لغة أُم، أَمْ لغة ابن عمّ؟


يتّضح أنّ اللغة العربية الفصحى مختلفة جدًّا لدى الأطفال العرب عن لغة الأم المحكية، لدرجة أنّ الجهاز الدماغي الذي يتعامل مع استيعاب اللغة ينظر إلى اللغة العربيّة الفصحى كلغة ثانية، وليس كلغة أولى، كلغة أمّ...

سلمان مصالحة ||

لغة أُم، أَمْ لغة ابن عمّ؟


في العقود الأخيرة اتّسعت رقعة الأبحاث البسيكو-لغويّة التي تتطرّق إلى اللغة العربية ومقارنتها مع لغات شعوب أخرى. ويبدو أنّ المقولة الشعبية العربيّة التي تقول: ”فلان بيعرف يفكّ الحرف“، لها ما تستند إليه في الدماغ. فقبل سنوات أُجري بحث مقارن بين القراءة باللغة العربية وبين القراءة باللغة الفرنسية، حيث تمّ فحص حركات عيون القرّاء المشاركين في البحث خلال قراءة نصّ معيّن. لقد كان النصّ هو ذاته من ناحية المضمون، لكنّه مكتوب باللغتين، العربية والفرنسية. أمّا من ناحية عدد الكلمات فقد كان النصّ المكتوب باللغة العربية أقصر من النصّ المكتوب بالفرنسية بسبب الطبيعة المورفولوجيّة للغة العربيّة. اكتشف الباحثون أنّه، وعلى الرغم من قصر النصّ العربيّ، فإنّ الزّمن الذي استغرقته قراءة النصّ بالعربيّة كان مشابهًا لزمن قراءة النصّ بالفرنسية. لقد تبيّن للباحثين أن السبب من وراء ذلك هو أنّ زمن مكوث بصر القارئ العربي على الكلمات في اللغة العربية كان أطول من مكوثه على الكلمات في اللغة الفرنسية.

يُشار إلى أنّ عمليّة القراءة تمرّ بعدّة مراحل لاستنباط المعلومات وفهم النصّ. المرحلة الأولى هي عملية استيعاب الرموز، وهي رسوم وأشكال الحروف، ثمّ مرحلة استخراج أصوات تلك الرموز في القراءة الصائتة، أي منطوقها. أمّا الكلمات فتتشكّل من تلك الأشكال والأصوات المجتمعة التي تنتظم معًا في جملة تفيد مقولة بالاستناد إلى قواعد ونحو اللغة. عندما تسير هذه العملية في الدماغ بسلاسة، أكانت هذه قراءة صائتة أو صامتة، تتحقّق القراءة الناجعة دون بذل مجهود كبير.

على ما يبدو، فإنّ السبب لمكوث البصر زمنًا أطول على الكلمات في العربية منه عليها في الفرنسية يعود إلى طبيعة اللغة العربية، أي إلى طبيعة الحروف التي تُكتب بها العربية. فالحروف العربية يتّصل بعضها ببعض من جهة، ويختلف رسمها استنادًا إلى موقعها، في بداية، أو وسط أو آخر الكلمة. وفوق كلّ ذلك، فإنّ حروفًا عربيّة كثيرة لا تختلف من ناحية الرسم بشيء تقريبًا. إذ، هنالك فقط نقاط تميّز بعضها عن بعض، مثال الباء والتاء والثاء، أو الجيم والحاء والخاء وغيرها. لذلك، فلدى عملية القراءة تتركّز العين في محاولات لـ”فكّ الحروف“، فتبحث عمّا يميزها عن بعضها فلا تعثر إلاّ على نقطة صغيرة هنا وهناك فوق أو تحت الحرف مثلاً. لا شكّ أنّ هذه الخاصيّة للغة تدفع بالقارئ إلى بذل مجهود بصريّ أكبر ممّا هو قائم في لغات أخرى غير متّصلة الحروف والتي تنماز أشكال حروفها عن بعضها بوضوح أكبر بكثير.

إنّ بحثًا سابقًا كان قد أجري على أطفال في الصفّ الأوّل الابتدائي من متكلّمي العربية من جهة، ومن متكلّمي اللغتين الروسية والعبريّة من جهة أخرى، قد كشف أنّ القدرات اللغوية للأطفال العرب في اللغة العربية الفصحى مشابهة لقدرات الأطفال اليهود ثنائيي اللغة، متكلّمي الروسيّة كلغة أم والعبريّة كلغة ثانية. ويتّضح من ذلك أنّ اللغة العربية الفصحى مختلفة جدًّا لدى الأطفال العرب عن لغة الأم المحكية، لدرجة أنّ الجهاز الدماغي الذي يتعامل مع استيعاب اللغة ينظر إلى اللغة العربيّة الفصحى كلغة ثانية، وليس كلغة أولى، كلغة أمّ.

مؤخّرًا أجري بحث جديد في إسرائيل من قبل جامعة حيفا والمركز القطري للامتحانات، شارك فيه هذه المرّة طلاب جامعيون، عربًا ويهودًا. ويتبيّن من هذا البحث أنّ ثمّة فروقًا واضحة، فيما يتعلّق بنجاعة قراءة النصوص بلغة الأم، بين متكلّمي العبرية ومتكلّمي العربية في الأجيال المتقدّمة. فلدى قراءة نصّ مكوّن من 200 كلمة - واحد بالعبرية وآخر بالعربية - استغرقت القراءة العربية من متكلّمي العربية وقتًا أطول من قراءة النصّ بالعبرية لدى متكلّمي العبرية. هذا المكتشف يتماشى مع مكتشفات البحث المشار إليه مسبقًا عن فروق زمن قراءة العربية والفرنسية.

يتّضح من الأبحاث الأخيرة في هذه المسألة أنّ ثمّة فروقًا جوهرية بين متكلّمي اللغتين في مسألة نجاعة القراءة، فقرّاء العبرية يقرؤون بصورة أسرع وأكثر دقّة من متكلّمي العربية. يجدر التأكيد هنا على أنّ هذه الفروق بين المشاركين في البحث لا علاقة لها بالقدرات الإدراكيّة للطلاب، وإنّما مردّها لأسباب أخرى.

بالطبع، يمكن عزو هذه الفروق أوّلاً وقبل أيّ شيء آخر إلى حالة الفصام اللغوي لدى الطالب العربي على العموم، وهي حالة فصام لغوي قائمة على طول وعرض العالم العربي بأسره. أيّ إنّ الطالب العربيّ ومنذ سني الدراسة الابتدائية ينتقل من لغة أمّه المحكيّة في البيت إلى لغة الكتاب المدرسي التي تختلف كليًّا عمّا سمعه في بيئته، من ناحية المفردات ومن ناحية النحو وقواعد اللغة. هذه الحال، مع ما تحمله من أشكاليات، تستمرّ معه على طول مسيرته الحياتية.

ما من شكّ في أنّ لهذه الحالة من الفصام اللغوي البنيوي لدى متكلّمي العربية إسقاطات كثيرة وبالغة الأهميّة في مراحل متقدّمة من حياة التلميذ، فهي ذات تأثير بالغ على مسارات امتلاكه للمدارك والمعارف، معالجتها وتحليلها بلغته العربية التي يُفترض أنّها لغة أمّه، لكن يتّضح أنّها ليست كذلك. وإذا أخذنا بالحسبان أنّ كلّ العلوم الطبيعية والإنسانية، على قلّتها في اللغة العربية، تكتب باللغة الفصحى، وفي الوقت ذاته نعلم مدى مأساوية الوضع القرائي في صفوف الجمهور العربي، فإنّ الفقر اللغوي يصبح عائقًا بنيويًّا إضافيًّا لا يستطيع معه الفرد العربي أن يبدع شيئًا في فروع العلوم يكون ذا قيمة علميّة بلغة أمّه. إنّه، والحال هذه، لا يمتلك الأدوات اللغوية ولا الكنوز اللغويّة الملائمة التي قد تتيح له إمكانية الإبداع الفكري والعلمي في المجالات المعرفيّة.

في السنوات الأخيرة شهد العالم طفرة معلوماتية رقمية شكّلت ثورة شاملة في عمليّة القراءة. رويدًا رويدًا طفت على السطح طريقة القراءة الرقمية بعيدًا عن رائحة الحبر والورق. غير أنّ هذه النعمة المعلوماتية أضحت نقمة على القارئ العربي. إذ يُلاحظ وجود فوضى عارمة فيما يخصّ اللغة العربية في الإنترنت وفي وسائل الاتّصال العصرية. هنالك عدم اهتمام فاضح في جمالية وفي مدى وضوح الحرف العربي في هذه التقنيّات الحديثة. وبالمقارنة مع اللغات الأخرى، فإنّ الوضع اللغوي العربي في الإنترنت على سبيل المثال، هو وضع مأساوي، وقد آن الأوان لتصحيحه. إذ أنّ حروف الـ“ويندوز“ الأساسية بالعربية مقارنة بالإنكليزية، على سبيل المثال، هي من أقبح ما يكون، وحينما تُشكل الحروف فإنّ الضمّة، والشدّة والتنوين وسائر الحركات تتداخل مع الحروف فتزيد الطين بلّة. كما إنّ المشكلة تتضاعف لعدم إمكانية استبدال هذه الحروف، لأنّها جزء من بنية النظام.

