الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

إليشيڤاع چرينباوم || الأول من سپتمبر

إليشيڤاع چرينباوم ||

الأول من سپتمبر


مِلْيُونُ وَلَدٍ يَذْهَبُونَ اليَوْمَ إلَى المَدْرَسَةِ
وَواحِدٌ مِنْهُمْ يُمْسِكُ بِيَدِي.

رائِحَةُ دَفاتِرَ وَشَنْطَةِ جِلْدٍ جَدِيدَةٍ تَفُوحُ مِنْهُ
انْفِعالٌ يَعْلُو مِنْ شَعْرِهِ المَغْسُولِ.

حَفِيفُ أَحْلامِ الصَّيْفِ الَّتِي انْتَهَتْ مَدْسُوسٌ
بِدَعَساتِ صَنْدَلِهِ الصَّغِيرِ.

يَدُكَ الصَّغِيرَةُ، الرَّطْبَةُ، تَضْغَطُ بِشِدَّةٍ عَلَى يَدِي،
عِنْدَما نَدْخُلُ إلَى السَّاحَةِ وَالخَوْفَ المَعْرُوفَ

لِنَبْدَأَ ثانِيَةً مِنَ البِدايَةِ، كُلَّ شَيْءٍ، نَحْنُ الاثْنَيْنِ
مُقابِلَ العالَمِ، لَحْظَةً واحِدَةً أُخْرَى

قَبْلَ أَنْ أَتْرُكَ يَدَكَ، وَتَكُونَ أَنْتَ لِوَحْدِكَ،
رَجُلًا صَغِيرًا مَقْصُوصَ الشَّعْرِ مُقابِلَ العَالَمِ

وَأَنا أُمِيحُ بِنَظَرِي، امْرَأَةً دَخَلَها كَثِيرُونَ
لٰكِنْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْها أَحَدٌ أبَدًا

وَأَمْضِي. 
*
ترجمة: سلمان مصالحة

من مجموعة: فجأة الأرض، منشورات كرمل يروشلايم 2006 

אלישבע גרינבאום, ״האחד בספטמבר״, לפתע פתאום האדמה, כרמל ירושלים,  2006

الاثنين، 30 أغسطس 2021

داليا رابيكوڤيتش || لكلّ شيء وقت

داليا رابيكوڤيتش ||

لكلّ شيء وقت


الوَلدُ مَضَى مِنْ هُنا
لَنْ يَأْتِي يَوْم السَّبْت.
النَّخْلَةُ تِنْمُو.
عَلَى أَرْبَعِ طَبَقاتِهِ يَجْثُو البَيْت،
يَرَقاتُ ضَوْءٍ تَتَحَرَّكُ بَيْنَ شُقُوقِ الشُّبَّاك
تَأْتِي وَتَخْرُجُ بِلا ضَوْضاء.
الشُّبَّاكُ مُغْلَقٌ، الفِراشُ مَنْفُوشٌ.
بَيْتِي هُو نِصْفٌ وَنِصْفٌ
نِصْفُه مُلَمَّعٌ ثابِتٌ فِي مَكانِهِ
نِصُفُهُ الآخَرُ مُحْتَرِقٌ أَضْحَى كَالفَحْمِ. 
أَشْعُرُ بِالحَمِّ وَبِالْبَرْدِ، أَشْعُرُ بِالبَرْدِ وَبِالحَمّ.
وَمَضَى الوَلَدُ إلَى مِئَةِ عَام
مِئَةُ عامٍ تَبْدَأُ فِي الحاضِرِ
رُبَّما يَعُودُ لِيَوْمٍ أَوْ ساعَةٍ
لٰكِنْ لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ هٰذا.

ترجمة: سلمان مصالحة

من مجموعة: أم مع ولد، هكيبوتس همؤحاد 1992
 
דליה רביקוביץ, לכל זמן, מתוך: אמא עם ילד, הקיבוץ המאוחד 1992


الأحد، 29 أغسطس 2021

حازم صاغية || إلى الطوائف والعشائر، در!

مختارات صحفية -

حازم صاغية ||

إلى الطوائف والعشائر، در!

في 2015، حين انفجرت مشكلة النفايات في لبنان، داهمتنا حالة غريبة: كلّ اللبنانيّين، بلا أيّ استثناءٍ طائفيٍّ أو مناطقيٍّ، يعانون المشكلة. في الوقت نفسه راحت قرى وبلدات كثيرة تصرخ: لا تطمروا نفايات «الغرباء» عندنا. «الغرباء» لم يكونوا سوى أبناء قرى وبلدات ملاصقة للقرى والبلدات المُحتجّة.

اليوم، مع الانهيار الكبير، تُسمع صرخة مشابهة في محطّات البنزين: «غرباء» يملأون سيّاراتهم في محطّاتـ«نا» ومن وقود«نا».

انبعاث الولاءات الصغرى، بعد اكتمال الانحطاط الذي ضرب الدولة والسياسة وجفّف الاقتصاد، صار أوسع وأشمل وأعلى صوتاً ممّا كان في 2015. قبل شهر مثلاً، وفيما كانت تحلّ الذكرى السنويّة الأولى لتفجير مرفأ بيروت، اندلعت اشتباكات ذات خلفيّة ثأريّة بين «حزب الله» و«العشائر العربيّة» في خلدة، جنوب العاصمة. الاشتباكات سقط فيها قتلى وجرحى.

يومذاك قيل أنّ الطائفيّة كشفت وجهها المسلّح، لأنّ الطرفين المتقاتلين شيعيّ وسنّيّ. لكنّ الأيّام الأخيرة أظهرت أنّ الأمر يتعدّى الطائفيّة إلى ما بين الطائفة نفسها. في عكّار، في شمال لبنان، استُخدمت الأسلحة المتوسّطة والثقيلة بين بلدتي فنيدق وعكّار العتيقة السنّيّتين، فسقط قتيل من كلّ منهما. الاشتباكات حصلت على خلفيّة قطع حطب في منطقة متنازع عليها بين البلدتين.

حال مدينة طرابلس وصفتْه جريدة «النهار» على النحو التالي: «دخلت المدينة اليوم شوطاً من الفلتان الأمنيّ المتدحرج في سائر مناطقها، لا سيّما في متفرّعاتها الشعبيّة، حيث تخرق سماءها ليلاً قنابل يدويّة، خصوصاً في محيط نهر أبو علي، فتتحوّل أحياؤها إلى ساحات للتصفيات بالسّلاح».

الزميل يوسف بزّي كتب عن «حرب تعبئة البنزين» التي قد تغدو، في أيّة لحظة، مواجهة مسلّحة بين الكلّ والكلّ. لقد وصفها بالتالي: «الزعران سيأتون ويحاولون اختراق الطابور. فتيان الدراجات الناريّة سيقتحمون المحطّة بالتأكيد. أصحاب النفوذ بسيّاراتهم الضخمة وزجاجها الداكن، هم أيضاً سيستولون على دَورنا بحقارة علنيّة ووقاحة استعراضيّة. دوريّات الأمن التي ستنظّم وتضبط، هي أيضاً ستصحب معها سيّارات المحظيّين وتمنحهم الأولويّة، عدا الغالونات التي سيملأونها قبل سيّاراتنا...».

هذا التذرّر الاجتماعيّ ليس جديداً، وإن بلغت درجة انفجاره الحاليّ مستوى غير مسبوق. الأشياء التي كانت ترعى التذرّر وتُديمه كثيرة: سياسة تقوم على توزيع الحصص، واقتصاد خدميّ لا يدمج السكّان ولا يخفّف من تنافرهم، وقانون انتخابيّ يردّ المقترعين إلى مسقط الرأس... العلاجات الرسميّة كانت بدورها تافهة: حتّى الشهابيّة، التي حقّقت إنجازات جدّيّة، توهّمت حلّ المشكلة الطائفيّة عند المسلمين بتسليم السياسة الخارجيّة لجمال عبد الناصر ففاقمت المشكلة الطائفيّة عند المسيحيّين، خصوصاً بعدما أسقطت في الانتخابات النيابيّة بعض أبرز رموزهم. توهّمت أيضاً حلّ المشكلة العشائريّة بانتزاع العشائر من الأجهزة الأمنيّة السوريّة وربطها بالأجهزة اللبنانيّة.

على العموم، وكائنة ما كانت العلاجات، ظلّت قدرة الحرب على التهديم أكبر من قدرة الدولة على البناء. الأحقاد والمخاوف من جهة، وفرز المناطق طائفيّاً من جهة أخرى، صلّبت حالة الصفاء وأبلسة الآخر. في وقت لاحق، عزّز سلاحُ «حزب الله» إحساس أكثريّة اللبنانيّين بضرورة الحماية الذاتيّة.

لكنّ فضيحة الأفكار لم تكن أقلّ من فضيحة الدولة. فاللبنانيّون عرفوا صحوة لبنانويّة قالت لهم: كونوا لبنانيّين وتوحّدوا كأسنان المشط في لبنانيّتكم. ثمّ عرفوا صحوة عروبيّة قالت لهم: قفوا صفّاً واحداً لتحرير فلسطين، أو أقلّه لمقاتلة إسرائيل. وأخيراً، عرفوا صحوة إسلاميّة رعاها «حزب الله» قالت لهم: اتّحدوا وراء السلاح الذي يحميكم. وعلى الهامش، كانت هناك دوماً صحوة طبقيّة تقول لهم: اتّحدوا تبعاً لمصالحكم في مواجهة أعداء طبقيّين.

أصحاب هذه الصحوات، المبشّرون بوحدةٍ ما تنهي البعثرة والتشتّت، راهنوا كلّهم على قضيّة جامعة تُغري بالتوحيد: اللبنانويّون رأوا القضيّة في بناء بلد تصاغ إنجازاته فولكلوريّاً. العروبيّون والإسلاميّون رأوها في إسرائيل. اليساريّون، في البورجوازيّة الكومبرادوريّة أو الطغمة الماليّة معطوفتين على إسرائيل. لكنّهم كلّهم كانوا يطالبون قطاعاً عريضاً، إن لم يكن أكثريّاً، بنسيان أشياء عزيزة عليهم، إمّا دينيّة أو مذهبيّة أو ثقافيّة. هذه المطالبة بالنسيان بلغت ذروتها مع «حزب الله» الذي طالب السنّة والمسيحيّين والدروز أن يكفّوا عن كونهم سنّة ومسيحيّين ودروزاً وأن ينخرطوا في مشروع شيعيّ.

