‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا إسرائيلية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا إسرائيلية. إظهار كافة الرسائل

من يغئال عمير وحتى احتجاج الدروز

ترجمة عربية لمقالة "هآرتس":

قانون القومية بصيغته الحالية هو استمرار مباشر لنفس التحريض. هو استهدف أن يسبق علاج الابرتهايد من مدرسة اليمين المتعصب..

رائف زريق || حديث في الغضب والسياسة

مختارات -  

حول سن قانون القومية

صحيح أن الخيال السياسي الذي يقود العمل البرلماني الحالي قد جف منذ فترة، وأصبح يعيد نفسه دون أن يكون قادرا على توسيع رقعة التناقضات والتوترات داخل المشروع الصهيوني والكنيست الإسرائيلي...

قانون القومية الإسرائيلي

وثيقة -

قانون القومية الإسرائيلي


نظرًا لأهمية الموضوع نقدّم هنا خدمة للقارئ العربي ترجمة عربية للنصّ العبري الرسمي لقانون القومية الإشكالي الذي صادق عليه البرلمان الإسرائيلي - الكنيست - مؤخّرًا.

بين النكبة والاستقلال


مقالة «هآرتس» -

ترجمة عربية في «القدس العربي»:
*
وهكذا على مر السنين شربت هذه البلاد الدماء والعرق والدموع الكثيرة.

 

سلمان مصالحة || 

بين النكبة والاستقلال


ثلاثة تأملات عن الاستقلال والنكبة -

الاول: رغم المعارضة الشديدة للأسرلة من قبل الكثير من السياسيين العرب في البلاد على مختلف تياراتهم، لسبب ما الفلسطينيون مواطنو الدولة يتصرفون كإسرائيليين في المقام الاول. إسرائيليتهم عميقة جدا إلى درجة أنهم يحتفلون بيوم النكبة حسب التقويم العبري، الخامس من أيار/مايو ـ يوم استقلال إسرائيل. هذا مدهش عندما يقدمون يوم الاستقلال بيوم واحد بناء على طلب الحاخامية الرئيسة خوفا من تدنيس السبت، فإن الفلسطينيين الإسرائيليين أيضاً يقدمون إحياء يوم نكبتهم. وكأنهم هم والحاخامية الرئيسة توأم سيامي.

الفلسطينيون في المناطق المحتلة، في المقابل، يحيون الحدث حسب التقويم الميلادي في 15 أيار/مايو، ولا أحد يحيي ذكرى النكبة حسب التقويم الهجري الإسلامي، الذي كما هو معروف يتغير طوال السنة. ربما أنهم اعتادوا على التصرف هكذا خوفا من أن يبعدهم ذلك عن يوم استقلال إسرائيل، وحسب المقولة المنسوبة للنبي محمد «من بين أمم كل العالم، أنتم الأكثر شبها ببني إسرائيل. أنتم تسيرون خلفهم خطوة بخطوة».

الثاني: كل المتهمين بمخالفة جنائية ـ القاتل، المغتصب، اللص أو كل مخالف للقانون ـ دائما يدعون براءتهم. على الاغلب بمساعدة المحامين الاذكياء على أمل أن يحظوا بنقاط في يوم اصدار الحكم. في حالات كثيرة أيضاً بعد إرسال المجرم إلى السجن، يواصل الادعاء بالبراءة والبحث عن دلائل واختلاق بينات والمطالبة بإعادة المحاكمة. هذا يمكن أن يكون مواطناً عادياً أو زعيماً جماهيرياً أو عضو كنيست أو رئيس حكومة.

الصهيوني العادي سواء كان مهاجراً من وراء البحار أو كان من أحفاد المهاجرين لا يختلف من هذه الناحية. فلكونه صهيونيا وبسبب وجوده في هذا المكان هو دائما سيدعي البراءة من تسببه بنكبة الفلسطينيين. هو لن يعترف بالواقع وسيدعي أن النكبة هي كذبة وأنه لا يوجد شيء، لأنه لم يكن هناك شيء. قبل أربع سنوات حاول موشيه آرنس صد كل محاولة ولو بالاشارة للاعتراف بالكارثة التي حلت على سكان البلاد العرب عند إقامة الدولة «اليهودية» («كذبة النكبة»، هآرتس، 21/5/2014).

الثالث: في الطرف الفلسطيني أيضاً، لا يجب علينا أن نتوقع أن عربيا سينبش في أعمال «زعمائه» من تلك الايام وحتى الوقت الحالي، التي أوصلته إلى هذا اليوم. وهو لن يعترف أيضاً بالواقع الذي حدث هنا. ليس صدفة أنه لا يوجد مؤرخون جدد، لا عرب ولا فلسطينيون. من أجل أن يوجد مؤرخون مثل هؤلاء يجب أن توجد في المجتمع العربي بنية تحتية ديمقراطية للتفكير الحر مع انظمة نقد ذاتي.

بنية روحية لمحاسبة النفس لا توجد في الثقافة العربية. النقد الذاتي توجد له تداعيات بعيدة المدى حسب رأي الحكام ورؤساء القبائل العرب في هذا الفضاء. وهي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية الهيمنة القبلية لهم وإلى ابراز قبائل اخرى أو طوائف أخرى. هؤلاء سيحلون محلهم، وسيمسكون بزمام السلطة ويملأون جيوبهم وجيوب مقربيهم بالمال. هكذا كان الامر في السابق وهذا هو الواقع حتى الآن.

هكذا وصلنا جميعا إلى هذا اليوم، . هذا يقول كلها لي وذاك يقول كلها لي، ولا يجد أي منهما طريقة للتقاسم، وهكذا على مر السنين شربت هذه البلاد الدماء والعرق والدموع الكثيرة.

يبدو أن هذه البلاد الجيدة تعبت منهما.

هآرتس 22/4/2018
*
نقلاً عن: القدس العربي


Fore Hebrew, press here
For English, press here


الحرب التي على الأبواب


سلمان مصالحة ||

الحرب التي على الأبواب


هل يمكن القول إنّ المنطقة قد دخلت مرحلة العدّ التنازلي لحرب قادمة؟ فلقد سبق التصعيد الحربي الذي شهدته الجبهة الإسرائيلية السورية قبل أيام تصعيدٌ إعلاميّ واسع في الأسابيع الأخيرة كان يشي بتسارع الأحداث نحو حالة حربيّة مقبلة.

نحن بحاجة إلى قائمة مشتركة، لكن مختلفة


مقالة "هآرتس" العبرية: 

بترجمة عربية في "القدس العربي":

 القائمة العربية المشتركة بتركيبتها الحالية تخدم اليمين في إسرائيل.

