ندى مبهم

سلمان مصالحة || ندى مبهم

هذا الصَّباحُ لِمَرْأَةٍ تَتَبَسَّمُ.
فِي حُلْمِهَا سَبَحَتْ،
فَكِدْتُ أُتَيَّمُ

بِالبَحْرِ، بِالأَسْماكِ،
بِالمَوْجِ الَّذِي يَحْتارُ فِي
أَيِّ الشَّوَاطِئِ يَنْعَمُ.

مَنْ كانَ مِنْ قَلَقٍ،
تَبَخَّرَ ماؤُهُ، وَتَلاهَثَتْ
أَمْواجُهُ، تَتَأَلَّمُ.

كُلُّ المَدَارِكِ خُبِّئَتْ فِي
نُطْفَةٍ، نَبَعَتْ مِنَ الجَسَدِ
الَّذِي يَتَلَعْثَمُ.

لا شَيءَ فِي هذا المَكانِ
بِخالِدٍ. كُلٌّ إلَى غَايَاتِهِ
يَتَقَدَّمُ.

مَنْ كانَ مِنْ أَلَمٍ،
يُبَدِّلُ حُلْمَهُ، بِبَشائِرِ
الفَرَحِ القَدِيمِ،
يُحَوِّمُ

فِي بَسْمَةٍ، تَسَعُ الزَّمَانَ
بِجُعْبَةٍ، فَيُطِلُّ مِنْ
عَيْنٍ، كَأَنَّهُ
أَسْهُمُ

مَشْدُودَةٌ
مِنْ جَوْفِ باخِرَةٍ،
مَضَتْ فِي بَحْرِهَا،
تَلِدُ الغُيُومَ،
تُكَلِّمُ

جَسَدًا تَوَارَى فِي
الظَّلامِ، مُكَلَّفًا،
بِمَشَاعِرٍ عُصِرَتْ،
نَدَاهَا مُبْهَمُ.

وَأَنَا اكْتِنَازُ الصُّبْحِ فِي
أُفُقٍ، نَمَا لِنُزُولِهِ ظِلِّي،
فَبِتُّ أُتَمْتِمُ

فِي وَجْهِ سَاحِرَةٍ،
تَبَدَّدَ سِحْرُهَا، لِصَفاءِ
مَاءِ القَلْبِ، حَيْثُ
تُقَسَّمُ

الأَرْوَاحُ، قَبْلَ هُبُوطِهَا
مِنْ عِنْدِ بَارِئِهَا، الَّذِي
تَرَكَ الأَنَامَ، لِيَفْهَمُوا.

كُلٌّ، يَسِيرُ بِهِ الفُؤَادُ،
لِيَلْتَقِي يَوْمًا بِجَوْهَرِهِ
الَّذِي يَتَكلَّمُ.

مَنْ كَانَ مِنْكُمْ طَالِبًا،
فَلْيَأْتِنِي. إنِّي عَرِفْتُ اليَوْمَ
كَيْفَ أُعَلِّمُ.

هذا الصَّباحُ
لِهَارِبٍ مِنْ جَنَّةٍ.
قَدْ أَشْبَهَتْهَا فِي البَهَاءِ
جَهَنَّمُ.
*


مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!