الصحوة الوحيدة التي كانت صريحة وواضحة هي صحوة الطوائف والعشائر حين لا يرافقها تزويق آيديولوجيّ: كانت، ولا تزال، تقول: تذكّروا أنّنا متكارهون، ولا تنسوا أنّ ما من قضيّة تجمع بيننا.

وحين تنحطّ الدولة، كما هو الحال الآن، يغدو التذكّر الطائفيّ والعشائريّ هو التذكّر الوحيد لشيء ملموس والإحراز الوحيد لعوائد ملموسة. الدولة، في المقابل، هي الجحيم، وأصحاب الصحوات المشوبة بالآيديولوجيا هم الجنّة المُتوهَّمَة.
*
الشرق الأوسط


السبت، 24 يوليو 2021

الجوبري || كشف أسرار كذبة الرهبان

مختارات تراثية - 619 هـ/1222 م

 

الجوبري ||

كشف أسرار كذبة الرهبان


”اعلم أنّ بعض هذه الطائفة أعظم الأمم كذبًا ونفاقًا ودهاء، وذلك أنّهم يلعبون بعقول النصارى ويستبيحون النساء وينزلون عليهم الباروك، ولا يعلم أحد أحوالهم. وهم أضرّ الخلق وأحسن من غيرهم لأنّهم إذا خلوا بأنفسهم يعترفون بأنّهم على الضلالة وقد غيّروا الأحوال والأفعال والأقوال. ولهم أعمال عظيمة لا تعد ولا تحصى، وهم يأكلون الأموال بالباطل ويرتبون الكذب وزخارف القول، وهم أكذب الخلق على كل حال، فمنهم من عمل لديره عيدًا وجعل له ناموسًا من بعض النواميس يأكل به أموال النصارى.

وها أنا أثبت لك شيئًا من ذلك.
فاعلم أنّ هؤلاء القوم أعظم ناموس لهم قنديل النور في كنيسة قمامة بيت المقدس. وهو من عمل الرهبان، وقد ارتبط عليه جميع النصارى وأسباطهم وأجناسهم. وقد كان الملك المعظم ابن الملك العادل قدّس الله روحه دخل إلى القمامة يوم سبت النور، فقال للراهب: لا أبرح حتّى أبصر هذا النور كيف ينزل. فقال له الراهب: أيّما أحب إليك، هذا المال الذي يتحصّل من هذا الوجه أو اطلاعك عليه؟ فإنّك إن كشفت سرّه عدمت هذا المال، فاتركه مستورًا مصانًا واربح هذا المال العظيم. فلما سمع ذلك، علم باطن قول الراهب فتركه على حاله وخرج.

وذلك أنّ القنديل هو أعظم النواميس التي صنعتها الأوائل، وذلك أنّ له في رأس القبّة حقًّا من حديد معلّقًا بسلسلة وهو مهندس في هلال القبة، لا يطلع عليه أحد إلا الراهب. والسلسلة لها فيه خلو، فإذا كان ليلة سبت النور، صعد الراهب إلى الحق وجعل فيه مطبوخ الكبريت على مثال السنبوسكة، وجعل تحتها نارًا موقّتة إلى الساعة التي يريد أن ينزل فيها النور. ثمّ يدهن السلسلة بدهن البيلسان. فإذا جاء الوقت وأوقدت النار عطف المطبوخ على زرة السلسلة في ذلك الحق المهندس، فيستمد من تلك النطفة دهن البيلسان ويسري مع السلسلة نازلًا إلى القنديل فتعلق النار في فتيلة القنديل، وتكون مسقيّة أولاً بدهن البيلسان. فاعلم ذلك!"
*
نقلًا عن: عبد الرحيم بن عمر الدمشقي المعروف بـالجوبري، المختار في كشف الأسرار، القاهرة د. ت


الأربعاء، 21 يوليو 2021

بسام البدارين || ضد «الهوية الجامعة» - الأردن نموذجا

مختارات صحفية -

مقالة يمكن أن تُكتب عن كلّ مجتمع عربي في كلّ الأقطار العربية. هذه هي أحوال العربان. كذا كان وكذا يكون إلى يوم يُبعثون.

الجمعة، 9 يوليو 2021

في الغرب الأوسط


سلمان مصالحة ||

في الغرب الأوسط


حِينَ قادَتْني رِجْلايَ، أَو عَلَى 
الأَصَحّ طائرةٌ مَيْمُونَةٌ، إلَى
الغَرْبِ الأوْسَط، كانَ الطَّقْسُ 
حارًّا هُنَاكَ. والنُّفُوسُ هُنَا 
كانتْ باردة.
 
لَمْ أَعْرِفْ بَعْدُ هُنا جِهاتِ 
الأَرْضِ، وَلا هِيَ عَرَفَتْنِي. 
كُنْتُ أَمْضِي فِي طَرِيقِي 
نَحْوَ الشَّرْقِ الّذِي بَدَأَ يَرْتَدِي 
ثَوْبَ اللَّيْلِ الآن هُنَاكَ. 
كُنْتُ أَرْكُلُ فِي طَرِيقِي 
وُرَيْقاتِ الشَّجَرِ المُتَساقِطَة
مِنْ صَحْراءِ حَياتِي.

كانَتْ هِيَ تَرْتدِي قُبَّعَةً مِنْ 
ثَلْجٍ، وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى  تُذِيبُ 
مِنْهُ قَليلاً، لِدِفْء بَدَرَ مِنْها عَرَضًا، 
فَيَسِيلُ عَلَى هامِشِ الطَّرِيقِ الّتِي 
أَفْضَتْ بِهَا، مِنْ زَمانٍ بَعِيدٍ، 
إلى خَرِيفِ قَلْبِي.
*

الأحد، 27 يونيو 2021

آچي مشعول || مهرجان شعر في چوادالاخارا

آچي مشعول ||

مهرجان شعر في چوادالاخارا


كانَ ثَمَّ مَنْ لَوَّحَ بِذِراعَيْهِ وَتَوَقَّفَ
عَلَى شَفَا ٱلْهاوِيَةِ بَيْنَ بَيْتٍ
وَبَيْتٍ،
كانَ ثَمَّ مَنْ قَرَأَ سَرِيعًا كَهارِبٍ
مِنْ قَصِيدَتِهِ
وَآخَرُ أَفْلَحَ فِي ٱفْتِعَالِ
مَوْجَةِ ضَحِكٍ مِنَ ٱلْجُمْهُورِ.
كانَ ٱلْعَطَشُ مُشْتَرَكًا
لٰكِنْ، كُلُّ واحِدٍ بُحَّ بِلُغَتِهِ.
كُنَّا أَقْرِباءَ عائِلَةٍ بَعِيدِينَ
نَظْهَرُ فِي بَعْضِنا ٱلْبَعْضِ
وَنَتَعَرَّى بِٱلدَّوْرِ
عَلَى مِنَصَّةٍ
أَمامَ أُنَاسٍ غُرَباءَ.
ما ٱلَّذِي قَادَنِي إلَى هُنا؟
كانَ بِوُسْعِي ٱلسَّفَرُ فَقَطْ بِٱلْخَيالِ
وَمَعْ ذٰلِكَ طِرْتُ كُلَّ ٱلطَّرِيقِ
حَتَّى چوادالاخارا
لِإلْقاءِ ثَلاثِ قَصائِدَ
أَمْكَنَ أَنْ تَقْرَأَها مَكانِي،
دُونَ أَنْ يَشْعُرَ أَحَدٌ،
أَيْضًا شاعِرَةٌ بَدِيلَةٌ.

ترجمة: سلمان مصالحة
 

السبت، 19 يونيو 2021

أحمد فارس الشدياق || لقد سافرت في الأرض

مختارات شعرية:

أحمد فارس الشدياق ||

لقد سافرت في الأرض


إذا كانَ رَبُّ البَيْتِ أَدْرَى بِما بِهِ
فَإنِّيَ أَدْرَى بِالَّذِي أنا كاتِبُ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْريبُ لَمْ يَدْرِ ما ٱلْعَنَا
وَلَمْ يَصْلَ نارَ الحَرْبِ إلَّا المُحارِبُ

الخميس، 8 أبريل 2021

كاتولوس || هيا بنا ليسبيا



ترجمات شعرية -


كاتولوس ||

هيا بنا ليسبيا

هَيّا بِنا، لِيسبْيَايَ، نَحْيَا نُحِبُّ،
فَكُلُّ كَلامِ الشُّيوخِ عَنِ الأَخْلاقِ،
لَنْ يَعْنِيَ لَنا شَيْئًا عَلَى الإِطْلاقِ

الأحد، 14 فبراير 2021

شاهد عيان على هجوم الطليان

بيروت، ربيع 1912-


قصف عون الله 1912

سلمان مصالحة ||

شاهد عيان على هجوم الطليان


قبل نصف عام هزّ انفجار ضخم ميناء بيروت فاهتزّت منه المدينة بأَسْرِها وبكُلّ أُسَرِها، إذ لقي الآلاف مصيرًا من الموت والجراح، كما ضرب الهدم العمارات على امتداد مساحات واسعة. 

ولمّا كنت اعتدت منذ زمن على ترك أخبار هذا الأوان لدى سماعي خبرًا ما يهزّني في هذا العالم الواسع، وعلى وجه التحديد في هذا العالم العربي القابع في دهاليز لا يستطيع فيها رؤية بصيص من أمل، فقد ذهبت باحثًا عن أحداث من الماضي تعيدني إلى تلك الأماكن في أزمان غابرة. 

