سلمان مصالحة ||
شادن
رَحَلْتُ إلَى أَرْضٍ
بِقَلْبٍ مُبَدَّدِ.
فَقَدْ خِلْتُ أَنْ أَقْضِي
وَفَائِي بِمَوْعِدِي.
وهكذا على مر السنين شربت هذه البلاد الدماء والعرق والدموع الكثيرة.
إنّ ما يهمّنا في هذه العجالة هو النّظر إلى طبيعة هذا الكيان السوري الذي وصل إلى هذا الدرك، وعلى جميع الأصعدة السياسية، الاجتماعية، وفوق كلّ ذلك الأخلاقية.
القائمة العربية المشتركة بتركيبتها الحالية تخدم اليمين في إسرائيل.
ها هو المجلس المركزي قد أدان وسجّل إدانته، بينما لسان حال الفلسطيني القابع تحت الاحتلال يتلعثم في فكّ المعاني الخفيّة الكامنة في هذه الإدانات...
ولمّا كان الوضع العربي، وبعد كلّ التجارب العربية، ميؤوس منه، وما من بصيص أمل يظهر في الأفق، فإنّ ”الربيع الإيراني“ قد يكون أوّل خطوة للخروج من مآزق هذه المنطقة.
على خلفية هذه المستنقعات العربية التي يغنّي فيها كلّ بلد عربيّ على ويلاه، يبدو الفلسطينيون بأنّهم الحلقة الأضعف وهم على شفا الغرق..
محاولة نتنياهــو لمــد ذراعيــه للعنــاق الاقليمــي مــع الدول السنية «المعتدلة» و«المتنــورة» مــن فوق رأس الفلسطينيين هي منــاورة نموذجيــة أخرى لهــذا الشــخص.
الأمير فيصل مع حاييم وايزمان 1918 |
لو كان الفلسطينيون يمتلكون خيالاً عربيًا متطورًا، لتصرّفوا بشكل مختلف. في الوضع الحالي، أمامهم خياران:
التاريخ لا يتوقّف والعالم يتغيّر. وفي هذا الأوان كلّ قطر عربيّ مشغول بمصائبه التي لها أوّل وليس لها آخر... لقد بلغ التشرذم مرحلة متقدّمة، وهي مرحلة تستدعي استبدال كلّ القيادات الفلسطينية التي أوصلت الفلسطينيين إلى هذا الحضيض.
حريّ بالذي يُطالب باحترام قرار التقسيم أن يحترم التاريخ وأن يجري حسابًا مع النّفس بغية الوصول إلى مسبّبات كلّ هذا الفشل الفلسطيني الذي يخيّم فوق رؤوس الجميع، قيادات وشعبًا طوال عقود.
كلّهم زعماء، كلّهم أمراء، كلّهم سلاطين وكلّهم شعراء هجرتهم الشياطين.
كذا كان وكذا يكون إلى يوم يبعثون.
نختار لكم هذه المقالة الظريفة لصاحب مجلة الرسالة، أحمد حسن الزيات، والتي نشرها في العدد الأول من المجلة التي صدرت في سنة 1933.
ماذا يصدّر العرب للعالم غير العمالة البسيطة الباحثة عن لقمة عيش، غير الإرهاب وغير اللاجئين الذين تقطّعت بهم السبل في أوطانهم التي دمّرها المستبدّون؟
في السنوات الأخيرة، على خلفية سلوك الكنيست والحكومة، يبدو أن أعضاء الكنيست والوزراء ليس فقط «نسوا ما معنى أن يكونوا يهودا»، بل هم نسوا أيضا ما معنى أن يكونوا صهاينة.
إنّ هؤلاء النّفر من أبناء جلدتنا هم أكثر خلق الله حملًا للتناقضات. غير أنّهم ولاستفحال هذا الوباء في ذهنيّاتهم فقد عميت أبصارهم عن رؤية هذه التناقضات