مقالة شعرية -
حول السقوط الأخلاقي، لكلّ دعاة القومية والوطنية ورافعي شعارات الدجل الاشتراكي ومعاداة الاستعمار وما إلى ذلك من تقليعات بلاغية تليدة وبليدة، بدعمهم للأنظمة العربية المستبدّة بالبلاد والعباد.
سلمان مصالحة ||
سقط القناع
سَقَطَ القِناعُ عَنِ الَّذِينَ
تَنَكَّرُوا بِشِعارِهِمْ دَهْرًا،
فَسارُوا، شَمَّرُوا
عَنْ ساعِدِ الدَّجَلِ، الَّذِي
جُبِلُوا بِهِ، مُذْ كانَ أَوَّلُهُمْ،
وَمُذْ أَنْ حَرَّرُوا
بِشِعارِهِمْ صُحُفًا،
قَصائِدَ دُبِّجَتْ،
بِكَلامِ مَنْ خَدَعَ الشُّعُوبَ،
يُحَبِّرُ.
سقطَ القناعُ
عَنِ الَّذينَ تَشَدَّقُوا زَمَنًا
بِحَقِّ الشَّعْبِ، كَيْ
يَتَصَوَّرُوا
لِلنّاسِ، مَدْعاةً لِدَعْمِ
رُؤُوسِهِمْ. وَالرَّأْسُ
مُنْتَفِخٌ،
بِزِيفٍ يَقْطُرُ.
سَقَطَ القِناعُ
عَنِ الَّذِينَ تَمَرَّغُوا
بِوُحُولِ مَنْ ظَلَمُوا
وَصَلَّوْا، كَبَّرُوا
لِلظَّالِمِينَ، بِصُبْحِهِمْ
وَعَشِيِّهِمْ. وَتَراقَصُوا
فَوْقَ القُبُورِ، تَبَخْتَرُوا.
يَتَراكَضُونَ عَلَى الفُتاتِ،
فَدَأْبُهُمْ: إنْ أَوْلَمَ الوالِي
طَعامًا، كَرَّرُوا
مَدْحًا لِسِيرَتِهِ، وَحُسْنِ
سُلُوكِهِ. طَمَعًا بِبَعْضِ
صِلاتِهِ، وَتَضَوَّرُوا.
لا الطِّفْلُ، إذْ يَبْكِي،
يُثِيرُ لَدَيْهِمُو عَطْفًا،
وَلا الشَّيْخُ الَّذِي
يَتَحَسَّرُ.
لَوْ كانَ مِنْ حَجَرٍ
فُؤادٌ فِي الحَشَا، لَتَحَرَّكَ
القَلْبُ، الَّذِي يَتَحَجَّرُ،
لِمَشاهِدٍ تَأْتِي إلَيْنا
مِنْ ثَرَى بَلَدٍ تَلاشَى،
فِي الرَّمادِ
يُعَفَّرُ.
لٰكِنَّهُمْ، صِنْفٌ غَرِيبٌ،
قَدْ هَوَى مِنْ شاهِقِ
العاجِ الَّذِي قَدْ عَمَّرُوا.
يَتَبَخْتَرُونَ كَسَادِرٍ فِي
غيِّهِ. لا يَأْبَهُونَ بِمَا
تَراهُ الأَنْظُرُ.
سَقَطَ القِناعُ عَنِ الَّذِينَ
تَمَخْتَرُوا دَهْرًا عَلَيْنا.
آنَ
أَنْ يَتَبَخَّرُوا.
*