سلمان مصالحة ||

نحن بحاجة إلى قائمة مشتركة، لكن مختلفة


كل الاستطلاعات التي أجريت في الأشهر الأخيرة تشير إلى استقرار أو ضعف القائمة المشتركة العربية. إذ أنها ستفقد، في معظم الاستطلاعات، مقعدين من مقاعدها الـ 13 الحالية. كما هو معروف، شكلت هذه القائمة بعد رفع نسبة الحسم قبل الانتخابات الأخيرة. الخوف من أن أحد الأحزاب العربية لن يجتاز نسبة الحسم، دفع الإسلاميين والشيوعيين والقوميين العرب إلى التجمع تحت سقف بالٍ واحد من أجل الوصول إلى الكنيست وأداء يمين قسم الولاء للدولة.
كشفت الأشهر الأخيرة للجميع، على الأقل للجمهور العربي، هشاشة هذه القائمة. يتبين أن الخلافات بين مركبات القائمة تقلصت إلى درجة مضحكة.

لم تتمركز هذه الخلافات حول أمور صغيرة كشؤون المجتمع والدولة والعلاقة بين الأغلبية والأقلية في دولة ديمقراطية، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو وضع الأقلية العربية في الدولة. كل خلاف بين مركبات القائمة تركز في اتفاق التناوب الذي وقع بين الأحزاب للمشاركة فيها قبل الانتخابات. الموقعون على الاتفاق لم يخطر ببالهم أن أحد أعضاء الكنيست في القائمة، باسل غطاس (بلد)، سيتصرف بعدم مسؤولية قريب من الجنون، ويجد نفسه خلف قضبان السجن. عضو الكنيست هذا أفسد خطة التناوب، ومنذ ذلك الحين والشارع العربي يشهد تبادل الاتهامات والإدانات المتواصل بين مركبات القائمة، وجري يائس لأعضاء لجنة المصالحة المكونة من «مخاتير» في محاولة للجسر وحل المشكلة مدار الخلاف: مقعد في الكنيست والذي يدعي أعضاء «بلد» حقهم به.

يمكن التخمين أن هبوط مكانة القائمة في الاستطلاعات الأخيرة ينبع ضمن أمور أخرى من الاختلاف المذكور أعلاه الذي يشير أكثر من أي شيء آخر إلى قصر مدة حياة القائمة المنشغلة بألاعيب الكراسي البرلمانية. من الواضح لكل من له عقل أن القائمة في تركيبتها الحالية لا تساعد القائمة العربية بشيء، بل العكس، فهي تضع كل المواطنين العرب في سلة واحدة تقف بشكل متناقض مع السلة الأخرى ـ المواطنون اليهود.

في دولة سليمة، يسعى الجميع إلى الإسهام بدورهم بصورة متساوية في المجتمع المدني، من المحظور أن تتصرف الأغلبية والأقلية حسب قاعدة التوتر العرقي ـ القومي. في هذا الوضع لا يوجد للأقلية أي فرصة للحصول على أي شيء جدي سوى الفتات الذي ترميه لها الأغلبية القومية لأسباب خاصة بها.

أيضا لو زادت القائمة المشتركة قوتها بمقعدين آخرين، وليس هناك احتمال لذلك، فإنه لن يتغير شيء في المعادلة الحالية. لذلك فقد حان الوقت لكسر هذه المعادلة. الأقلية العربية في البلاد بحاجة إلى الدعم الذي يأتي من أوساط الأغلبية القومية. الأقلية يجب عليها البحث عن مسارات لقلوب الأغلبية. من أجل ذلك يجب إيجاد منبر يستند إلى رؤية مدنية تحيد التوترات القومية. هذا المنبر يقتضي وجود قائمة مشتركة، لكن هذه يجب أن تكون يهودية ـ عربية وتفكر بشمولية. يجب عليها أن تتطلع إلى تغيير نظام الحكم القائم وتولي وظائف تنفيذية في نظام حكم بديل.

القائمة العربية المشتركة بتركيبتها الحالية تخدم اليمين في إسرائيل. من جهة، هي تشكل راية حمراء له وشعارًا لتجنيد قبلي في الانتخابات بهدف تخليد الحكم. من جهة أخرى، هي دائما سيلقى بها إلى خارج جدار الشرعية الحاكمة في كل ائتلاف بديل يحل محل حكم اليمين. إن ادعاء «ليس لكم أغلبية يهودية» يتم رفعه دائما أمام كل ائتلاف آخر. كما هو معروف، هذا الادعاء أدى في السابق إلى قتل رئيس حكومة في إسرائيل.
هذه هي الطريق للمستقبل، وليس هناك بديل لها.

هآرتس 7/2/2018
*
نقلا عن: القدس العربي

***
For Hebrew, press here


سلام في أحلام اليقظة

مقالة هآرتس -

 محاولة نتنياهــو لمــد ذراعيــه للعنــاق الاقليمــي مــع الدول السنية «المعتدلة» و«المتنــورة» مــن فوق رأس الفلسطينيين هي منــاورة نموذجيــة أخرى لهــذا الشــخص.


الأمير فيصل مع حاييم وايزمان 1918

سلمان مصالحة ||

سلام في أحلام اليقظة


يخطــئ كل مــن يدعي أن رئيــس الحكومــة بنيامين نتنياهو ليســت لديه خطة سياسية. منذ انتخابه لرئاسة الحكومة فهو يســير فــي الطريق التــي رســمها لــه والده: «الصهيونية من أساسها هــي حركــة غربيــة»، قــال الأب، البروفيســور بنتســيون ننتنياهــو، فــي مقابلــة مــع هــذه الصحيفــة وأضاف: «هذه حركة تعيش على حدود الشرق، لكن وجهها دائما نحو الغرب» (هآرتس، 18.9.1998).

منــذ انتخابه لرئاسة الحكومة لم ينحرف الابن بنيامين عن هذه الرؤية. يمكن القول إنه في كل مــا يتعلق بالســلام بين اسرائيل والدول العربية، توجد لرئيــس الحكومة عقيــدة ثابتة اســتوعبها فــي بيــت والــده. «يجب علينــا أن نفهــم»، قــال الأب في مقابلــة اجراها مع القنــاة الثانيــة، «أنه بيننــا وبيــن العــرب يوجد خلاف ثقافي عميق».وليس هذا فقط، بل «هذه البلاد هي ارض يهوديــة وليســت أرضًا للعرب، لا يوجد مكان هنا ولن يكون للعرب». هكذا قال البروفيسور نتنياهو في المقابلة. اذا كانــت الأمــور هكــذا فــي بيــت الوالــد، فــإن الســؤال هو هــل يوجد في جعبة الابن ما يكفي مــن القــوة الروحية من اجل التحرر من الاحتضان الايديولوجي للأب، وهل يوجــد لديه اضافــة الى ذلك مــا يكفي من القوة للتخلــص مــن الريــاح المقدسة لبينيت وأمثاله، التي تهب على البلاد؟.