وهكذا، فعندما يدور الحديث عن القراءة باللغة العربية الرقميّة مقارنة باللغات الأخرى، فإنّ الوضع العربي يزداد عواصة لما ذكرنا آنفًا. كما يُلاحظ أنّ هنالك من يعتقد أنّه يريد أن يتميّز عن غيره باختيار خطّ خاصّ به مختلف عن سائر المواقع والصحف. لكنّه في خضمّ بحثه عن التميّز ينسى أنّ القارئ بحاجة إلى حرف عربيّ واضح ونقيّ مريح للبصر لدى القراءة، خاصّة إذا أُضيفت الحركات لمنع الالتباس في القراءة العربية. وهكذا نجد الكثير من المواقع العربية تضع خطوطًا قبيحة، غير مقروءة ومنهكة للبصر.

لهذا السبب، ولأسباب كثيرة أخرى لها علاقة بالأبحاث المذكورة آنفًا، هنالك حاجة ملحّة إلى إجراء بحوث مستفيضة في هذه المجالات بغية وضع خطط للخروج من هذا المأزق اللغوي الذي وجدت الأجيال العربية نفسها فيه. لقد آن الأوان لوضع حدّ لهذه الفوضى اللغوية، لكي يسهل على القارئ العربي أن يقوم بعملية ”فكّ الحرف“ بسهولة.
*
نشر: الحياة، 22 أكتوبر 2014




حين رأتني أتصبب عرقا

سلمان مصالحة ||

حين رأتني أتصبب عرقا


حينَ رَأَتْنِي أتَصَبَّبُ عَرَقًا،
ظَنّتْ أَنّ السِّنِينَ الخَوَالِي
قَدْ أَنْهَكَتْ جَسَدِي.

نَظَرْتُ إلَيْهَا هُنَيْهَةَ
صَمْتٍ. طَالَتْ بعَيْنَيْهَا
كَالخَيَالِ.
ثُمَّ امَّحَى رُوَيْدًا رُوَيْدًا
ما اكْتَوَى مِنْ نَظَرِي
فِي المُحَيَّا.

لَمْ أنْبسْ بِبِنْتِ شَفَةٍ،
وَعُدْتُ أَرْشُفُ ما تَبَقَّى
مِنْ رُوحِ الكُرُومِ الَّتِي
نَبَتَتْ فِي يَدَيَّ.

وَبَيْنَ هذا وَذاكَ،
هَرَبَتْ قَطْرَةٌ،
خَرَجَتْ صَرْخَةً
مِنْ قَحْفِ كَأْسِي:
يَا لَها مِنْ غَبِيَّة!
*

جذور الإرهاب الإسلامي


سلمان مصالحة ||

جذور الإرهاب الإسلامي


”أَفِيقُوا أَفِيقُوا يَا غُوَاةُ فإنَّمَا - دِيَانَاتُكُمْ مَكْرٌ مِنَ القُدَمَاءِ“- أبو العلاء المعرّي


مقدمة
”إنّ الإسلام في أزمة اليوم“، يقول محمد مجتهد شبسترى، أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران، ويضيف: ”إن دينًا لا يستطيعُ أنْ يعرض قِيَمَه بصورة سليمة هو دين يعيش في أزمة.“1

القزويني || الزرافة


مختارات تراثية


القزويني || الزرافة



"فأمّا الزرافة فإنها تتولّد عندهم من الناقة الحبشية والضّبعان وبقر الوحش، يقال لها بالفارسية اشتركاوبلنك. رأسها كرأس الإبل، وقرنها كقرن البقر، وأسنانها كأسنانه، وجلدها كجلد النمر، وقوائمها كقوائم البعير، وأظلافها كأظلاف البقر، وذنبها كذنب الظباء، ورقبتها طويلة جداً، ويداها طويلتان ورجلاها قصيرتان.

الإدريسي || البحر المظلم

مختارات تراثية

الإدريسي || 

البحر المظلم



”وفي البحر المظلم جزائر كثيرة غير عامرة. وبها من الجزائر العامرة جزيرتان، تسميان جزيرتي أمزنيوس المجوس.

حانا بلوخ || المتهودون

حانا بلوخ || المتهودون

فِي اليَوْمِ الأَقْدَسِ نَصُومُ حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ.
هَا أنَا أُراقِبُ الشَّمْسَ واقِفَةً لا تَتَحرَّكُ،
بَيْنَما يَدْنُو الأُفُقُ بِبُطْءٍ مِنْهَا. أَرْبَعُ ساعاتٍ تَبَقَّتْ.

العرب من قدم


سلمان مصالحة || العرب من قدم

العُرْبُ، مِنْ قِدَمٍ،
تَقُولُ: الأَرْضُ تَحْرُثُها
العُجُولُ.

ناصر خسرو || أبو العلاء المعرّي



مختارات تراثية:

ناصر خسرو || أبو العلاء المعرّي




”وَفِي الحَادِي عشر من رَجَب سنة 43 (11 يناير 1047) خرجنَا من حلب، وعَلى مَسَافَة ثَلَاثَة فراسخ مِنْهَا قَرْيَةٌ تُسَمّى جند قنسرين. وَفِي اليَوْم التّالِي سرنا سِتّة فراسخ، وبلغنا مَدِينَة سرمين الّتِي لَا سور لَهَا. وَبعد مَسيرَة سِتّة فراسخ أُخْرَى بلغنَا معرة النُّعْمَان.

وَهِي مَدِينَة عامرة وَلها سور مَبْنِيّ وَقد رَأَيْت على بَابهَا عمودًا من الحجر، عَلَيْهِ كِتَابَةٌ غير عَرَبِيّة. فَسَأَلتُ مَا هَذَا؟ فَقيل: إِنّه طِلَّسْمُ العَقْرَب، حَتّى لا يكون فِي هَذِه المَدِينَة عقربٌ أبدًا، وَلَا يَأْتِي إليها. وَإِذا أُحْضر من الخَارِج وَأُطلق بهَا، فَإِنّهُ يَهرُبُ وَلَا يَدخُلهَا. وَقد قِسْتُ هَذَا العمود فَكَانَ ارتفاعُه عَشْرَ أَذْرُعٍ.

وَرَأَيْتُ أسواقَ معَرّة النُّعْمَان وافرةَ العمرَان. وَقد بُني مَسْجِدُ الجُمُعَة على مُرْتَفعٍ وسطَ المَدِينَة، بِحَيْثُ يَصْعدُون إليه من أَيّ جَانب يُرِيدُونَ، وَذَلِكَ، على ثَلَاث عشرَة دَرَجَة. وزراعةُ السّكان كُلّهَا قَمحٌ، وهو كثير. وفيهَا شجرٌ وفيرٌ من التِّين وَالزّيْتُون والفستق وَالعِنَب. ومياهُ المَدِينَة من المَطَر والآبار. وَكَانَ بِهَذِهِ المَدِينَة رجلٌ أعْمَى، اسْمُه أَبُو العَلَاء المعرّي، وهو حاكِمُها. وَكَانَ وَاسعَ الثّراء، عِنْدَهُ كثيرٌ من العَبيد، وَكَانَ أهلَ البَلَد خَدَمٌ لَهُ.

أمّا هُوَ، فقد تَزهّدَ، فَلبسَ الكلتمَ وَاعْتَكف فِي البَيْت. وَكَانَ قوتُه نصفَ من مِنْ خُبز الشّعير، لَا يَأْكُل غَيره. وَقد سَمِعت أَنّ بَاب سرايه مَفْتُوحٌ دَائِمًا وَأَنّ نوّابَه ومُلازميه يُدبّرون أَمرَ المَدِينَة، وَلَا يرجعُونَ إِلَيْهِ إِلَّا فِي الأمور الهامّة. وَهُوَ لَا يمْنَعُ نعْمَته أحدًا. يَصُوم الدّهْرَ وَيقومُ اللّيْل وَلَا يشغل نَفسَه مُطلقًا بِأَمْر دُنْيَوِيّ.

