شيء يقع تحت طائلة قوانين سلطات عربية بائسة مثل ”وهن نفسية الأمّة“ وما شابه ذلك من بنود بليدة. لكن، ما من مناص في التصدّي لكلّ هذه البلاغة التي كانت منذ القدم بمثابة ”كاتم عقول“ على رؤوس السامعين والسامعات، القارئين والقارئات، الممانعين منهم والممانعات.

حريّ بنا أوّلاً أن نُذكّر أصحاب القضيّة أنفسهم قبل تذكير أولئك المتعاطفين مع قضيّتهم. إنّ الذين يختزلون القضيّة الفلسطينية بأسرها في شعار واحد يتعلّق بموقع ديني واحد هو ”الأقصى في خطر“، وهذا ما يفعله الإسلامويّون في العقود الأخيرة، يقعون في الفخّ الذي تنصبه السياسات الإسرائيلية منذ عقود طويلة. فالسياسة الإسرائيلية، على اختلاف تيارات حكوماتها المتعاقبة، هي أبعد غورًا من ذلك بكثير.

طالما تطرّقت في الماضي إلى هذه القضيّة، ولكن لا يوجد من يسمع النداء ولا من يفقه الحال التي استجدّت في هذه الديار. فعندما يتظاهر أناس بالآلاف نصرة لموقع ذي مكانة دينية، وفي الوقت ذاته يعزفون عن قضايا جوهرية ففي الأمر ما يثير التساؤلات التي لا بدّ من طرحها على الملأ. إذ إنّ كلّ هذه الآلاف التي انتفضت للأقصى هي ذاتها الآلاف التي تنطلق كلّ صباح لبناء المستوطنات في المناطق المحتلّة. أليست هذه الحال محفّزًا لطرح التساؤلات حول ما يجري من أمور على ساحة الصراع؟

قد تستثير السياسات الإسرائيلية الناس بقضايا الأقصى، ثمّ ما تلبث أن تتراجع عن الخطوات التي اتّخذتها، فيعود الفلسطينيون إلى السكينة بينما تستمر إسرائيل في قضم الأرض وبناء المستوطنات بأيدي العمال الفلسطينيّين أنفسهم الذين يبحثون عن مصادر رزق لإعالة ذويهم. عشرات الآلاف من الفلسطينيّين يخرجون كلّ صباح لبناء المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلّة، بينما يعيث الفساد في سلطتهم، أو سلطاتهم وقياداتهم «الوطنية».

هل يجب تذكير كلّ هؤلاء، على جميع أصنافهم الاجتماعية والسياسية، أنّ القضيّة الوطنية تعني أنّ سيرورة إنشاء وتوسيع المستوطنات أكثر أهمية من الأقصى وما يدور حوله من لغط شعبوي وديني.

إنّ السؤال الذي يجب طرحه على الملأ هو، ماذا سيكون مصير الحركة الوطنية الفلسطينية والطموح إلى استقلال وطني إذا ابتلعت إسرائيل كلّ الأرض الفلسطينية وزرعتها بالمستوطنات وأبقت للفلسطينيين فقط منطقة الحرم والأقصى؟ والحقيقة هي أنّ هذا بالضبط ما تفعله السياسات الإسرائيلية منذ بدء الاحتلال. فحتّى القدس لم تعد قدسًا، بل أضحت أورشليم الكبرى حيث أحاطت الأحياء والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بالقدس القديمة من كلّ جانب، وهي آخذة بالولوج إلى الأحياء الداخلية في المدينة القديمة.

هكذا سيؤول مصير القدس إلى ذات المصير الذي وصلت إليه مدينة يافا، إذ أضحت مجرّد حيّ صغير ضمن تل-أبيب الكبرى. وهكذا ستضحي القدس القديمة حارة تاريخية صغيرة يؤمها السوّاح من أنحاء العالم.

إنّ القيادات الفلسطينية التي وقّعت على تأجيل طرح قضيّة القدس في اتّفاقات أوسلو لفترة الحديث عن حلول نهائية هي المسؤولة عن كلّ ما يجري لهذه المدينة ولأهلها. يجب الاعتراف بهذه الحقائق وعدم الجنوح إلى الشعارات وبلاغة المكابرات.