الصهيونيــة إذًا تعيــش علــى حــدود الشــرق ووجههــا نحــو الغــرب، لكــن ليس فقــط توجّه وجهها، بل ترى نفســها كدرع واق للغرب في وجه الشــرق المتوحش. وقد قال نتنياهــو في مؤتمر لرؤساء الدول عقد مؤخرًا في بودابست: «اسرائيل هي الدولــة الوحيدة في المنطقــة التــي تهتــم بالمصالح الاوروبية»، بل أكد أن اســرائيل تشكل «قاعــدة حصينــة لقيم أوروبا في منطقة مظلمة جدا». يبدو أن هذا هو السبب في أن رئيــس الحكومة وجد فــي المنطقــة المظلمة أصدقــاءه وحلفــاءه «المتنوريــن»، حيث إنه في الآونة الاخيرة يطلق إشــارات عــن العلاقــات الآخــذة فــي التقوّي بين إسرائيل والدول العربية المتنورة، السعودية مثلاً. وعــن هذا قيــل «قل لي مــن اصدقــاؤك أقل لك من أنت».

هكــذا دخلت الــى الحيّ المظلــم لعبــة جديــدة. منذ انتخاب رئيس جديد لأميــركا، فقد ألقيت في ملعب الشــرق الاوســط لعبــة جديــدة تســمى «السلام الاقليمي»، هذا هــو الترامبوليــن الــذي وضعه الرئيس الاميركي فــي المنطقــة. لا داعي للقلــق لأنــه لــن يخرج أي شــيء جيد مــن هذه اللعبة الخطيرة.

محاولة نتنياهــو لمــد ذراعيــه للعنــاق الاقليمــي مــع الدول السنية «المعتدلة» و«المتنــورة» مــن فوق رأس الفلسطينيين هي منــاورة نموذجيــة أخرى لهــذا الشــخص. إن كل مــا يبحــث عنــه هــو أن يلقي المــرة تلو الاخرى المســؤولية على الطرف الفلســطيني. أيضا هذه المنــاورات كشــف عنهــا والــده فــي المقابلــة مع القناة الثانية. «بنيامين لا يؤيد الدولة الفلسطينية، سوى بشروط لن يقبلها العرب في أي يوم، هذا ما سمعته منه».

هكــذا يتصــرف رئيــس الحكومة طوال مسيرته. «الفلســطينيون»، يكرر نتنياهو، «يجــب عليهم اجتياز امتحان الســلام». فــي اختبــارات الســلام الذي يضعها نتنياهو من المؤكد أن الفلسطينيين سيخسرون دائما. اللعبة الجديدة – «سلام ا قليمــي» يتجــاوز الفلســطينيين - حطّمها الــى شــظايا زئيــف جابوتنسكي، معلم وحاخــام نتنياهــو. لا يمكــن اتهــام نتنياهــو أنــه لا يعــرف أقــوال جابوتنسكي. مع ذلك من المناسب العودة والتذكير بهــا. «حســب الكثيرين، الخطــة التاليــة جذابــة جدا: يجب الحصول على الموافقة على الصهيونية ليــس مــن عــرب أرض اســرائيل، لأن هذا الامر غير ممكن، بل من أجزاء العالــم العربــي الأخرى، بما فيها ســوريا وبلاد ما بيــن النهريــن والحجــاز وربما حتى مصر»، كتب جابوتنســكي في «عن الحائط الحديدي». «حتى لو كان هذا الامر ممكنا»، أضــاف، «فإنــه أيضا في هذه الحالة هذا لا يكفي لتغيير الوضع من أساسه:  فــي أرض إســرائيل نفســها، مــزاج العــرب بالنســبة لنا سيبقى كما هو»، لخص جابوتنسكي المشكلة.

أجــل، الســلام الاقليمــي الــذي يتجاوز الفلســطينيين هو حلم من أحلام اليقظة.
*
نقلاً عن: “الحياة الجديدة” 4 ديسمبر 2017

*
For Hebrew, press here


أيّام الغضب لا تأتي بشيء

التاريخ لا يتوقّف والعالم يتغيّر. وفي هذا الأوان كلّ قطر عربيّ مشغول بمصائبه التي لها أوّل وليس لها آخر... لقد بلغ التشرذم مرحلة متقدّمة، وهي مرحلة تستدعي استبدال كلّ القيادات الفلسطينية التي أوصلت الفلسطينيين إلى هذا الحضيض.

قرار التقسيم: سبحان الذي يُغيّر ولا يتغيّر


حريّ بالذي يُطالب باحترام قرار التقسيم أن يحترم التاريخ وأن يجري حسابًا مع النّفس بغية الوصول إلى مسبّبات كلّ هذا الفشل الفلسطيني الذي يخيّم فوق رؤوس الجميع، قيادات وشعبًا طوال عقود.

سلمان مصالحة ||

قرار التقسيم: سبحان الذي يُغيّر ولا يتغيّر


العنوان هو مقولة شعبية تُطلق على صنف من البشر الذين تراهم بعد مرور زمن وتبدّل الأحوال من حولهم يتحوّلون إلى إطلاق شعارات هي في جوهرها نقيض لما دأبوا على إطلاقه في ما مضى من عمرهم. ومناسبة هذا الكلام الآن هي ما أشيع من أخبار عن أنّ وزارة الخارجية الفلسطينية ”تطالب المجتمع الدولي باحترام قرار التقسيم.“

هكذا، إذن. بعد مرور عقود طويلة على التحوّلات التاريخية الكبرى التي حصلت في هذه البقعة من الأرض تطالب الآن هذه الخارجية الفلسطينية احترام قرار التقسيم. فماذا عدا مما بدا الآن؟

لو أننا عدنا قليلاً إلى الوراء وإلى أجواء ردود الفعل العامة، عربيًّا وفلسطينيًّا، في ذاك الأوان الذي صدر فيه قرار التقسيم، فماذا نجد؟

لقد كان ثمّة إجماع عربيّ وفلسطينيّ وبين كافّة التيّارات السياسية من اليمين واليسار على رفض التقسيم، هذا القرار الذي تطالب الآن قيادات فلسطينية باحترامه. فها هو نائب رئيس الهيئة العربية العليا في ذلك الأوان، جمال الحسيني، يُصرّح في حديث صحفي: ”سنقاوم التقسيم بكلّ ما أوتينا من قوة، وإذا أراد الله وزلنا من الوجود أثناء مقاومتنا هذه قبل أن نصل إلى هدفنا المنشود، فسيتولّى عرب الأقطار الشقيقة هذه المقاومة بعدنا.“ (جريدة ”الوحدة“، 30 ديسمبر 1946)