وَقد سما المعرّي فِي الشّعْر وَالْأَدب إِلَى حدّ أَن أفاضل الشّام وَالْمغْرب وَالْعراق يقرّونَ بِأَنّهُ لم يكن من يُدانيه فِي هَذَا العَصْر، وَلَا يكون. وَقد وضع كتابا سَمّاهُ الفصول والغايات، ذكرَ بِهِ كَلِمَات مرموزة وأمثالا فِي لفظ فصيح عَجِيب، بِحَيْثُ لَا يقف النّاس إِلّا على قَلِيل مِنْهُ. وَلا يفهمهُ إِلّا من يقرأه عَلَيْهِ. وَقد اتّهَمُوهُ بـ “أنّك وضعتَ هَذَا الكتاب مُعَارضَةً لِلقُرْآنِ”.

يجلس حوله دَائِما أَكثرُ من مِائَتي رجل، يحْضرُون من الأَطْرَاف يقرَءُون عَلَيْهِ الأَدَب وَالشعر. وَسمعتُ أَنّ لَهُ أَكثرَ من مائَة ألف بَيت شعر. سَأَلَهُ رجلٌ: لمَ تُعطِي النّاس مَا أَفَاءَ اللهُ تبَارك وَتَعَالَى عَلَيْك من وافر النّعَم، ولا تَقُوتُ نَفسَك؟ فَأجَاب: إِنِّي لا أمْلكُ أَكثرَ مِمّا يُقيم أوَدي.

وَكَانَ هَذَا الرّجلُ حَيًّا وَأَنا هُنَاكَ.
*

نقلاً عن: ناصر خسرو (ت: 481 هـ)، سفر نامه

فضائح كتب التدريس السورية

 
في الآونة الأخيرة قمت بفحص بعض كتب التدريس في المناهج السورية، وما سأورده هنا من المنهاج السوري قد يندرج على بلدان أخرى في العالم العربي، وسأترك للقارئ حرية المقارنة مع المناهج العربية في في البلدان الأخرى. فماذا يتعلم التلاميذ السوريون هذه الأيام في كتاب من أصدار وزارة التربية السورية؟ ...

عجب


سلمان مصالحة || عجب

مَلَكْتُ فِي صَفْنَتِي الدُّنْيَا،
فَيَا عَجَبِي!

اليعقوبي || أزواج رسول الله



العِلْمُ نُورٌ والجَهْلُ نُوكٌ

مختارات تراثية:
”وتزوّج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلمّا أُدخلت عليه قالت: أعوذُ باللّه منكَ فقال: «قد أعذتك، الحقي بأهلك». وكان بعض أزواجه علّمتها ذلك فطلّقها ولم يدخل بها. وتزوّج مليكة الليثيّة، فلمّا دخل عليها قال لها: «هَبِي لي نَفْسَكِ»، فقالت: وهلْ تَهَبُ الملكةُ نَفْسَها للسُّوقَة، فَأهْوَى صلى الله عليه وآله وسلم بيده يضعها عليها، فقالت: أعوذُ باللّه منكَ، فقال: «لقد عذت بمعاذ» فسَرَّحَها ومَتّعها.“ (نقلًا عن: الطبرسي، إعلام الوَرى بأعلام الهُدى)


اليعقوبي || أزواج رسول الله



وتزوج إحدى وعشرين امرأة، وقيل ثلاثًا وعشرين. دخل ببعضهن وطلق بعضا ولم يدخل ببعض.

واللاتي دخل بهن:

أولهن خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وولدت أولاده، أجمعين خلا إبراهيم، ولم يتزوج عليها حتى ماتت.

ثم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تزوجها بمكة.

ثم عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة، تزوجها بمكة ودخل بها بالمدينة.

ثم غزية بنت دودان بن عوف بن جابر بن ضباب من بني عامر بن لؤي، وهي أم شريك التي وهبت نفسها للنبي.

ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب.

ثم بنت نفيل بن عبد العزى العبدوي.

ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث من بني عامر بن صعصعة، وهي أم المساكين، ولم يمت من نسائه عنده غيرها وغير خديجة.

ثم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

ثم زينب بنت جحش بن رئاب بن قيس بن يعمر بن صبرة من بني أسد ابن خزيمة.

ثم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.

ثم جويرية واسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية من خزاعة.

ثم صفية بنت حيي بن أخطب من بني النجار من سبط هارون النبي.

ثم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالي.

ثم مارية أم إبراهيم.

هؤلاء اللاتي دخل بهن، طلق منهن أم شريك، وأرجأ منهن سودة وصفية وجويرية وأم حبيبة وميمونة، وآوى عائشة وحفصة وزينب وأم سلمة.

والنسوة اللاتي لم يدخل بهن:

خولة بنت الهذيل بن هبيرة الثعلبية، هلكت في الطريق قبل وصولها إليه.

وشراف أخت دحية بن خليفة الكلبي، حملت إليه فهلكت قبل دخولها عليه.

وسنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة السلمي، ماتت قبل أن يصل إليها.

وريحانة بنت شمعون القريظية عرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأبت إلا اليهودية فعزلها ثم أسلمت بعد، فعرض عليها التزويج فأجابت وضرب الحجاب، فقالت: بل تتركني في ملكك، يا رسول الله. فلم تزل في ملكه حتى قبض.

وأسماء بنت النعمان الكندي، من بني آكل المرار، كانت من أجمل نسائه وأتمهن فقال لها نساؤه: أن أردت أن تحظي عنده فتعوذى بالله إذا دخلت عليه. فلما دخل وأرخى الستر، قالت: أعوذ بالله منك! فصرف وجهه عنها. ثم قال: أمن عائذ الله! الحقي بأهلك. فخلف على أسماء بنت النعمان الكندي المهاجر بن أمية المخزومي ثم خلف عليها بعد المهاجر قيس بن مكشوح المرادي.

وقتيلة بنت قيس بن معديكرب، وهي أخت الأشعث بن قيس بن فلان، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خروجها إليه من اليمن، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل. وعمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس الكلابي، بلغه أن بها بياضًا فطلقها ولم يدخل بها.

والعالية بنت ظبيان بن عمرو الكلابي، طلقها.

والجونية امرأة من كندة وليست بأسماء، كان أبو أسيد الساعدي قدم بها عليه، فوليت عائشة وحفصة مشطها وإصلاح أمرها، فقالت أحداهما لها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخل عليها ومد يده إليها أن قالت: أعوذ بالله منك، ففعلت ذلك فوضع يده على وجهه واستتر بها وقال: عذت، فعاذت ثلاث مرات. ثم خرج وأمر أبا أسيد الساعدي أن يمتعها برازقيتين ويلحقها بأهلها، فزعموا أنها ماتت كمداً.

وليلى بنت الحطيم الأوسي أتته وهو غافل فحطأت منكبه. فقال: من هذا أكله الأسود؟ قالت: أنا بنت الحطيم، وأبي مطعم الطير، وقد جئتك أعرض نفسي عليك. قال: قد قبلتك. فأتت نساءها فقلن لها: بئس ما صنعت! أنت امرأة غيور ورسول الله كثير الضرائر، إنا نخاف أن تغاري فيدعو عليك فتهلكي. استقيليه، فأتته فاستقالته، فأقالها، ودخلت حائطا من حيطان المدينة فأكلها الأسود.

وصفية بنت بشامة العنبرية، عرض عليها المقام عنده أو ردها إلى أهلها فاختارت أهلها فردها.

وضباعة بنت عامر القيسية، كانت عند عبد الله بن جدعان فطلقها ثم تزوجها هشام بن المغيرة فأولدها سلمة، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سلمة، فقال: أستأمرها. فقالت: أفي رسول الله؟ قد رضيت. فبلغه عنها كبر، فأمسك عنها.
*

نقلًا عن: أبو العباس أحمد بن إسحق اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي
****

وللتوسّع في هذه المسألة، أنظر أيضًا: الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى


يا صاحب الدن

سلمان مصالحة|| 

يا صاحب الدن


كَفِّي عَلَى خَدِّي
وَالعَيْنُ فِي الكَاسِ
أَرْضُ النَّوَى مَهْدِي
وَالْخَمْرُ أَنْفَاسِي

لا شيء ينفع

سلمان مصالحة || لا شيء ينفع

تَشَدَّقَ البَعْضُ بِالمَعْنَى،
فَمَا كَانُوا. كَذا تَحَرَّكَ
فِي جَنْبَيَّ بُرْكَانُ.

هواجس طارئة بشأن الكيان المزعوم


سلمان مصالحة ||


هواجس طارئة بشأن الكيان المزعوم


أحيانًا تضطرنا الذاكرة للعودة ألى أمور كان لها أثر بالغ في مسيرة حياتنا على هذه الأرض. ولمّا كان عبدكم الحقير قد وُلد في هذه البقعة من الأرض الواقعة شرق المتوسّط، فقد كنت ترعرعت، كما غيري، في مكان لا يُحسد عليه المرء، كما يُقال. وها هي الذاكرة الخبيثة تعيدني الآن إلى ما مضى وانقضى من أيام سوالف.

