عن كلام جنبلاط ومن قد يقولون قوله

مخترة جنبلاط وأمثاله -


إنّ الزعامات الطائفية الوراثيّة والتوريثيّة في هذا المشرق، وجنبلاط أحد أمثلتها البارزة، لا يمكن بأيّ حال أن تشكّل مثالاً يُقتدى لدى هذه الأقليّة التي بقيت وصمدت في وطنها على رغم كلّ الصعاب.


توريث على الطريقة العربية

سلمان مصالحة ||

عن كلام جنبلاط ومن قد يقولون قوله


بدل أن تشتغل الزعامات الطائفية اللبنانية، على تشكيلاتها وتقليعاتها الدينية والدنيوية كافّة، في حلّ مشكلاتها المزمنة، تظهر علينا هذه الزعامات بين فينة وأخرى عبر شتّى وسائل الإعلام محاولة تصدير جميع عيوبها السياسية والاجتماعية إلى محيطها. والعيوب كما هو معروف هي عابرة للحدود الجغرافية والسياسية، فما بالكم بهذا النوع القاتل من العيوب القبليّة والطائفيّة؟

ولأنّ الأقربين، كما يقال، أولى بالمعروف، نجد لزاماً علينا أن نضع النقاط على الحروف المبهمات. إنّ الكلام هذه المرّة سيُوجّه إلى «البيك»، زعيم المختارة والزعيم اللبناني وليد جنبلاط. والمناسبة هي ما أُشيع ونُشر من كلام منسوب إليه في شأن تبجيل مواطنين من إسرائيل نفّذوا العمليّة في «الحرم القدسي»، وإسباغه عليهم نعت «المجاهدين». لقد تصادف أن كان ضحايا هذه العمليّة حارسين شرطيّين على أبواب «الحرم القدسي» ينتميان إلى الطائفة العربية الدرزية. بالتأكيد، لم تكن العملية موجّهة ضدّ أفراد ينتمون إلى الدروز، غير أنّ جنسية المنفذين الإسرائيلية والموقع المقدّس الذي نُفّذت فيه أثارت حساسيّات طائفيّة، سارع الكثيرون إلى إخمادها قبل أن تتطوّر إلى أمور لا تُحمد عقباها.

إنّ الأحداث التي تعصف بهذا المشرق في الأعوام الأخيرة تصل أصداؤها إلى هذه الربوع التي تعيش فيها الأقلية العربية بظروفها الخاصّة في إسرائيل. وعلى رغم كلّ النّزيف العربي الطائفي المقيت خلف الحدود، حافظت هذه الأقليّة بحدسها الطبيعي وببصيرة العقلاء فيها، من مختلف الطوائف، على لحمتها الاجتماعيّة. وعلى رغم كلّ الصعوبات لم تدع هذه الأقليّة كلّ هذا الشرار الطائفي أن يُشعل حريقاً في ربوعها وبين صفوفها.

من هذا المنطلق ولأنّنا هنا في هذه الربوع، وعلى غرار أهل مكّة، أدرى بشعابنا هنا، بل أبعد من ذلك، لأنّنا هنا أدرى ليس فقط بشعابنا، بل بشعوبنا أيضاً، فإنّ الكلام موجّه إلى جميع زعماء الطوائف والقبائل عبر الحدود أن يتركوا هذه الأقليّة وشأنها.

إنّ الزعامات الطائفية الوراثيّة والتوريثيّة في هذا المشرق، وجنبلاط أحد أمثلتها البارزة، لا يمكن بأيّ حال أن تشكّل مثالاً يُقتدى لدى هذه الأقليّة التي بقيت وصمدت في وطنها على رغم كلّ الصعاب. إنّ الأجيال العربية الناشئة لدينا تبحث عن مستقبل آخر يقع على طرف نقيض لكلّ ما تراه من حولها. هذه الأجيال تبحث عن سُبُل لتخطّي كلّ هذه الأوبئة الاجتماعية التي تشهدها في هذا المشرق العربي النازف.

لهذا السبب، ولأسباب كثيرة أخرى لا يتّسع المجال للتطرّق إليها الآن، ليس من قبيل الصدف أنّ هذه الأقليّة العربية في إسرائيل وبجميع طوائفها، وكما يتّضح من كلّ الاستطلاعات التي أُجريت في الأعوام الأخيرة، لا ترغب بأيّ حال من الأحوال أن تكون جزءاً من أيّ كيان سياسيّ عربيّ أو فلسطيني على الإطلاق. وهذا ما تعبّر عنه أيضاً القيادات السياسية، الثقافية والاجتماعية الفاعلة بين صفوف هذه الأقليّة.

هذه هي حقيقة هذه الأقلية الباقية في وطنها الذي صار جزءاً من الكيان السياسي الإسرائيلي. فنضال هذه الأقلية نضال سياسي ضمن الكيان السياسي الإسرائيلي. وفي هذا النضال لا مكان بأيّ حال من الأحوال وفي أيّ من الظروف، لا للدواعش ولا لأشباه الدواعش بيننا. لهذا أيضاً، يجب التحلّي بالشجاعة الأخلاقية ونبذ وإدانة كلّ نبرة طائفيّة، مهما صغرت ومهما كان مصدرها. إذ إنّ هذا الشرار الطائفيّ سرعان ما ينتشر ويشعل الحرائق التي لا تُبقي ولا تذر.

وخلاصة القول، إنّ المخترة تضحي أحياناً مخطرة. لهذا فإنّ الزّعامات الطائفية والدينية في هذا المشرق، على اختلاف تشكيلاتها، مدعوّة إلى حلّ مشاكلها وإشفاء عيوبها المزمنة في مواقع وجودها بدل العمل على نقلها إلى ربوعنا. لسنا بحاجة إلى اقتناء هذا النوع من العيوب، فلدينا ما يكفي منها ونحن نصارعها بأنفسنا. وكما ذكرت آنفاً، نحن هنا أدرى بشعابنا منكم، ونحن هنا أدرى منكم بشعوبنا وشعوبكم أيضاً.
*
الحياة، 22 يوليو 2017

***

تعقيبات على المقال:
رامي الريس، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الأنباء
قصي الحسين، أستاذ في الجامعة اللبنانية، الأنباء
 

الانقسام الفلسطيني يخدم إسرائيل


أيّ خطوة لتحريك العملية السلمية بين الجانبين تستدعي الإطاحة بالقيادات السياسية الحالية في كلّ من إسرائيل وفلسطين.