وحين بدأ يظهر الفشل العربي على الملأ العالميو وخاصّة بعد تبدّل موقف الاتحاد السوفييتي من التقسيم، كما تبيّن من خطاب غروميكو في الجمعية العمومية، وهو الخطاب الذي شكّل مفاجأة للجميع، فإنّ موقف الجامعة العربية بقي على ما هو عليه من رفض قرار التقسيم. فها هو عبد الرحمن عزام باشا، الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الوقت يُصرّح على الملأ في نيويورك: ”إن الاقتراح الروسي الذي أبداه المسيو جروميكو في الجمعية العمومية لهيئة الأمم بشأن إنشاء دولتين للعرب واليهود، أو دولة ثنائية في فلسطين اقتراح لا يقبله العرب. ثم قال إنّ الحل العملي الوحيد هو أن تنشأ دولة يسيطر عليها العرب ويكون اليهود فيها أقلية.“ (جريدة ”فلسطين“، 16 مايو 1947)

حتّى خطاب غروميكو في الجمعية العمومية كان موقف الشيوعيين الفلسطينيين رافضًا بحزم قرار التقسيم. هذا ما تؤكّد عليه عصبة التحرّر الوطني في خطابها: ”تعود عصبة التحرر الوطني وتؤكّد من جديد رفضها الباتّ لمشروع التقسيم“. ليس هذا فحسب، بل وتؤكّد هذه العصبة على أنّها ”تؤيد جميع الخطوات التي تتخذها الجامعة العربية والهيئة العربية العليا وجميع القوى الوطنية في العالم العربي في سبيل مقاومة التقسيم ومن أجل جلاء الجيوش البريطانية وفي سبيل تحرير فلسطين من الاستعمار والصهيونية.“ (جريدة ”فلسطين“، 17 أكتوبر 1947).

غير أنّ هؤلاء الشيوعيين قد غيّروا موقفهم لاحقًا تمشّيًا مع موقف الاتحاد السوفييتي وأصبحوا من أشدّ دعاة التقسيم. بل، وأبعد من ذلك فقد عادوا وتوحّدوا مع الشيوعيين اليهود في حزب واحد  دخل الكنيست، كما واحتفلوا باستقلال إسرائيل، ليس في إسرائيل فقط بل وفي خارج البلاد.

إنّ أكثر ما يشدّ انتباه المرء المتابع لما يجري في هذه الحلبة من الصراع اليهودي-العربي، الإسرائيلي-الفلسطيني وخلال كلّ هذه العقود الطويلة، هو هذه البلبلة أو هذا الارتباك العربي، والفلسطيني بخاصّة في مواجهة المستجدّات على الساحة. فبعد سبعة عقود من رفض قرار التقسيم والنكبة التي حلّت بالفلسطينيين، ها هي القيادات الفلسطينية في هذا الأوان تستجدي الآن المجتمع الدولي بـ”احترام قرار التقسيم ذاته“.

لو كان الأمر مضحكًا لضحكنا. غير أنّ في الأمر ما هو أكبر من ذلك، فهو دليل صارخ على الوضع الفلسطيني المأزوم، منذ بداية الصراع، بقيادات فلسطينية ومن جميع التيارات السياسية التي لا تعي حقيقة هذا العالم العربي من حولها، كما لا تعرف التعامل مع العالم بأسره. وكلّ هذا ناهيك عن التعامل مع الطرف الإسرائيلي في هذا الصراع المزمن.

حريّ بالذي يُطالب باحترام قرار التقسيم أن يحترم التاريخ وأن يجري حسابًا مع النّفس بغية الوصول إلى مسبّبات كلّ هذا الفشل الفلسطيني الذي يخيّم فوق رؤوس الجميع، قيادات وشعبًا طوال عقود. إنّ الاستمرار في بيع الشعارات والتباكي على الماضي والوقوف على الأطلال لن يجدي هذا الشعب نفعًا.

وعلى هذه الخلفية، فإنّ الفلسطينيّين هم بحاجة ماسّة إلى اختيار قيادات من نوع جديد تعرف التعامل مع هذا العالم المستجدّ من حولهم. لهذه الغاية هم مدعوّون إلى نبذ كلّ القيادات القديمة، فتحاوية وحمساوية، وإحالتها إلى التقاعد. فعلى كلّ هذه القيادات، دون استثناء، تقع مسؤولية الفشل الفلسطيني. بدون استبدال هذه القيادات لن يصل الفلسطينيون إلى سواء السبيل.
*
الحياة، 2 ديسمبر 2017


صهيونية وأخلاق غير مهذبة


ترجمة القدس العربي لمقالة "هآرتس":

في السنوات الأخيرة، على خلفية سلوك الكنيست والحكومة، يبدو أن أعضاء الكنيست والوزراء ليس فقط «نسوا ما معنى أن يكونوا يهودا»، بل هم نسوا أيضا ما معنى أن يكونوا صهاينة.

حزب ”لا يوجد مستقبل“

ترجمة ”الحياة الجديدة“ الفلسطينية لمقالة ”هآرتس“:
في الوضع الحالي في البلاد وعلى خلفية النزاع القومي الطويل الذي لا نرى نهايته في الأفق، فان اليمين دائما يستل سلاح التحريض القومي...


بعبع التطبيع: بكري بعد دويري


بعبع التطبيع يفتك بالجميع


سلمان مصالحة ||

بعبع التطبيع: بكري بعد دويري


منذ سنوات، دهم مصطلح جديد السوق العربية للتجارة بالكلام. وهي، على كلّ حال، سوق لم تُفرض فيها الجمارك على الحكي. وحينما يكون الكلام بلا مكوس فلا عجب أن يتلقّفه كلّ عابر، أو ممانع مأخوذ بتجارة الكلام «البليغ» الذي يُعبّئ سامعه.

وهكذا، بين فينة وأخرى، تخرج إلينا طيور الصحافة العربية صادحة بزقزقات تهمة «التطبيع» مع إسرائيل، أو مع «الكيان الصهيوني»، وفق الخطاب «الممانع»، وهي التهمة الجاهزة التي توجّه إلى فلان أو علّان. وهكذا الحال راهناً، إذ اجتمعت التهمة ذهاباً وإياباً عابرة للحدود بين «الكيان» ولبنان، هذا البلد الذي قد لا يمكن وصفه بأنه «كيان» أحد.

هناك في لبنان، استلّ الممانعون تهمة التطبيع وصدحوا بها في وجه زياد دويري، الفنّان السينمائي اللبناني، لا لشيء إلا لأنه زار إسرائيل، للعمل على فيلم رغب في أن يكون قريباً من المكان الذي يتمحور حوله. ثمّ لم يمرّ وقت طويل حتّى خرج هؤلاء الممانعون إيّاهم احتفاءً بفنّان سينمائي فلسطيني قادم من إسرائيل، فانتفض ممانعون فلسطينيّون شاهرين تهمة التطبيع مع «الكيان الصهيوني» في وجه الممانعين اللبنانيّين.