لنبدأ الكلام بإيراد بعض المفردات والتعابير التي شاعت في الخطاب السياسي العربي منذ عشرات السنين، وفي الحقيقة لا زالت حتّى يومنا هذا تحتّل مساحات من الخطاب العربي. لننظر مليًّا فيما يلي من تعابير: ”الكيان“، ”الكيان المزعوم“، ”دولة الكيان“، ”الكيان المسخ“، ”دولة العصابات“، ”الكيان الصهيوني“، ”الكيان الصهيوني المسخ“، ”الدولة العبرية“ وما شابه ذلك من توصيفات أغدقتها المخيّلة العربية طوال عقود على دولة إسرائيل التي قامت بقرار أممي، كما غيرها من دول في هذه البقعة، بعد جلاء الانتدابين، البريطاني والفرنسي.

لا شكّ أنّ القارئ النبيه الذي تقدّمت به السنّ يتذكّر مثلي أنّنا قد ولدنا، شببنا وترعرعنا على مثل هذا الخطاب الذي أقلّ ما يقال عنه إنّه كان بليدًا ينهل من موروث بلاغي يميل على الأغلب إلى دغدغة العواطف أكثر منه إلى تحريك الخلايا الرمادية في الأدمغة. فلقد ملأ هذا الخطاب جميع الفضاءات التي اتّصل العرب من خلالها، بدءًا بالمكتوب في الصحافة والمنشورات، مرورًا بالمسموع في الإذاعات، عبورًا إلى المرئي في الشاشات، وأخيرًا وليس آخرًا بركوبنا في هذا الأوان قوافل ”الترحال“ وارتيادنا الفضاء الافتراضي الجديد.

ففي الوقت الذي كان فيه العرب يتمايلون طربًا وهم يستمعون إلى ما يدغدغ عواطفهم من مثيل ”أمجاد يا عرب أمجاد“، أو بلاغات أحمد سعيد النارية في ”صوت العرب“ التي تهدّد بإلقاء اليهود في البحر، كانت العساكر العروبية تتقهقر هزيمة تلو أخرى، بينما تصرّح زعامات هذه العساكر على الملأ بالانتصارات. لم تكن تلك الانتصارات سوى انتصارات الزّعامة التي أفلحت في بقائها المُخلّد على الكراسي لمواصلة استغباء العباد، مصادرة البلاد وتكريس الاستبداد.

وطوال كلّ هذه العقود الطويلة من تلك ”الانتصارات الوخيمة“ التي جلبت الوبال على البلدان وأهلها، لم يحصل أبدًا أن قام زعيم عربيّ بأيّ شكل من الأشكال بإجراء حساب نفس بسيط. لم يفكّر واحد من كلّ هؤلاء بأن يترك العباد لشأنهم. لم يفكّر بترك المنصب والذهاب مع انتصاراته للانعزال متقاعدًا معزّزًا مكرّمًا ويفسح المجال للآخرين، ليدلوا بدلوهم في تسيير أمور البشر والبلاد.

وها هي الأعوام والعقود تمرّ على هذه الأصقاع والبلدان وما بُدّلوا تبديلا. وإذا ما عدنا إلى تلك التعابير التي ذكرناها آنفًا فإنّنا نرى أنّها أكثر ملاءمة لوصف أحوال كلّ هذه الأصقاع بالذات دون غيرها. وما على القارئ النبيه إلاّ أن ينزع العصابة التي تغطي ناظريه وتستر حقول الرؤية. ما عليه إلاّ أن ينظر حواليه ويرى كلّ هذه الكيانات المزعومة. فها هو ”الربيع العربي“ قد كشف كلّ ذلك الزّيف الذي لفّ هذه الكيانات المسمّاة دولاً. فها هو الكيان اللّيبي، وبعد عقود من اغتصاب القذّافي للسلطة، قد عاد إلى طبيعته القبلية التي جُبل عليها، وذاكم هو اليمن ”السعيد“ يرتدّ إلى تعاسته المتجذّرة في نعراته القبلية والطائفية. أمّا عن لبنان فحدّث ولا حرج، فقد انبنى هذا البلد ومنذ البدء على مسطرة طائفية مقيتة لدرجة أنّه من كثرة ”الرؤساء“ فيه، كما يُطلق عليهم في خطاب اللبنانيين، لا يستطيع هذا الكيان ”المزعوم“ انتخاب رئيس واحد.

وإذا ما انتقلنا لإمعان النظر فيما يجري في العراق وسورية، فماذا نحن واجدون؟ لقد كشفت الأعوام الأخيرة على العالم أجمع كلّ ذلك الزّيف المتمثّل بهذه الكيانات التي يجمعها ببعضها البعض سوى الدكتاتوريات التي جذّرت القبلية والطائفية في ربوعها وحكمتها بالحديد والنار. لقد تستّرت كلّ تلك الدكتاتوريات خلف شعارات العروبة، وخلف شعارات الاشتراكية والثورية ومحاربة الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية. لقد كانت كلّ الشعارات كاذبة فقد شكّلت كلّ هذه الأنظمة المثال الأقبح على الرجعية العربية بعنصريتها المقتية تجاه الإثنيات الأخرى غير العربية في هذه البلدان. أمّا الشعارات الاشتراكية فلم تكن تعني شيئًا سوى مشاركة الطغمة الحاكمة في نهب موارد البلاد. لقد رفعت الأنظمة شعار فلسطين لإسكات البشر وكبتهم، ومنعهم من المطالبة بالحريات وبالحياة الكريمة في الأوطان. لقد شكلت فلسطين ضريبة كلامية لحرف الناس عن البحث عن سبل لحلّ قضاياهم الداخلية.

وفوق كلّ ذلك، فإنّ كلّ عربي صادق يعرف في قرارة نفسه أنّ دول الاستعمار تلك التي يلعنها علانية وفي كلّ مناسبة كانت أرحم على العباد من كلّ دوله بأنظمتها التي تدّعي الوطنية والقومية وما إلى ذلك من توصيفات. بل وأكثر من ذلك، إنّ دول الاستعمار الملعونة هذه هي التي يتقاطر على سفاراتها أملاً بالحصول على جنسياتها بالذات.

أين هي إذن الكيانات المزعومة، أو دول العصابات؟ أليست هذه مفارقة عجيبة غريبة؟ صحيح أنّ هذه الحقيقة مرّة، لكنّها تبقى حقيقة واضحة لا ينتطح بها عربيّان.
*

نشر: ”الحياة“، 2 سبتمبر 2014
***




الراحلون


سلمان مصالحة ||

 الراحلون


الرَّاحِلُونَ إلَى الخَفاءِ
تَرَجَّلُوا عَنْ صَوْتِهِمْ،
تَرَكُوا الخُيُولَ، تَسَهَّلُوا.

مَرُّوا عَلَى وَطَنٍ،
كَأَنَّ عُيُونَهُ كُحِلَتْ بِمِلْحٍ.
لا تَنِي تَتَهَمَّلُ.

الرّاحِلُونَ إلَى جِوارِ
كَلامِهِمْ، نَصَبُوا الخِيامَ
لِمَنْ يَقِي ما ظَلَّلُوا.

نَثَرُوا الحُرُوفَ عَلَى
التُّرَابِ، فَأَنْبَتَتْ خَفَقَاتُها
أَلَمًا، يَكادُ يُكَلَّلُ.

يَهْوُونَ، واحِدُهُمْ يَجُرُّ
رَفِيقَهُ، شَوْقًا إلَيْهِ
فَلا يَعِي ما يَفْعَلُ.

لَمْ يَدْرِ مَنْ رَسَمَ الغِيابَ
بِدَرْبِهِ. إِنَّ الرُّسُومَ
بِطَبْعِهَا تَتَبَدَّلُ.

تَمْضِي القَوافِلُ فِي الرَّحِيلِ،
لِغايَةٍ مَعْلُومَةٍ فِي نَفْسِ مَنْ
بَلَجَ الصَّبَاحِ يُؤَوِّلُ.

هذا الَّذِي زَرَعَ البَقَاءَ
بِكَرْمِهِ، يَرْتاحُ فِي وَطَنٍ،
ثَرَاهُ مُثْقَلُ

بِالدَّمْعِ، مُذْ هَبَطَ الإلهُ
بِأَرْضِهِ، يَحْتارُ مِنْ
أَيِّ الخَلائِقِ يَقْتُلُ

هَلْ يَقْتُلُ الطِّفْلَ الَّذِي
اخْتَلَفَتْ بِهِ كَلِماتُهُ جَرْسًا
غَداةَ تَبَلْبَلُوا؟

هَلْ يَسْحَلُ الأَهْلَ الَّذِينَ
تَضَوَّرُوا فِي اللَّيْلِ، أَمْ
حُلْمَ السَّنابِلِ يَسْحَلُ؟

الرَّاحِلُونَ تَسَابَقُوا
بِبُحُورِهِمْ. فَمَشَوْا عَلَيْهَا
تَارَةً، وتَمَلْمَلُوا.