وبينما أنا غارق في أوهام وآلام الحاضر، رحت أحث النّفس على ركوب دفاتر الماضي بلغات الآخرين الذين كتبوا عن أحوال هذا الشرق. وهكذا سرعان ما وجدت نفسي قبل أكثر من قرن من الزمان، وفي فبراير من ربيع العام 1912 شاهدًا على انفجارات أخرى في ميناء بيروت، حين قصفت السفن الطليانية ميناءها وشاطئها. 

وهذه المرّة، أقرأ تفاصيل أخبار ذلك الزمان بصحيفة عبرية صادرة في تلك الأيام. ولكي تعمّ المنفعة على قرّاء لغة الضاد، فها أنذا أرويها عليكم مجدّدًا لما تحويه من أجواء تلك الأيام، وما تحويه من معلومات قد تكون مفيدة لمن ينوي الغوص في ملابسات تلك المرحلة.

لقد وردت هذه الأخبار في صحيفة ”هحيروت“ العبرية الصادرة في الأول من مارس سنة 1912. 
 

***
الخبر التي نشرناه في عددنا السابق بشأن الأحداث الأخيرة في بيروت أثار مشاعر المقدسيين لأنّ لدى الكثيرين منهم عائلات، أبناء وإخوان، أصدقاء ومعارف في بيروت، ولهذا كان القلق كبيرًا. كما نُشرت إشاعات مبالغ بها بخصوص محاولات هجوم جديدة من طرف العدوّ على سكان المدينة، وكذلك بخصوص محاولات قصف عكّا وحيفا وصيدا، وذكرت الإشاعات أنّ الجنود الطليان نزلوا إلى بيروت ، كما وصلت خمس سفن فرنسية من مرسيليا إلى بيروت، ووصلت إلى ميناء سعيد [بور سعيد] عشر سفن مدرّعة إنكليزية وهي تنتظر الأوامر من القيادة العليا... بالطبع لا نستطيع تصديق كلّ هذه الإشاعات قبل الحصول على تفاصيل رسمية من كلّ هذه الأماكن.

في هذه الأثناء، وصلتنا بالبريد الأخير أخبار لافتة من مراسلنا الخاصّ في بيروت، السيد يروشلمي [المقدسي]...


الرسالة الأولى من مراسلنا البيروتي:

(1)
”منذ يومين وصلت إلى لبنان، اليوم بعد الظهر خرجت للتنزّه مع بعض أصدقائي في السفوح الثلجية لجبال لبنان الجميلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تكسو جبل لبنان.
فجأة، شاهدنا مجموعات من الناس تسرع في الطريق الصاعدة من بيروت إلى الجبل. ماذا جرى؟ ماذا حدث؟ لم نعرف شيئًا وفقط سمعنا الصراخ هنا وهناك والضجيج يملأ الأجواء. غذذنا الخطو وأسرعنا نحو الناس المذهولين.
”شو هادا“؟ سألت أحد العرب الذي وقف بجانب بيت-قهوة نصراني.
”حرب!، الطليان في بيروت“، أجاب.
ذُهلت، واضطرب جسدي وتصبّبت قطرات عرق باردة على جبيني. لم أصدّق ما سمعته أذناي، وفي خضمّ هذا الانفعال الذي يصعب وصفه أسرعت إلى الفندق بدل الوقوف بانتظار الهاربين من بيروت، أخذت مسدّسي وخرجت. حثثت أصدقائى للذهاب إلى الشرطة اللبنانية لمعرفة حقائق الأخبار. جئنا إلى الشرطة، وكان الشرطيّون هناك مذهولين ويتهامسون بنبرات غاضبة. تقدّمت إلى أحدهم وسألته بلطف، ماذا جرى في بيروت. نظر إليّ مُحدّقًا وقال: ”لا تخف! أسرع واجلس في بيتك لئلّا يهجم عليك الهاربون في ساعة غضبهم وانفعالهم...“. اضطررت لسماع نصيحة الشرطي وذهبت إلى الفندق بفرائص مرتعدة.  مرّت ساعتان بدتا بنظري طويلتين كما الأبد. كانت روحي مستعرة وفؤادي مضطربًا. كانت لدي رغبة بالتواجد في بيروت لأرى ما يحدث هناك بأمّ عيني... فجأة سمعت طلقات نارية... شحب وجهي وارتعد جسدي. هممت بالخروج غير أنّ أصدقائي منعوني من ذلك. وقفنا في الشرفة وشاهدنا مركبات وعربات كثيرة مليئة بالرجال والنساء والأطفال والعفش والأواني البيتية. لقد كانت وجوههم كوجوه الموتى، لقد انتحبت النساء، وشاهدتُ امرأة نصرانية يُغمى عليها في أحضان ابنتيها... أحد المسلمين، بيروتي، مرّ وكان جريحًا... بين هؤلاء اللاجئين كان يهود كثيرون، أغلبهم بيروتيون وحلبيّون. أحدهم، من معارفي، شاهدني من بعيد فصاح...
”اصعد، اصعد إلى غرفتي!“ قلت له، وأسرعت هابطًا لاستقباله. لقد كان وجهه شاحبًا كالكلس وارتعدت فرائصه خوفًا. صافحته فكانت يداه باردتين، صعدنا وبصوت مرتعد أخبرنا ما جرى في بيروت هذا الصباح.
وهذا ما رواه على مسامعنا الصديق الذي كان شاهد عيان على فظاعة الحدث في بيروت:
”... يوم السبت صباحًا كان كلّ شيء هادئًا في بيروت. في الشاطئ كانت هناك سفن تجارية وبعض السفن الأخرى التي أخبرت عن قدوم سفينتين حربيّتين من بعيد. أسرع كثير من الناس إلى الرصيف وفجأة سُمع صوت رعد هائل وانفجار أذهل المارّة االذين كانو في طريقهم لفتح أبواب حوانيتهم. لقد تعاظم الانفعال إثر الإشاعة بأنّ الطليان أطلقوا القذائف على بيروت، غير أنّ الطلقة الأولى كانت على التورپيد التركي «أنقرة» وعلى السفينة العثمانية «عون الله»، لقد دُمّر التورپيد وغرق فورًا، بينما السفينة كادت تتحطّم. في الساعة السابعة صباحًا كان الميناء فارغًا. كلّ السفن التجارية التي كانت راسية هناك هربت من العدوّ وأبحرت بطرق شتّى. في الساعة الثامنة أُغلقت كلّ الحوانيت وأسرع كثيرون إلى الرصيف، لمشاهدة السفن الحربية الطليانية التي حضرت مرّة أخرى ورست مقابل المدينة. لقد قام الوالي ورئيس المأمورين بإصدار الأوامر لإدارة الميناء لإيجاد حلول مع الأميرال الطلياني، فطلب هذا الأخير أن تُسلّم له الأسلحة. لقد رفض الوالي بالطبع هذا الطلب، إذ إنّه يتناقض مع القوانين. مع استلام الأميرال هذه الإجابة أمر بالقصف. فأطلق النيران على السفينة التركية وأُغرقت على من فيها من قوّادها وملّاحيها، كما أُطلقت النيران على مبنى الميناء الجديد، على البنك السالونيكي وعلى البنك العثماني. لقد قُتل وجرح الكثيرون. لقد عمّت الفوضى وتراكض الآلاف من الناس في الشوارع لا يعرفون إلى أين يهربون، وهم يسمعون أزيز الرصاص المتطاير فوق رؤوسهم ويصمّ الآذان. الصراخ والعويل ملأ الأجواء وكلّ يبحث عن إنقاذ نفسه وأبناء عائلته. لقد كانت المخازن مغلفة الأسواق مهجورة، وفقط في بعض الأماكن كان هناك بعض العرب البسطاء وبعض الشبّان الذين حملوا البنادق، المارتينات والسيوف؛ إذ إنّ الحكومة استجابت لطلب الشعب ووزّعت البنادق. بالإضافة إلى الحكومة فإنّ اثنين من العرب، هما عبودي وبيضون، والمعروفين في المدينة كلصّين كبيرين قد فرّقا البنادق على رجالهما، كما قاما بتحطيم أبواب الحوانيت التي تبيع البنادق وأخذوا منها البنادق. لقد أرسلت الحكومة فرقًا من الجنود إلى الشاطئ ليكونوا على أهبة الاستعداد عندما ينزل الطليان. كلّ بيت يمكث فيه أناس من الرعايا الأجانب علّق على البيت علمه القومي لكي لا يُصاب بيته بأذى. لقد هرب المئات راجلين وعلى عربات إلى جبال الدروز، وإلى سائر لبنان في عرض البحر، إذ إنّ العربات الكهربائية توقّفت عن المسير، كما إنّ العربات قلّت وكان من الصعب العثور عليها. الكثير من اليهود هربوا وجاووا إلى هنا، بينهم أحد معارفي الذي روى لي تفاصيل هذه الأحداث.
إنّه لمن الصعب وصف المخاوف التي دبّت في قلوبنا لسماعنا التفاصيل على فظاعتها. لقد اقترحت على أصدقائي أن نسافر إلى بيروت ... ”ماذا؟ هل جُننت؟“ أجابوني، ”لن نسمح لك أبدًا بالسفر إلى بيروت!...“. أمّا أنا فقد أصررت على الذهاب إلى هناك لرؤية ما جرى بأمّ عيني، ولمعرفة ما جرى لأصدقائي، غير أنّ أصدقائي حثّوني على البقاء حتّى الصباح، وهكذا بقيت حتّى اليوم التالي.
لقد قضينا الليلة والخوف يخيّم علينا، وأنا استغللت فرصة بقائى في المدينة لكتابة هذه التفاصيل لقراء ”هاحيروت“.
***
(2)
... ها أنا في بيروت. دقّات قلبي تتسارع. فرائصي ترتعد وعيناي تسرحان لمشاهد المدينة المهجورة. في البداية خفت من الذهاب، غير أنّ قوّة مجهولة دفعتني للتجوال في الشوارع. توجّهت إلى محطة الشرطة الأولى التي صدفتها في الشارع، عند المستشفى البلدي. لقد فرحت بوجود شرطي هناك، من زملائي، فسألته فورًا عن الشهداء الذين سقطوا إبّان الهجوم. لقد سلمّني قائمة الأسماء لكلّ القتلى والجرحى. لقد كانت غالبيتهم من المسلمين. المسيحيون واليهود كانوا قلّة. وها هي بعض أسماء القتلى: عمر شمالي، عبد الرحيم شعبان، الحاج سعيد مصطفى باشا، محمد أبو سليم الحملي، سليم يوسف صباغ، رؤبين بن سلومون (يهودي)، محمد شاني (شرطي)، جميل دريان (كوميسار)، يوسف واكد، إلياس أبو الماع، وغيرهم كثيرون. ستّة عشر من القتلى المجهولين أُحضروا إلى المستشفى العسكري. في البحر قُتل عشرون ملّاحًا وموظّفًا، عشرون آخرون اختفوا وعلى ما يبدو فقد غرفوا في البحر. ثمانية موظّفين قُتلوا وأربعة عشر ملّاحًا جُرحوا. من سكّان المدينة جُرح كثيرون وها هي بعض أسمائهم: خالد بن غفور آغا، نجيب متري بربور، يشعيا بن يوسف (يهودي)، رفيق بك وابنه (صيدليان)، جواد بك (طالب في كلية الطبّ)، إبراهيم أفندي (ملازم)، الحاج يوسف الحلبي، فهمي أفندي (كاتب محكمة الاستئناف)، وغيرهم كثيرون.