ولم تقف الأمور في حروب الممانعة هذه عند هذا الحدّ، بل اختلط حابل التطبيع بنابل الممانعة، إسرائيليّاً، فلسطينيّاً ولبنانيّاً. إذ ما إن نُشر خبر احتفاء الممانعين اللبنانيين بمحمد بكري في بيروت، حتّى خرجت وزيرة الثقافة الشعبوية الإسرائيلية، وهي من صنف الممانعين إيّاهم، طالبة من المدّعي العام الإسرائيلي التحقيق مع بكري لزيارته دولة معادية هي لبنان وتصريحاته للصحافة هناك. لقد جاءت تصريحات الوزيرة الإسرائيلية صورة طبق الأصل عن مطالب الممانعين في لبنان تقديم الفنان دويري للمحاكمة بسبب زيارته «الكيان الصهيوني». بالطبع هي لم تلصق نعت «كيان» ولا حتّى نعت «مزعوم» بلبنان، كعادة الممانعين لدى التطرّق إلى إسرائيل، بل مجرّد لبنان حاف، بوصفه دولة معادية، ليس إلا.

لقد صرّح بكري للصحافة الإسرائيلية، عقب ذلك، بأنّ أقواله التي نُشرت في الصحافة اللبنانية حول التطبيع مع إسرائيل قد أُخرجت من سياقها. بالطبع، كثيراً ما تفعل الصحافة ذلك مع أناس لا يفكّرون قبل إطلاقهم الكلام بلا جمارك على عواهنه. والحقيقة هي أنّ بكري ليس ضدّ إسرائيل بأيّ حال. بوسعنا العودة إلى مقالة - رسالة نشرها في صحيفة «هآرتس»، وفيها ما يكشف عن موقفه. يكتب بكري في رسالته تلك: «هنالك شريك للسلام لا مثيل له في الجانب الفلسطيني- لا تخسروه!... انهضوا لأجل أولادنا. انهضوا واعملوا شيئاً ما. إسرائيل ليست مستوطنة. إسرائيل هي دولة صغيرة وجميلة من دون مستوطنات. حكومة إسرائيل مدينة لنا بمستقبل أولادنا. انهضوا واصنعوا ذلك. اصنعوا السلام». (هآرتس، 10/7/2014). إذاً، من يكتب متغزّلاً بالعبريّة بأنّ «إسرائيل ليست مستوطنة»، وإنّما هي «دولة صغيرة وجميلة»، لا يمكن أن يكون ممانعاً وضدّ إسرائيل بأيّ حال. ربّما على العكس من ذلك.

إضافة إلى ذلك، يعتقد كلّ مهووسي بعبع التطبيع أنّ إسرائيل معنيّة أصلاً بهذا التطبيع مع العالم العربي. كلّ من يمتلك ذرّة من بصر أو بصيرة يعرف أنّ إسرائيل ليست معنيّة بأيّ تطبيع مع هذه المنطقة المأزومة. إنّها معنيّة بالتطبيع مع العالم الآخر، خارج هذه المنطقة، فليس لدى هذه المنطقة ما تستطيع تقديمه لإسرائيل سوى الهدوء على الحدود، أمّا دون ذلك فلا شيء. على العكس، فإسرائيل هي التي لديها ما تقدّمه لهذه المنطقة في كلّ المجالات التي قد تخطر على بال، وهذا هو التطبيع الوحيد الذي تبحث عنه إسرائيل، ليس إلا. وهذا أيضاً ما هو حاصل، وراء الكواليس، بلا «شور أو دستور» من هذا الممانع أو ذاك. إنّ الأرشيفات الإسرائيلية تعجّ بالوثائق التي تكشف هذا «التطبيع» منذ نشأة الحركة الصهيونية وحتّى قيام إسرائيل وما بعد بعد قيام إسرائيل.

على هذه الخلفيّات، حريّ بنا أن نضع بعض النقاط على بعض الحروف المبهمة. إذا كان «جرم التطبيع» نابعاً من مبدأ عام له علاقة بحقوق إنسانية فلسطينية، فيجب أن يسري هذا المبدأ على الجميع وفي كلّ مكان. من هذا المنطلق، فإنّ الوقوف ضدّ التطبيع يجب أن يسري على «الكيان اللبناني» أيضاً، إذ يعرف القاصي والداني كيف يتعامل الكيان اللبناني مع الفلسطينيّين القابعين فيه. وهكذا، ربّما تتحوّل التهمة فتصبح ضدّ بكري لأنّه يُطبّع أصلاً مع كيان لبناني يهضم الحقوق الإنسانية للفلسطينيين. وكلّ هذا ناهيك بتعامل هذا الكيان مع اللاجئين السوريين الذين هُجّروا من وطنهم بسبب براميل الممانعة المتفجّرة فوق رؤوسهم. بل أبعد من ذلك وأخطر: ها هم هؤلاء الممانعون الذين هدموا البلاد فوق العباد يتحدّثون عن التجانس المجتمعي في بلد هُجّر نصف سكّانه، كما يصرّحون بما معناه أن لا مكان لعودة هؤلاء إلى بلادهم. بكلمات أخرى، أسقط الممانعون عن هؤلاء السوريّين «حقّ العودة» إلى أوطانهم.

إذاً، والحال هذه، عن أيّ تطبيع ومع من يتمّ التطبيع في كلّ هذا اللغط الكلامي؟ وهل بقي شيء طبيعيّ أصلاً في هذا المشرق المأزوم بذهنيّاته والمهزوم بقياداته؟
*
الحياة، ملحق تيارات، 1 أكتوبر 2017




هذيان ثنائي القومية

ترجمة "وكالة فلسطين اليوم" للمقالة المنشورة في "هآرتس":


 

سلمان مصالحة ||

هذيان ثنائي القومية


على خلفية الحروب الاهلية في العالم العربي يتم سماع طلبات بضم المناطق الفلسطينية لاسرائيل (من اليمين)، أو اقامة دولة ثنائية القومية في ارض اسرائيل – فلسطين (من اليسار)، وهي مطالب هذيانية مأخوذة من عالم من يسيرون اثناء النوم والمقطوعون عن كل ما يحدث من حولهم.

الدلائل التي قدمتها السنوات الاخيرة حول مستوى هشاشة "دولة القومية" العربية، تحول "التحذير" الذي أسمعه الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة، والقائل بأنه في ظل غياب حل الدولتين فان الفلسطينيين سيتوجهون الى حل الدولة الواحدة، تحوله الى تحذير مضحك. هذا الامر يبرز بشكل خاص على ضوء عدم القدرة على انشاء نظام فلسطيني واحد في غزة والضفة الغربية. اذا كان العرب، للأسف، لا يستطيعون انشاء دولة قومية مدنية واحدة جديرة باسمها، وهذه الدول آخذة في التفكك الى اجزاء على خلفية دينية، طائفية وقبلية، من خلال تنفيذ تطهير عرقي وطائفي، فمن السهل فهم ما الذي ينتظرنا في المستقبل في هذا الجزء الصغير الذي منحنا إياه الله، اذا لم تقم قيادة الشعبين باغلاق البلاد أمام الاضطرابات المستقبلية.