سلمان مصالحة ||


الانقسام الفلسطيني يخدم إسرائيل


كل من اعتقد أو عقد آمالاً في الماضي على تدخّل القوى العظمى لحلّ الصراع الإسرائيلي العربي، أو الإسرائيلي الفلسطيني تحديدًا، قد عاد بخفّي حنين. وكلّ من لا يزال يملك ذرّة من اعتقاد بأنّ العالم، وفي مقدّمه الولايات المتحدة، سيُقدم على اتّخاذ خطوات عملية لدفع مسيرة ما لحلّ هذه القضية المُزمنة سيُمنى، بلا أدنى شكّ، بخيبات متجدّدة.
المرّة الوحيدة التي حصلت فيها حلحلة ما على المسار الإسرائيلي الفلسطيني كانت في أوسلو، أي بمبادرة ذاتية فلسطينية-إسرائيلية. وفقط بعد أن حيكت صفقات أوسلو بين الجانبين دخلت الولايات المتحدة على الخطّ، أو تمّ إعلامها وإشراكها، لأجل مباركة ما اتّفق عليه الجانبان بمباحثات سريّة بينهما.

هذه هي حقيقة سلوكيّات القوى العظمى والمؤثّرة، فهي لا تشحذ أظفارها لتحكّ جلود المتصارعين. فهذه القوى لا تتدخّل في الصراعات الإقليمية إلاّ في حال حصول تهديد لمصالحها المباشرة. كذا كان في الماضي وكذا سيكون.

طالما انتظر العرب في الماضي أن يحصل تغيير مع تبدّل الإدارات الأميركية بعد الانتخابات، غير أنّ شيئًا لم يحدث بعد استبدال رئيس وإدارة برئيس آخر وإدارة أخرى.

وها هم الفلسطينيّون والعرب ينتظرون أن يأتي الفرج من الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. لكن، يجب ألاّ يغيب عن الأذهان أنّ أميركا لا تحرّك ساكنة إلاّ حينما تشعر أنّ مصالحها مهدّدة.

ولكن، حتّى لو افترضنا أنّ ثمّة مصلحة للعالم وللولايات المتحدة في دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للدخول في مفاوضات سلام والمضيّ قدمًا بغية إنهاء الاحتلال وحلّ هذا الصراع، فهل هنالك قيادات إسرائيلية وفلسطينية بوسعها اتّخاذ قرارات صعبة غايتها الوصول إلى حلّ ينهي الصراع على هذه الأرض؟

من ينظر بعيون بصيرة إلى الواقع في الحالين، الإسرائيلية والفلسطينية، يرى أفقًا مسدودًا، ففي الجانب الإسرائيلي، لا يمكن الوثوق بهذه الحكومة الإسرائيلية وبقدرتها على اتخاذ قرارات بهذا الحجم الذي يتطلّبه حلّ القضايا الجوهرية لهذا الصراع المتمثّلة بانهاء الاحتلال الجاثم منذ خمسة عقود، بما فيه احتلال القدس الشرقية، وإيجاد صيغة لحلّ قضيّة اللاجئين. هذه الحكومة الإسرائيلية ترتكز على أركان من أقصى اليمين الديني والدنيوي وهي أكثر الحكومات تطرّفًا في هذه القضايا. وحتّى لو افترضنا أنّ تركيبة هذه الحكومة الإسرائيلية قد تبدّلت بعد انتخابات قادمة، أو لتغيير حاصل في الائتلاف الحكومي، فهل هذا الأمر يضمن تقدّمًا في مسار السلام؟

وماذا بشأن الوضع السياسي الفلسطيني من الجهة الأخرى؟ بخصوص هذا الجانب الفلسطيني، فحدّث ولا حرج. إذ إنّ الانقسام السياسي الفلسطيني منذ عقد من الزمان، والذي لا يبدو أنّه ذاهب إلى انفراجة في المستقبل المنظور، ينفي وجود قيادة فلسطينية واحدة بوسعها اتّخاذ قرارات بحجم حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فلا سلطة الضفّة الغربية تستطيع التحدّث باسم غزّة، ولا سلطة غزّة تستطيع التحدّث باسم سلطة رام الله. وكلّ هذا ناهيك عن إمكانية الحديث أو اتّخاذ قرارات ديمقراطية يقبل بها الفلسطينيّون.

وهكذا، فإنّ هذا الانقسام السياسي الفلسطيني المستحكم على الأرض يخدم في نهاية المطاف اليمين الإسرائيلي الذي يعيد ويكرّر دعوى عدم وجود شريك فلسطيني لعقد اتفاقية سلام تنهي الصراع.

لذلك، وعلى خلفية هذا الوضع المظلم في هذا الملفّ فإنّ أيّ خطوة لتحريك العملية السلمية بين الجانبين تستدعي الإطاحة بالقيادات السياسية الحالية في كلّ من إسرائيل وفلسطين. إنّ القيادات الحاليّة لدى الطرفين غير مؤهّلة أو غير قادرة على اتّخاذ قرارات تاريخية بهذا الحجم.
*
الحياة، 14 يوليو 2017


حيثما يشيخ المجرمون


سلمان مصالحة ||

حيثما يشيخ المجرمون


حَيْثُما يَشِيخُ المُجْرِمُونَ،
لا يَنْبُتُ زَرْعٌ فِي السُّهُول.
لا يُزْهِرُ وَرْدٌ عَلَى خُدُودِ
الصَّبايا، وَلا الوَعْدُ عَلَى
قُيُودِ الحَكايا. لا تَحْلُمُ
الأَرْحامُ بِالوُعُولِ.