لَوْ قِيلَ عَنْهُمْ، إِنَّهُمْ
بِغِيابِهِمْ، قَدْ أَوْرَثُونا
أَنْ نَقُولَ، لَهَلَّلُوا

لِلصَّامِتِينَ، إِذَا المَنايَا
داهَمَتْ نَبَضاتِ مَنْ
أَفْنَى السِّنِينَ يُؤَمِّلُ.

لا القَوْلُ يَنْفَعُ أَنْ يَبُوحَ
بِوَمْضَةٍ وَسَعَتْ حُدُودَ
الكَوْنِ، لا تُتَخَيَّلُ.

لَكِنَّهَا بُرَهٌ،
يُخَبِّئُ سِرَّهَا المَاضُونَ،
مُذْ فُطِرَ الزَّمَانُ
الأَوَّلُ.
*

الحروب بوصفها تجارة مربحة

سلمان مصالحة || 
الحروب بوصفها تجارة مربحة

السلام هو العدو الأكبر للشركات الكبرى المنتجة للأسلحة. الصناعات العسكرية تدرّ أرباحًا بمئات مليارات الدولارات، كما يُلاحظ تأثيرها على صانعي القرارات في كلّ عاصمة من عواصم العالم.

حقيقة جبهة الرفض الإسرائيلية

 

ليس من قبيل الصدف أنّ خطّة الانفصال حيكت ونفّذت بقرار إسرائيلي أحادي الجانب ودون أيّ تنسيق أو اتّفاق مع السلطة الفلسطينية. إذ أنّ تنسيقًا كهذا كان سيخلق ظروفًا لمواصلة السير في طريق المفاوضات...


عن أحوال مصر المحروسة والجيش

وهكذا نرى أنّ ما بدأ به محمّد علي من بناء مؤسسات مدنية غايتها خدمة سلطة العسكر، لا يزال ساري المفعول في مصر إلى يومنا هذا، رغم كلّ الهبّات الشعبية ورغم كلّ تقلّبات الأوضاع التي أعقبت ما سمّي بـ”الربيع العربي“...

شعبان، كسائر الشعوب



إنّ مأساة سكّان البلاد يمكن أن تُنسب إلى انعدام الهويّة القوميّة المبلورة في صفوفهم. هذا هو العائق الأكبر الذي يواصل تأخير حلّ النزاع اليهودي-العربي

سلمان مصالحة ||

شعبان، كسائر الشعوب

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

 أما بالنسبة للحوريات، او حتى بالنسبة للآخرة، فهذا موضوع شائك، ولا أضمن لكم شيئًا.

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

1- صحيح أن الحياة في الجنة - أو في أي مكان في العالم - اكثر متعةً من الحياة في بلاد العرب، لكن لمَ الإستعجال؟ ألا ترغبون في تمديد إقامتكم في هذه الدنيا الفانية لبعض الوقت، من باب الفضول على الأقل، لمعرفة ما يُمكن أن يحدث في المستقبل القريب؟ 

رجاء بن سلامة || هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ...

رجاء بن سلامة ||

هل نجني ثمار فشل الإصلاح الدّينيّ؟


أحكمت الأنظمة العربيّة غلق القماقم العتيقة، وبمجرّد تزعزع بعضها أو تلاشيها، غير مأسوف عليها، انطلقت عفاريت الهويّة والطّائفيّة والشّريعة والعقيدة وفتحت أمامنا مسرحا قياميّا شبيها برقصة أشباح الماضي مع الأحياء.

كلّ هذا الرّعب الذي نراه يتمّ باسم الإسلام، رغم كلّ الحسابات والرّهانات الجيوستراتيجية، ورغم الدّور التّخريبيّ الذي لعبته بعض الدّول، ورغم تعدّد أطراف اللّعبة في كلّ بلد فتح فيه جحيم هذا الحفل القياميّ الطّائفيّ الأصوليّ. رؤوس مقطوعة باسم الإسلام. رؤوس تعرض أمام المتفرّجين، فتلك هي مقتضيات الإعلام والعولمة، وتلك هي التّقنية في خدمة القتل والإخبار عنه. وإلى;جانب هذه الرّؤوس وجوه الفرحين بالتّخلّص من كفّار يجب أن يتناقص عددهم لتزداد حسناتهم. رؤوس معلّقة على الحبال كما يعلّق الغسيل، فنشر الرّؤوس هو الحلّ الرّاديكاليّ، النّهائيّ، لنشر كلمة الإسلام. رؤوس تقطع بالسّكّين، بعد أن يوضع صاحبها في هيئة كبش الأضحية، تجسيدا للأمر الإلهيّ; بذبح الابن، وإلغاء للأمر الإلهيّ بإلغاء الذّبح.

مهووسون إلهيّون ينتقلون إلى الآخرة وهم يحلمون بحور العين. مهووسون إلهيّون آخرون يريدون إيجاد حور العين في الدّنيا، فيسبون مجموعة من الطّفلات، ويحيون سنّة الرّقّ.
 وحيث يستقرّ المنتصرون للإله المنتصبون لحساب الآخرة في الدّنيا نجد شكلا آخر من فظائع الرّعب الدّمويّ : أياد مقطوعة، ونساء يرجمن إلى الموت، وأحيانا يرجمن وفي بطونهنّ الأجنّة.
أين ”فقهاء الإسلام“ من كلّ هذه الفظائع؟ أين حسّهم الأخلاقيّ؟ هل فشل الإصلاح الدّينيّ؟ ولماذا يصدر كلّ هذا الرّعب القداسيّ عن الإسلام بالذّات؟

في كلّ المجتمعات نسبة من البشر هم من المرضى والسّاديّين وكارهي المجتمع. فكيف تستطيع هذه النّسبة من البشر في المجتمعات الإسلاميّة أن تبسط على مرضها وحقدها ظلال الإسلام؟ ولماذا نواصل إلى اليوم مواجهة الأحكام والفتاوى التي واجهها المصلحون وواجهتها المصلحات-المنسيّات- منذ قرن أو أكثر؟

فقهاء الإسلام كأنّهم في حالة توحّد تامّ. كأنّهم لا يرون كلّ ما يتمّ إنتاج من فظائع باسم الدّين الذي يقول عن نفسه إنّه أتى لـ”يتمّم مكارم الأخلاق“. فهم يصرّون على آليّات الفقه وأحكامه التي تنتج كلّ هذا : يصرّون على الجهاد الحربيّ في سبيل الله، ويصرّون على أنّ حكم الزّاني والزانية الرّجم، وحكم السارق قطع اليد. والقواعد النّظريّة والمنهجيّة العتيقة;لهذا الإصرار على القتل والرّجم وقطع الأيدي هي أنّ القرآن قانون، وأحكام هذا القانون أبديّة، والإسلام أفضل الأديان، وغير المسلمين على غير هدى إلى أن يهتدوا إلى الحقّ. هذه القواعد هي نفسها السّائدة إلى اليوم في كلّ أنواع الإسلام السّلميّ والحربيّ، “المعتدل” و“المتطرّف”، السّنّي والشّيعيّ...

حاول بعض المصلحين والمفكّرين أن ينتجوا أفكارا تؤدّي إلى الفصل بين الدّين والعنف القداسيّ وبين الدّين والمرض النّفسيّ المنتج للعنف. لكنّ قلّة قليلة منهم دعت إلى إلغاء هذه القواعد. وكلّ هذه الأصوات ظلّت خافتة إلى جانب من رفعوا شعارات تطبيق الشّريعة والعودة إلى الأصول. فهل نجني اليوم بعض ثمار هذا الفشل أو هذه العطالة في القبول بالحداثة الدّينيّة؟ أم نجني نتائج العجز عن القيام بإصلاح دينيّ عميق؟ أم هل يشبه هذا الاستفحال للعنف ما عرفته المسيحيّة من ;هوس قداسيّ أثناء محاكم التّفتيش؟ وهل سيظلّ الإسلام كما هو بعد كلّ هذه الفظائع المعروضة أمامنا يوميّا؟ ألا يظلّ الفصل العلمانيّ بين الدّين والحياة العامّة المبدأ الأوكد الذي يجب تجسيده بعد أن ينزل السّتار على مسرح الرّعب المقدّس؟

*
نقلاً عن: الأوان


هل نحن مثل ما نقول؟


في الحقيقة، لو كُنّا حقّاً منصهرين في هويّة واحدة وولاءات دينية، حضاريّة وثقافية واحدة، لكانت حياتنا، نحن العرب، طبيعية ولما احتجنا إلى كلّ هذا الرّكام من الكلام البلاغي...