إن هذيان الدولة اليهودية التي تنشيء نظام ابرتهايد ديني فعلي، يجب تنحيته جانبا. كما أن هذيان الدولة ثنائية القومية يجب تأجيله الى حين قدوم المسيح. والى حين يأتي الوقت الذي يتحول فيه اليهود الى سويديين والعرب الى دانماركيين. الى حين تتحقق احلام اليقظة، يجب البحث عن طرق لمنع الهيجان والاضطرابات. يبدو أنه بعد عشرات السنين التي تمت اضاعتها على حروب لا فائدة منها، عاد الشعبان الى نقطة البداية. في ارض الميعاد المحمية من رأسها الى أخمص قدميها، يجب علينا بناء سد لوقف الخراب. وبناء هذا السد يبدأ في ادراك اليهود والعرب أنه فقط من خلال تقسيم البلاد الى كيانين سياسيين وطنيين منفصلين يمكن انهاء المعاناة. وهذا لن يحدث بدون أن تقوم قيادات سياسية شجاعة لدى الشعبين.

إن كل من لديه عقل يعرف أن اليهود والعرب لن يذهبوا من هنا. بالامكان مواصلة نزف الدماء بدون نهاية، لكن بعد كل الدماء النازفة، والعرق والدموع، في يوم ما في المستقبل سينهك الجميع ويفهمون أن المخرج الوحيد هو العودة الى خطة التقسيم والاعتراف بحق تقرير المصير "للشعبين" في هذه البلاد.

في السنوات الاخيرة انتشرت بشكل واسع، سواء في الوسط العربي أو اليهودي، موضة انتقاد اليسار. يجب العودة وتذكير كل من يحاول أن ينسى، أن شعار "دولتين لشعبين"، الذي اخترق الحدود الحزبية، مسجل على اسم اليسار اليهودي – العربي الثابت. تجدر قراءة ما كتبه الدكتور اميل توما، الزعيم والمنظر لركاح في العام 1976: "الامر المهم في محاولة حل الموضوع الفلسطيني اليوم هو الاعتراف بحق الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي، في تقرير المصير واقامة دولتين مستقلتين". هذه الاقوال نشرت باللغة الانجليزية، لكنها صدرت ايضا باللغة العبرية في كراسة في الذكرى التسعين لانشاء الحزب الشيوعي. واضاف الدكتور توما بأنه تقريبا 50 في المئة من "اليهود الاسرائيليين ولدوا في اسرائيل" وأنهم "لا يعرفون لغة اخرى أو ثقافة اخرى غير العبرية. لهذا أنا اقول إن هناك شعب اسرائيلي – لديه كل الدلائل القومية".

اليهود والعرب الشيوعيون تمسكوا وما زالوا يتمسكون بهذه المبادئ على مر السنين. وهذا الامر وجد تعبيره في قرارات مؤتمر ماكي (الحزب الشيوعي الإسرائيلي) في العام 2007: "دولة اسرائيل هي دولة يهودية، لأنها تعبر عن تجسيد حق الشعب اليهودي في البلاد في تقرير المصير"، اقتباس عضو الكنيست دوف حنين في موقعه على الانترنت.

أحد طرفي معادلة الصراع تحقق، وما تبقى هو انهاء الاحتلال وتجسيد حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في دولة فلسطين الى جانب اسرائيل. بدون اعادة تبني خطة التقسيم فان هذه البلاد مع سكانها ستنزلق في المستقبل الى الدمار والخراب.
*
هآرتس

*
مصدر: فلسطين اليوم، 28 سبتمبر 2017

أيضًا: الحياة الجديدة، 29 سبتمبر 2017

***

For Hebrew, press here

فارق الهوية الجنبلاطية



تعقيب جديد على مقالتي التي نشرت في ”الحياة“. وهذه المرّة أكثر جهلًا وسخفًا

ومرّة أخرى، وعملًا بحريّة الرأي، مهما كان هذا الرأي سخيفًا ولا يتطرّق للموضوع المطروح، فها أنذا أنشره هنا ليكون متاحًا للقارئ النبيه ابتغاء أن يخلص منه بموقف رشيد ورأي سديد. والعقل وليّ التوفيق! (س. م.)

في مسائل إسرائيل والأقليّة ومواقف جنبلاط


تعقيب حول تصريحات جنبلاط:
عملاً بمبدأ حرية الرأي، ومهما كان هذا الرأي سخيفًا ولا يتطرّق للموضوع المطروح، ننشر هنا هذا الردّ الذي نشره مفوّض الإعلام في الحزب التقدّمي الاشتراكي على مقالتي المنشورة في صحيفة «الحياة»، ونترك للقارئ النبيه أن يستجلي الأمور ما بين السطور وما وراء السطور. (س. م.)

رامي الريس ||

في مسائل إسرائيل والأقليّة ومواقف جنبلاط


طالعنا السيد سلمان مصالحة في «الحياة» (السبت 22 تموز - يوليو 2017) بقطعة سوسوليوجية سيكولوجية، عكست في بعض جوانبها انفصاماً فاقعاً في الفهم والتحليل، متوجهاً بالنقد إلى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط حيال موقفه الأخير من تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة (التي لا يتردد مصالحة بتسميتها إسرائيل، متناسياً أنها تحتل أرض وطنه)، ومعتبراً أن مواقف جنبلاط لا تشكل «مثالاً يقتدى لدى (هذه) الأقلية التي بقيت في وطنها على رغم كل الصعاب».

كان حرياً بمصالحة الذي يدرّس في الجامعة العبرية بالقدس أن يعود إلى التاريخ القريب، عندما اتخذ وليد جنبلاط سلسلة من الخطوات والمواقف لدعم عرب 48، وعقد مجموعة من اللقاءات في الأردن مع ممثلين عنهم انطلاقاً من حرصه على تعزيز التواصل وتثبيت الهوية العربية للدروز في فلسطين. ولكن، يبدو أن هذا ما يزعج السيد مصالحة الذي يود تغطية انخراطه في الحياة الإسرائيلية بعنوان: النضال السياسي من الداخل!

هل يتعرّض جنبلاط لوحدة «الأقلية»، كما يسمّيها مصالحة، عندما يطلب منها ومن أبنائها تعزيز وحدتهم الوطنية مع إخوتهم الفلسطينيين وعدم الانصياع لمخططات الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول دوماً أن يوحي بأنه يمنحهم امتيازاتٍ لا تعدو كونها مجرد وعود وهمية، فيما لا يتوانى الجيش الإسرائيلي عن دفعهم إلى الصفوف الأمامية في الجبهات!