حَيْثُما يَشِيخُ المُجْرِمُونَ،
لا تُسْتَساغُ فِي الفَمِ لُقْمَةٌ.
لا يُحْسَبُ الصُّبْحُ فِي عِدادِ
الزَّمَنِ، وَلا يُنْسَبُ المَساءُ
إلَى خَيالِ النّاسِ. حَيْثُما
يَشِيخُ المُجْرِمُونَ، لا تَغِيبُ
الشَّمْسُ وَراءَ الأُفُقِ، وَلا
يَدْلِفُ النُّعاسُ لِلْعُيُونِ.

حَيْثُما يَشِيخُ المُجْرِمُونَ،
لا يَعْرِفُ المُؤْمِنُونَ سَبِيلاً
إلَى اللّٰهِ. الغائِبُ لا بَيْتَ لَهُ
فِي قُبَّةِ السَّماءِ، ناهِيكَ عَنْ
أَدِيمِ الأَرْضِ. لا يُثْمِرُ حَمْلٌ
فِي الأَحْلامِ. حَيْثُما يَشِيخُ
المُجْرِمُونَ، لا يَكْبُرُ طِفْلٌ
فِي الحُقُول.

حَيْثُما يَعِيشُ المُجْرِمُونَ
لا يُكْتَبُ شِعْرٌ أَبَدًا.
لا يُحْسَبُ النَّثْرُ مَدَدًا.
وَلا الصَّمْتُ يُنْسَبُ عَدَدًا.

حَيْثُما يَعِيشُ وَيَشِيخُ
المُجْرِمُونَ،
لا تُسْتَساغُ اللُّقْمَةُ،
وَلا تُسْتَساغُ
حَتَّى النَّقْمَةُ.
*

الهوية المعقّدة للعرب في إسرائيل


الفوارق التي تظهر بين المكوّنات الطائفية لهذا المجتمع هي مجرّد أصداء لما هو حاصل في سائر المجتمعات العربية في هذا المشرق.

هكذا راحت فلسطين


في ذكرى النكبة:


هكذا راحت فلسطين


كيف ترك أبناء العائلات المعروفة بالوجاهة والزعامة البلاد وتركوا العباد يواجهون مصيرهم.

توفيق طوبي || دفاعًا عن استقلال إسرائيل


في ذكرى النكبة:

  وثيقة  - 

 

نقدم هذه الترجمة العربية خدمة للقارئ العربي:
خطاب القائد الشيوعي الفلسطيني، توفيق طوبي،
في الكنيست الإسرائيلي، 21 نوڤمبر 1949

نزلت علينا محنة


سلمان مصالحة ||

نزلت علينا محنة


نَزَلَتْ عَلَيْنا مِحْنَةٌ
بِمَكانِ. في بُقْعَةٍ جُبِلَتْ
مِنَ العُرْبانِ.

إمّا الوحدات القائمة أو الدم


مختارات صحفية




حازم صاغية ||

إمّا الوحدات القائمة أو الدم


بصراحة، وكائنة ما كانت الأسباب التي يمكن للخوض فيها أن يستمرّ دهورًا. هذه الكيانات غير قابلة للعيش في شكلها الراهن.

دم بريء في كفريّا والفوعة بعد الدم البريء في خان شيخون بعد الدم البريء في الكنيستين القبطيّتين، وسط شلاّلات دم في العراق وليبيا واليمن...

أمام هذا الهول المتعاظم والمتمدّد استُنفدت الحجج جميعها. صحيح أنّ استبعاد السياسة يبقى السبب الأوّل في هذا العنف، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ العنف الذي استطال وتجذّر جعل استبعاد السياسة مطلبًا. الآن، كلّ طرح لحلّ سياسيّ ما هو إلاّ طرح جماعة أهليّة بعينها، كبرت أم صغرت، ضدّ جماعة أهليّة أخرى. في المقابل، بات كلّ اتّهام بارتكاب إرهابيّ ما اتّهامًا أهليًّا ينقل ما تفكّر به جماعة محدّدة وما تتخيّله. الشفقة والرحمة والتعاطف باتت قيمًا «مُطيّفة» بالكامل، أي اضمحلت كقيم. المهمّ، عند الفاعلين، ما يصلح من هذا الدم ليكون برهانًا على أنّ الطرف الآخر مجرم.

كلّ شيء تعفّن ويتعفّن. بالتدريج يختفي البعد السياسيّ من الصراعات الدمويّة، ويتّضح كم بات مستحيلًا تسييسها. تغيير الأنظمة بذاته هو ما بات يُشكّ كثيرًا في أن يكون كافيًا حتّى لو تمّ التخلّي عن بعض الرؤوس والرموز. لقد صار التغيير وراءنا، ليس لأنّنا حقّقناه، بل لأنّه لن يتحقّق. إنّه لم يعد مطلبًا وطنيًّا ينهي الحروب، في ظلّ التصدّع الواسع للمجتمعات. إنّه المطلب الذي يعاد اليوم تدويره في مطالب الأهالي المتضاربة وفي سعيهم إلى التغلّب. لهذا يغدو مستحيلًا كما يغدو سببًا لمزيد من القتل.

الرهان على الحلول من الخارج يتضاءل أيضًا. ليس فقط لأنّ سياسات الغزو الإيرانيّة – الروسيّة تُعدم الحلول، بل أيضًا لأنّ التحوّلات الأميركيّة الجديدة، ذات الطبيعة العسكريّة البحتة، تضعنا أمام مزيد من الغموض والمجاهيل. إعادة التكيّف مع هذه التحوّلات ستستدعي، بدورها، دمًا أكثر. احتمال حرب في كوريا يُستبعد أن يمهّد لسلم وتسويات في الشرق الأوسط.

فلننظر إلى ثنائيّ السياسة والعنف في بلد كلبنان، حيث العنف ضامر أو مُستوعَب أو مؤجّل. هنا يقيم هذا العنف في السياسة المتاحة على نحو لا يعوزه الشرح: مثلًا. إذا كان هدف الانتخابات، من حيث المبدأ، تفادي العنف وضبط نزاعات الشارع في المؤسّسات، فإنّ الخلاف حول القانون الانتخابيّ يشي بإرادة أخرى: الطوائف لا تريد من القانون الانتخابيّ إلاّ تمكين نفسها في مواجهة طوائف أخرى... أي، تحسين شروط غلبتها أو تحسين شرطها العسكريّ. بمعنى ما، يتصرّف اللبنانيّون وكأنّهم يحسدون «الأشقّاء العرب» على انخراطهم في العنف المباشر!