سلمان مصالحة ||

هل نحن مثل ما نقول؟

منذ سنين طوال وقفت على ظاهرة عربية فريدة من نوعها. لقد شدّت هذه الظاهرة انتباهي فوجدتني أتفكّر فيها مليّاً محاولاً سبر ما تُخفيه. لقد لاحظت أنّه كُلّما ازداد كلام العرب حملاً للمحسّنات البلاغية في مقالاتهم التي تُدغدغ العواطف عن «الحياة المشتركة» و «الشعب الواحد لا الشعبين» وتدبيجها بمقولات جاهزة مثل «الدين لله والوطن للجميع»، عرفت بيني وبين نفسي أنّ الأمر أكثر مدعاة للكآبة منه إلى أيّ نوع من الفرح.

منذ أن درجنا على هذه الأرض، وفي هذه الناحية من العالم ونحن نسمع مثل هذا الكلام وبتنويعات مختلفة. يكثر مثل هذا الكلام على وجه الخصوص في الأماكن التي يعيش فيها خليط من الطوائف ذات الأصول العربية، وسواها. بوسع القارئ، إن كان نشأ وترعرع في بلد يسكنه مثل هذا الخليط، أن يتحسّس ذاكرته قليلاً، أن يفتح مغاليقها بعض الشيء ويراجع ما سمعه صغيراً في بيئته الصغرى، ومن ثمّ في بيئته العربية الكبرى التي يُطلق عليها ذلك المصطلح الفضفاض «العالم العربي».

في الحقيقة، لو كُنّا حقّاً منصهرين في هويّة واحدة وولاءات دينية، حضاريّة وثقافية واحدة، لكانت حياتنا، نحن العرب، طبيعية ولما احتجنا إلى كلّ هذا الرّكام من الكلام البلاغي الّذي يكشف في واقع الأمر عن نقيض ما يحمله من أحلام، والأصحّ أن نقول: ما يحمله من أوهام.

لقد قالت العرب قديماً إنّ أعذب الشعر أكذبه. وها نحن الآن في القرن الحادي والعشرين لا زلنا نتغنّى بهذا الكذب القومي المعسول، من دون أن نتوقّف قليلاً وننظر إلى أنفسنا في المرآة. هل حقّاً نحن نحن؟ هل حقّاً نحن مثل ما نقول؟

ومع مرّ الزّمن وتسريع قطارات التحديث والعصرنة، ازداد التباسنا، فلا ندري كيف نندسّ في طوابير المجتمعات السائرة قدماً. لقد التبست علينا كلّ منظومات هذا العصر السياسية والاجتماعية والحضاريّة، فوجدنا أنفسنا مشدوهين إزاءها لا ندري كيف نواجهها. والحقيقة المرّة أيضاً هي أنّنا، ما لم نواجه مثل هذه الأسئلة، بيننا وبين أنفسنا، فلن نصل إلى سواء السبيل، ولا إلى حلّ لمعضلتنا الوجوديّة في هذا الأوان.

لننظر قليلاً من حولنا. ألسنا نشتم ليل نهار المستر سايكس والمسيو بيكو؟ لكنّنا، وفي الوقت ذاته، وبعد أن تذهب سكرة الشّتم وتجيء فكرة الهمّ، نتشبّث ليل نهار بما رسمه لنا هذان «الإفرنجيان» الأوروبيان من حدود هزيلة تفصل بيننا. هكذا، وعلى خلفية هذا التناقُض في ذواتنا، أضحينا مهزلة العالم في نهاية المطاف.

لننظر قليلاً إلى كلّ هذه الكيانات المُستحدَثَة لدينا، من ممالك وسلطنات وجمهوريّات غريبة الأطوار. هل يمكن أن نُطلق على ما تجمعه من قضّها وقضيضها شعباً ذا هويّة جامعة ووادعة، أم إنّ الكلام بهذه المصطلحات مجرّد أضغاث أحلام؟ هل نحن شعب بحقّ وحقيق، إم أنّنا مجرّد شراذم قبلية وطائفية متصارعة لا ترعوي من ارتكاب المجازر بحقّ من لا ينتمي إلى بطوننا الجهلاء، وأفخاذنا الحمقاء التي جعلنا منها عِلْماً في النَّسَب نتباهى به على الملأ في عالَمٍ فاتنا فيه قطار العلم الحقّ الّذي يكشف مغاليق الكون في خدمة الكائنات أجمع.

وهكذا وجدنا، نحن العرب، أنفسنا على قوارع الطرق لا يلتفت إلينا أحد، ننظر يمنة ويسرة في هذه المفازة وفي هذا الجدب، فلا ندري ماذا نحن فاعلون. هكذا عدنا، كما حليمة، إلى عاداتنا القديمة في الاقتتال وارتكاب الجرائم بحقّ من ندّعي الانتماء معهم للوطن ذاته وللإله ذاته.

وإزاء ما نرى ممّا يجري في ربوعنا من حولنا، ألا يحقّ لنا أن نقول على الملأ ودون لفّ ودوران: إنّنا أكذب أمّة أخرجت للنّاس؟

*
نشر: صحيفة ”الحياة“، السبت، 21 يونيو 2014



أبو حيان التوحيدي || حول المصنوع والمطبوع

مختارات تراثية:

أبو حيان التوحيدي || حول المصنوع والمطبوع

مَسْأَلَة: لم صَار الْعرُوضُ رديءَ الشّعْر قَلِيل المَاء، والمطبوع على خِلَافه؟
ألم تُبْن العرُوض على الطَّبْع؟ أليست هِيَ ميزَان الطَّبْع؟ فَمَا بالها تخون، وَقد رَأينَا بعض من يتذوق وَله طبع يخطئ وَيخرج من وزن إِلَى وزن وَمَا رَأينَا عروضيًّا لَهُ ذَلِك؟

محمد كرد علي || التمثيل في الإسلام

مختارات:

 

محمد كرد علي || 

التمثيل في الإسلام


للتمثيل يدٌ في تربية الملكات وترقيق الشعور والإحساس. يعده الغربيون من العوامل في إنهاض الأمم، ويعده العامة من المسليات. وما هو إلا أُمثولات، ويراه فريق هزلاً، وما هو إلا عين الجد.

اقتفاء أثر الفند الزّماني


نشرت الصحف مؤخّرًا خبرًا عن فصل مدرسة عربيّة بسبب تدريسها لمادّة علميّة تتعلّق بنظرية النشوء والارتقاء الداروينية. وذلك، حسبما ذُكر في الخبر، لأنّ المادّة تتنافى مع المعتقدات الدينية. ولم أجد من سبيل سوى العودة إلى أصولنا الشعرية مقتفيًا أثر أحد هؤلاء الذين شببنا وترعرعنا على كلماتهم.
والعقل وليّ التوفيق!

الجاحظ || وقالت العرب

مختارات تراثية:

الجاحظ || وقالت العرب



”زعمَ بعضُ المُحَصّلين من الأَوَائِل أَن المَوْجُود من كل شَيْء رخيصٌ بوجدانه، غالٍ بفقدانه، إِذا مسّت الحَاجةُ إِلَيْهِ.


وَقَالَت الرّومُ: إِذا لم يُرْزق أحدُكُم فِي أَرض فليتحوّل إِلَى غَيرهَا.

وَقَالَت الهِنْدُ: مَا من شَيْء كَثُر أَلا رخصَ مَا خلا العَقْل فَإِنَّهُ كُلّما كَثُر غلا.

وَقَالَت العَجمُ: إِذا لم تربحوا فِي تِجَارَة فاعتزلوا عَنْهَا إِلَى غَيرهَا، وَإِذا لم يُرْزق أحدُكُم بِأَرْض فليستبدل بهَا.

وَقَالَت الفُرسُ: الرابحُ فِي كُل سوق هُوَ البَائِع لما ينْفق فِيهَا.

وَقَالَت الْعَرَبُ: إِذا رَأَيْتُم الرّجُلَ قد أَقبلتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فالْصَقُوا بِهِ فَإِنَّهُ أجلبُ للرّزق.

وَقيل لبَعض المياسير: بِمَ كَثُر مَالُك؟ قَالَ: مَا بِعْتُ بنَسيئةٍ قَطّ، وَلَا رددتُ ربحًا وَإِنْ قلّ، وَمَا وصلَ إِلَيّ دِرْهَمٌ إِلَّا صرفتُه فِي غَيرهَا.“

نقلاً عن: الجاحظ، كتاب التبصرة
***

تنويه:
لاحظوا ما تفتّقت عنه قريحة العرب. لذا، فنحنُ نقول بقول الهند.

والعقل وليّ التوفيق!

كجمر في الثرى

سلمان مصالحة || كجمر في الثرى

هَبَطَتْ عَلَيَّ، كَنَظْرَةٍ مِنْ
عَابِسِ، بُرَهٌ تُشَرِّدُنِي،
تُثِيرُ وَسَاوِسِي.