لقد روى لي الشرطي أيضًا أنّ الحكومة قد اتّخذت جميع الاحتياطات بغية الحفاظ على أمن الشعب، وقد قام الوالي بإرسال برقية إلى وزير الداخلية ووزير الحربية للوزارة العليّة والباب العالي وينتظر الجواب.
لقد عمّت الفوضى في المدينة أمس. عندما ذهبت السفن الطليانية بدأ المئات من أفراد االشرطة بالسير في الشوارع والأسواق للحفاظ على النظام. لقد دبّ الخوف في قلوب المواطنين من الشبّان الغوغائيين الذين حملوا المسدّسات واستخدمونها لمآربهم الدنيئة عندما شاعت الفوضى. الضحية الأولى التي سقطت كان يهوديًّا، الأدون شتاينهارد، كان واقفًا في الصباح عند باب المتجر الكبير «أوروزدي باك» حين مرّ أحد الأتراك مشهرًا مسدّسه ودون أن يشعر به السيد شتاينهارد أطلق الحقير النار عليه فسقط اليهودي المسكين مضرّجًا بالدماء. إنّه يرقد الآن في المستشفى والأطبّاء فقدوا الأمل من إنقاذه. لم يكتف الحقيرون بذلك، وحين لقوا صهر السيد شتاينهارد أطلقوا النار عليه أيضًا، لكن لحسن حظّه أُصيب بيده بجرح بسيط. أيضًا على أحد اليهود السفراديم أطلقوا النار بالخطأ، إذ كانوا يصوّبون نحو أحد العرب والذي قُتل بعد أن سقط اليهودي أرضًا. لقد أثارت هذه الأحداث مشاعر اليهود.
لدى هبوطي الآن إلى الشاطئ اقتربت من السفينة المحطّمة الغارقة في البحر. جزء من البناية الجميلة للبنك العثماني القريب من مكان رسو السفينة المحطّمة قد انهار، وتحطّم الزجاج والأبواب. مبنى بيت الجمرك الجديد الذي بني منذ سنة تحطّم كلّه تقريبًا. كما تضرّر جدًّا مبنى «بنك دي سالونيك» الذي يقع مقابل الشاطئ. فقد اخترقت قذيفة أحد الحيطان ولو أنّها اخترقت الحائط الثاني لتهدّم البيت كليًّا.
الخوف يخيّم على المدينة. ثمّة خوف من حصول تمرّد في المدينة أو حدوث مناوشات بين المسلمين والنصارى، إذ إنّ الكراهية بين الطرفين شديدة. النصارى يخشون من المسلمين لأنّ هؤلاء غاضبين جدًّا ويرغبون في ضرب كلّ من يضع قبّعة على رأسه. وهكذا جرى مع أخينا السيد بارزل إذ تقدّم نحوه هؤلاء الشبّان الغوغائيين ظانّين أنّه طلياني، وبعد أن وعدهم بالمضيّ معهم حيثما يريدون تركوه وأطلقوا سراحه. وهكذا، فإنّ غالبية الذين كانوا يعتمرون القبّعات يلبسون الآن الطرابيش. في الحيّ الرئيسي الذي يسكنه نصارى كثيرون يخافون جدًّا من المسلمين، ممّا حدا بمدير الجامعة الأميريكية بالسماح للنصارى  بالدخول وبالاختباء في الجامعة حتّى تمرّ هذه الغمامة.
لقد أثرت الأحداث بالطبع على الحركة التجارية فكانت غالبية المخازن مغلقة في اليومين الأخيرين.
***
(3)
أخينا المسكين، السيد شتاينهارد، الذي هاجمه الغوغائيون، توفي صباح اليوم في المستشفى.
من دمشق وصل جنود وفرسان. أمس وطوال الليل مرّ الـ«طرامواي» في كلّ المدينة مليئًا بالعساكر ورجال الشرطة، وهكذا حافظوا على النظام فلم يحدث شيء. كلّ المؤسسات الأجنبية كانت محاطة برجال العسكر لحراستها.
أمس وصلت برقية من وزير الحربية في القسطنطينية بإعلان حالة الحرب في بيروت. لقد فرح السكّان بهذا الأمر الذي يُهدّئ القلوب ويعزّز الحراسة جدًّا، فلن يستطيع الزعران مواصلة أفعالهم الدنيئة في الشوارع. في جميع الأسواق يتواجد الآن أفراد الشرطة بالعشرات، ووحدات من الجندرمة والپوليس تجوب الشوارع إضافة إلى الشرطيين الثابتين في مواقعهم.
لقد بعث الوالي إلى الصحافة المحلية بيانًا رسميًّا بخصوص إعلان حالة الحرب في المدينة. وفقًا لهذا البيان يُحظر حمل السلاح دون إذن من الحكومة، يُحظر الخروج في الليل بعد الساعة الثامنة مساءً، يُحظر حمل بنادق الصيد بدون إذن خاصّ، كلّ من بحوزته سلاح عليه تسليمه للحكومة؛ كلّ من يخالف هذه الأوامر سيلقى أشدّ العقاب.
حتّى هذه اللحظة نحن متأكّدون بعض الشيء من أنّ السفن الطليانية لن تعود ثانية، إذ ساعة قصف الطليان ظهيرة يوم السبت للسفينة التركية، وصلت سفينة خديويّة، وأعلمتها السفينة الطليانية أنّها تاركة المدينة وأنّ بإمكان السفينة الخديويّة أن تدخل دون خطر إلى الشاطئ. بعض الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلى البحر بالنواظير يقولون إنّهم شاهدوا سفنًا حربية أخرى كثيرة. لقد رافقت السفينتين الحربيّتين اللتين قصفتا المدينة سفينة أخرى حملت الطعام للجنود. غير أنّ هذه لم تقترب ووقفت بعيدًا من المدينة.
هذا، إذن، مافعله الطليان بمدينتنا. باستثناء الملّاحين الذين كانوا في السفينة وأشخاص آخرين قتلوا بينما كانوا على الشاطئ لم يُقتل سوى مائة وخمسين. من اليهود قتل اثنان فقط وهما اللذين ذكرتهما في رسالتي. وبالطبع على المقدسيّين ألْا يقلقوا على أقربائهم. الطلّاب اليهود الذين يدرسون هنا كانوا واثقين من أنّ مدير الجامعة الأميركية سيتيح لهم المبيت في الجامعة.
***
(4)
أمس كان كلّ شيء هادئًا. غير أنّ حوانيت كثيرة كانت مغلقة، وتلك التي كانت مفتوحة أُغلقت في الساعة الرابعة بعد الظهر. لم تصدر الصحف يوم أمس لأنّ العمّال لم يحضروا للعمل لأنّ غالبيّتهم ذهبوا إلى جبل لبنان.  اليوم بعد الظهر صدر الصحيفة العربية المحلية ”لسان الحال“.
أمس حضر الوالي والقنصل الروسي إلى متجر ”أوروزدي بك“ وحقّقوا في مقتل اليهودي الأدون شتاينهارد الذي كان يحمل جنسية روسية.
يُقال إنّ القنصل الروسي أبرق إلى بطرسبورغ كي ترسل الحكومة الروسية سفنًا حربية بسبب مقتل المواطن الروسي وبسبب الإشاعة التي انتشرت في المدينة بأنّ الأتراك يريدون قتل نائب القنصل الروسي.
الآن، الساعة الثانية بعد الظهر، وصلت سفينة حربية فرنسية واسمها مارسيليير Marseilleuse.  
حتّى يوم أمس قاموا في الأسواق بإعلام الناس بألّا يخافوا من سماع إطلاق الرصاص لأنّ سفنًا حربيّة أجنبية من المتوقّع أن تصل إلى مدينتنا.
الوضع الآن هادئ، غير أنّ القلوب لا زالت مضطربة. غالبية أصحاب الحوانيت يغلقون حوانيتهم مبكّرًا والنساء والصبايا لا يخرجن من بيوتهن من الخوف.  الحراسة في المدينة ممتازة.
إذا حدث شيء جديد، سأسارع إلى إخبار قراء ”هحيروت“.

جريدة ”هحيروت“ 1.3.1912

***


الجمعة، 5 فبراير 2021

حفاوة عربية بالزعيم الصهيوني

كذا كان قبل قرن من الزمان - 


الكولونيل كيش في الوسط وشيوخ العرب

سلمان مصالحة ||

حفاوة عربية بالزعيم الصهيوني


بين فينة وأخرى أحبّ العودة إلى الصحف والمجلات العربية القديمة، إذ إنّي كثيرًا ما أعثر فيها على روايات وأخبار تُضيء أمورًا مُظلّلة في هذا الأوان. إنّها بمثابة مصباح فَتّاشٍ من الماضي يكشف لنا ما لم يفلح بصرنا في الوقوف عليه في هذه الأيام.