بصراحة، وكائنة ما كانت الأسباب التي يمكن للخوض فيها أن يستمرّ دهورًا. هذه الكيانات غير قابلة للعيش في شكلها الراهن. إنّها مصانع لتوليد الحروب ولإعدام التغيير. كلّ حفاظ عليها وعلى صيغة اجتماعها الوطنيّ هو تأبيد للدم والخراب (اللذين يتّهم كلّ طرف أهليّ الطرف الأهليّ الآخر بهما!). كلّ تسريع في طرح هذه المسألة، وكلّ تخفّف من حمولة الوطنيّات القاتلة، يقلّلان الدم.

المخيّلة السقيمة والكسولة (لا للتقسيم، تستفيد إسرائيل، مؤامرة المستشرقين، نحن إخوان...) آن لها أن تستريح وتريح. إنّها مسؤولة، إلى جانب المسؤولين الآخرين، عن الأرواح التي تُزهق. هذا لا يعني وجود بدائل سهلة وجاهزة. إنّه يعني أنّ الواقع القائم ينبغي أن يتغيّر فحسب، لا بوصفه أنظمة فحسب، بل بوصفه اجتماعًا أساسًا. الفصل بين المتحاربين هو الخطوة الأولى لوقف الحرب، و»الإخوة» متحاربون فحسب.

إنّ بعض الطلاقات مكلف وصعب، لكنّ إتاحة الطلاق باتت شرط إبعاد القاتل من القتيل. وها نحن لا نزال نفكّر في أمور كثيرة والمطلوب واحد... واحدٌ لا يزال، على رغم كلّ شيء، محرّمًا.
*
الحياة، 18 أبريل 2017



معنى أن تكون عربيًّا الآن


ولمّا كان هذا النّظام مهووسًا بما اقترف سابقه من جرائم بحقّ البشر في سورية ويخشى عاقبة ذلك، فقد كان يعلم أن لا طريق أمامه سوى أن يكون ”شرَّ خَلفٍ لشَرِّ سَلفٍ“.

الآن قد بان


سلمان مصالحة ||

الآن قد بان


أنا الّذي حَدَّقَتْ فِي
مَوْتِهِ الأُمَمُ. طِفْلٌ تَوَسَّدَ
تُرْبَ الشّامِ يَبْتَسِمُ.

متاهة


سلمان مصالحة ||

متاهة


الأرضُ تشتهي الأحياء.
الأحياءُ يشتهون السماء.
السّماءُ فضاءٌ بلا شَهْوة.

كلّ يغنّي على ويلاه




إنّ هؤلاء المتخبّطين في الأيديولوجيات العابرة للأقاليم العربية يتجاهلون طبيعة مجتمعاتهم التي انبنت على عقد إجتماعي متجذّر في حضارتهم...

فلسطين - لعبة البلاغ ونكبة البلاغة


وهكذا بدأت الاستعدادات العربية للحرب بغية إفشال القرار الأممي الذي قضى بتقسيم فلسطين وإنشاء دولتين، يهودية وعربية

ما أشبه نكبة الليلة بنكبة البارحة


لقد مرت الأعوام تلو الأعوام فوجد الفلسطينيون أنفسهم مؤخّرًا أنّ النكبات لم تعد حكرًا عليهم دون غيرهم، فنكبات الآخرين - سورية مثالاً - لا تقلّ مأساوية وبشاعة عن نكباتهم
مرآة الشرق، 5 أيار 1927

بؤس الخطاب السياسي الفلسطيني


هكذا وخلال سنوات طويلة، اختفت مليارات الدولارات التي قُدّمت دعمًا لفلسطين وأهلها من طرف الدول المانحة، وانتشر الفساد في كلّ شبر من الأرض الفلسطينية التي تخطو فيها السلطة الفلسطينية المنبثقة من «اتّفاقات أوسلو».

عبد القادر الجزائري طورا تراني


مختارات شعرية:


عبد القادر الجزائري

طورا تراني


فَطورًا تَراني مُسْلمًا أَيَّ مُسْلمٍ
زَهُودًا نَسُوكًا خاضِعًا طالبًا مَدَّا

هناك فصيل من الشعراء



سلمان مصالحة ||

هناك فصيل من الشعراء


هُنَاكَ فَصِيلٌ مِنَ الشُّعَرَاء
يَخُطُّونَ قَوْلًا، «بِلَا قَافِيَهْ»،

يا شبيحة العالم، اتحدوا


واللافت الآن في هذه القضية هو ما كشفته من عمق الهوّة القائمة بين المؤسسة العسكرية وبين رأي الشارع الشعبوي الذي يعبّر عن تعاطفه مع الجندي...

حلم البحث عن قبيلة جديدة



أوليس هذا الخراب الكبير في الأحوال العربية مردّه إلى خراب بنيوي وتمزّق متجذّر لم يستطع العرب وطوال قرون طويلة جمع شراذمه القبلية والطائفية في كيان سياسي واحد عابر لهذه العصبيات.


سقط القناع


مقالة شعرية -

حول السقوط الأخلاقي، لكلّ دعاة القومية والوطنية ورافعي شعارات الدجل الاشتراكي ومعاداة الاستعمار وما إلى ذلك من تقليعات بلاغية تليدة وبليدة، بدعمهم للأنظمة العربية المستبدّة بالبلاد والعباد.


سلمان مصالحة ||

سقط القناع


سَقَطَ القِناعُ عَنِ الَّذِينَ
تَنَكَّرُوا بِشِعارِهِمْ دَهْرًا،
فَسارُوا، شَمَّرُوا

عَنْ ساعِدِ الدَّجَلِ، الَّذِي
جُبِلُوا بِهِ، مُذْ كانَ أَوَّلُهُمْ،
وَمُذْ أَنْ حَرَّرُوا

بِشِعارِهِمْ صُحُفًا،
قَصائِدَ دُبِّجَتْ،
بِكَلامِ مَنْ خَدَعَ الشُّعُوبَ،
يُحَبِّرُ.