حلم يقظة

سلمان مصالحة || حلم يقظة

سَهْوًا سَقَطْتُ مِنْ خَريفٍ شاهِقٍ.
جَسَدي تَناثرَ مِنْ سحابٍ عابِرٍ،
كَما يَتَناثَرُ النَّرْدُ في مَقْهًى شَرْقِيٍّ
مُكتظٍّ بزَبائن المَطَر. جاؤُوا لَيْلاً
عَلَى غَيْرِ مَوْعدٍ مَع الزّائرِ الجَديدِ.

ابن خلدون || عن البابا والبطرك والكوهن

مختارات تراثيّة

ابن خلدون || عن البابا والبطرك والكوهن

الفصل الثالث والثلاثون: 


في شرح اسم البابا والبطرك في الملة النصرانية واسم الكوهن عند اليهود:

إعلم أن الملة لا بد لها من قائم عند غيبة النبي يحملهم على أحكامها وشرائعها ويكون كالخليفة فيهم للنبي فيما جاء به من التكاليف والنوع الإنساني أيضا بما تقدم من ضرورة السياسة فيهم للاجتماع البشري لا بد لهم من شخص يحملهم على مصالحهم ويزعهم عن مفاسدهم بالقهر، وهو المسمى بالملك.

في الغرب الأوسط


سلمان مصالحة || في الغرب الأوسط


حِينَ قادَتْني رِجْلايَ، أَو عَلَى
الأَصَحّ طائرةٌ مَيْمُونَةٌ، إلَى
الغَرْبِ الأوْسَط، كانَ الطَّقْسُ
حارًّا هُنَاكَ. والنُّفُوسُ هُنَا
كانَتْ بارِدَة.

مزامير || 2


مزامير || 2

(1) لِماذَا ضَجَّتِ الشُّعُوبُ، والأُمَمُ تَلْهَجُ هَبَاءً. (2) تَقِفُ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَالسَّلاطِينُ قَدِ الْتَأَمُوا كَتِفًا مَعًا: ضِدَّ الكَيُّونِ، وَضِدَّ مَسِيحِهِ. (3) لِنَقْطَعْ حِبَالَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا عُرَاهُمَا. (4) سَاكِنُ السَّمَاواتِ يَضْحَكُ، مَوْلايَ يَهْزَأُ بِهِمْ. (5) إذَّاكَ يَتَكَلَّمُ إلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ، وَبِغَيْظِهِ يُرْهِبُهُمْ. (6) وَأَنَا، مَسَحْتُ مَلِكِي. عَلَى صَهْيُونَ، جَبَلِ قُدْسِي. (7) سَأَحْكِي عَيْنَ الحَقِّ - الكَيُّونُ قَالَ لِي: ابْنِي أَنْتَ، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. (8) سَلْنِي - وَسَأُعْطِكَ شُعُوبًا، مِيرَاثًا لَكَ، أُمَلِّكَّ أَقاصِيَ الأَرْضِ. (9) تَكْسِرُهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، كَأَوَانِي الفَخَّارِ تُحَطِّمُهُمْ. (10) وَالآنَ، تَعَقَّلُوا أَيُّهَا المُلُوكُ؛ تَدَبَّرُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. (11) اعْبُدُوا الكَيُّونَ بِتَقْوَى، وَافْرَحُوا بِرَجْفَةٍ. (12) قَبِّلُوا الابْنَ لِكَيْلا يَسْتَشِيطَ فَتَضِلُّوا فِي الطَّرِيقِ. فَقَدْ كَادَ يَتَّقِدُ غَيْظُهُ. سَعْدًا لِكُلِّ الَّذِينَ عَلَيْهِ تَوَكَّلُوا تَوْكِيلاً.

ترجمة من الأصل العبري: سلمان مصالحة

مزامير || 1

 مزامير || 1



(1) سَعْدًا لِلرَّجُلِ الَّذِي ما مَشَى عَلَى هَدْيِ الأَشْرارِ؛ وفِي طَرِيقِ الخُطَاةِ مَا وَقَفَ، وَفِي مَجْلِسِ الهَازِئِينَ مَا جَلَسَ. (2) إنَّمَا بعَهْدِ الكَيُّونِ رَغْبَتُهُ، وبِعَهْدِهِ يَلْهَجُ لَيْلَ نَهَارَ. (3) فَكَانَ - كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ لَدَى رَوَافِدِ المِيَاهِ: تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقَتُهَا لا تَذْبُلُ، وَكُلَّ مَا يَصْنَعُ، مَآلُهُ الفَلاحُ. (4) لَيْسَ كَذَا الشِّرِّيرُونَ، إنّمَا كَالتِّبْنِ الَّذِي تَذْرُوهُ الرِّياحُ. (5) لِذَا، لَنْ يَقُومَ الشِّرِّيرُونَ فِي يَوْمِ الدِّينِ، والخُطاةُ - فِي جَمْهَرَةِ الصِّدِّيقِينَ. (6) إذْ يَعْلَمُ الكَيُّونُ طَرِيقَ الصِّدِّيقِينَ، وَطَرِيقُ الأَشْرارِ إلَى انْدِثَارٍ.

*

ترجمة جديدة من الأصل العبري: سلمان مصالحة



***
ملاحظة: لقد رأيتُ أن أشتقّ مصطلحًا جديدًا للاسم الأعظم "يهوه" التوراتي، وذلك لأنّ الترجمات العربية الموجودة قد وضعت اسمًا لا يفي بالمعنى الدقيق والشامل للاسم العبري "يهوه" الخاصّ بالإله التوراتي. وهكذا رأيتُ أن أشتقّ اسمًا بالعربية من فعل الكينونة ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، ليكون منذ الآن اسمًا أعظم للإله التوراتي باللغة العربية. والاسم الأعظم العربيّ الجديد هو: الكَيُّون.

----


الأصل العبري:



תהילים || א


(1) אַשְׁרֵי הָאִישׁ - אֲשֶׁר לֹא הָלַךְ, בַּעֲצַת רְשָׁעִים; וּבְדֶרֶךְ חַטָּאִים, לֹא עָמָד, וּבְמוֹשַׁב לֵצִים, לֹא יָשָׁב. (2) כִּי אִם בְּתוֹרַת יְהוָה, חֶפְצוֹ; וּבְתוֹרָתוֹ יֶהְגֶּה, יוֹמָם וָלָיְלָה. (3) וְהָיָה - כְּעֵץ, שָׁתוּל עַל-פַּלְגֵי-מָיִם: אֲשֶׁר פִּרְיוֹ, יִתֵּן בְּעִתּוֹ--וְעָלֵהוּ לֹא-יִבּוֹל; וְכֹל אֲשֶׁר-יַעֲשֶׂה יַצְלִיחַ. (4) לֹא-כֵן הָרְשָׁעִים: כִּי אִם-כַּמֹּץ, אֲשֶׁר-תִּדְּפֶנּוּ רוּחַ. (5) עַל-כֵּן, לֹא-יָקֻמוּ רְשָׁעִים - בַּמִּשְׁפָּט; וְחַטָּאִים, בַּעֲדַת צַדִּיקִים. (6) כִּי-יוֹדֵעַ יְהוָה, דֶּרֶךְ צַדִּיקִים; וְדֶרֶךְ רְשָׁעִים תֹּאבֵד.


*

آچي مشعول || في هذه الأثناء


آچي مشعول || 

في هذه الأثناء


الأيَّامُ تُشْبِهُ بَعْضَهَا بَعْضًا
مَخَالِبُ القِطِّ المَسْنُونَةُ
تَرْتَاحُ فِي أَعْمَاقِ الكَفَّيْنِ
فِي السَّاحَةِ تَتَلَهَّى الكِلابُ
بِجُمْجُمَةِ أَرْنَب
وَظِلِّي يَتَطَاوَلُ جِدًّا
فِي اللّيْلِ تَخْرُجُ الكَوَاكِبُ مِنْ وِجَارِهَا
أُصِيخُ أنَا السَّمْعَ لِلنُّبَاحِ وَلكِنْ
لَيْسَ لَدَيَّ جَوَابٌ
الرَّبِيعُ لا زَالَ يَتَزَيَّنُ
تَحْتَ التُّرابِ.
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة
*




دولتان للغتين، عبريّة وعربيّة


سلمان مصالحة || 
دولتان للغتين، عبريّة وعربيّة

لقد آن الأوان للحديث بصراحة وطرح الموضوع بجدّية. لن يذهب اليهود والعرب من هنا إلى أيّ مكان آخر. ليس بالضرورة أن يكون المرء عبقريًّا لكي يفهم أنّ الوضع الراهن لا يُطاق من الناحينين الأخلاقية والسياسية. كُلّ من يدّعي أنّ الصّراع هو صراع قومي، يجب أن يكون لديه ما يكفي من الاستقامة والشجاعة الفكرية ليعرض رؤياه للحلّ القومي.