الأربعاء، 27 يناير 2021

صفقة للتوقيع مع نتنياهو

مقالة "هآرتس" -


صفقتي مع بيبي  -

هذه هي الصفقة النهائية، التي يجب على أعضاء الكنيست العرب عرضها على بنيامين نتنياهو، أو على كل من يريد الحصول على دعمهم

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

ابن سناء الملك || مديح موسى الطبيب


مختارات شعرية -


 
في مديح موسى بن ميمون (الرمبام)

ابن سناء الملك || 

مديح موسى الطبيب


أَرَى طِبَّ جالينوسَ لِلجِسْمِ وَحْدَهُ
وَطِبَّ أَبي عِمْرانَ لِلعَقْلِ وَالجِسْمِ

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020

يا ابن العرب

من الأرشيف

سلمان مصالحة ||

يا ابن العرب


يَا ٱبْنِ العَرَبْ، 
يَا مَجْرُوحْ، لا تْعَذِّبْنِي
اللّٰهْ كَتَبْ 
نُصِّ الرُّوحْ لَلْخِلاّنِ.

الأحد، 8 نوفمبر 2020

ناتان زاخ || حين هجرتني فتاتي

ناتان زاخ || 

حين هجرتني فتاتي 


حينَ هَجَرَتْنِي فَتَاتِي،
كَتَبْتُ مَرّةً،
ذَهَبْتُ إلَى المَقْهَى
وَكانَ هُناكَ ثَلاثَةُ ذَواتِ:
طَوِيلٌ، سَمِينٌ وَنَحِيفٌ.
وَلِلسَّمِينِ كانَتْ زَهْرَتانِ حَمْراوانِ عَلَى الصَّدْرِ

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

آچي مشعول || ثلاث قصائد


ترجمات من العبرية -


آچي مشعول || ثلاث قصائد

كسوف شمس

 
كُنتُ قَمَرًا فِي كُسُوفِ شَمْسٍ
وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مِمَّا
أَعْكِسُ مِنْ نُورٍ،

كُنْتُ دُودَةً
تَنْسِجُ خُيُوطَ حَرِيرٍ
لِولادَةٍ هادِئَةٍ لِفَراشَةٍ.

حَبِيبِي هاجَرَ إلَى مَناظِرَ بَكْماءَ
دُونَ حاجَةٍ لِلْقَوْلِ
شُوفِي، شُوفِي،
هُوَ يَسْكُنُ فِي سَفَرٍ 
تَحْتَ جَبْهَةٍ عالِيَةٍ مِنْ سَماءٍ
وفِي أَزِقَّةٍ تَتَشَعَّبُ
مِنَ الشَّريانِ الرَّئِيسِي.

أَنا مُنْغَمِسَةٌ فِي عَدَمِ الشُّغْلِ،
أَمْتَصُّ الأُذُنَ اليُمْنَى
لِبِسْكْوِيتْ دُبٍّ صَغِيرٍ
وَأُنْصِتُ لِوَقْعِ المَطَرِ
الَّذِي يَهْطُلُ عَلَى العالَمِ.

***

اعتراف

 
قَشَّرَ لِي تُفَّاحَةً
بِصُورَةِ لَوْلَبٍ
كانَ أُرْجُوحَةَ خَيالٍ
فِي سِنٍّ رَعَيْتُ فِيها الأَغْنامَ
فِي السَّماءِ.

الأَشْجَارُ أَخْفَتِ البَيْتَ
وَغَطَّتْهُ بِحُلَّةٍ خَضْراءَ.

لَمْ أَكُنْ ”سْنُو-وَايْتْ“
وَالدَّجاجاتُ لَمْ يَكُنَّ أَقْزامًا.

كَانَ السِّكِّينُ حادًّا وَقَصِيرًا،
الرُّكْبَتانِ كانَتَا نَحِيفَتَيْنِ
وَلِلْحَجَرِ الَّذِي غَفَا فِي العُشْبِ
كانَتْ أَوْرِدَةٌ.

***

قبل موته

 
أَبِي، قَبْلَ مَوْتِهِ،
جَلَسَ فَجْأَةً مَذْهُولًا
كَمَنْ يَتَأَهَّبُ لِاسْتِقْبالٍ،
وَلٰكِنَّهُ كَانَ قَدْ دَخَلَ
فِيهِ -
المَوْتَ.
طَلَبَ أَنْ تُفْتَحَ نافِذَةٌ
فِي غُرْفَةٍ بِلا نافِذَةٍ،
وَعَدَ المُمَرّضَةَ بِدُولاراتٍ
لِقاءَ ثِيابِهِ الَّتِي
كانَ يَأْمَلُ أَنْ
يَهْرُبَ فِيها.
بَعْدئذٍ فَرِغَتِ الغُرْفَةُ
وَالنِّيُونُ أَضَاءَ
فَقَطْ لِنَفْسِهِ.

***

ترجمة: سلمان مصالحة



من مجموعة: كيفل (طيّة)، هكيبوتس همؤحاد، 2020

אגי משעול, שלושה שירים, מתוך הקובץ: קפל, הקיבוץ המאוחד, 2020

الجمعة، 9 أكتوبر 2020

العائد الأبدي

سلمان مصالحة ||

العائد الأبدي

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَلَوَّى كَحَبْلِ حَرِيرٍ عَلَى
صَهْوَةٍ لِحِصَانٍ. رَبَطْتَ بِهِ رُقْعَةً مِنْ غَمامٍ أَصِيلٍ.
رَبَطْتَ بِهِ آهَةً وَقَعَتْ مِنْ حَنِينٍ إلَى بَلَدٍ عَائِمٍ فِي
بَقايَاكَ حَيْثُ رَحَلْتَ. "هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنا. لَنْ
أَبُوحَ لِطَيْرِ السَّماءِ بِسِرٍّ ثَنَى أَضْلُعِي حَوْلَ قَلْبٍ
كَلِيلٍ، لِئَلاّ يَطِيرَ الفَراشُ إلَى راحِلٍ شَدَّنَا لِلتُّرابِ.
كَنَبْضَةِ قَلْبٍ أَنا، لَمْ أَعِشْها، اسْتَفاقَتْ عَلَى رَعْشَةٍ
مِنْ ذِكْرِ حُبِّي الشّمالَ البَعِيدَ. هُناكَ "هُنا"يَ الَّذِي
يَرْقُبُ البَحْرَ كَيْلا يَجِفَّ. خُطانا مَدًى مَدَّنَا
فَوْقَ مَوْجٍ سُدًى. مَطَرٌ عائِدٌ للسَّرابِ شَذًى، نَدًى
نازِفٌ مِنْ عُيُونِ الشَّبابِ شَظايا لَهَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَغَنَّى بِنِصْفٍ تَلَعْثَمَ إذْ
مَطَرَتْ دَمْعَها غَيْمَةُ الصُّبْحِ دافِئًا، لَوْعَها دافِقًا فِي
كُرُومِ عِنَبْ. وَحِينَ تَدَلَّتْ قُطُوفُ التِّلالِ كَثَدْيٍ
حَلالٍ، تَرَكْتَ الهِلالَ وَحِيدًا وَيَمَّمْتَ وَجْهَكَ
صَوْبَ ظِلالٍ مِنَ النُّورِ، تِبْحَثُ عَن لَحْظَةٍ، فِكْرَةٍ،
فُرْصَةٍ لِلرُّجُوعِ الفَصِيحِ. سَبَحْتَ زَمانًا بِأَضْوائِها،
ضَحْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ النُّزُوحِ. وَحِينَ أَفاقَ الفَراشُ
لِيَمْضِي إلَى تَلَّةٍ فِي الجنوبِ الوَحِيدِ، القريبِ البَعيدِ،
نَظَرْتَ كَمَنْ شَاقَهُ الصَّيْفُ سِرًّا لِسِرٍّ دَفِينٍ. نَظَرْتَ
كَمَنْ عَلَّقَ الكَفَّ فَوْقَ الجَبِينِ سَحابَةَ يَوْمٍ وَلَمْ يَرَ
كَيْفَ تَمُرُّ السُّنُونُو مُحَمَّلَةً زَمَنًا فِي جَناحِ السِّهامِ
الّتِي انْطَلَقَتْ لا لِشَيْءٍ. وَلَمْ يَرَ كَيْفَ تَصِيرُ هُناكَ
العُيُونُ شَواهِدَ بِئْرٍ، وَنَبْعًا نَضَبْ.
هُناكَ هُنا. مَنْ هُنا؟ مَنْ لَنَا؟ مَنْ هُناكَ بِكُلِّ الجِهاتِ
بَراهُ التَّعَبْ؟ وَمَنْ باكرًا فِي الصَّباحِ الغَرِيبِ رَأى
كَيْفَ يَمْضِي الجُنُونُ إلَى حَتْفِهِ فِي غُرُوبٍ نَضِيرٍ؟
وَمنْ يَرْكَبُ الرَّأْسَ مُذْ دُحِيَتْ فِكْرَةُ الخَلْقِ فَوْقَ
ماءٍ غَزِيرٍ، بِغَيْرِ سَبَبْ؟
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ نَمَا قَمْحُهُ حِينَ عادَ
الرَّبيعُ إلَى رَبْعِهِ فِي مَواسِمِ ذِكْرَى.يَرُدُّ الجَمِيلَ
جَمالاً وَفِيرًا. لِسانُ كَنارٍ قَضَى عُمْرَهُ راحِلاً
خَلْفَ فَرْعٍ بَعِيدٍ، وَفَرْعٍ سَعِيدٍ يُعِيدُ إلَيْهِ الغِناءَ
الَّذِي قَدْ ذَهَبْ. وَنِصْفٌ مُقَفَّى بِأَحْرُفِ غَيْمٍ،
تَدَلَّى عَلَى شُرْفَةِ البَيْتِ عِنْدَ غُرُوبِ شُهُبْ.
يَرَى الطَّيْرَ كَيْفَ يَعُودُ إلَى عُشِّهِ فى البَرارِي.
وَمَا مَنْ يُعِيدُ إلَيْهِ الحُرُوفَ الّتي هَجَرَتْ سِرْبَهَا
فِي القَوافِي، فَظَنَّ بِأَنَّ الخَيالَ الَّذِي شَدَّهُ
كَالرِّحالِ اسْتَحالَ خُيُولاً تَرُدُّ لَهُ ما مَضَى
مِنْ زَمانٍ ذَهَبْ.