سقطَ القناعُ
عَنِ الَّذينَ تَشَدَّقُوا زَمَنًا
بِحَقِّ الشَّعْبِ، كَيْ
يَتَصَوَّرُوا

لِلنّاسِ، مَدْعاةً لِدَعْمِ
رُؤُوسِهِمْ. وَالرَّأْسُ
مُنْتَفِخٌ،
بِزِيفٍ يَقْطُرُ.

سَقَطَ القِناعُ
عَنِ الَّذِينَ تَمَرَّغُوا
بِوُحُولِ مَنْ ظَلَمُوا
وَصَلَّوْا، كَبَّرُوا

لِلظَّالِمِينَ، بِصُبْحِهِمْ
وَعَشِيِّهِمْ. وَتَراقَصُوا
فَوْقَ القُبُورِ، تَبَخْتَرُوا.

يَتَراكَضُونَ عَلَى الفُتاتِ،
فَدَأْبُهُمْ: إنْ أَوْلَمَ الوالِي
طَعامًا، كَرَّرُوا

مَدْحًا لِسِيرَتِهِ، وَحُسْنِ
سُلُوكِهِ. طَمَعًا بِبَعْضِ
صِلاتِهِ، وَتَضَوَّرُوا.

لا الطِّفْلُ، إذْ يَبْكِي،
يُثِيرُ لَدَيْهِمُو عَطْفًا،
وَلا الشَّيْخُ الَّذِي
يَتَحَسَّرُ.

لَوْ كانَ مِنْ حَجَرٍ
فُؤادٌ فِي الحَشَا، لَتَحَرَّكَ
القَلْبُ، الَّذِي يَتَحَجَّرُ،

لِمَشاهِدٍ تَأْتِي إلَيْنا
مِنْ ثَرَى بَلَدٍ تَلاشَى،
فِي الرَّمادِ
يُعَفَّرُ.

لٰكِنَّهُمْ، صِنْفٌ غَرِيبٌ،
قَدْ هَوَى مِنْ شاهِقِ
العاجِ الَّذِي قَدْ عَمَّرُوا.

يَتَبَخْتَرُونَ كَسَادِرٍ فِي
غيِّهِ. لا يَأْبَهُونَ بِمَا
تَراهُ الأَنْظُرُ.

سَقَطَ القِناعُ عَنِ الَّذِينَ
تَمَخْتَرُوا دَهْرًا عَلَيْنا.
آنَ
أَنْ يَتَبَخَّرُوا.
*

شذرات العجب من أخبار حلب


”فلما أراد الرحيل التفت إلى مكان استيطانه كالحزين الباكي لفراقها؛ ثم رفع يديه وقال: اللهم طيّبْ ثراها وهواءها وماءها وحَبّبْها لأبنائها...“

شرقية

شعر وموسيقى -


سلمان مصالحة

شرقية


عَلَى الأَكْتَافِ أَحْمَالٌ - مِنَ الشَّرْقِ الَّذِي نَزَفَا
وَفِي عَيْنِي نَدَى بَلَدِي - بِهَذَا اللَّيْلِ قَدْ نَشِفَا
فَكَيْفَ أَبُوحُ، أَوْ أَرْوِي - لَكُمْ حُزْنِي الَّذِي أَزِفَا

مكبرات صوت أم مكابرات صوتيّة؟



إنّ مكبّرات الصوت في المساجد وما تثيره من إزعاج للمواطن هي مسألة تتخبّط فيها كلّ المجتمعات العربية...

جبران خليل جبران والحلم الصهيوني

 

”تركت العرب واليهود يبحثون بأنفسهم عن حلّ للقضية الدينية الملحّة وعن قضية السلام في فلسطين. ونتيجة لهذا الوضع حصلت الكارثة الحالية“.

هل ثمّة دور للمثقف العربي؟


وهكذا رأينا أنّ العراق عراقات كثيرة، وسورية سوريات عديدة، واليمن وليبيا يمنات وليبيات كثيرة ومتصارعة.

مسجد سليمان في أيدينا

مقالة هآرتس

حين يضع المعسكران القدسَ على رأس اولوياتهم فانهم يكسرون بأيديهم الغصن القومي، الذي يدعون تبنيه ورفعه عاليا. هذه القدس، التي تشخص عيون الجميع اليها، لا ترتبط بالتوحيد الذي يدعون أنهم يحملونه.

حتّى الموت يفرّق بيننا

 

لن نعود بالذاكرة إلى المصائر التي لقيها الخلفاء والأمراء، فقد دوّنها لنا السلف في مأثوراتهم وتناقلتها الأجيال العربية على مرّ التاريخ العربي...

رد على سلمان مصالحة


أرشيف (2007):

أما بعد فهذا رد مقتضب على بعض ما جاء في مقالة المدعو سلمان مصالحة في مجلة إيلاف الإلكترونية والتي عنونها "كيف نقرأ سورة الفاتحة":

سبط الجيلاني ||

رد على سلمان مصالحة



بصفتي من حفظة القرآن الكريم والمشتغلين بعلم القراءات القرآنية وممن تشرف بخدمة القرآن لا أجد بدا من الرد على المقالة المذكورة، لما فيها من التجني الواضح، والجهل الفاضح؛ وعذرا للصراحة، ولكن لا بد من تسمية الأشياء بأسمائها في بعض المواقف، ولا سيما عندما يصل الأمر إلى حد التطاول على القرآن الكريم.