طلليّة معاصرة


سلمان مصالحة || 

طلليّة معاصرة


صَمْتًا ذَرَفْتُ، وَفِي الفُؤَادِ
كَلامُ. فَالعَارِبُونَ -
مَضَتْ بِهِمْ أَيَّامُ.

كَانُوا، عَلَى المَاضِي،
حُدَاةَ قَوَافِلٍ. وَاليَوْمَ أَضْحَوْا
كَالبَعِيرِ، يُسَامُ

أسباب إخفاق التلاميذ العرب في الاختبارات الدولية

ما هو السبب الذي يؤدّي إلى هذه الفوارق الشاسعة في القراءة الرقمية بلغة الأمّ؟ إنّ فوارق بهذا الحجم تستدعي تفسيرات مقنعة.

سلمان مصالحة ||
أسباب إخفاق التلاميذ العرب في الاختبارات الدولية

لو كنت من عُشّاق نظريّة المؤامرة لكنت سارعت إلى اتّهام بيل غيتس، شركة مايكروسوفت، نظام الويندوز ومتصفّح الاكسبلورر، على حدة ومجتمعين، بإفشال التلاميذ العرب من المحيط إلى الخليج.

مجنون يحكي وعاقل يسمع


لو كان الأمر مضحكًا لضحكنا. هذا الكلام لا يصلح حتّى كنكتة، فما بالكم به بعد كلّ هذه الجرائم التي طالت الحجر والشجر وفوق كلّ ذلك البشر في هذا البلد العربي...

حاييم غوري || العدّاء للمسافات الطويلة


حاييم غوري || العدّاء للمسافات الطويلة

تِلكَ الرّكضَة سَتُكلِّفُكَ حَياتَكَ،
أو ما تَبَقَّى مِنْها.
إنّكَ تَنْسَى أنَّ وَقْتَكَ قَدِ انْقَضَى مُنذُ زَمَن.
وكذلكَ الرِّيحُ الخَلْفِيَّة الّتِي أَحَبَّتْكَ،
تَهْدَأ رُوَيْدًا رُوَيْدًا.
المسافاتُ الماراثونيّة لا تَرْحَمُكَ.

النّاس أجناس

سلمان مصالحة || 


النّاس أجناس


النّاسُ أَجْناسٌ: فَصِنْفٌ كَاذِبٌ،
يَعِظُ الأَنَامَ، وَفِي الخَفَاءِ
خَسِيسُ.

تعقيب شعري على انتخابات عربيّة


سلمان مصالحة ||


تعقيب شعري على انتخابات عربيّة


                                (باقتفاء أثر صاحب المعرّة)

لَهَفِي عَلَى بَلَدِ المَسِيحْ.
فِي الشَّرْقِ لا،
لَنْ يَسْتَرِيحْ.

قهوة الصباح


سلمان مصالحة || 

قهوة الصباح



لا صَوتَ يَعْلُو
فَوْقَ صَوْتِ القَهْوَةِ.
كُلُّ السَّلالِمِ
قَدْ تَمَاهَتْ فِي الَّتِي

انتصار لبنان على المشرق العربي


الأيديولوجيّة العروبية على العموم، والبعثيّة على وجه الخصوص، لم تفلح في خلق دولة قوميّة. لقد تحوّلت هذه الأيديولوجية مع مرور الوقت إلى أداة للتسلّط القبلي والطائفي...

سلمان مصالحة || 

انتصار لبنان على المشرق العربي


محمد رشيد رضا || أيها الشرقي المستغرق في منامه


مختارات:


فاتحة السنة الأولى من مجلة المنار، سنة 1898



محمد رشيد رضا ||

أيها الشرقي المستغرق في منامه


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
أما بعد:
فهذا صوت صارخ بلسان عربي مبين، ونداء حق يقرع مع سمع الناطق بالضاد مسامع جميع الشرقيين، ينادي من مكان قريب يسمعه الشرقي والغربي، ويطير به البخار فيتناوله التركي والفارسي.

دراية

سلمان مصالحة || دراية

حَيْثُما يُولدُ النَّثْرُ
يَرْقُصُ الشِّعْرُ شَهْرَا.
حَيْثُما يُوأَدُ الشِّعْرُ
يَدْفَعُ النَّثْرُ مَهْرَا.

غيوم

سلمان مصالحة || غيوم

مُرُورَ الكِرَامِ،
تَمُرُّ الغُيُومُ عَلَيَّ.

درس في النضال والكفاح

مسائل لغوية


يُقال: أكفحت الدابّة إذا تلقيتها باللّجام لالتقامه. ومن هنا جاء أنّ ”كفيح المرأة“ هو زوجها...

سلمان مصالحة || 

درس في النضال والكفاح

حكايتي‮ ‬مع أريئيل شارون

أرشيف: ”الحياة اللندنية“، 8 حزيران 2003


"
ولي‮ ‬شخصيًّا حكاية مع شارون هذا تعود إلى منتصف السّبعينات من القرن المنصرم‮...."

جواب


سلمان مصالحة

جواب


وَسَائِلٍ مُرْبَكٍ،
قَدْ جَاءَ يَسْأَلُنِي عَنْ أُمَّةٍ،
غَرِقَتْ فِي الحُلْمِ وَالوَسَنِ:


مَا يَجْمَعُ الفَرْدُ، إنْ أَضْحَى
بِغُرْبَتِهِ لا يَعْرِفُ الفَرْقَ
بَيْنَ الأَرْضِ وَالوَطَنِ،

بِكُلِّ مَنْ يَنْتَمِي لِلْحَرْفِ
مِنْ لُغَةٍ، مَعْ أَنَّهَا هُجِرَتْ
كَالمَيْتِ مِنْ زَمَنِ؟

نَظَرْتُ شَزْرًا إلَيْهِ،
لَمْ أُحِرْ شَفَةً. فَمَا رَأَيْتُ
أَمَامِي غَيْرَ مُؤْتَمَنِ

عَلَى السُّؤالِ الَّذِي قَدْ قَضَّ
مَضْجَعَهُ. وَهْوَ السُّؤَالُ، الَّذِي
مَا انْفَكَّ يُوجِعُنِي.

مُذْ أَنْ خَطَوْتُ بِهذِي الأَرْضِ
مُرْتَبِكًا، حِينَ اكْتَشَفْتُ جَوَابِي
فِي عُرَى كَفَنِي.
*



ناتان زاخ || أنا أيضًا


شعر عبري

ناتان زاخ ||

أنا أيضًا



أنا أيضًا مُتَسلِّل
غير قانوني. وَصلتُ إلى
هُنا، ليسَ بِمَحْضِ إرادَتِي
الحُرّة، وَليسَ لأنّ
وَالدَيَّ قَرَؤُوا
كِتابَ ثِيودُور،
هذا الرّجُلَ الّذِي لا يَحْظَى بِمثْلِهِ
كُلّ جيلٍ وَجِيل. هُو أيضًا،
لَوْ بَقِيَ فِي وَطَنِهِ، لَكانَتْ
نِهايُتُهُ مِثْلَ لاجِئٍ مِنَ السّودان أو مِنْ ڤيينا،
لاجِئًا عادِيًّا فِي هذه البِلاد،
غَيرَ مَرْغُوبٍ بِهِ فِيها
بِنَظَرِ الكتابِ الأبيض
أو الأسود
فِي كُلّ جِيلٍ وَجِيل.
*
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة

نشرت القصيدة في صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ بتاريخ 7/1/2014
*
إشارات:
القصيدة تتطرّق إلى قضيّة المتسلّلين/المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى إسرائيل عبر سيناء المصرية ووصل عددهم إلى عشرات الآلاف. في الآونة الأخيرة طفت على السطح قضيّة هؤلاء المهاجرين في الساحة الإسرائيلية، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية منحهم حقّ اللّجوء بموجب المواثيق الدولية، وتحاول بشتّى الطرق التضييق عليهم وإعادتهم إلى بلادهم.

* ثيودور - هو ثيودور هرتسل مؤسّس الحركة الصهيونية
* الكتاب الأبيض - هو سلسلة إجراءات وضعتها بريطانيا سنة 1939 وكان من بينها تحديد أعداد اليهود المهاجرين إلى فلسطين الواقعة تحت سلطة الانتداب البريطاني في ذلك الأوان.






في أعقاب ابن حجر الكندي



سلمان مصالحة || 

في أعقاب ابن حجر الكندي


لَقَدْ طَالَ لَيْلِي،
فَارْتَحَلْتُ لِيَذْبُلِ.
لِأَقْرَأَ فِيهِ بَعْضَ رَسْمِي
الَّذِي بَلِي.
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!