قد يكون الناس في العالم العربي لا يعرفون هذه الحقائق، وقد يكونون مشغولين بقضاياهم الأهمّ بنظرهم. لكن، الأهمّ من وجهة نظرنا هو أنّه لا أحد من بين الفلسطينيّين أنفسهم يطرح هذه الحقائق علانية بغية البحث عن مخارج من هذه المآزق، وما لم تتمّ المصارحة بالكلام في هذه القضايا فلن يصل الفلسطينيون إلى سواء السبيل.
*

الحياة، 25 أغسطس 2017
 ***
 

 
حول هذه القضية، اقرأ أيضًا في أرشيف الموقع:
 
"القدس هي القبلة"، كل العرب، الناصرة، أغسطس 1993
 
"فتوى تحويل القبلة الآن"، الحياة الجديدة، رام الله، مايو 1994
  
"في أوسلو راحت القدس"، كل العرب، الناصرة، سپتمبر 1994

"عروس عروبتكم"، كل العرب، الناصرة 1995

"راحت القدس"، القدس العربي، لندن، سپتمبر 1998

"حين تكون فلسطين مجرد شعار"، الحياة، لندن، ديسمير 2017

قصيدة سياسية



ملاحظة: السياسة، لغةً، مُشتقّة من سياسة الخيل، والحيوان على العموم. وعلى ما يبدو فإنّ لهذا الاشتقاق العربي إسقاطات على السياسات العربية التي نشهد نتائجها في القرون الأخيرة.
*

سلمان مصالحة||


قصيدة سياسية


تَرَكْنَا الحَياةَ وَأَشْغالَها
وَرُحْنا نُعَدِّدُ أَعْمالَها

فَطَوْرًا تَجِيءُ عَلَى بالِنا
أَتانٌ تَسُوقُ لَنا ما لَها

وَطَوْرًا يَحُطُّ بِأَرْجائِنا
حِمارٌ يُناطِحُ خَيَّالَها

وَطَوْرًا، يَغارُ الزَّعِيمُ إذا
رَآها تُرَدِّدُ مَوَّالَها

كَأَنْ لَمْ تَكُنْ هِيَ إلّا لَهُ
ولمْ يَكُ يُحْسَبُ إلّا لَها

أَتَتْهُ السِّياسَةُ مُنقادَةً
إلَيْهِ تُجَرجِرُ أذيالَها

يُنِيخُ عَلَى النَّاسِ كَلْكَلَهُ
وَيَنْثُرُ فِي الجَوِّ أَبْوالَها

أُناسٌ تُخَلِّفُ قَوْمًا هُمُو
حَمِيرٌ تُسَوِّدُ أَبْغَالَها
*



إما التعايش وإما «داعش»


مختارات صحفية:

قبل اتخاذ قرار التعايش مع الآخر المختلف خارج الخريطة لا بد من اتخاذ قرار التعايش مع الآخر المختلف داخلها.

 

غسان شربل ||

إما التعايش وإما «داعش»


ولد تنظيم داعش من انهيار تجارب تعايش. مزق خرائط واخترق أخرى. والخرائط كالمباني تحتاج صيانة دائمة. الإهمال يسرع شيخوختها. تتشقق جدرانها. وتتخلع أبوابها. وتتآكل نوافذها. والسياسات الفئوية تزعزع أسسها. وتغتال طمأنينتها. وتوفر للرياح السوداء فرصة التسلل إليها. لا تكفي الأناشيد لحماية الخرائط. ولا تكفي الجيوش. وتقول التجارب إن الخرائط تغتال من الداخل قبل أن يستبيحها الخارج. ثقوب الداخل هي التي تستدرج العواصف المقتربة.

تحتفل دول المنطقة اليوم بالضربات المتتالية التي توجه إلى تنظيم داعش. ومن حقّها أن تحتفل. «داعش» عاصفة من الوحل والدم. فصل ثقيل من الظلم والظلام. روايات من عانوا السبي أو اليتم تحت راياته تكسر القلب وتثير الرعب. لكن الأهم من الاحتفال هو استخلاص العبر. لم يسقط هذا التنظيم الرهيب على مجتمعاتنا بالمظلات. أطل من شقوق الداخل ثم رفده المقاتلون الجوالون بخبراتهم وأحقادهم. لا يستطيع «داعش» استباحة خريطة ما لم تكن مريضة. لا يستطيع الإقامة فيها ما لم تكن إرادتها الوطنية ممزقة.

تبدو الحرب العسكرية على «داعش» صعبة. انتحاريون وأنفاق وعبوات ناسفة وشبان غسلت أدمغتهم فتحولوا مجرد عبوات تائهة تبحث عن فرصة للانفجار. لكن هذه الحرب، على رغم ضرورتها وأهميتها، يفترض أن تكون جزءًا من الحرب الشاملة. الانتصار الحاسم هو الانتصار على فكرة «داعش»، أي إلغاء الظروف التي سهلت ولادة التنظيم وانتشاره وتسلله إلى هذه الدولة أو تلك.

من دون المواجهة الشاملة في الشارع والنادي والكتب المدرسية والإعلام وفي جوار المسجد، تبقى المواجهة ناقصة والنتائج مهددة. يستطيع عناصر «داعش» الفرار والتواري والعيش كـ«ذئاب منفردة» تكمن بانتظار الانفجار هنا أو هناك.