أولا: يزعم الكاتب تلميحا إلى أن قدسية القرآن تمنع المسلم من اكتشاف ما اكتشفه جنابه في سورة الفاتحة من هنات مزعومة، لأن تقديس النص يمنع من يقدسه في ظن الكاتب من استعمال عقله، وأحب أن أطمئنه إلى أن الأمر ليس كما ظن، فالقرآن حض المسلم على استعمال عقله، وقد مر منذ نزل القرآن أربعة عشر قرنا من الزمان تعاقب فيها ما لا يحصى من أذكياء العالم والعباقرة والعلماء من المسلمين المشهود لهم بالحرص على استعمال عقولهم، التي كانت بلا أدنى شك أكبر من عقل كاتب المقال المسكين، وقد أشبع هؤلاء النص القرآني دراسة وتمحيصا وتحليلا، فلا يوجد كتاب نال ما ناله القرآن الكريم من العناية والدرس، فهل فات أولئك الفطاحل الأعلام الذين لا يشق لهم غبار في اللغة والنحو والأدب وسائر علوم العربية والعلوم العقلية أمور بخطورة ما ذهب إليه صاحبنا في قراءته المتحاملة لسورة الفاتحة، التي يتلوها كل مسلم مرات عديدة كل يوم.

ثانيا: من الواضح أن الكاتب لا حظ له من علم القراءات، ولا اطلاع له على كون القرآن نزل بقراءات تختلف في بعض الوجوه، وقد وصلنا منها عشر قراءات متواترة، رواها عن رسول الله ما لا يحصى من الخلق، وحفظوها عن ظهر قلب عبر العصور دون تغيير حرف واحد منها، وانصرف إلى تقعيدها وبيانها وتفصيلها وتعليلها والتأليف فيها جم غفير من أهل العلم، فوجود بعض الاختلاف بين القراءات المتواترة لا يهول العالم وإن أشكل على مثل صاحبنا من الأغرار، فكل ذلك بالوحي، وكل ذلك نقل إلينا بأسانيد متصلة بدقة لا يرقى إليها الشك، ولكن كم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم.

ثالثا: الخلاف المشهور بين أهل العلم في عد البسملة من آيات الفاتحة لا يطعن في كونها ثابتة متواترة، فلا خلاف في كون البسملة من القرآن، ولكن الخلاف هل تحسب عند العد من آيات الفاتحة أم أنها نزلت في أولها وليست منها، كما نزلت في أوائل سائر سور القرآن باستثناء سورة التوبة، فليست البسملة معدودة من آيات أي سورة أخرى سوى سورة النمل (التي لا تعد البسملة التي نزلت في أولها من آياتها، ولكن تعد البسملة التي في وسطها من آياتها). وقد حاول الكاتب استخدام هذا الخلاف المشهور في شأن عد آيات الفاتحة، ليشكك القارئ في القرآن ويوهمه احتمال الخطأ والتحريف فيه، وما هذا إلا دليل على جهل الكاتب بعلوم القرآن، أو هو محاولة خبيثة منه للتهويل والتشويش على ضعفاء المسلمين وجهالهم.

رابعا: قول الكاتب:"أنّ النّصّ المشهور للقرآن قد تعرّض على مرّ السّنوات إلى عمليّة تحرير حتّى وصل إلى هذا الإجماع بخصوص النّصّ الّذي بين أيدينا" محاولة أخرى لإيهام القارئ أن القرآن الثابت المتواتر الذي يحفظه مليارات المسلمين عبر التاريخ قد تعرض للتغيير عبر العصور، بحيث لا يوثق بأنه وصلنا كما تلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة، وهذا غاية الجهل أو الخبث من الكاتب، فمن درس تاريخ القرآن بإنصاف حتى من غير المسلمين يشهد بأنه لا يشاركه كتاب آخر في دقة نقله وعدد من حفظه بحروفه من البشر، مما يجعله الكتاب الوحيد الذي يمكن أن يركن المرء إلى اعتياصه على التحريف، وبالتالي فالقرآن الذي وصلنا متواترا هو النص الذي أنزل على رسول الله بحروفه وحركاته وسكناته دون تبديل أو تحريف أو تغيير.

خامسا: حاول الكاتب أن يشكك في فصاحة القرآن، وفصاحة الفاتحة بالتحديد، من خلال عرضه للأصل المزعوم لكلمتي صراط ورحمن، فهذا الذي نقله عن أصلهما ليس مسلّما ولا ثابتا، كما أنه معلوم عند أهل العلم أنه يوجد أصلا خلاف بين اللغويين هل في القرآن كلمات أعجمية معربة أم لا، ومن المعلوم أن الكلمة قد تكون من أصل غير عربي ثم تدخل جسم اللغة وتصبح جزءا منها ولا يطعن أصلها بعد أن انخرطت في سلك اللغة في فصاحتها، فاللغة ليست شيئا جامدا، بل هي أشبه بكائن حي يكبر ويتطور ويزداد مع الزمن، كما أن ما لمح إليه الكاتب من احتمال وجود شبيه لكلمة رحمن في بعض لغات الأوائل لا يجعلها غير عربية الأصل. ثم من أين قرر الكاتب أن وجود أصل غير عربي للكلمة يتنافى مع الفصاحة والبيان. أضف إلى ذلك أن النص قد يكون في غاية الفصاحة ككل وإن لم تكن كل كلمة فيه هي الأفصح على الإطلاق بمفردها، فاختيار الكلمات في النص يخضع لاعتبارات غير كونها في أعلى درجات الفصاحة، كملاءمة جرسها للسياق وغير ذلك.

سادسا: حاول الكاتب أن يشكك في حكمة وصف غير المسلمين بالمغضوب عليهم والضالين، وفي الحكمة من تحفيظ الأطفال ذلك، وهذا تعرض منه لأصل عقيدة الإسلام وتشكيك في حقيتها، وأكتفي بشأن ذلك أن أقول له: من قال إن الحوار الذي تخشى عليه من حفظ الأطفال لسورة الفاتحة هو الحق الذي لا محيد عنه، لقد قامت الدلائل الكثيرة على حقية عقيدتنا، وليس هذا مجال بيانها، وللكلام تتمة، وللحق صولات وجولات.


كتبه خادم القرآن الكريم


سبط الجيلاني


--
إيلاف، 16 سبتمبر 2007

***

اقرأ: سلمان مصالحة | كيف نقرأ سورة الفاتحة


إقرأ أيضًا:
فهم المنطوق، مسائل تراثية وأبعاد راهنة


هل لدى العربيّ ما يفاخر به؟


هكذا، أضحى العرب مهزلة هذا العصر، وخشبة مهترئة تتقاذفها أمواج بحر متلاطم. إنّ العربيّ الصادق مع نفسه يعرف هذه الحقيقة، غير أنّه لا يني يواصل المكابرة والتغنّي بالأمجاد العريقة...