هل يتعرض جنبلاط لوحدة «الأقلية»، عندما يحذّر من تصديق هذه الوعود الوهمية والانجرار وراء مخططات مشبوهة يسعى إليها الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتوانَ عن طرد الفلسطينيين من بيوتهم وأرزاقهم واحتلالها والتوسع الاستيطاني فيها؟

هل يتعرض جنبلاط لوحدة «الأقلية» عندما يدعو إلى رفض الخدمة العسكرية الإلزامية (مع التركيز على أبناء هذه الأقلية) في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي كي لا يرفع المجند بندقيته في وجه شقيقه الفلسطيني؟

وهل يتعرض جنبلاط لوحدة «الأقلية» عندما ينادي بالوعي والحكمة والشجاعة لمواجهة الاحتلال عندما يقول: «إلى العرب الدروز في فلسطين، احذروا من فخ الفتنة مع إخوانكم العرب التي تريدها سلطة الاحتلال الإسرائيلي».

واضحٌ أن مفهومكم للنضال لا يلتقي مع مفهومنا، ومفهومكم للاحتلال أيضاً لا يلتقي مع مفهومنا.

وليد جنبلاط لا يبحث عن زعامة عابرة للحدود، فهو يملكها حتى لو لم يجاهر بها، وإلا ما الذي يبرر هذا المقدار من الاستفزاز الذي شعرتم به لو أنه كان فعلاً مجرد «زعيم طائفي لبناني» كما وصفتموه؟

حبذا لو تقرأون بين السطور جيداً، وأنتم من أساتذة «الأدب العربي»!

* مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي

الحياة، 25 يوليو 2017

انظر أيضًا: الأنباء، صحيفة الحزب التقدمي الاشتراكي

----




عن كلام جنبلاط ومن قد يقولون قوله

مخترة جنبلاط وأمثاله -


إنّ الزعامات الطائفية الوراثيّة والتوريثيّة في هذا المشرق، وجنبلاط أحد أمثلتها البارزة، لا يمكن بأيّ حال أن تشكّل مثالاً يُقتدى لدى هذه الأقليّة التي بقيت وصمدت في وطنها على رغم كلّ الصعاب.


توريث على الطريقة العربية

سلمان مصالحة ||

عن كلام جنبلاط ومن قد يقولون قوله


بدل أن تشتغل الزعامات الطائفية اللبنانية، على تشكيلاتها وتقليعاتها الدينية والدنيوية كافّة، في حلّ مشكلاتها المزمنة، تظهر علينا هذه الزعامات بين فينة وأخرى عبر شتّى وسائل الإعلام محاولة تصدير جميع عيوبها السياسية والاجتماعية إلى محيطها. والعيوب كما هو معروف هي عابرة للحدود الجغرافية والسياسية، فما بالكم بهذا النوع القاتل من العيوب القبليّة والطائفيّة؟

ولأنّ الأقربين، كما يقال، أولى بالمعروف، نجد لزاماً علينا أن نضع النقاط على الحروف المبهمات. إنّ الكلام هذه المرّة سيُوجّه إلى «البيك»، زعيم المختارة والزعيم اللبناني وليد جنبلاط. والمناسبة هي ما أُشيع ونُشر من كلام منسوب إليه في شأن تبجيل مواطنين من إسرائيل نفّذوا العمليّة في «الحرم القدسي»، وإسباغه عليهم نعت «المجاهدين». لقد تصادف أن كان ضحايا هذه العمليّة حارسين شرطيّين على أبواب «الحرم القدسي» ينتميان إلى الطائفة العربية الدرزية. بالتأكيد، لم تكن العملية موجّهة ضدّ أفراد ينتمون إلى الدروز، غير أنّ جنسية المنفذين الإسرائيلية والموقع المقدّس الذي نُفّذت فيه أثارت حساسيّات طائفيّة، سارع الكثيرون إلى إخمادها قبل أن تتطوّر إلى أمور لا تُحمد عقباها.

إنّ الأحداث التي تعصف بهذا المشرق في الأعوام الأخيرة تصل أصداؤها إلى هذه الربوع التي تعيش فيها الأقلية العربية بظروفها الخاصّة في إسرائيل. وعلى رغم كلّ النّزيف العربي الطائفي المقيت خلف الحدود، حافظت هذه الأقليّة بحدسها الطبيعي وببصيرة العقلاء فيها، من مختلف الطوائف، على لحمتها الاجتماعيّة. وعلى رغم كلّ الصعوبات لم تدع هذه الأقليّة كلّ هذا الشرار الطائفي أن يُشعل حريقاً في ربوعها وبين صفوفها.

من هذا المنطلق ولأنّنا هنا في هذه الربوع، وعلى غرار أهل مكّة، أدرى بشعابنا هنا، بل أبعد من ذلك، لأنّنا هنا أدرى ليس فقط بشعابنا، بل بشعوبنا أيضاً، فإنّ الكلام موجّه إلى جميع زعماء الطوائف والقبائل عبر الحدود أن يتركوا هذه الأقليّة وشأنها.

إنّ الزعامات الطائفية الوراثيّة والتوريثيّة في هذا المشرق، وجنبلاط أحد أمثلتها البارزة، لا يمكن بأيّ حال أن تشكّل مثالاً يُقتدى لدى هذه الأقليّة التي بقيت وصمدت في وطنها على رغم كلّ الصعاب. إنّ الأجيال العربية الناشئة لدينا تبحث عن مستقبل آخر يقع على طرف نقيض لكلّ ما تراه من حولها. هذه الأجيال تبحث عن سُبُل لتخطّي كلّ هذه الأوبئة الاجتماعية التي تشهدها في هذا المشرق العربي النازف.

لهذا السبب، ولأسباب كثيرة أخرى لا يتّسع المجال للتطرّق إليها الآن، ليس من قبيل الصدف أنّ هذه الأقليّة العربية في إسرائيل وبجميع طوائفها، وكما يتّضح من كلّ الاستطلاعات التي أُجريت في الأعوام الأخيرة، لا ترغب بأيّ حال من الأحوال أن تكون جزءاً من أيّ كيان سياسيّ عربيّ أو فلسطيني على الإطلاق. وهذا ما تعبّر عنه أيضاً القيادات السياسية، الثقافية والاجتماعية الفاعلة بين صفوف هذه الأقليّة.

هذه هي حقيقة هذه الأقلية الباقية في وطنها الذي صار جزءاً من الكيان السياسي الإسرائيلي. فنضال هذه الأقلية نضال سياسي ضمن الكيان السياسي الإسرائيلي. وفي هذا النضال لا مكان بأيّ حال من الأحوال وفي أيّ من الظروف، لا للدواعش ولا لأشباه الدواعش بيننا. لهذا أيضاً، يجب التحلّي بالشجاعة الأخلاقية ونبذ وإدانة كلّ نبرة طائفيّة، مهما صغرت ومهما كان مصدرها. إذ إنّ هذا الشرار الطائفيّ سرعان ما ينتشر ويشعل الحرائق التي لا تُبقي ولا تذر.