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ فَؤَادٌ، وَنِصْفٌ نَمَا
مِثْلَ نَبْضِ اللَّمَى حِينَمَا كَتَبَ الدَّهْرُ بَيْنَهُمَا
ما كَتَبْ. فَلا يَلْتَقِي النِّصْفُ بِالنِّصْفِ،
إلاّ إذا عَرَفَتْ شَفَةُ الهَوَى أَصْلَهَا، فَصْلَها،
رَفَعَتْ نَصْلَهَا فاعِلاً قَبْلَ فِعْلِ الكَلامِ الكَبِيرِ.
وَلا يَسْتَوِي الفِعْلُ إلاّ إذَا رُسِمَتْ بَسْمَةٌ،
هُمِسَتْ قُبْلَةٌ فِي عُيُونِ الصَّغِيرِ الوَحِيدِ.
فَكُلُّ الكَلامِ صَغِيرٌ، وَكُلُّ الوُجُودِ صَغِيرٌ.
صَغِيرٌ هُوَ العالَمُ المُسْتَتِبّْ.
*
لِسانُكَ نِصْفَانِ. نِصْفُ اللِّسانِ زَمانُ
صَباحٍ عَفِيفٍ. مَضَى هائِمًا فِي الرُّبَى
مِثْلَ حُلْمٍ خَفيفِ الجَناحِ. نَفتْهُ عُيُونُ
المُسافِرِ لَيْلاً إلَى يَقْظَةٍ فِي لَيالِي الشِّتاءِ
الطَّوِيل. وَنِصْفُ اللِّسانِ عِتابُ الخَرِيفِ
الَّذِي راحَ يَبْنِي سِتارًا مِنَ النَّوْمِ خَلْفَ
الحَياةِ. ويُخْفِي عَنِ الأَعْيُنِ السّاهِماتِ
صَباحًا تَأَخَّرَ، لا بُدَّ آتِ. فَلَمْ تَلْتَفِتْ
للحَمامِ الَّذِي هَجَرَ السَّطْحَ حِينَ نَمَتْ فِي
جَناحَيْهِ رِيحُ انْفِلاتِ. فَعَلَّلْتَ نَفْسَكَ سَاعَةَ
عَصْرٍ بِنَسْمَةِ غَرْبٍ عَلِيلَهْ. وصَلَّيْتَ كَيْ يَحْمِلَ
المَوْجُ الدُّعاءَ، كما زَبَدٍ ناطِقٍ فِي الحُرُوفِ.
فَلَمْ يَعُدِ الطَّيْرُ عَصْرًا، وَلَمْ تَعْتَرِفْ أَبَدًا بِقُدُومِ
الضُّيُوفِ عَلَى زَوْرَقٍ مُبْحِرٍ نَحْوَ شاطِئِ قَلْبٍ،
عَلَيْهِ اسْتراحَ المَساءُ. بِهِ اخْتَبَأَتْ قِصَّةُ البَدْءِ
مُذْ نَزَلَ الخَلْقُ عَنْ ظَهْرِ حُوتِ.
*
لِسانُكَ نَهْرانِ. تَمْتَدُّ بَيْنَهُمَا واحَةٌ مِنْ نَخِيلٍ.
بَنَيْتَ بِها بَيْتَ شِعْرٍ صَغِيرًا. وَأَفْرَدْتَ شَطْرًا خَفِيًّا،
يَكُونُ بِهِ مَلجَأٌ آمِنٌ لِلنُّزُوحِ. هُنا سالَ نَهْرُ كَلامٍ مِنَ
الشَّوْق،ِ يَنْبُعُ مِنْ أَعْيُنٍ عُلِّقَتْ فِي رُمُوشِ السُّفُوحِ.
وَنَهْرٌ هُناكَ، بَقايا نَهارٍ كَسِيحِ. خُطًى عَبَرَتْ عَتْبَةَ
الصُّبْحِ عَصْرًا. مُنًى تَرَكَتْ أَثَرًا دارِسًا فِي السُّطُوحِ.
"هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنَا. حَجَرٌ عَرَفَتْهُ يَدَا حالِمٍ، مُسْتَرِيحٍ
لِمَا أَوْصَلَتْهُ بَقايا القُرُوحِ بِكَفَّيْهِ، إذْ رَفَعَ الأَرْضَ فَوْقَ
رَمادِ الحَكايا، وَعَلَّقَها رَايَةً نَزَفَتْ فَوْقَ رُوحِي.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى بِحَرْفٍ عَلِيلٍ، وَنِصْفٌ
كَرِيشَةِ طَيْرٍ نَمَا فِي الجَلِيلِ الأَخِيرِ يَمامًا طَلِيقًا،
وَألْسِنَةً سُبِكَتْ مِنْ لَهَبْ. تَناساهُ أَهْلُهُ حِينَ تَنَادَوْا
إلَى رِحْلَةٍ فِي الرِّمالِ الّتِي نَثَرَتْ عِقْدَهَا عَنْ كَثَبْ.
يَعِيشُ عَلَى غابِرٍ صامِدٍ فِي كَثِيبٍ مُصَفَّى مِنَ البَحْرِ،
أَوْ مِنْ بَقايَا غَمامٍ يَمُرُّ فَلا يُمْطِرُ النّاسَ شِعْرًا، حَيْثُ
وُلِدْنا لأَرْضٍ عَجُوزٍ. غَفَتْ فِي هِلالٍ خَصِيبٍ،
قَضَتْ نَحْبَهَا مِنْ نَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى، وَنِصْفٌ تَبَعْثَرَ مِنْ غَيْرِ
نَظْمٍ عَلَى شاطِئِ النَّفْسِ، حَيْثُ اعْتَرَفْتَ بِضِيقِ الصَّحَارِي
الّتِي أَيْنَعَتْ فِي الخُطَبْ. فَعُدْتَ إلَى القَلْبِ فَرْخَ حَمامٍ،
رَماهُ الرُّمَاةُ عَلَى الدَّرْبِ، تَسْأَلُ عَمَّا دَهاكَ لِتَتْركَ عُشًّا
وَفِيرَ الزَّغَبْ. تَذَكَّرْتَ حَرْفَكَ، حَتَّى نَسِيتَ القَوافِي
عَلَى بابِ بَيْتٍ بِأَرْضِ العَرَبْ. "هُنا"كَ هُنا، "هُنا"يَ هُنا.
وَحَيْثُ الْتَقَيْنَا نُوَدِّعُ أَشْعارَنَا، نُودِعُ الغَيْمَ زُغْرُودَةً
فِي تُرابِ النَّسَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَدَثَّرَ بِالهَمْسِ مِثْلَ حَفِيفٍ
قَضَى بَيْنَ إغْفاءَةٍ فِي الحُقُولِ، وَبَيْنَ الهُرُوبِ إلى النَّبْعِ
حِينَ بَراهُ سَغَبْ. تَرَكْتَ لِسانَكَ خَلْفَ التِّلالِ الّتِي
أَيْنَعَتْ فِي الطَّرَبْ. وَجُبْتَ البَوَادِيَ، ثَمَّ الحَواضِرُ
أَضْحَتْ غَضَبْ. وَكَانَ الكَلامُ عَلَيْكَ ثَقِيلاً، فَلا لَثْغَةٌ
بَقِيَتْ لَكَ، لا صَوْتَ غَيْرَ سُؤَالِ التُّرابِ عَنِ البِئْرِ، عَنْ
وَرَقِ التّوتِ، حَيْثُ عَرَفْتَ الجَوابَ. تَرَكْتَ لِسانَكَ،
ما مِنْ عَرِيبٍ أَتَاكَ يُحَدِّثُ عَمَّا جَرَى لَكُما فِي بِلادِ
العَرَبْ. لَأنَّ الحَدِيثَ هُناكَ حَرامٌ عَلَى النّاسِ، حَرامٌ
عَلَى أَوْلِياءِ الأمُورِ - ما أكثرَ الأَوْلياء - حَرامٌ
عَلَى الوَطَنِ المُغْتَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفٌ، وَنِصْفٌ لِسانِي. غَرِيبانِ هَامَا بِكُلِّ مَكانٍ.
مَكانِي شَتِيتٌ إذَا رُحْتُ أَبْحَثُ فِي القَفْرِ عَنْ قَتْبِ رَحْلِي،
إذَا طَافَ لَفْظِي عَلَى بَحْرِ رَمْلٍ، وَهَامَ يُدَوِّرُ فِي مَطْلعِ
الشّمسِ عَنْ مَنْبعٍ دافِقٍ فِي لِسَانِي.

***

من مجموعة: لغة أم
منشورات زمان، القدس 2006

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

لثغة

سلمان مصالحة

لثغة


سُـئِلَ الحَكِيمُ:
هَلِ الـمَشـاعِرُ تُفْتَـدَى؟
فَأَجـابَ فِـي غَـضَـبٍ
وَلَـثْـغِ لِسـانِ:

السبت، 26 سبتمبر 2020

لماذا الترجمة، وكيف؟

من الأرشيف - عام 2005: 

 
استفتاء إيلاف - (4):

كيف يترجم الشاعرُ شاعرا؟ 

يكاد أن يُجمع جل المترجمين العرب على مقولة صلاح الصفدي، كما وردت في كشكول العاملي: "للترجمة في النقل طريقتان إحداهما أن يُنظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات الأجنبية وما تدل عليه من المعنى فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها وينتقل إلى الأخرى حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه... الطريق الثاني: أن يأتي الجملة فيحصل معناها في ذهنه ويُعبّر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها".

