سلمان مصالحة ||
أوهام
لَمْ أُقَرّرْ بَعْدُ، هذا الصَّباحَ،
هَلِ الرِّيحُ الَّتِي هَبَّتْ
مِنَ الشَّرْقِ، بَارِدَةٌ هِيَ أَمْ
حارَّة؟
الأَحاسِيسُ، عادَةً،
تَحْتَمِلُ التَّأْويل عَلَى
وُجُوهٍ كَثيرة. مَنْ يَعْرِفُ
المَيْزَ بَيْنَ لَسَعاتِ القَرِّ
وَلَسَعاتِ الحَرّ؟
أَحْيَانًا، النَّارُ بارِدَةٌ
فِي جَسَدِ العاشِقِ.
وَالجَلِيدُ، الَّذِي تَكَدَّسَ
فِي السّاحاتِ، دَافِئٌ، بَلْ
حارٌّ فِي قَلْبِ المَهْمُوم.
حِينَ تَشْعُرُ بِأَلَمٍ فِي قَحْفِ
الرَّأْسِ، لا تَأْبَهْ
بِما يُوصِي لَكَ الأَطِبَّاء.
لَنْ تُفيدَكَ بِشيءٍ
عَقاقِيرُهُم.
كُلُّ ما فِي الأَمْرِ، هُوَ
أنَّكَ مَشْغُولٌ، أكْثَرَ مِنَ اللَّزُومِ،
بِتَفْسِيرِ غَايَةِ الفَرَح.
لَقَدْ حَاوَلَ ذلكَ
كَثيرُونَ قَبْلَكَ.
أَيْنَ هُمُ الآنَ؟
أَيْنَ انْدَثَرَتْ أَفْراحُهُمْ؟
لِهذَا، ما لَكَ وَلِكُلِّ هذِهِ
المَشَاغِلِ، غَيرِ المُجْدِيَة نَفْعًا؟
أَلَا، دَعْكَ مِنَ الاسْتِمْرَارِ
فِي الطَّرْقِ عَلَى أَبْوابِ
السَّعادَةِ.
مُوصَدَةٌ نَوَافِذُ الرُّوحِ.
صَدَأٌ يَرْتاحُ فِي المَفَاتِيح.
لَيْسَ لَكَ إلَّا النَّظَر فِي
نَسَقِ هذا الخَرِيفِ،
فِي قَلَق هذِهِ الرِّيحِ.
إذَنْ، قِرَّ عَيْنًا بِالأُفُقِ،
قَبْلَ أنْ يَخْتَفِي.
قِرَّ قَلْبًا بِما يَحْمِلُ
مِنْ أَوْهامٍ. فَهِيَ لا تَنِي
فِي نَبْضِهِ تَتَراكَمُ.
قِرَّ نَفْسًا، بِما فَعَلَ بِكَ
هذا الصَّباحُ. قِرَّ عَيْشًا،
قَبْلَ أَنْ تَجِدَ جَوَابًا،
قِرَّ وَهْمًا، أَحارًّا كَانَ
أَمْ بارِدًا. قَبْلَ أَنْ تَنْتَفِي
شَارِدًا
فِي العَدَم.
*




سلمان مصالحة
لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم مرّ الكرام دون حساب أو عقاب. لا يمكن أن تمرّ كلّ هذه الجرائم وكأنّ شيئًا لم يكن.
عقب حرب حزيران في العام 1967، أو حرب الأيام الستّة كما شاع اسمها إسرائيليًّا، أو النكسة، كما وسمها الإعلام العربي، قامت بلدية الناصرة في شهر آب من العام ذاته، بمنح مواطنة شرف لرئيس دولة إسرائيل...


0 تعليقات:
إرسال تعليق