سفر المبدأ || الفصل الثاني والعشرون

ترجمة جديدة لفصل من التوراة

بمناسبة عيد الأضحى نقدم للقارئ العربي هذه الترجمة الجديدة من التوراة ومن الأصل العبري للفصل الذي يتطرّق لقصّة الذبيح المعقود إسحق.

تشاؤل


سلمان مصالحة || 

تشاؤل

العَيْشُ تَرْحَالٌ. فَإنْ
ضَاقَ المَدَى، فَٱرْحَلْ
إلَى وَطَنٍ بِقَلْبِكَ
أَوْحَدَا.

في مديح الربيع العربي


لقد أزاحت هذه الرياح كثبان البلاغة من طبقة العروبة الخارجية وكشفت ما كانت تُخفي تحتها من حقائق هذه المجتمعات. ولذا، يُخطئ من يسمّي هذه الحروب الدائرة حروبًا أهليّة...

صبحي حديدي || داريا، 22/4/2011

شهادة من المأساة السورية - 

"نحن نتابع التظاهرات منذ أربعة أسابيع فلم نر أيّ متظاهر يحمل عصا في يده. العصابات التي شاهدناها بأعيننا، واضحة، وبإذن الله أنا أقول الصدق، هي من المخابرات ونظام الأمن التابع للرئيس بشار..."

داليا رابيكوفيتش || ثلاث قصائد

 أرشيف: ترجمة من الشعر العبري 



داليا رابيكوفيتش || 

ثلاث قصائد

الجامعة || الفصل الثاني



ترجمة جديدة لفصل من التوراة:

روبرت فروست || نار وجليد

روبرت فروست || 

نار وجليد


يَقُولُ البَعْضُ: سَيَنْتَهِي العَالَمُ بِالنّارِ،
وَالبَعْضُ يَقُولُ: بِالجَلِيدِ.

هل يسيء الأزهر للذّات الإلهيّة؟

أرشيف:


لقد بدأ يتّضح لي أكثر فأكثر بأنّ للعرب مشكلة عويصة مع مصطلح "التّحرير". ليس فقط أنّهم لا يحرّرون أرضًا، بل وعلى ما يبدو فإنّهم لا يحرّرون نَصًّا أيضًا. وهكذا ينشر القائمون على الصّحافة، أو دور النّشر، كلّ ما يصل إليهم، دونما غربلة أو تحرير لنصّ أو كتاب...

سياسة التلاعب بالعواطف العربية

ولمّا كانت هذه القوى، بطبيعة الحال، تنظر هي الأخرى بمنظار مصالحها، نجد لزامًا علينا ألا نغرق في بحر من الأوهام التي تحاول هذه القوى إشاعتها.

سلمان مصالحة ||

سياسة التلاعب بالعواطف العربية


لا شكّ في أنّ المتتبع للكلام المنثور في وسائل الاتصال العربية، وعلى كافّة تنويعاتها، قد يتفاجأ من حجم العواطف المكدّسة فيه. قد تكون اللغة العربية التي نشأت وترعرعت على بلاغتها الأجيال العربية منذ قرون طويلة لم تتغيّر بعد. فالكلام في السياسة نثراً، كالكلام في الشعر نظماً ونثراً، محشوّ بعواطف جيّاشة يفقد فيها القارئ/المستمع القدرة على التفكّر في ما يقوله، أو لا يقوله، الكلام. إذ يكتسح ذهنه جرس الألفاظ، وتتابع النعوت والاستعارات. إنّ هذه الخاصية في الكتابة العربية هي جزء من المأزق الذي يعيشه العرب منذ عقود طويلة.

لا نريد العودة إلى الماضي البعيد لكي نبرهن على ما نقول، بل يكفي أن ننظر في أحوالنا الراهنة. 

لنترك جانباً لبعض الوقت القوى العظمى، أميركا وروسيا اللتين تتحدد نشاطاتهما على الساحة الشرق أوسطية استناداً إلى مصالحهما الكبرى على النطاق الكوني، وليس بالاستناد إلى الأخلاق، وما إلى ذلك من مقولات. بدل ذلك لننظر بعض الشيء في القوى الكبرى الأخرى الفاعلة في هذه الساحة، ونعني بهذه القوى إيران وتركيا وإسرائيل وهي قوى إقليمية مؤثّرة في المنطقة، لكنّها غير عربية.

ولمّا كانت هذه القوى، بطبيعة الحال، تنظر هي الأخرى بمنظار مصالحها، نجد لزاماً علينا ألا نغرق في بحر من الأوهام التي تحاول هذه القوى إشاعتها. ولمّا كان العالم العربي رجل المنطقة المريض جسديّاً وعاطفيّاً، فمن الطبيعي أن تتحوّل باحة بيته إلى سوق لعرض أدوية علاجية توهمه بالشفاء. 

وهكذا دخلت على الخط هذه القوى الإقليمية محمّلة بالشعارات الإسلامية في محاولة لدغدغة العواطف العربية. إنّ الشعارات الإسلامية القادمة من تلك القوى هي بمثابة القشرة الخارجية التي تخفي لبّ مصالحها القومية الجوهرية التي تحاول اقتطاعها من الكيانات العربية المشوهة. فبالنظر إلى الخطاب الإيراني. فقد كانت لغة الثورة الإسلامية التي أشيعت تخفي من ورائها لغة قومية فارسية، فالخطاب الإيراني كثيراً ما يُشدّد على مصطلح «ملة إيران» أي الأمّة الإيرانية. وعلى الجانب الآخر، بعد صعود الإسلاميين في تركيا، عادت إلى الظهور هناك اللهجة العثمانية وتصدّرت الخطاب التركي، وعلى وجه الخصوص في اللغة الإردوغانية السنّية. 