مانع سعيد العتيبة || لماذا نصلّي

مختارات شعرية -


مانع سعيد العتيبة ||

لماذا نصلّي

لِمَاذَا نُصَلِّي لِرَبِّ الخَلِيقَةْ
وَيَقْتُلُ فِينا الشَّقِيقُ شَقِيقَهْ

الاثنين، 31 أغسطس 2020

الجامعة

سلسلة أسفار التوراة:


الجامعة

ترجمة عربية جديدة

سلمان مصالحة

اقرأ الكتاب:

الأحد، 23 أغسطس 2020

تطبيع العرب في إسرائيل



لقد آن الأوان لأن يقف العرب في البلاد على رجليهم الاثنتين في بلدهم هنا، لا أن يضعوا رجلًا هنا ورجلًا هناك، كمن هو عالق في أرض حرام بلا أفق.

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

سميح القاسم || ليلاً ، على باب فدريكو

 مختارات شعرية:


سميح القاسم ||

ليلاً ، على باب فدريكو


فدريكو..
الحارسُ أطفأَ مِصْباحَه 
انزلْ
أنَذَا منتظرٌ في الساحَة

الجمعة، 14 أغسطس 2020

لبنان، الفرصة الأخيرة

 
إنّ الكارثة الأخيرة التي ضربت لبنان هي فرصة ذهبية تسنح الآن أمام الجيل اللبناني الجديد، لإعادة الأمل ليس فقط إلى سكّان هذه الدولة، وإنّما للفضاء العربي بأسره.

الاثنين، 10 أغسطس 2020

الحسين بن علي || أعلمت أنّ من الرماح قدودا

مختارات تراثية:


في مديح ملكتنا اليمنيّة - بلقيس الصغرى

الحسين بن علي ||

أعلمت أنّ من الرماح قدودا


أعلى الأنامِ أبًا وأكرم طيبةً
وأتمّ أعراقًا وأصلب عُودَا

الأحد، 9 أغسطس 2020

نقطة البيكار


 سلمان مصالحة ||

نقطة البيكار

المُؤمِنُونَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ
يَنْزِلُ إليهم مِنَ السَّماءِ
يَعِيشُونَ جَوْعَى دَهْرًا.

الجمعة، 7 أغسطس 2020

كالمستجير من الجائحة بالنائحة


 علينا الاعتراف أمام أنفسنا أنّ كلّ هذه العصبيّات التي ترضع من الدين، والطائفة والقبيلة، هي الدود الذي أفسد على العرب لذّة الوجود.

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

بيروشيما



من الأرشيف- سبتمبر 1982



هذا نص قديم، لم يُنشر في كتاب.

كنت قد نشرته باسم ”سلمان سلمان“ نُشر أوّلًا في صحيفة ”الاتحاد“ الحيفاوية في 24 سبتمبر 1982، ثمّ نُقل ونشر أيضًا على غلاف مجلة ”فلسطين الثورة“ إبّان حصار بيروت.


أعيد نشره الآن بعد رؤية مشاهد المدينة وناسها إثر الانفجار الهائل الذي ضربها.

الأربعاء، 22 يوليو 2020

عن الحبّ والعود وأشياء أخرى


سلمان مصالحة ||

عن الحبّ والعود وأشياء أخرى


رَحَلَ ٱلنَّهَارُ، فَلَاحَ لِي
طَيْفُ ٱلَّتِي مَلَكَتْ فُؤَادًا
أَسْكَرَتْهُ وَوَلَّتِ.

الاثنين، 20 يوليو 2020

بين الحارث وكسرى

مختارات تراثية -

بين الحارث بن كلدة وكسرى أنو شيروان


إجابات الطبيب العربي الحارث بن كلدة الثقفي على أسئلة كسرى أنوشيروان

مخطوط في معهد الثقافة والدراسات الشرقية، جامعة طوكيو، اليابان
 

الأحد، 19 يوليو 2020

عبد المسيح الأنطاكي || أيا صوفيا

مختارات تراثية:

 

عبد المسيح الأنطاكي ||

أيا صوفيا


أَيَا صُوفِيَا، مَاذَا جَنَيْتِ لِتُصْبِحِي
فِنَاءً يَضِجُّ ٱلْعِلْجُ فِيكِ وَيَنْهَقُ؟

حَمَلْتِ صَلِيبَ ٱلرَّبِّ دَهْرًا وَصُنْتِهِ
إِلَى أَنْ قَضَى مَنْ جَاءَ إِفْكًا يُصَدِّقُ

إِذَا كَانَ كَبْشُ ٱلتُّرْكِ لِلّٰهِ ذَاكِرًا
فَإِنِّي إِلَى رَبِّ ٱلْبَرِيَّةِ أَشْوَقُ

وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَافِقٍ
تَلَبَّسَ إِسْلَامَ ٱلْفَلَا يَتَشَدَّقُ

وَقَدْ جَاءَ مِنْ أَرْضِ ٱلْغُزَاةِ بِبَلْقَعٍ
إِلَى بَلَدٍ فِي ٱلرَّوْضِ، بِٱلنَّوْرِ يُشْرِقُ

لَقَدْ عَاشَ يَغْزُو كُلَّ مَنْ كَانَ جَارَهُ
فَلَا ٱلدِّينُ يَهْدِيهِ وَلَا يَتَرَفَّقُ

فَلَا تَيْأَسِي مِنْ ظَالِمٍ طَالَ كَيْدُهُ
فَإِنَّ لِكُلِّ ٱلْخَلْقِ وَقْتًا يُدَقَّقُ

فَإِنْ كَانَ كَٱلسُّلْطَانِ تَاهَ تَجَبُّرًا
فَإِنَّ ٱلْمَوَاضِي بِٱلْأَبَالِسِ تَلْحَقُ

أَيَا صُوفِيَا، إِنِّي ذَكَرْتُكِ صَابِرًا
وَفِي ٱلْعَيْنِ دَمْعٌ رَائِقٌ يَتَرَقْرَقُ

فَلَا تُنْكِرِي عَهْدَ ٱلصَّلِيبِ فَإِنَّهُ
عَلَى ٱللّٰهِ مِنْ عَهْدِ ٱلْمَآذِنِ أَصْدَقُ

*
نقلا عن مخطوطة كتاب:
تبيان النفائس في بنيان الكنائس“.





السبت، 18 يوليو 2020

ناتان زاخ || قصيدة NO نموذجية


من الشعر العبري المعاصر:

 

ناتان زاخ ||

قصيدة NO نموذجية

قالَ الحكيمُ لِي طاي پِهْ
وَهُناكَ مَنْ يَقُولُ لِي طايْ پُهْ:

السبت، 11 يوليو 2020

هبط الليل

سلمان مصالحة ||

هبط الليل

هَبَطَ اللَّيْلُ فَحَارَ، وَمَضَى يَطْوِي
ٱلنَّهَارَ. بَاحِثًا عَنْ بَعْضِ لَحْنٍ، قَدْ
تَلَاشَى، حِينَ سَارَ خَلْفَ صَوْتٍ
أَنْكَرُوهُ. فَضَّلُوا ٱلْعَيْشَ ٱجْتِرَارَا.
نَزَلُوا دَهْرًا بِأَرْضٍ، فِي لِوَى
ٱلرَّمْلِ أَسَارَى.

الأحد، 14 يونيو 2020

ماذا تبقّى

سلمان مصالحة ||

ماذا تبقّى 

تَلَوَّتْ نِياطُ القَلْبِ،
مَادَتْ بِهِ  النَّفْسُ.
وَحَلَّتْ دَوَاهِيهِ عَلَيهِ،
فَمَنْ يَأْسُو؟

الأربعاء، 27 مايو 2020

عن الوحدة العربية


من الأرشيف -


في منتصف سنوات التسعينات من القرن المنصرم كنت نشرت عمودًا صحفيًّا في جريدة ”الحياة الجديدة“ الفلسطينية، وأطلقت عليه اسم ”حبل الغسيل“. كثير من الأمور التي نشرتها آنئذ لا زالت على حالها، لقد توقّف الزمن وكأنّ شيئًا لم يتغيّر.

هاكم إحدى هذه المقالات المؤرخة بـ 5 حزيران 1995:

*

الاثنين، 25 مايو 2020

أرى خلل الظلام

سلمان مصالحة ||

أرى خلل الظلام


أَرَى خَلَلَ الظَّلامِ وَمِيضَ
صَوْتٍ، وَيُوشِكُ أَنْ يَكونَ
بِهِ كَلامُ.

تَنامَى ٱلضَّوْءُ، بِالأَحْزَانِ
يُذْكَى، وَشَاعَ الوَهْمُ
خالَطَهُ ٱهْتِمَامُ.

الأحد، 24 مايو 2020

آچي مشعول || شجاعة

آچي مشعول ||

شجاعة


عِنْدَمَا كُنَّا صَغيرَاتٍ
وَقَفْنَا مُقَهْقِهَاتٍ حَوْلَ بُرَازِ كَلْبٍ
نَتَنَافَسُ بِشَجَاعَةٍ
أَنْ نَلْمَسَ.

الآنَ نَحْنُ نَفْعَلُ ذٰلِكَ
مَعَ ٱلكَلِمَةِ
شَيْخُوخَة.
*
ترجمة سلمان مصالحة

الاثنين، 18 مايو 2020

نشيد الأناشيد

سلسلة أسفار التوراة:


نشيد الأناشيد

ترجمة عربية جديدة

سلمان مصالحة

اقرأ الكتاب:

الجمعة، 15 مايو 2020

هات الناي يا عمر

أرشيف -

سلمان مصالحة

هات الناي يا عمر


قِفْ يَا زَمانُ
وَهاتِ النّايَ يَا عُمَرُ.
اليَوْمَ يَوْمُ احْتِفالٍ،
وَالثَّرَى إبَرُ.

قِفْ يَا زَمانُ عَلَى
يَوْمٍ كَأنَّ بِهِ
مِثْلَ الظَّلامِ، وَلكِنْ
فِي الدُّجَى خَبَرُ.

قَدْ وَدَّعُونَا
غَداةَ اشْتَدَّ ساعِدُهُمْ
زُغْبَ الحَواصِلِ
لَمْ تَكْبُرْ بِهِمْ فِكَرُ.