وخلاصة القول، إنّ المخترة تضحي أحياناً مخطرة. لهذا فإنّ الزّعامات الطائفية والدينية في هذا المشرق، على اختلاف تشكيلاتها، مدعوّة إلى حلّ مشاكلها وإشفاء عيوبها المزمنة في مواقع وجودها بدل العمل على نقلها إلى ربوعنا. لسنا بحاجة إلى اقتناء هذا النوع من العيوب، فلدينا ما يكفي منها ونحن نصارعها بأنفسنا. وكما ذكرت آنفاً، نحن هنا أدرى بشعابنا منكم، ونحن هنا أدرى منكم بشعوبنا وشعوبكم أيضاً.
*
الحياة، 22 يوليو 2017

***

تعقيبات على المقال:
رامي الريس، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الأنباء
قصي الحسين، أستاذ في الجامعة اللبنانية، الأنباء
 

الانقسام الفلسطيني يخدم إسرائيل


أيّ خطوة لتحريك العملية السلمية بين الجانبين تستدعي الإطاحة بالقيادات السياسية الحالية في كلّ من إسرائيل وفلسطين.

سلمان مصالحة ||


الانقسام الفلسطيني يخدم إسرائيل


كل من اعتقد أو عقد آمالاً في الماضي على تدخّل القوى العظمى لحلّ الصراع الإسرائيلي العربي، أو الإسرائيلي الفلسطيني تحديدًا، قد عاد بخفّي حنين. وكلّ من لا يزال يملك ذرّة من اعتقاد بأنّ العالم، وفي مقدّمه الولايات المتحدة، سيُقدم على اتّخاذ خطوات عملية لدفع مسيرة ما لحلّ هذه القضية المُزمنة سيُمنى، بلا أدنى شكّ، بخيبات متجدّدة.
المرّة الوحيدة التي حصلت فيها حلحلة ما على المسار الإسرائيلي الفلسطيني كانت في أوسلو، أي بمبادرة ذاتية فلسطينية-إسرائيلية. وفقط بعد أن حيكت صفقات أوسلو بين الجانبين دخلت الولايات المتحدة على الخطّ، أو تمّ إعلامها وإشراكها، لأجل مباركة ما اتّفق عليه الجانبان بمباحثات سريّة بينهما.

هذه هي حقيقة سلوكيّات القوى العظمى والمؤثّرة، فهي لا تشحذ أظفارها لتحكّ جلود المتصارعين. فهذه القوى لا تتدخّل في الصراعات الإقليمية إلاّ في حال حصول تهديد لمصالحها المباشرة. كذا كان في الماضي وكذا سيكون.

طالما انتظر العرب في الماضي أن يحصل تغيير مع تبدّل الإدارات الأميركية بعد الانتخابات، غير أنّ شيئًا لم يحدث بعد استبدال رئيس وإدارة برئيس آخر وإدارة أخرى.

وها هم الفلسطينيّون والعرب ينتظرون أن يأتي الفرج من الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. لكن، يجب ألاّ يغيب عن الأذهان أنّ أميركا لا تحرّك ساكنة إلاّ حينما تشعر أنّ مصالحها مهدّدة.

ولكن، حتّى لو افترضنا أنّ ثمّة مصلحة للعالم وللولايات المتحدة في دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للدخول في مفاوضات سلام والمضيّ قدمًا بغية إنهاء الاحتلال وحلّ هذا الصراع، فهل هنالك قيادات إسرائيلية وفلسطينية بوسعها اتّخاذ قرارات صعبة غايتها الوصول إلى حلّ ينهي الصراع على هذه الأرض؟

من ينظر بعيون بصيرة إلى الواقع في الحالين، الإسرائيلية والفلسطينية، يرى أفقًا مسدودًا، ففي الجانب الإسرائيلي، لا يمكن الوثوق بهذه الحكومة الإسرائيلية وبقدرتها على اتخاذ قرارات بهذا الحجم الذي يتطلّبه حلّ القضايا الجوهرية لهذا الصراع المتمثّلة بانهاء الاحتلال الجاثم منذ خمسة عقود، بما فيه احتلال القدس الشرقية، وإيجاد صيغة لحلّ قضيّة اللاجئين. هذه الحكومة الإسرائيلية ترتكز على أركان من أقصى اليمين الديني والدنيوي وهي أكثر الحكومات تطرّفًا في هذه القضايا. وحتّى لو افترضنا أنّ تركيبة هذه الحكومة الإسرائيلية قد تبدّلت بعد انتخابات قادمة، أو لتغيير حاصل في الائتلاف الحكومي، فهل هذا الأمر يضمن تقدّمًا في مسار السلام؟

وماذا بشأن الوضع السياسي الفلسطيني من الجهة الأخرى؟ بخصوص هذا الجانب الفلسطيني، فحدّث ولا حرج. إذ إنّ الانقسام السياسي الفلسطيني منذ عقد من الزمان، والذي لا يبدو أنّه ذاهب إلى انفراجة في المستقبل المنظور، ينفي وجود قيادة فلسطينية واحدة بوسعها اتّخاذ قرارات بحجم حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فلا سلطة الضفّة الغربية تستطيع التحدّث باسم غزّة، ولا سلطة غزّة تستطيع التحدّث باسم سلطة رام الله. وكلّ هذا ناهيك عن إمكانية الحديث أو اتّخاذ قرارات ديمقراطية يقبل بها الفلسطينيّون.

وهكذا، فإنّ هذا الانقسام السياسي الفلسطيني المستحكم على الأرض يخدم في نهاية المطاف اليمين الإسرائيلي الذي يعيد ويكرّر دعوى عدم وجود شريك فلسطيني لعقد اتفاقية سلام تنهي الصراع.

لذلك، وعلى خلفية هذا الوضع المظلم في هذا الملفّ فإنّ أيّ خطوة لتحريك العملية السلمية بين الجانبين تستدعي الإطاحة بالقيادات السياسية الحالية في كلّ من إسرائيل وفلسطين. إنّ القيادات الحاليّة لدى الطرفين غير مؤهّلة أو غير قادرة على اتّخاذ قرارات تاريخية بهذا الحجم.
*
الحياة، 14 يوليو 2017


الهوية المعقّدة للعرب في إسرائيل


الفوارق التي تظهر بين المكوّنات الطائفية لهذا المجتمع هي مجرّد أصداء لما هو حاصل في سائر المجتمعات العربية في هذا المشرق.

توفيق طوبي || دفاعًا عن استقلال إسرائيل


في ذكرى النكبة:

  وثيقة  - 

 

نقدم هذه الترجمة العربية خدمة للقارئ العربي:
خطاب القائد الشيوعي الفلسطيني، توفيق طوبي،
في الكنيست الإسرائيلي، 21 نوڤمبر 1949

يا شبيحة العالم، اتحدوا


واللافت الآن في هذه القضية هو ما كشفته من عمق الهوّة القائمة بين المؤسسة العسكرية وبين رأي الشارع الشعبوي الذي يعبّر عن تعاطفه مع الجندي...

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!