لقد عملت هاتان القوّتان الإقليميتان على استغلال القضية الفلسطينية فطرحت كلّ واحدة منهما شعارات فلسطين للتلاعب بمشاعر عامّة العرب الذين طالما تغنّوا بفلسطين واصفينها بقضية العرب الأولى. هكذا شاع استخدام «يوم القدس» والأيام الفلسطينية الأخرى في الخطاب الإيراني كما لو أنّ إيران تقف في مقدم الدفاع عن قضية العرب الأولى. 

ومع صعود الإسلاميين في تركيا، أخذوا يدلون بدلوهم في قضية العرب، وعلى وجه الخصوص بعد الانقلاب «الحمساوي» في غزة. فقد أخذ العثمانيون الجدد يلعبون على الوتر ذاته، كما لو أنّهم حامو حمى فلسطين. ولم تكن محاولات إرسال السفن لـ «كسر الحصار» على غزة سـوى ورقـة أخرى من أوراق اللعب على العواطف العربية والفلسطينية. لقد التقط العرب والفلسطينيون هذه الألغام المنصوبة فوقعوا في فخّ التعاطف مع تركيا، لدرجة رفع صور أردوغان في غزة وغيرها من المواقع كما لو كان زعيم الأمة الجديد. 

وها هم العثمانيون الجدد يبحثون الآن عن وسيلة لإعادة العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل ضاربين عرض الحائط بكلّ الشعارات الرنانة السابقة لأنّها أثبتت فشلها على الصعيد التركي، ولأنّ مصلحتهم القومية التركية فوق كلّ شيء في نهاية الأمر. 

لا يمكن أن يتحوّل العرب إلى قوّة فاعلة وهم على هذه الحال من التشرذم السياسي. يجب أن نرى الواقع كما هو، وليس كما هو في المخيلة والأوهام البلاغية. لا يوجد ولاء عربي واحد، فالولاءات السياسية هي بعدد هذه الكيانات السياسية، ولهذا من السهل التلاعب بها. 

وهكذا وصل العرب في هذه الأيام إلى وضع تفرقوا فيه أيدي سبأ، فقد أضاعوا فيه بوصلتهم الوطنية والقومية. فبين حانا ومانا، أو بين إيران وتركيا، أضاع العرب لحاهم وأُلقيت عروبتهم على قارعة الطريق.
*
الحياة، 28 يونيو 2016

صفحات مُغيّبة من تاريخ اليسار الفلسطيني

سلمان مصالحة ||

صفحات مُغيّبة من تاريخ اليسار الفلسطيني


في العقود الأخيرة، وفي سياق الصراع الإسرائيلي- العربي، كثيراً ما يُشار إلى كتابات من يُطلق عليهم مصطلح «المؤرّخين الجدد» الإسرائيليين الذين ينقبون في الأرشيفات ويعيدون كتابة تاريخ الصراع، كاشفين أموراً اختفت من الروايات الرسمية. لكنْ لزام علينا، أن نتساءل نحن أصحاب قضايانا، أين هم «المؤرخون الجدد» من أبناء جلدتنا العرب، والفلسطينيين منهم خصوصاً؟

من سار قد عثر


سلمان مصالحة ||

من سار قد عثر


الأرضُ في خَطَرْ، وَالّٰلهُ
فِي السّماءْ. مَنْ كانَ
قَدْ هَجَرْ، لَنْ يَرْتَوِي بِماءْ.

إميل حبيبي || المنبر الآخر

لقد أرسل إميل حبيبي هذه المسوّدة للبيان التأسيسي لإبداء الملاحظات عليه بواسطة الفاكس. في تلك الأيام لم تكن الثورة التكنولوجية قد شاعت بعد وعمّت العالم.

قضية العرب الأولى أم الأخيرة؟

طوال هذه الأعوام، ظلّ الفلسطينيون في الضفة والقطاع في حالة اتّكالية ينتظرون أن يأتي الفرج من الأنظمة العربية ومن منظمة التحرير...

أكفاريوم


أرشيف

سلمان مصالحة || أكفاريوم


نص نشر في مجلة "الكاتب" عام 1981




قراءة أولية في الوثيقة العلوية

العلوي في المجتمع - 

إعلان وثيقة إصلاح هويّاتي:

منذ القدم، وعلى خلفية الاضطهاد الديني للأقليّات، للذاكرة الجمعية دور هامّ في بلورة هويّة هذه الأقليات. لا يمكن التغاضي عن فتاوى التكفير سيئة الصيت، وفي مقدّمها فتوى ابن تيمية:

القيادة الشعرية للثورة التونسية


ذاكرة

كنت التقيت به في مهرجان لوديڤ للشعر المتوسّطي، ثمّ ذهب كلّ منّا إلى وطنه. حينما انطلقت انتفاضة الشعب التونسي، تواصلت معه للاطمئنان، فكان على ما يرام، بل وأكثر. إذ إنّه على عهده قد اصطفّ إلى جانب الشعب المنتفض، بل وأصدر لاحقًا بيانًا وسمه بعنوان ”بيان القيادة الشعرية للثورة التونسية“.

العلوي في المجتمع - إعلان وثيقة إصلاح هويّاتي

وثيقة -



مجموعة شخصيات من الطائفة العلوية في سورية تصدر وثيقة ذات أبعاد دينية وسياسية:


العلوي في المجتمع - إعلان وثيقة إصلاح هويّاتي





مرثية آذار


سلمان مصالحة ||

مرثية آذار


قَذًى بِعَيْنِكَ،
أَمْ بِالعَيْنِ أَخْبَارُ
إذْ أَشْرَفَ الشَّهْرُ؟
قَالَ: الدَّمْعُ آذارُ.

غسان شربل || لقد فشلنا

مختارات صحفية


وأخيرًا…
صحّ النوم ! هذا ما كنت أشرت إليه منذ عقود طويلة...

سورية في ذمة الله

 

كلّ من يعتقد أنّه يمكن للعجلات السورية أن تدور للوراء وكأنّ شيئًا لم يكن في كلّ هذه الأعوام فهو مُخطئ في تقديراته...

 

سلمان مصالحة || ما نحن


سلمان مصالحة || ما نحن


مقالات نشرت في الصحافة العربية

(1994-2004)

طبعة رقمية
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!