قَدْ وَدَّعُونَا، وَغَابُوا
خَلْفَ نَاظِرِنَا.
حَتَّى اسْتَراحَ عَلَى أجْسادِهِمْ
عَفَرُ.

لَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدٍ، إلاَّ
وَقَدْ وَقَعَتْ، مِنْهُ
عَلَى الدَّرْبِ دَمْعَاتٌ
بِهَا غَبَرُ.

وَالواقِفُونَ
عَلَى الأحْلامِ رايَتَهُمْ
يَسْتَبْشِرونَ ضِياءً،
لَيْسَ يَنْدَثِرُ.

طالَ الوُقُوفُ على أُمِّ
الطّريقِ سُدًى،
وَالقَلْبُ مِنْ أمَلٍ
يَخْبُو وَيَسْتَعِرُ.

طالَ الوُقُوف عَلَى جَمْرٍ
كَأنَّ بِهِ
تحْتَ الرّمادِ حَرِيقًا
أيْنَمَا عَبَرُوا.

طالَ الوُقُوفُ
عَلَى دَرْبِ النُّزُوحِ، وَما
جَاءَ البَشِيرُ، ومَا ماتَتْ
بِهِمْ ذِكَرُ.

يَسْتَقْبِلُونَ سَراةَ الصُّبْحِ
مَوْطِنَهُمْ.  فِي كُلِّ
مَوْطِئِ عَيْنٍ
مِنْهُمُ أَثَرُ.

فَالأرْضُ أرْضُهُمُ
لا يَبْرَحُونَ بِهَا،
كَالكَرْمِ، كَالقَمْحِ
كَالأَشْجارِ تَزْدَهِرُ.

وَالْبَحْرُ بَحْرُهُمُ،
وَالغَيْمُ غَيْمُهُمُ،
وَالنَّهْرُ نَهْرُهُمُ،
وَالْغَيْثُ، وَالمَطَرُ.

لا يَتْرُكُونَ تُرابًا
كانَ لَوْنَهُمُ،
بِالدَّمْعِ قَدْ جُبِلُوا
بِالحُبِّ قَدْ فُطِرُوا.

إنَّ العُيُونَ الّتِي
فِي دَمْعِهَا أمَلٌ، قَدْ
حَمَّلُوها نَدَى الزَّيْتُونِ
تَقْتَطِرُ.

وَفِي الوُجُوهِ
مِنَ الودْيانِ نَكْهَتُها.
كَأنَّ ريحَ الصّبا
قَدّ لَفَّها العُطُرُ.

بِاللّهِ، يا شَجَرَ الزَّيْتُونِ
كَيْفَ مَضَى زَيْنُ
العِبادِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْهُ
يَحْتَضِرُ؟

بَيْنَ الجُذُورِ سَتَسْرِي
الرُّوحُ فِي عَجَلٍ،
حَتَّى يفيقَ عَلَى
أوْراقِكَ الثَمَرُ.

إنْ تَحْزَنُوا، فَلَكُمْ
يَا أَهْلَ دِيرَتِنَا، حُزْنُ
الأَنامِ شَهِيدٌ أَنَّكُمْ
بَشَرُ.

القدس، حزيران 1988
*
 
نشرت: الاتحاد 5/8/1988
 

 ***
من مجموعة: "كالعنكبوت بلا خيوط"، القدس 1989

الاثنين، 11 مايو 2020

كل على مكروهه مبسل

مختارات تراثية:


أبو العلاء المعري

كل على مكروهه مبسل


كُلٌّ عَلَى مَكْرُوهِهِ مُبْسِلُ
وَحازِمُ الأَقْوامِ لا يُنْسِلُ

فَسْلٌ أَبُو عالَمِنا آدَمٌ
وَنَحْنُ مِنْ والِدِنا أَفْسَلُ

لَوْ تَعْلَمُ النَّحْلُ بِمُشْتارِها
لَمْ تَرَها فِي جَبَلٍ تَعْسِلُ

وَالخَيْرُ مَحْبُوبٌ وَلٰكِنَّهُ
يَعْجِزُ عَنْهُ الحَيُّ أَوْ يَكْسَلُ

وَالأَرْضُ لِلطُّوفانِ مُشْتاقَةٌ
لَعَلَّها مِنْ دَرَنٍ تُغْسَلُ

قَدْ كَثُرَ الشَّرُّ عَلَى ظَهْرِها
وَأُتْهِمَ المُرْسِلُ وَالمُرْسَلُ

*

ديوان اللزوميات، دار المكتبة العلمية، الجزء الثاني صفحة 198


الجمعة، 8 مايو 2020

صفنة عربيّة

سلمان مصالحة ||

صفنة عربيّة


بَدَأْتُ مَسَائِي اليَوْمَ،
بَعْدَ تَفَكُّرٍ.
أُداعِبُ أَشْجانِي هُوَيْنَى،
عَلَى مَهَلْ.

لَقَدْ عِشْتُ أَعْوامِي
طَرِيدَ خَواطِرٍ.
فَواحِدَةٌ مَاضٍ،
وَأُخْرَى لِمُقْتَبَلْ.

وَكُنْتُ كَمَنْ يَمْضِي
بِظِلْفِهِ مُسْرِعًا،
إلَى حَتْفِهِ جَلْدًا،
فَيَعْدُو وَلا يَكِلّْ.

لأنَّ وَراءَ الأُفْقِ
بَعْضَ خَوَاطِرِي.
وَلَيْسَ هُناكَ اللّهُ،
لَيْسَ لَهُ مَحَلّْ.

لِأَنَّ هُنَاكَ ٱلْقَلْبَ،
مُذْ طُفْتُ فِي ٱلثَّرَى،
أُعَلِّلُ نَفْسِي بِٱلشَّوَارِدِ
إِذْ تَهِلّْ.

تَعَلَّقَ قَلْبِي
صَفْنَةً عَرَبِيَّةً
تَكَلَّلُ بِٱلأَفْكارِ،
وَٱلخَمْرِ
           وَٱلأَمَلْ.
*
قضايا عربية
  • دول عصابات

    ليس أسهل على العربيّ القابع في بلاد ينخر فيها الفساد من كيل السباب على العالم بأسره.


  • تفكيك العنصرية

    فإذا كانت هذه هي حال القومجيّين تجاه أبناء جلدتهم، فما بالكم حينما يكون الأمر متعلّقًا بموقفهم تجاه أقوام أخرى لا تنتمي للعرب ولا للعروبة...
    تتمة الكلام...

  • هذيان ثنائي القومية

    على خلفية الحروب في العالم العربي يتم سماع طلبات بضم المناطق الفلسطينية لاسرائيل (من اليمين)، أو اقامة دولة ثنائية القومية في ارض اسرائيل – فلسطين (من اليسار)،...
    تتمة الكلام...

شؤون محلية
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
  • كل يغني على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف.
 

نظرة ليلية على القدس (تصوير: س. م.)
ثقافات
  • القصيدة الشامية

    نَدًى بِعَيْنِكَ، أَمْ دَمْعٌ بِهِ نارُ؟
    أَمْ فَارَقَتْ سِرْبَهَا فِي الجَوِّ أَطْيَارُ؟

    وَمَنْ تَرَجَّلَ جُنْحَ اللَّيْلِ عَنْ فَرَحٍ
    إذْ رَجَّعَتْ حُزْنَهَا فِي الأُفْقِ أَسْحارُ؟

    لا زِلْتَ لَيْلَكَ أَرْضَ الشّامِ تَرْقُبُها
    شَعْبٌ تَمَلْمَلَ مِنْ ظُلْمٍ، لَهُ ثارُ



  • نشيد الأناشيد

    (1) أَنَا زَنْبَقَةُ الشَّارُونِ، سَوْسَنَةُ الوِدْيَانِ. (2) كَسَوْسَنَةٍ بَيْنَ الأَشْواكِ، كَذَا حَلِيلَتِي بَيْنَ البَنَاتِ. (3) كَتُفَّاحَةٍ بَيْنَ شَجَرِ الوُعُورِ، كَذَا حَبِيبِي بَيْنَ البَنِينِ؛ فِي ظِلالِهِ رُمْتُ لَوْ جَلَسْتُ، وَثَمَرُهُ حُلْوٌ فِي حَلْقِي.

    تتمة الكلام
  • بالكريشنا ساما

    مَنْ يُحِبُّ الزُّهُورَ لَهُ قَلْبٌ حَسّاسٌ،
    مَنْ لا يَسْتَطِيعُ اقْتِطاعَ نَوارِها
    لَهُ قلبٌ نَبيلٌ.

    مَنْ يُحِبّ الطُّيُورَ لَهُ رُوحٌ رَقيقَةٌ،
    مَنْ لا يَسْتَطيعُ أكْلَ لَحْمِها
  • رحلة صوفية

    خُذُوا مِنِّي التِّلالَ،
    وَزَوِّدُونِي بِمَا يَكْفِي مِنَ
    القَلَقِ الدَّفِينِ.

    سَئِمْتُ مِنَ التَّرَدُّدِ
    فِي بِلادٍ، رَمَتْ حُلُمِي
    بِمَاءٍ مُسْتَكِينِ.



اقرأ بلغات أخرى
  • געגועים לירושלים

    כל אחד מחפש את ירושלים שלו. ברגע שהוא משיג אותה, הוא פונה לחפש אותה במקום אחר. משורר פלסטיני צעיר, שחזר גם הוא לפלסטין בעקבות הסכמי אוסלו, נדרש להרחיק את עצמו בחזרה אל גלותו בסופיה כדי לכתוב על ירושלים
    כל הפרטים
  • Por Um Lado e Pelo Outro

    No momento em que cada um dos dois povos, em dois Estados independentes, construir um Estado secular e democrático em seu próprio lado, deixando claro, que a fronteira entre ambos não terá nenhum significado.
    Read more

  • Refugee Blues

    Say this city has ten million souls,
    Some are living in mansions, some are living in holes:
    Yet there's no place for us, my dear, yet there's no place for us.

    Read more


لغات الموقع