أهم ما في المواجهة الشاملة هو اتخاذ قرار جوهري وصعب وربما مؤلم بالتعايش. لا نقصد العودة إلى التعايش التلفزيوني السطحي والشكلي الذي كان سائدًا وانهار أمام أول امتحان. المقصود هو الذهاب في اتجاه التعايش الحقيقي داخل الدول وفيما بينها. ولا بد من الاعتراف أنه ما كان للبغدادي أن يطل من الموصل ويفتح الباب لهذه المأساة الباهظة لو كانت العلاقات بين المكونات العراقية صحيّة وطبيعية. وما كان لـ«داعش» أن يخترق الأراضي السورية ويستولي على الانتفاضة الشعبية ويدميها ويجهضها لو كانت العلاقات بين المكونات السورية طبيعية في ظل دولة طبيعية.

لا بدّ من اتخاذ قرار التعايش مع العالم. مع القوى المختلفة والمتنوعة المشارب والانتماءات والألوان ومن دون أن نعتبر أننا مكلفون فرض لوننا على العالم وأن علينا الانفجار به، إذا تعذر علينا أن نفرض عليه ثياب أجدادنا وأساليب عيشهم. الاعتقاد أن علينا إخضاع العالم ليشبهنا هو أقرب الطرق لنتحول عبوة في جسده وعبوة في جسدنا معاً. العجز عن التسليم بحق الآخر في الاختلاف يدخلنا في اشتباك مدمر يفوق طاقتنا على احتمال نتائجه.

اعتبار كل من لا يماثلنا عدوًا أو ضالًا ينذر بترسيخ خطوط التماس التي تعوق تعاونًا نحتاج إليه للحصول على ثمار التقدم الذي تحقق في بلدان خاضت تجاربها المكلفة، وخرجت منها بالاعتقاد بأن الاختلاف حق ويمكن تحويله إلى مصدر ثراء. الاعتقاد أن من واجبنا إنقاذ البشرية استنادًا إلى تصور واحد لا يمكن الاجتهاد فيه أو العثور على أشكال أخرى له يضعنا أمام الحائط ويدفعنا في اتجاه الكارثة.

قبل اتخاذ قرار التعايش مع الآخر المختلف خارج الخريطة لا بد من اتخاذ قرار التعايش مع الآخر المختلف داخلها. اعتبار كل اختلاف تهديدًا وجريمة يشكل الخطوة الأولى نحو الحروب الأهلية والمجازر ومحاولات الشطب وإلغاء الهويات. لا بد من التسليم بحق الآخر في المبنى أو القرية أو المدينة بأن يكون مختلفًا وبحقه في أن يكون مساويًا ومطمئنًا في دولة تقوم على المواطنة لا على الغلبة وبغض النظر عن النسب السكانية وتغيراتها.
لا خروج من هذا الجحيم الذي أنجب مئات آلاف القتلى وملايين اللاجئين إلا باتخاذ قرار التعايش. من دون هذا القرار يبقى كل انتصار مهددًا بالتحول مجرد جولة في حرب تكمن ثم تعاود الاشتعال. من دون قرار التعايش الحقيقي ستتيح المجتمعات الممزقة الفرصة لإطلالة جديدة لـ«داعش» أو أشباهه أو أخواته. الانتصار النهائي على «داعش» وأشباهه متعذر من دون مهمة بناء الدولة الحقيقية والعصرية. دولة الحقوق والواجبات. دولة المواطنة واحترام حق الاختلاف. دولة الفرص والتنمية الشاملة والمناهج الدراسية الرحبة والإعلام المنفتح والمسؤول.
لا خروج من هذا الجحيم إذا استمرت سياسات التدخل والانقلابات الفئوية ومعها سياسات الكراهية والإقصاء والسعي إلى تصفية حسابات تاريخية. جرّبنا طويلًا هذه السياسات الثأرية العقيمة التي أخرجتنا من السباق نحو المستقبل وسمّمت خرائطنا وعواصمنا وجامعاتنا. لا نستطيع مواصلة السباحة في هذه المياه المفخخة. الإصرار لا يعني أكثر من أننا نتولى بأنفسنا تحويل أولادنا وأحفادنا وقودًا للحروب المقبلة وتحويل بلداننا بركًا من الدم تنوء تحت أعباء الفقر والبطالة والتخلف.

مشكلتنا لم تبدأ مع «داعش» لتنتهي بانتصار عسكري عليه. مشكلتنا الحقيقية هي رسوبنا في امتحان اللحاق بالعصر وركب التقدم. مشكلتنا أننا لا نريد دفع ثمن بطاقة الصعود إلى القطار المتجه نحو المستقبل.
*
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!